تساؤل مثير تجيب عليه دراسة طبية: لماذا يصاب غير المدخنين بسرطان الرئة؟

ثلث من يخضعون لجراحة سرطان الرئة من غير المدخنين
تضاعفت أعداد مرضى سرطان الرئة من غير المدخنين
أصيبت ديبرا بسرطان الرئة مع أنها لم تدخن سيجارة في حياتها
3 صور

بعد أن أثبتت دراسات عديدة، أكد نتائجها أهم وأشهر أطباء مرض السرطان بأن المدخنين الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، أبرزت إحصائيات طبية إصابة ثلث البشر في بعض الدول من فئة غير المدخنين بمرض سرطان الرئة. وفي القرن الحادي والعشرين تحديداً ارتفع عدد إصابات غير المدخنين بمرض سرطان الرئة.

يصاب الآلاف بسرطان الرئة القاتل على الرغم من أنهم لم يدخنوا سيجارة على الإطلاق، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية حدوث ذلك. وتضاعفت أعداد المصابين بـ«سرطان الرئة» من غير المدخنين في السنوات الأخيرة، بحسب دراسات طبية حديثة.

ومن بين هؤلاء ديبرا مونتاغيو، البالغة من العمر 54 عامًا، والتي تم تشخيص إصابتها بمرحلة متقدمة من سرطان الرئة. وتقول مونتاغيو إنها لم تدخن سيجارة طوال حياتها، موضحة أنها مطالبة بإبلاغ الأطباء والممرضين والممرضات باستمرار بأنها لم تدخن سيجارة في حياتها على الإطلاق، خشية أن يتم «الحكم عليها بأنها مدخنة أو «خشية» أن تلام بسبب التدخين لإصابتها بالسرطان، وفق ما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وموقع «سكاي نيوز».

وتقول ديبرا إن الناس يحكمون على المصابين بسرطان الرئة بأنهم مدخنون بالضرورة، ذلك لأن المرض مرتبط بشكل عام بالتدخين.

وفي الواقع، فإن التدخين يعتبر عاملاً رئيسيًا في الإصابة بسرطان الرئة، نظرًا إلى وجود نحو 60 عاملاً كيماويًا مسرطنًا في السيجارة، وأنه مسؤول عن 85 في المئة من حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان، فإن الباحثين يعتقدون أن الإصابة بالمرض بين فئة «غير المدخنين» تشهد زيادة في السنوات الأخيرة.

وبحسب دراسة قام بها الباحث والمستشار في جراحة الصدر في مستشفى برومبتون الملكي «إريك ليم» فإن عدد حالات الإصابة بمرض سرطان الرئة بين غير المدخنين تضاعف في السنوات الأخيرة.

ووفق الدراسة التي نشرت في دورية السرطان الأوروبية، فإن عدد من أجروا عمليات جراحية لإصابتهم بسرطان الرئة من غير المدخنين بلغت نحو ثلث إجمالي هذا النوع من العمليات الجراحية.

ويوضح ليم أن هناك صعوبة في تشخيص غير المدخنين بمرض سرطان الرئة، وهذا يعني أنه لا يتم الكشف عن الإصابة بالمرض إلا في مراحله المتأخرة، وعندما يصبح العلاج أكثر صعوبة.

وأضاف أن تشخيص الإصابة بسرطان الرئة تتأخر عمومًا لعدم ظهور أعراض مثل الألم أو السعال، كما هو الحال في بدايات الإصابة بالمرض، وبالتالي فليس من اليسير على الطبيب أن يرسل المريض لإجراء فحص سرطان الرئة.

وعن تجربتها الخاصة باكتشاف المرض، قالت ديبرا إن طبيبتها استمعت إلى السعال الذي بدأت تعاني منه مؤخرًا، وأوضحت لها أن السعال صاف ولا يظهر شوائب، وأنها طلبت إجراء صورة أشعة للصدر وفحص دم لمزيد من التأكيد فقط.

وبعد أيام قليلة اتصلت بها الطبيبة وقالت لها إن فحص الدم كان طبيعيًا لكن عليها أن تعيد تصوير الأشعة لدى مستشار في الجهاز التنفسي، وأظهرت الصورة أن إحدى الرئتين سليمة، لكن الرئة الأخرى كانت ضبابية، وطلب المستشار بناء على ذلك إجراء مزيد الفحوص والتصوير المقطعي، لكن تم التأكيد لها أنها لا تعاني من سرطان الرئة. وبعد صدور نتائج التصوير المقطعي، حاول المستشار في البداية، عدم إبلاغها بالنتيجة، لكن بعد أن ضغطت عليها ديبرا قال لها إنها تعاني «على الأرجح» من السرطان.

واضطرت إلى إجراء فحص خاص يشمل الجسم كله ويكشف عن السرطان، وعندها تأكد الأمر، وتبين أنها تعاني من ورمين خبيثين في رئتها اليمنى وامتد المرض إلى وركها الأيمن.

وكشف ليم أنه من الصعوبة بمكان سبب زيادة إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة، لكن من الأسباب المحتملة لذلك التعرض للمركبات الكيماوية العضوية المتطايرة التي توجد في مواد التجميل ومزيل العرق وملطفات الجو وبخاخ التنظيف.

ويعد التلوث وزيادة مستوياته في الجو من بين الأسباب الأخرى المسبب لسرطان الرئة. فعلى سبيل المثال تشير دراسات إلى أن حالات سرطان الرئة المرتبطة بالتلوث في بريطانيا تقدر بحوالي 3600 حالة سنويًا.