"موسم الشرقية" نافذة جديدة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة

جادة3
الدكتور عبدالله الملغوث
2 صور

يقدم "موسم الشرقية" نافذة جديدة لدعم رواد الأعمال السعوديين، وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والأسر المنتجة، من خلال دوره في انعاش حركة النقل والضيافة والتجزئة والتسوق والمطاعم وغيرها نظراً للإقبال الكبير لزوار المنطقة الشرقية من داخل المملكة وخارجها لحضور الفعاليات المتميزة والنوعية التي يقدمها الموسم خلال الفترة من 14 إلى 30 مارس الجاري.

والزائر للمنطقة الشرقية هذه الأيام، يلاحظ منذ الوهلة الأولى الحركة المتزايد والانتشار الواسع لعربات الأطعمة المتنقلة "الفود ترك Food Truck " والتي أتاحت للشباب السعودي فرصة بيع أطعمتهم خلال فعاليات الموسم المنتشرة في مدن المنطقة، وليس ذلك فحسب بل أبرزت هذه المشاريع قصص تلاحم رائعة للحياة الزوجية والعائلية داخل عربة الطعام، من أجل البدء في مشاريع استثمارية ناجحة، توفر الحياة الكريمة وتحسن الظروف المعيشة للأسر بزيادة الدخل ومواجهة متطلبات الحياة المتزايدة. حيث قدم "موسم الشرقية" فرصة قيّمة للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها طيلة أيام الفعاليات أمام الالاف من الزوار.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث، إن الدور الاستراتيجي الذي يقوم به "موسم الشرقية" هو تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال زيادة الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على مصدر واحد وهو النفط، وأن مثل هذه المواسم تسهم بفاعلية في فتح المجال لريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد عليها اقتصاديات العديد من دول العالم بنسب متفاوتة تصل في بعضها إلى 90%.


وأكد المغلوث، أن "موسم الشرقية" يفتح نافذة جديدة للعديد من المشاريع الناشئة بالبدء في مشاريعها وهي فرصة جيدة للتعاطي مع مثل هذه الفعاليات واكتساب الخبرة العملية والحصول على ربح في بداية المشوار الاقتصادي خلال فترة قصيرة تشهد الالاف من الزوار الذين ينفقون في مختلف المجالات.


وأضاف، أن الموسم يٌعد تجربة رائدة لإيجاد كوادر وطنية مدربة وجيدة تعمل في اعداد وتنظيم فعالياته المتنوعة لكافة الفئات وفق قيمنا وعاداتنا، لجذب المواطنين والمقيمين لهذه المواسم وهو ما يشجع السياحة الداخلية، واقتطاع جزء ولو يسير في هذه المرحلة من كعكة السياحة الخارجية، فضلاً عن دور الموسم في توفير العديد من فرص العمل المؤقتة أو الدائمة للكوادر الوطنية. حيث يوفر هذا الموسم نحو 3000 وظيفة مؤقتة لأبناء وبنات الوطن.


وأشار المغلوث، الى أهمية منح تأشيرات للسائحين من الخارج من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سوف يعزز مفهوم هذه المواسم كما هو حاصل في كثير من الدول، ويحرك الاقتصاد من خلال وجود قوة شرائية جديدة في المنطقة وبالتالي تشغيل قطاع الايواء والنقل والتجزئة والضيافة والمطاعم وغيرها، بالإضافة إلى زيادة مشتريات الهدايا والمنتجات الاثرية والشعبية التي تشتهر بها المنطقة الشرقية.


وأعرب الخبير الاقتصادي، عن أمله في تكاتف جميع الجهات الحكومية وفي القطاع الخاص لدعم السياحة الداخلية وتعزيز دورها الاقتصادي والاجتماعي، لتحقيق عوائد ثقافية واجتماعية واقتصادية تسهم في تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وفقاً لرؤية المملكة 2030 الهادفة إلى رفع مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي من 20% إلى 35% بحلول عام 2030م، باعتبارها الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي.


يذكر أن "موسم الشرقية" يٌعد أول موسم السعودية الإحدى عشر التي تم الإعلان عنها مؤخراً ضمن (برنامج جودة الحياة 2020) الذي اعتمده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (حفظه الله)، والذي يٌعتبر أحد برامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 .