تحتفي المدن العربية يوم الخامس عشر من مارس في كل عام بيوم المدينة العربية، والذى يصادف يوم ذكرى إنشاء منظمة المدن العربية عام 1967، وبهذه المناسبة لقد جمعنا لكم بعض القصائد الشعرية التي قالها شعراء في مدن عربية، وهي:
مدينة القدس
للقدس مكانة خاصة عند جميع الشعراء لأهميتها التاريخية والدينية والأثرية، فقد قيل فيها الكثير من الشعر في وصف جمالها ووصف محنة الاحتلال التي تعانيه، فمن عبدالرحمن العشماوي في قصيدته يا قدس، إلى نزار قباني وسميح القاسم ومحمود درويش، وغيرهم الكثير نورد لكم جزئية من قصيدة "في القدس" للشاعر تميم البرغوثي حيث قال فيها:
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
مدينة جدة
هناك الكثير من الشعراء الذين تغنوا في مدينة جدة التي تُكنى بعروس البحر، فمن الشاعر حمزة شحاتة، إلى طلال حمزة، إلى البدر بن عبدالمحسن والكثيرون غيرهم، نذكر منها ما قاله فيها الشاعر يحيى توفيق:
غادة البحر ما عشقت سواك السني منك والبهاء بهاك
كم عرفت الهوى على شاطئيك ورشفت الرحيق بين رباك
إيه يا جدة إن غربتني الليالي ففؤادي يهيم فوق رباك
يا عروس الحجاز ليلك سحر وجمالك الوجود في مغناك
مدينة الرياض
وأيضاً تغنى الكثير من الشعراء في مدينة الرياض فمن غازي القصيبي في قصيدته " أنت الرياض" إلى سعود بن سليمان اليوسف في قصيدته " بلادي وداعاً وإن كنت الرياض" إلى جاسم محمد الصحيّح في قصيدته " الرياض غادة البيد" إلى البدر بن عبدالمحسن في قصيدته "وجه الرياض" ، ونورد هنا شعراً جميلاً قيل فيها للشاعر العراقي يحيى السماوي الذي كتب قصيدة عنوانها " في ظلال المصمك " ، وأهداها إلى مدينة الرياض حيث قال فيها:
تطير حمامة روحي
إلى واحةٍ سيّجتها التراتيل
يجلس فيها الصباح
على شرفات الأصيل
مباركة الرمل والعشب ـ قالت حمامة روحي ـ
صبيحة ألقت عليّ السلام
وودعتها بالدعاء الجميل
تحط حمامة روحي
على شرفة في " المصمّك " :
من هاهنا كان بدء الصهيل الذي
جاء بالسلسبيل
عشية صلى فتانا الجليل
وسل حسام اليقين
مضيئاً لنا يومنا والسبيل
مدينة دمشق
ماذا نقول عن دمشق فالكثير من الشعراء الأفذاذ من خلدوها بقصائدهم، فمن أين نبدأ من ابنها نزار قباني أم من أمير الشعراء أحمد شوقي أم من شاعر العراق محمد مهدي الجواهري في قصيدته "دمشق يا جبهة المجد" أم من محمود درويش في قصيدته "في دمشق" أم من سعيد عقل في قصيدته "قرأت مجدك" التي نورد منها:
قرأتُ مجدَكِ في قلبي وفي الكُتُـبِ شَـآمُ ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
إذا على بَـرَدَى حَـوْرٌ تأهَّل بي أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
شآمُ... لفظُ الشـآمِ اهتَـزَّ في خَلَدي كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
أنزلتُ حُبَّـكِ في آهِـي فشــدَّدَها طَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَـرَبِي
مدينة بغداد
أسرت بغداد العديد من الشعراء قديماً وحديثاً الذين كتبوا عنها قصائد جميلة جداً، كأبي علاء المعري، إلى أحمد رامي ونزار قباني إلى أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال فيها:
دع عنك روما واثينا وما حوتا
كل اليواقيت في بغداد والتؤم
دار الشرائع روما كلما ذكرت
دار السلام لها القت يد السلم
ما ضار عنها بيانا عند ملتام
ولا حكتها قضاء عند مختصم
ولا امتدت في طراز من قاصرها
على رشيد ومأمون ومعتصم
من الذين اذا سارت كتائبهم
تصرفوا بحدود الارض والتخم
مدينة بيروت
تحتل مدينة بيروت مكانة مميزة في قلوب الشعراء في العالم العربي، حيث تغنى بها الكثير من الشعراء كالشاعر محمود درويش و نزار قباني وغازي القصيبي وجبران خليل جبران، وغيرهم الكثير ونورد هنا مقطع من قصيدة لبيروت للشاعر جوزيف حرب التي غنتها فيروز، حيث قال فيها.
لبيروتْ….
مِن قلبي سلامٌ لبيروت….
و قُبَلٌ للبحرِ والبيوت….
لصخرةٍ كأنّها وجهُ بحّارٍ قديم….
هيَ مِن…..روحِ الشّعبِ خمرٌ …
هي مِن….عرَقهِ خبزٌ وياسمين…..
فكيف صار طعمها…طعم نارٍ ودخان….