2 صور

النجاح هو مطلب الكثير من الأشخاص في هذه الحياة، وعلى الرغم من أن التطور الذي نشهده اليوم في كافة المجالات ساهم في حدوث ذلك بشكل أسرع، فقد ظهر العديد من النماذج التي تمكنت من تحقيق النجاح في سن مبكرة، لذا بات الكثيرون في عجلة من أمرهم لتحقيق ما يرجون وأصبح ذلك وتيرتهم وديدنهم الخاص كل يوم.


ولكن هل يبدو ذلك أمراً صحيحاً بالمطلق؟ «سيدتي نت» التقى المدرب الشخصي/ محمد الشريم، ليُجيبنا على هذا السؤال، فقال: «يستعجل الكثير من الناس حدوث النجاح وقد يعود ذلك لعدة أسباب منها:


أسباب استعجال النجاح

- أن يكون الشخص غير معتاد على النجاح ولا يستشعر قيمة نجاحاته وإنّ بدت صغيرة.
- حين يقارن الشخص ذاته بأقرانه وزملائه الذين نجحوا، فتتملكه الرغبة بسرعة اللحاق بهم أو تخطيهم.
- عدم إدراك أن النجاح مسألة متعلقة بالوعي والفكر، لذا فهي حالة ذهنية أيضاً.
- عدم التحلي بالصبر.
- عدم اقتناع الشخص بفكرة التحسين المستمر وبناء عادات جديدة ولو بخطوات صغيرة مستمرة.


النجاح المتين نابع عن استحقاق واستمرار

ويضيف: «على سبيل المثال، عند الالتحاق بأحد الأندية الرياضية، نرى بعض الشباب أو البنات حديثي الالتحاق بالنادي الرياضي، يستعجلون النتائج سواءً فيما يتعلق بفقدان الوزن أو بناء العضلات، فيلجأ البعض منهم إلى استخدام مكملات تسرع في بروز عضلاتهم أو حمل أوزان ثقيلة تفوق طاقتهم، ما يضرهم جسدياً وربما يتوقفون عن التمارين بشكل نهائي، قياساً على ذلك الاستعجال في النجاح المالي أو الوظيفي أو في بناء علاقات جيدة مع الآخرين، فالعجلة قد تُسبب الكثير من الإرهاق الجسدي والمعنوي، لذلك كل نجاح متين وعميق وظاهر للعيان، يسبقه هدف واضح وقدرة على تخيل النتائج واستحقاق عالٍ ومثابرة واستمرار، فبدون الاستحقاق العالي والمثابرة، قد يحدث تدمير ذاتي يعود به إلى الصفر».


النجاح الداخلي قبل الخارجي والاستمتاع بالرحلة!

ويستطرد: «النجاح الخارجي لا يحدث دون نجاح داخلي، والمقصود من النجاح الداخلي، هو أن يُغيّر الفرد ما بداخله من برمجة قديمة ربما تكون سلبية وعائقة عن النجاح والتطور، واستبدالها ببرمجة نافعة، وهذا الأمر قد يتطلب بعض الوقت، ثم إن البعض لا يدرك أن الفكرة ليست في الوصول للهدف والذي هو بلا شك مهم، وإنما في الاستمتاع بالرحلة، وذلك من خلال العمل بحب، لأن العمل بحب ينتج عنه رضا ومال ومتعة ونجاح راسخ صحيح، لذا بشكل عام النجاح المبكر لا يعني بالضرورة الاستعجال في النجاح».

 

التحسينات الصغيرة تقود للنجاح

وأخيراً يقول الشريم: «ينبغي على الفرد لكي ينجح، أنّ يحرص على القيام بتحسينات صغيرة ومستمرة وتطوير المهارات، فهي في حقيقتها نجاحات قائمة على أسس صحيحة، هذه التحسينات ترفع وعي الإنسان واستحقاقه ومهاراته وعاداته وطريقة تفكيره، وتُساهم في تغيير الكثير من قناعاته وتوسيع قاعدة علاقاته، وقدرته على القيام بعد السقوط والاستمتاع بالرحلة، كل هذا يُعتبر نجاحاً، وكلما كان الإنسان أكثر وعياً، كان أكثر استمتاعاً وحكمة، حينها تنفتح له أبواب الفرص».