قضية إنسانية تتحول لعملية احتيال

لحظة ادعاء المرأة بأن بوبيت أعطاها الـ20 دولاراً
الزوجان داميكو وماكلير
جمعوا من المتعاطفين 400 ألف دولار
المرأة وصديقها والمتشرد
الزوجان والمشرد في بداية قصة الاحتيال
المحتالون الثلاثة بعد القبض عليهم
الرجل المشرد بوبيت
أثاروا القصة عبر وسائل الإعلام
8 صور

هل تذكرون قصة «المتشرد الشهم» التي حظيت بإعجاب واهتمام عالمي كبير خلال هذا العام الجاري 2018، والتي حدثت في الولايات المتحدة الأميركية، وأشعلتها امرأة تدعى «كيتلين ماكلير» بعد أن نشرت قصتها مع أحد المشردين عندما توقفت سيارتها فجأة في أحد الطرق، وحينها قام هذا «المتشرد الشهم» الذي يدعى «جوني بوبيت»، بإعطائها مبلغ 20 دولارًا، وهو آخر ما تبقى لديه وما يملكه أصلاً، حتى تشتري بعض الوقود للسيارة، وعليه قامت هذه المرأة بإنشاء حملة تبرعات لهذا الرجل، وجمعت من خلالها ما يقارب الـ400 آلاف دولار أمريكي لصالحه..؟ هل تتذكرون هذه القصة..؟، إليكم إذًا تفاصيلها الحقيقية.

وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، قد فجرت مفاجأة حول هذه القصة الشهيرة، والتي صار أصحابها رموزًا للإيثار والوفاء، بأن «سكوت كوفينا»، المدعي العام في مقاطعة «بيرلنغتون»، كان قد أعلن مؤخرًا بأن هذه الحادثة «مُــزيفـــة» ولا وجود لها على الإطلاق، إذ إن هذه «ماكلير» كانت قد اتفقت مع زوجها الذي يدعى «مارك داميك»، ومع هذا المتشرد «بوبيت»، على خداع الناس بتزييف هذه الأحداث، بهدف جمع المال فقط وسرقته.

وتابعت الصحيفة البريطانية، بأن النيابة العامة في ولاية «نيوجرسي» الأمريكية، كانت قد أعلنت بأنها قامت بتوجيه عدة اتهامات جنائية للمرأة وصديقها على إثر تورطهما في حياكة قصة كاذبة لمنابر صحفية، وذلك بالتواطؤ مع الرجل المتشرد نفسه، الذي كان الناس يعتقدون بأنه «شـهم»، كما أمرت المحكمة بإرجاع المال الذي جرى التبرع به إلى أصحابه، لكن المرأة ادعت أنها أنفقت مع صديقها كل ما تبرع به المتعاطفون على صفحة «فو فاند مي GoFundMe» التي أنشأها لهذا الهدف.

وقامت الجهات الأمنية يوم الأربعاء الماضي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، باعتقال الرجل المتشرد «بوبيت»، قبل أن يتم إطلاق سراحه تحت المراقبة، وبكفالة 50 ألف دولار أمريكي، هو وشريكيه الزوجين «داميكو» و«ماكلير» يوم الخميس، بعد أن تم توجيه عدة تهم لهم الثلاثة، من بينها تهمة «السرقة عن طريق الخداع»، ولم يدل أي منهم بأي تصريح للصحافة بعد أن أعلن محاموهم ذلك.

أما كيف تكشفت تفاصيل هذه الخدعة، أو عملية النصب الكبيرة التي كادت أن تنجح، فكانت في وقت سابق عندما قام الرجل المتشرد برفع دعوى قضائية ضد المرأة وصديقها، وقال إنه لم يستفد شيئًا مما قدمه المتعاطفون معه، وأنه لم يصله أي مبلغ مالي، إذ إن المرأة وصديقها «النصابين»، كانا قد احتالا أيضًا على المتشرد بعد أن قاما بالاحتيال على الناس بجذب تعاطفهم لما ادعوا حدوثه.