ملحم بركات رحل غاضباً... وفي ذكرى وفاته الثالثة تجاهله الإعلام اللبناني

ملحم بركات
من جنازة ملحم بركات
من جنازة ملحم بركات
3 صور

باردة مرّت الذكرى الثالثة لرحيل الموسيقار ملحم بركات، فوسائل الإعلام اللبنانية اليوم مشغولة بتغطية أخبار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، برامجها توقّفت وهواؤها مفتوح على مدار الساعة للناس في الساحات وللمحللين السياسيين في الستوديوهات، أما ملحم بركات، فطوت ذكرى رحيله النسيان، حتى أنّ الصحافيين الذين كانوا مقرّبين منه، والفنانين الذين كانوا على صداقة معه لم ينتبهوا إلى الذكرى، الذي عادت لتحمل معها أوجاع الأيام الأخيرة، التي كان فيها الموسيقار يعاني من شائعات الموت التي قتلته وهو لا يزال على قيد الحياة.


في المستشفى حيث قضى أيّامه الأخيرة، عرّى ملحم بركات الكثير من الصحافيين والفنانين، أنهى يومها حفلاته، ودخل ليبدأ علاجه من مرض السرطان، وحرص على إخفاء الخبر عن الجميع.


عرف ابنه ملحم جونيور بمرضه وأخبر والدته مي حريري، التي أذاعت الخبر يومها، فوصل إلى الإعلام أنّ الموسيقار يلفظ أنفاسه الأخيرة.


غضب يومها الفنان الكبير، الذي أحيا مهرجانات الصيف وهو يتألم، محاولاً إخفاء ألمه، خوفاً من نظرات الشفقة، ونفى خبر مرضه عبر إذاعة "صوت الغد"، مؤكّداً أنّ ما يعاني منه مجرّد "ديسك" يحتاج إلى عمليّة بسيطة.


"شو هيدا سرطان؟" قالها يومها مستنكراً، خائفاً من الشفقة، ومن أن يضطر إلى عيش معركته الصعبة أمام أعين الإعلام، كان يعلم أنّ الكل يعرف بمرضه، وأنّهم لن يصدّقوا نفيه، إلا أنّه أصرّ على النفي مؤكّداً أنّه بخير.


التزمت الكثير من وسائل الإعلام الصّمت، وتواطأت مع الموسيقار، هو مصاب بالديسك إذاً هو مصاب بالديسك، إلا أنّ بعض الصحافيين والفنانين سارعوا إلى الاصطياد بالماء العكر، وكانوا يبثّون بشكلٍ شبه يومي أخباراً عن وفاته، تسارع العائلة إلى نفيها، حتى أنّ الموسيقار تساءل في أيّامه الأخيرة أمام زوّاره، عن السبب الذي يدفع بالبعض إلى كتابة خبر نعيه "ماذا يستفيدون من موتي؟"، يومها أطلقت ابنته غنوى صرخة عتاب من قلب محروق، لكل فنان وصحافي يستعجل موت أبيها.


وانقسم يومها الصحافيون، البعض اعتبر أنّ الفنان ملك جمهوره وأنّه لا يحقّ لأبو مجد أن "يبخل" على جمهوره بخبر مرضه، بينما تفهّم البعض الآخر أسبابه.


الأيام الأخيرة كانت الأقسى في حياة الموسيقار، فقد انتشر المرض بسرعة رهيبة في جسده وكان خيار إجراء الجراحة متأخراً جداً، وكانت عضلة قلبه تعمل بنسبة 29 بالمئة فقط، فكان الحل بالعلاج الكيميائي الّا أنّ عضلة قلبه لم تتحمّل ما أدّى الى امتلاء جسده بالسوائل، فأدخل إلى العناية المركزة.


في أيامه الأخيرة، تسببت عضلة قلب أبو مجد الضعيفة بتعطيل جميع وظائف جسده الحيوية، ما استدعى إدخاله إلى غرفة العناية القلبيّة المشدّدة، فدخل المستشفى بسبب السرطان، وتوفي بسبب مشاكل القلب.


وقضى أسبوعه الأخير في غيبوبة، كان قلّما يستيقظ، إلى أن وافته المنية في 28 أوكتوبر.


في جنازته، كانت الفاجعة في خلاف أولاده من زوجته الأولى مع ابنه ملحم جونيور، من طليقته مي حريري، الذي دفع ثمن ما عاناه والده بعد تسريب خبر مرضه.


وبعد الجنازة، اختلف الورثة على إرث مادّي، وانحرفت التغطية الإعلامية من رصد تاريخ الفنان وما تركه خلفه من أعمالٍ خالدة، إلى تغطية أخبار خلافات طوتها الذاكرة، التي عادت اليوم وطوت ذكرى رحيل الفنان، في بلد يعيش اليوم أسوأ أيامه. رحم الله الموسيقار ملحم بركات.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"