أسماء المواليد والاضطرابات النفسية

لتفادي الخلافات عند اختيار اسم المولود عند إصرار أحد الوالدين على اسم معين ينصح الدكتور مهدي العنزي استشاري الطب النفسي الوالدين بإشراك الأصدقاء في ترجيح إحدى الكفتين، أو باللجوء إلى القرعة في حال الوصول إلى طريق مسدود.

قد يلجأ الوالدان كجزء من الحل إلى إطلاق اسم آخر، أو لقب على الطفل، بحيث يملك الطفل أكثر من اسم، أحدهما الاسم الحقيقي المعروف في الأوراق الرسمية، والآخر هو المتعارف عليه بين الناس، وهذا يحدث بشكل نادر في العادة، وغالبا ما يكون لذلك قصة معينة، وهذا ضد الحكمة من تحديد الاسم وهو تمييز الشخص من الآخر.

وفي جميع الأحوال يجب على الوالدين وضع مصلحة الطفل فوق كل اعتبار لما للاسم من تأثير كبير عليه؛ فالأسماء المضحكة، والمدعاة للاستخفاف تؤدي إلى إيذاء مشاعره، وإلى إحساسه بالحرج أمام الآخرين، وفقدان الثقة بالنفس، وهذا من شأنه أن ينعكس مستقبلا على تحصيله الأكاديمي، وعلى حياته الأسرية، وعلاقاته الاجتماعية، وبشكل أكبر على صحته النفسية التي قد يصيبها الاضطراب، وقد يلجأ للانطواء والانعزال عن محيط الأهل والأصدقاء؛ تجنبا لردود الفعل الساخرة التي قد يجدها منهم، وهنا ينصح بتغيير الاسم كجزء من العلاج؛ حتى يشعر بالرضا عن النفس وتقدير ذاته.

كل مسمى من اسمه نصيب

يشير الدكتور خالد المشيقح إلى ما ذكره ابن القيم -رحمه الله تعالى- في هذا الإطار من أن الاسم له تأثير على المسمى، ويضيف المشيقح: «الواقع يشهد على ذلك فكثير من الأسماء لها تأثيرها على أصحابها»، ويؤيد الدكتور مهدي العنزي تلك المقولة حيث يرى أن للمرء فعليا من اسمه نصيبا إذا كان المقصود منه الأثر النفسي، والتقبل الاجتماعي. وهذا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما غير بعض أسماء الصحابة بأسماء مستحبة، ومقبولة المعنى. أما إذا كان المقصود منه المواصفات الجسدية فهذا غير صحيح إطلاقا.

أسماء على الموضة
بين فترة وأخرى يظهر رواج لبعض الأسماء، وتجد إقبالا كبيرا من قبل الآباء، ومن ذلك شخصيات الأبطال في الدراما التركية مثل: نور، ومهند، وعاصي، والغريب وغيرها. ويعلق الدكتور خالد المشيقح على ذلك قائلا: «للأسف اتجهت التسمية اليوم إلى تلك الأسماء التي تحمل معاني رخوة، أو أنها أسماء أعجمية، أو أسماء مشاهير من ممثلين، ومغنين فيكونون قدوة للأولاد، وكان الأولى أن ينظر إلى السلف الصالح وأن يسمي بأسمائهم».

ويعتبر الدكتور مهدي العنزي أن إصرار الوالدين على اختيار الأسماء لمجرد الرغبة في التفرد باسم جديد، أو للترنم بحروفها بغض النظر عن معانيها هو نوع من حب التفرد والتميز، وهي رغبة طبيعية لدى الإنسان لكن في بعض الأحيان قد لا يحالفه التوفيق في الاختيار إذا لم يلتفت إلى معناها، وما إذا كانت تشير إلى معنى جميل، أو قبيح، أو لا معنى لها أصلا.

أسماء ممنوعة
تنص المادة الخامسة والأربعون من نظام الأحوال المدنية وتعديلاته واللائحة التنفيذية في السعودية بأنه لا يجوز اشتراك أخوين، أو أختين من الأب، أو الابن مع أبيه في اسم واحد إذا كان الاثنان على قيد الحياة، كما لا يجوز تسجيل اسم مخالف للشريعة الإسلامية.

وعدا ذلك لا توجد لدى الأحوال المدنية قائمة بالأسماء الممنوعة، وهو ما يشير إلى أن تسجيل المواليد في الغالب يخضع لميزان الشرع، والعادات والتقاليد. ومن الأسماء الصريحة التي منعت بناء على فتوى دينية هو «ملاك» إلى جانب أسماء أخرى منعت صراحة مثل: «شوعي»، و«شوعية».

وتمنع أيضا التسمية بالأسماء التي تعود معانيها لمعابد يهودية، أو أسماء أصنام مثل «أبو الهول». وكذلك الأسماء الغريبة غير المتوافقة مع عادات المجتمع، وهذه يتم النظر فيها خاصة إذا أصر الأب على التسمية بها.