مستشار تربوي: شهرة الأطفال تسلبهم طفولتهم

إن كان للطفل موهبة حقيقية لابد من توجيهها الوجهة الصحيحة
للشهرة أعباء ومتاعب لا يطيقها الصغار
المستشار أحمد النّجار
4 صور

في ظل التمدّد التكنولوجي الذي تربّع في كل مسافاتنا، أصبحتْ مشاركة خصوصية أطفالنا أمرًا جاذبًا ومعتادًا، حتى وصل الأمر بالبعض إلى هوس الشهرة وحب الأضواء، وأصبحنا نشاهد وجوهًا طفولية انتقلت إلى صفوف المشاهير، فما أثر تلك الشهرة المبكرة على الأطفال، وماذا لو اشتُهِروا لـميزة أو إبداع في ظل متاهة الأضواء، فهل يمكننا تقنين ذلك:
بيّن المستشار الأسري والتربوي أحمد النجار، بأن الشهرة تشكل خطرًا قويًا على الكبار البالغين الراشدين، فكيف بالأطفال الصغار غير المدركين لتبعات الشهرة وما تستلزمه من جهد وتعب وتكاليف إضافية لا يطيقها الطفل الصغير أبدًا، لأنها تمثل عبئًا إضافيًا من ناحيتين:

تبعات الشهرة

lshhr.jpg
الأولى: على ماذا أشتهرَ الطفل، فإقحام الأطفال في بعض المواقف لينالوا شهرة يستمتع بثمراتها الكبار ويتحمل تبعاتها الأطفال هي عمل لا إنساني وغير مسؤول ولا يتفق مع حقوق الطفل في المعرفة والموافقة والاختيار، ناهيك إن كان سبب هذه الشهرة - وهذا هو الغالب - مواقف سخيفة وأعمال غير مدروسة بعناية يتم فيها الزج بالأطفال دون أن يكون لديهم القدرة العقلية التي تمكنهم من الاختيار والموافقة، وعندما يكبر الطفل ويصبح مدركًا سيكره نفسه ويكره من زج به في هذا العمل.
الثانية: ما يتبع تلك الشهرة من أعباء ومتاعب والتزامات وتَصنَع، وهذه الأمور لا يطيقها الأطفال ولا يملكون القدرة اللازمة للتعامل معها بما فيها من متاعب، وسوف تؤثر عليهم سلبًا في كل مناحي حياتهم، وتمنحهم شعورًا زائفًا بالقوة والتفوق، ثم عندما تنتهي سيصدمون بأنهم أضعف مما يتخيلون بكثير، كما أنها تحرمهم من الاستمتاع بأجمل سنوات حياتهم.

اكتشاف المواهب

mwhb.jpg
كيف يمكن للأهل التعامل مع الطفل الذي يمتلك موهبة على الميديا بطريقة مقننة؟
يقول النجار: «إذا كان لدى الطفل موهبة حقيقية، فلا بد أن يعمل الأهل على تطويرها وتنميتها وتوجيهها إلى وجهتها الصحيحة.
وهنا يجب أن نتحدث عن تعريف الموهبة وهي: قدرة خاصة تُكسب الإنسان مهارة صعبة فيتمكن من القيام بها بكل سهولة، وهي تولد مع الطفل ولا يمكن اكتسابها، ولكن يمكن تنميتها وتطويرها والاهتمام بها لتصل لحد الاحتراف.
وينشأ هنا سؤال ملح: كيف نعرف ما هي الموهبة التي يتمتع بها الطفل؟ والإجابة: نلاحظ شغف الطفل وتركيزه واهتمامه لأمر ما، فقد يكون هذا الشغف هو نتاج موهبته التي يتمتع بها، فمثلاً: لو لاحظنا أن الطفل لديه شغف بالفك وإعادة التركيب، فهذا قد يكون دليلاً على وجود موهبة القدرة على إصلاح الأشياء والاختراع، وهنا يجب أن نبدأ بتطوير هذه المَلكة، ولكن هناك مواهب لا تحتاج من الآباء جهدًا في اكتشافها فهي واضحة جلية، مثل: مهارة الرسم، الخط أو الغناء، فتلك مواهب فطرية واضحة وتستطيع الأسرة تطويرها وتنميتها وإعادة توجيهها، لتصب في مصلحة الطفل أولاً ثم في مصلحة مجتمعه، ولكن عندما يُسيطر مرض الشهرة على الأسرة فلن يكون همهم مصلحة الطفل بقدر ما يهمهم تحقيق شهرة حتى ولو كانت ستدمر الطفل.