المترجمون السعوديون: عقبات خفية تمنع الوصول للعالمية!

المترجمون السعوديون، عقبات خفية تمنع الوصول للعالمية!
فهد الهذلول
بين اللغات والترجمة، فرق!
مهارة التعامل مع أحدث التقنيات المساعدة في الترجمة
فدوى محمد
عبدالرحمن السيد
وافي الثقفي
8 صور

التطور التكنولوجي فرض التقارب الثقافي في كافة بقاع العالم، ما حفّز الكثيرين لتعلم اللغات ومن ثمّ الخوض في مجال الترجمة ودراستها أكاديمياً أو ممارستها كهواية، وكلا الفريقين يعتقدان انّ الترجمة هي الوجه الآخر للنص، ويتفقان بأنّ لهذه المهنة متاعبها الخاصة التي لا يدركها الغالبية، وبمناسبة اليوم العالمي للترجمة الذي وافق 30 سبتمبر، تستعرض "سيدتي" آراء بعض الشباب والفتيات في المحيط السعودي، حول العقبات التي يواجهها المترجم وبعض المواقف التي يصادفها.

العقبات التي يواجهها المترجم السعودي

العقبات التي تواجه المترجم السعودي


عدم وجود جهة تنظيمية!

المترجمة  فدوى محمد تقول: "أبرز العقبات هي عدم توفر جهة مُنظِمة للمترجمين السعوديين ما أدّى إلى تشتت الكثير وفقدانهم لمصدر موثوق يوضح حقوقهم ويوفر لهم الخدمات اللازمة، منظمة المترجمين الأمريكيين مثلاً، توفر عضوية واختبار وورش عمل ومؤتمرات وفرص عمل وقائمة بأسماء أعضاءها للعملاء الذين يبحثون عن مترجمين، أما ما يخص الخريجين للأسف فالكثير من الجامعات لا توفر التدريب ضمن متطلبات التخرج، ويشتكي الخريجين عند بحثهم عن فرص تطوع لممارسة الترجمة، ما يؤدي إلى قلة الثقة في النفس والإحباط والبحث عن مجالات أخرى.

وتستطرد: "تواصل معي عدد من طالبات الجامعة ذات مرة وطلبنّ كتابة وترجمة مقالات إنجليزية، فيما بعد اكتشفت من الأسئلة التي تمّ طرحها أنّ المقالات عبارة عن واجب أكاديمي، هذا الأمر كان مضحك ومفاجئ بالنسبة لي"

التأهيل الجامعي بعيد عن الواقع!

فهد الهذلول، أكاديمي ومترجم فوري، يرى أنّ أكبر صعوبة تواجه الهاوي للترجمة هو عدم وجود موارد تزوده بمهارات الترجمة، مثل عدم وجود دبلومات مخصصة، فيضطر للتعلم الذاتي فيُخطئ بشكل متكرر بدون معرفة الأخطاء، أما الطلاب فالتحدي الأكبر لهم هو التأهيل، فالتأهيل خلال فترة الدراسة يفتقر إلى ملامسة الواقع، كما أنّ غالبية المعلمين لم يُمارسوا الترجمة بشكل واقعي وغالباً ما يصلون لمناصبهم بتدرج أكاديمي فيركزون على النظريات دون التطبيق.
ويُضيف:"المترجم السعودي المحترف يجد صعوبة من الوصول للعالمية بسبب أنّ الرواتب التي يحصل عليها المترجم في غالبية دول العالم منخفضة وتوجد منافسة من جنسيات أخرى تكلفة المعيشة في دولهم أقل".

بين اللغات والترجمة، فرق!

عبد الرحمن السيد، شاعر ومترجم ومؤسس مبادرات إلكترونية، يرى أنّ التراخيص التي تُمنح للكثيرين دون رقابة لاحقة تؤثر على جودة الترجمة، وكذلك ظهور منصات إلكترونية تعرض خدمات الترجمة بأسعار زهيدة مقابل الجودة الرديئة والاعتماد على الترجمة الآلية، ويعتقد أنّه من المضحك المبكي عدم وعي الناس بالفرق بين تعلم اللغات ومزاولة الترجمة، فالأخيرة علم قائم على أساليب واستراتجيات محددة، كما أنّ الترجمة العلمية تختلف عن الأدبية وعن الدينية، فكل مجال له مهارات خاصة، وقال:"في إحدى المحافل العامة، طُلب مني القيام بالترجمة الفورية لأحد رجال الدين وكانت سياق كلمته ديني بحت ولست متخصصاً في الترجمة الشفهية، وكان علي الارتجال دون تحضير"!

مهارات سوق العمل

معلم اللغة الانجليزية والمترجم "وافي الثقفي" يقول: "المترجم السعودي يُعاني من أمرين، أولهما وجود فجوة كبيرة بين ما يتعلمه الطالب وما يواجهه في سوق العمل، فالجامعات لا تُلقي بالًا لمهارات لا يستغني عنها المترجمون،لاسيما المستقلين منهم، أهمها مهارة التعامل مع أحدث التقنيات المساعدة في الترجمة ومهارة التسويق لأنفسهم، وثانيها شح الوظائف".


وفقاً لموقع وكالة "Marstranslation" الأمريكية المختصة بالترجمة لأكثر من 120 لغة، ذكر أنّ اللغة الألمانية تتربع على عرش اللغات الأكثر طلباً، وتأتي اللغة العربية في المرتبة الثانية بين اللغات الأعلى أجراً للمترجمين إليها، ومن ثمّ الفرنسية فالاسبانية واليابانية.