10«دويتوهات» تركت أثراً في ذاكرة الأغنية الخليجية

حسين الجسمي وراشد الماجد
راشد الماجد وأبو بكر سالم
يارا
عبدالكريم عبدالقادر
وردة الجزائرية وعبادي الجوهر
عبدالله رشـاد
يارا
محمد عبده
فضل شاكر
محمد عبده
نوال الكويتية وعبدالله الرويشد يقدمان «دويتو» «اعذريني»
ذكرى
راشد الماجد وعبدالكريم عبدالقادر
نوال الكويتية
راشد الماجد وأبو بكر سالم
16 صور

تزخر الساحة الفنية بكثيرٍ من المفاجآت، إذ يسعى المطربون إلى تقديم أعمال غنائية ترضي أذواق جمهورهم، لذا يطرحون كل عام أعمالاً جديدة «ألبومات وأغنيات منفردة» في سبيل زيادة انتشارهم على الساحة الفنية، والوصول إلى النجومية، فيما يتجه بعضهم إلى تقديم الأعمال المشتركة «دويتو»، وغالباً ما تلقى قبولاً كبيراً، خاصة إن كان طرفا الأغنية من الفنانين المعروفين ذوي القاعدة الجماهيرية الواسعة.
عديدٌ من أعمال الـ «دويتو» العربية الناجحة، قدمها مطربون من أجيال مختلفة حتى صارت من الأعمال الفنية العربية الخالدة، وفي أغلبها تدور حول العاطفة والمشاعر المرهفة، إلا أن بعضها يحمل رسائل فنية. ومن هذه الأعمال المشتركة إبداعاتٌ خليجية، فرضت نفسها بقوة على ساحة الفن منذ فترة التسعينيات الميلادية، وحققت نجــاحات ونسبة استماع عالية عبر أثير الإذاعات وقنوات «اليوتيوب» إلى أن أصبحت «الدويتوهات» الأكثر تداولاً، نستعرضها لكم في سياق التقرير التالي.

1 «كان ودي نلتقي»:

تعد هذه الأغنية من أوائل أعمال الـ «دويتو» الخليجية، وقد حققت شهرة كبيرة في الوطن العربي، تحديداً عام 1996. يومها لم تكن فكرة الـ «دويتو» منتشرة كثيراً، وساهم تصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب في تحقيقها نجاحاً هائلاً، وجمعت الفنانة نوال الكويتية والفنان عبدالله رشـاد، من كلمات الشاعر علي عسيري، وألحان خالد عبدالكريم. ومضى أكثر من 22 عاماً على طرح الأغنية، إلا أنها لا تزال الـ«دويتو» الخليجي الأشهر.

2 «أحــاول»:

في بداية الألفية الجديدة، ازدهرت الأغنية الخليجية كثيراً، ما شجَّع الفنانة نوال الكويتية والفنان فضل شاكر على طرح أغنية عاطفية حزينة من اللون الخليجي بعنوان «أحاول». وقد حظي العمل الفني المشترك بانتشار كبير على الساحة الفنية العربية، خاصة بعد نجاح الـ«دويتو» الأول لنوال. وتم تصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب، وتمتزج فيها أجمل معاني الحب بالعاطفة الحزينة. وحقق العمل الغنائي، الذي كتبه العاني ولحَّنه أحمد الهرمي نجاحاً منقطع النظير فترةً طويلةً من الزمن.

3 «حلمـنا الوردي»:

جمعت هذه الأغنية الجميلة «فنان العرب» محمد عبده بالفنانة الراحلة ذكرى، وتحديداً عندما طرح «أبو نورة» ألبومه الناجح «مذهلة» عام 2003، فتضمَّن أغنية «حلمنا الوردي»، وشكَّلت فيها ذكرى توأمة رائعة مع «فنان العرب». وتعد الأغنية من أجمل الـ«دويتوهات» الفنية في بداية الألفية الجديدة، وحظيت بانتشار كبير في الوسط الفني، وحققت أرقام استماع ومشاهدة كبيرة جداً.

4 «اعذريني»:

نجاحاتها في هذا اللون الغنائي، دفعت نوال الكويتية إلى طرح «دويتو» جديد، وهذه المرة مع الفنان عبدالله الرويشد بعنوان «اعذريني». وشكَّلا ثنائياً رائعاً في الأغنية، التي تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب، وحملت اللون العاطفي، من كلمات الشاعر الناصر، وألحان مشعل العروج. وطُرِحَ الـ«دويتو» عام 2005 وتميز بحواره الشيق والأنيق، وكلماته ذات المعاني العميقة، واعتبره كثيرون أفضل عمل خليجي قُدِّمَ في ذاك العام.

5 «ما فقــدتك»:

رحيل الفنانة ذكرى صاحبة الصوت الشجي حفر جرحاً كبيراً في وجدان محبيها وفي الوسط الفني، ما دفع الفنان عبدالله الرويشد إلى تضمين ألبومه «الرويشد 2008» أغنية بطريقة الحوار المفعم بالأحاسيس الجياشة بينه وبين ذكرى بعنوان «ما فقدتك»، من كلمات الشاعر علي مساعد، وألحان عبدالله الرويشد. وقد اختيرت الأغنية ضمن أفضل الأعمال الحزينة عام 2008.

6 «أبي شورك»:

شهد عام 2007 طرح إحدى أجمل الأغاني الخليجية من اللون الحزين بعنوان «أبي شورك» من كلمات منصور الشادي وألحان أحمد الهرمي، وجمعت الفنانين عبدالكريم عبدالقادر وراشد الماجد. وجاءت الأغنية بأسلوب الحوار القصصي بين الفنانين المميزين، واعتبرها كثيرون من أبرز المفاجآت في ذاك العام، وتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب.

ويُعد الفنان عبدالكريم عبدالقادر «صاحب الصوت الجريح» من أبرز الأصوات الخليجية، ما ساهم في تحقيق الأغنية، شهرةً واسعةً عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية، كما تصدَّرت برامج المسابقات الغنائية فترة طويلة.

7 «الموعد الضايع»:

طرحت الفنانة اللبنانية يارا التي قدمت أغنياتٍ من اللون الخليجي، عام 2010 «دويتو» بعنوان «الموعد الضايع» مع الفنان راشد الماجد. وحققت الأغنية التي جمعت الصوتين السعودي واللبناني في قالب حواري عاطفي، شهرة كبيرة، وتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب.

وتقدم الأغنية، وهي التجربة الأولى التي تجمع يارا وراشد، قصة حبٍّ بين عاشقَين بكلمات عاطفية مفعمة بمشاعر الحب والوفاء، كتبها الشاعر ساري ولحَّنها أحمد الهرمي.

8 «الغـرقان»:

في صيف 2009، طرح راشد الماجد وحسين الجسمي «دويتو» بعنوان «الغرقان» من اللون السريع، وبمجرد عرضه سرعان ما انتشر العمل في كافة أرجاء الوطن العربي، وبات المطلب الأول في مختلف الإذاعات والقنوات الفضائية وحديث الموسم، خاصة أن لحنها جاء متماشياً مع عصر الأغنية السريعة.

9 «سامح»:

عمل ثنائي، جمع الفنان الراحل أبو بكر سالم والفنان راشد الماجد، وتميَّز بكلماته ذات المعاني الجزلة حول التسامح وجمال الحياة.

و«سامح» أول عمل غنائي يجمع الفنانين المميزين، وقد حظي بنجاح كبير، خاصة بعد تصويره بطريقة الفيديو كليـب، واعتبره كثيرون من أفضل الأعمال الخليجية عام 2010، ومن أشهر «الـدويتوهات الخليجية»، خاصة أن راشد وأبو بكر يمتلكان شعبية كبيرة. والأغنية من كلمات الشاعر حمدان بن محمد آل مكتوم وألحان فايز السعيد.

10 «زمن ما هو زماني»:

فاجأ الفنان عبادي الجوهر والفنانة الراحلة وردة الجزائرية جماهيرهما بـ«دويتو» بعنوان «زمن ما هو زماني» عام 2012، من كلمات الشاعر طارش قطن وألحان النديم. والـ «دويتو» العاطفي، هو الوحيد للفنانة وردة الجزائرية طوال مسيرتها الفنية والأول للفنان عبادي الجوهر، وتم تصويره بطريقة الفيديو كليب، ويُعدّ من أبرز الأغاني الخليجية المشتركة.

رأي النقاد

10«دويتوهات» تركت أثراً في ذاكرة الأغنية الخليجية

عبَّرت الناقدة سهى الوعل عن رأيها حول أبرز «الدويتوهات الخليجية»، قائلة: «هذا النوع من الأعمال حقق نجاحاً كبيراً في فترة الثمانينيات والتسعينيات الميلادية أكثر من النجاحات التي يحققها الآن. ولا تزال تلك الأغاني مؤثرة حتى يومنا الحالي، علماً أن عناصر النجاح فيها تختلف من أغنية لأخرى، ومن أبرزها الإحساس المرهف للفنانين الذين قدموها على سبيل المثال، الـ«دويتو» الذي جمع عبدالله الرويشد ونوال الكويتية. فنظراً إلى ما يملكانه من إحساس مرهف ومشاعر جياشة، أصبح لـلـ«دويتو» ثقله ووزنه وحقق صدى واسعاً. وقد تحقق الأغنية النجاح بالخروج عن المألوف، كأن يؤدي فنانان، لم يتوقع جمهورهما أن يجتمعا في عمل فني يوماً، أغنية مشتركة، مثل الـ«دويتو» الذي جمع نوال الكويتية وفضل شاكر «أحاول». هذه الأغنية كانت بمنزلة المفاجأة لمحبي الفنانَيْن في بداية الألفية الجديدة، ومن أسباب نجاح العمل أيضاً وقوف أسماء كبيرة فنياً خلفه».

وأضافت الوعل: «هناك أعمال مشتركة أيضاً، حققت نجاحاً كبيراً، مثل العمل الذي جمع عبادي الجوهر ووردة الجزائرية، إذ بقيت الجماهير تردده جيلاً بعد جيل، وحافظ على مكانه في القمة، ومن أهم أسباب نجاح «الدويتوهات الخليجية» ملامسة الأغنية مشاعر المستمعين وأحاسيسهم وعواطفهم، وجمعها اسمين كبيرين لهما ثقلهما في الساحة الفنية وجماهيرهما الشغوفة بكل أعمالهما».

وحول عدم نجاح بعض الأعمال، قالت الوعل: «هناك فنانون لم يقدموا أعمالاً منفردة ناجحة خلال مسيرتهم، ما يؤثر في «الدويتوهات» التي يطرحونها، كما أن بعض «الدويتوهات» فشلت في الفترة الأخيرة، لكونها «أعمالاً مصطنعة» دون أي أحاسيس أو مشاعر». وأضافت: «الإحساس الطاغي للفنان له دور كبير في نجاح الـ«دويتو»، مثل العمل الذي جمع نوال الكويتية وراشد الماجد، إذ حقق صدى واسعاً نظراً إلى الكاريزما الفنية الرائعة للفنانَيْن المتألقَيْن، وإحساسهما المرهف، وتعاملهما الراقي مع الأغنية، ما يعني أن نجاح الـ«دويتو» لا يرتبط فقط بإسمَيْ الفنانَيْن المشاركَيْن فيه، بل وبإحساسهما ومشاعرهما الجياشة أيضاً».

وتابعت الوعل: «علينا أن نأخذ في الاعتبار كذلك مدى رغبة المنتج في نجاح العمل، مثلاً هناك «دويتوهات» تُنتج لمناسبة خاصة كمجاملة، لذا لا تحقق النجاح المطلوب».

أما عن «الدويتوهات» التي تجمع فناناً عربياً وآخر خليجياً، فقالت الوعل: «ليس بالضرورة أن تحقق مثل هذه الأعمال انتشاراً واسعاً، وأذكر عملاً جمع عبدالله رشاد ونوال الكويتية «كان ودي نلتقي» منتصف التسعينيات، وحقق نجاحاً عربياً». وأضافت: «أفضل هذه «الدويتوهات»، التي لم يُطرح مثلها في تاريخ الأغنية الخليجية وما زالت تحقق نجاحاً ساحقاً «كان ودي نلتقي» و«أحاول».

فيما أكد الناقد الفني حسين العبادي أن «الدويتوهات الخليجية» حققت نجاحاً وانتشاراً عربياً، إلا أن بعضها لم ينجح بسبب «الأمور المادية» وقال: «نعم، هناك «دويتوهات» صُرف عليها كثيراً، لكنها لم تعجب الذائقة الفنية للجمهور بسبب كلماتها العادية ولحنها البسيط، والغاية منها حصول الفنان على مبلغ كبير من شاعر أو منتج، يسعى إلى الشهرة، متناسياً أن جمهوره الذواق، والمختصين، والنقاد، سيقيِّمون عمله دون النظر إلى الإنتاج الكبير». وأضاف: «الدويتوهات» الناجحة ليست حكراً على الفنانين الكبار. فقد ينجح فنانون شبان في تقديم عمل رائع». وتابع: «نلاحظ أيضاً نجاح «دويتوهات» غير رسمية في برامج شهيرة دون تنسيق مسبق، مثلما حدث في برامج «جار القمر» و«تاراتاتا» و«دندنة».

وقال حسين العبادي: «نجح عبادي الجوهر مع فدوى المالكي في أغنية «المزهرية»، فشهدنا «تفاعلاً خطيراً بينهما»، وكذلك الحال مع يارا ومشاعل في «هيلي يا رمانة». هذه الأعمال غناها النجوم في البرامج الفنية الغنائية، وحققت نجاحاً كبيراً».

أما عن أكثر «الدويتوهات» الخليجية الناجحة، فأوضح العبادي أن أغنية «كان ودي نلتقي» لعبدالله رشاد ونوال الكويتية، التي طُرحت في التسعينيات، هي الـ«دويتو» الخليجي الرسمي الأول الذي يُطرح في «أسواق الكاسيت» وقتها، وحقق العمل نجاحاً كبيراً لروعة كلماته، والأداء المتقن من جانب الفنانَيْن الكبيرَيْن، وكم نفتقد لمثل هذه الأعمال الجميلة».

وأضاف: الـ «دويتو» الذي جمع «فنان العرب» محمد عبده والراحلة ذكرى «حلمنا الوردي» يعد من أفضل «الدويتوهات الخليجية»، نظراً إلى المكانة الكبيرة للفنانَيْن اللذين تألقا في تقديم العمل، وإيصال إحساسهما إلى الجمهور، وكذلك الحال مع الـ«دويتو» الذي جمع عبادي الجوهر والراحلة وردة «زمن ما هو زماني»، ففكرة العمل جاءت مختلفة وجميلة، وما زاد من نجاحه تصويره بطريقة الفيديو كليب».

كذلك تحدث الناقد عن الـ«دويتو» الذي جمع نوال الكويتية وعبدالله الرويشد «اعذريني»، قائلاً: «العمل لم يحقق النجاح المطلوب، كونه طُرح في وقت غير مناسب، كذلك الحال مع الـ«دويتو» الذي جمع نوال الكويتية وفضل شاكر «أحاول»، فلم يحظَ باهتمام كبير، لأن نوال لم تتمكن من تجاوز نجاح «كان ودي نلتقي». وتابع: الـ «دويتو» الذي قدمه راشد الماجد مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر «أبي شورك» لم يحقق النجاح الكبير، وكذلك الحال مع أغنية «سامح» مع أبو بكر سالم، والسبب أن الفنانَيْن اللذين قدم راشد العمل معهما، لفتا الانتباه إليهما أكثر من العمل. وأكد أن راشد طرح ستة «دويتوهات خليجية» لم تحظَ بالنجاح المطلوب، مشدّداً على أن أغنية «كان ودي نلتقي» لم تجد أي «دويتو» ينافسها حتى الآن..