mena-gmtdmp

أضوى عدنان أكبر مصممة الأزياء السعودية: أنا جسر بين جيل والدي وجيلنا الحالي

أضوى عدنان أكبر مصممة الأزياء السعودية
أضوى عدنان أكبر

بدأت رحلتَها في عالمِ الأقمشةِ والألوانِ متأثِّرةً بمسيرةِ والدها رائدِ التصميمِ السعودي، وحوَّلت شغفَها، الذي يكبرُ يوماً بعد آخر، إلى رسالةٍ وإلهامٍ لكلِّ الفتيات. في عملها، تمزجُ بين إرثِ دارِ عدنان أكبر Adnan Akbar، ولمستها العصريَّةِ مع المحافظةِ في الوقتِ نفسه على الهويَّةِ الثقافيَّةِ لبلادها. أضوى عدنان أكبر رحلةُ مصمِّمةٍ مبدعةٍ، طموحُها العالميَّة، نُعرِّفكم عليها في الحوارِ الآتي.

حوار : زهراء الخالدي
تصوير: لينا مو 


أضوى عدنان أكبر

المصممة أضوى عدنان أكبر



كيف بدأتِ رحلتكِ في عالمِ التصميم، وهل ترين أنكِ تسيرين على خطى والدكِ؟

منذ طفولتي، وأنا أعيشُ بين الأقمشةِ والألوان، وبالتأكيدِ كان والدي، حفظه الله، مصدرَ إلهامي الأوَّلَ في المجال. الأمرُ، لم يكن مجرَّد تقليدٍ، بل كان شغفاً حقيقياً، نما وينمو معي كلَّ يومٍ. في البدايةِ، لم أكن متأكِّدةً إذا ما كنت سأتبعُ المسارَ نفسه، لكنْ مع الوقتِ، اكتشفتُ أن عالمَ التصميم يسكنني، وأن لدي رسالةً، أطمحُ لإيصالها عبر تصاميمي.

أنتِ ابنةُ أوَّلِ مصمِّمِ أزياءٍ سعودي، كيف تصفين شعوركِ خاصَّةً أنكِ تواصلين هذا الإرثَ اليوم؟

إنه مزيجٌ من الفخرِ والمسؤوليَّة. والدي، لم يكن مجرَّد رائدٍ في مجالِ التصميم، والدي كان يحملُ هويَّةً ثقافيَّةً واضحةً في أعماله. اليوم، أشعرُ بأنني أحملُ أمانةً، وأسعى إلى أن أكون امتداداً لهذا الإرثِ، وبالطبع مع إضافةِ لمستي الخاصَّة.

ما أبرزُ التحدِّياتِ التي واجهتكِ عندما تولَّيتِ المنصبَ الإبداعي في دارِ عدنان أكبر؟

التحدِّي الأكبر كان الحفاظَ على هويَّةِ الدار، ومواكبةَ التغيُّراتِ السريعةِ في عالمِ الموضة أيضاً. لقد حرصتُ على المحافظةِ على الروحِ التي تُميِّز تصاميمنا بالتوازي مع إضافةِ صوتي، ورؤيتي الخاصَّة، وهذا التوازنُ لم يكن سهلاً.

من أين تستمدِّين إلهامكِ عند تصميمِ مجموعةٍ جديدةٍ؟

استمدُّ الإلهامَ من كلِّ شيءٍ حولي. أستلهمُ تصاميمي من التراثِ، والطبيعةِ، والقصصِ التي أسمعها، وحتى من الحالاتِ الشعوريَّة. كذلك، السفرُ واكتشافُ ثقافاتٍ مختلفةٍ، يُغذِّيان خيالي بشكلٍ كبيرٍ.

تمزجين بين الروحِ الكلاسيكيَّةِ للدارِ، ولمستكِ العصريَّة، كيف تفعلين ذلك؟

أرى نفسي جسراً بين جيلِ والدي، وجيلنا الحالي. أعتمدُ قصَّاتٍ، وتفاصيلَ، تحملُ الطابعَ الكلاسيكي، لكنَّني أقدِّمها بأقمشةٍ جديدةٍ، وألوانٍ غير تقليديَّةٍ، وتطريزاتٍ معاصرةٍ. كلُّ قطعةٍ أصمِّمها، تُجسِّد حواراً بين الماضي والحاضر.

يمكنك أيضًا التعرف على المصممة السعودية نوف الراشد

 

 

 

"«مجموعة كنوز» إحتفاء بالجمال المدفون في أرض السعودية"

 

 

من تصميم المصممة أضوى عدنان أكبر

 

 


هل هناك رموزٌ، أو عناصرُ تراثيَّةٌ سعوديَّةٌ، تحرصين على إدراجها في تصاميمكِ؟

بالتأكيد. كثيراً ما أستلهمُ من الزخارفِ الإسلاميَّة، والتطريزِ النجدي والحجازي، والألوانِ التقليديَّةِ التي زيَّنت أزياءَ النساءِ قديماً. أحرصُ دائماً على إضفاءِ لمحةٍ سعوديَّةٍ أصيلةٍ على كلِّ مجموعةٍ.

ماذا عن مجموعةِ «كنوز» التي قدَّمتِها خلال أسبوعِ الموضةِ في الرياض، ما الفكرةُ منها؟

أستطيعُ وصفَ مجموعةِ «كنوز» بأنها احتفاءٌ بالجمالِ المدفونِ في أرضِ السعوديَّة، خاصَّةً المجوهراتِ القديمة، والقطعَ التقليديَّةَ المزيَّنةَ بالأحجارِ الكريمةِ الخام. أردتُ إبرازَ أن الأصالةَ كنزٌ، ويجب الحفاظُ عليها، وأن جمالنا، يكمن في تراثنا.

شاركتِ في تصميمٍ خاصٍّ بـ «يوم التأسيس»، كيف تعكسُ تصاميمكِ الهويَّةَ الوطنيَّة؟

«يوم التأسيس» مناسبةٌ عزيزةٌ على قلوبنا، وشكَّلت بالنسبةِ لي فرصةً لتجسيدِ القيمِ التي تأسَّست عليها دولتنا. استخدمتُ نقوشاً مستوحاةً من التراثِ السعودي العريق، وألواناً مستمدَّةً من طبيعةِ بلادنا، مع لمسةٍ معاصرةٍ، تُظهِرُ تطوُّرَ هويَّتنا بأسلوبٍ أنيقٍ.

كيف ترين تطوُّرَ الموضةِ السعوديَّة اليوم، وما موقعُ دارِ عدنان أكبر في هذا المشهد؟

الموضةُ السعوديَّة، تشهدُ اليوم نهضةً حقيقيَّةً، تترافقُ مع وعي وشغفٍ كبيرَين. الأجملُ أن تصاميمنا، بدأت تظهرُ في منصَّاتٍ عالميَّةٍ، ودارُ عدنان أكبر كانت من الروَّادِ الذين مهَّدوا لهذا الطريق، ونحن مستمرُّون في الابتكارِ، والإسهامِ في هذا الحراك.

ما طموحاتُكِ المستقبليَّةُ للدار، وهل تُخطِّطين للتوسُّعِ عالمياً بشكلٍ أكبر؟

أطمحُ إلى أن تكون دارُ عدنان أكبر حاضرةً بقوَّةٍ في العواصمِ العالميَّة، مع الحفاظِ على روحنا الأصيلة. نحن نسعى إلى أن نكون نموذجاً، يُظهِرُ أن الهويَّةَ المحليَّة، يمكن أن تكون مصدرَ إلهامٍ عالمياً.

ومن عالم الأزياء و التصميم ما رأيك بالتعرف على المصممة السعودية فداء القعود

 

"نحن مستمرون في تمهيد الطريق للموضة السعودية للوصول إلى العالمية"

 

 

من تصميم المصممة أضوى عدنان أكبر

 

 


حالياً نشهدُ تغيُّراً في أذواقِ العملاء، وتنوُّعاً في الأسواق، كيف تتعاملين مع الأمر؟

الاستماعُ للعملاءِ أمرٌ أساسٌ للنجاح. أتابعُ السوقَ باستمرارٍ، وأحرصُ على التواصلِ مع العملاءِ لفهم احتياجاتهم، كما أسعى إلى تحقيقِ التوازنِ بين ذوقِ المرأةِ السعوديَّة، والذوقِ العالمي، والحفاظِ في الوقتِ نفسه على جودةِ التصميم وهويَّته.

هل هناك تعاوناتٌ، أو مشروعاتٌ جديدةٌ يمكنكِ مشاركتنا إياها؟

نعم. هناك مشروعاتٌ عدة قيد التحضير، وتعاوناتٌ مع علاماتٍ دوليَّةٍ. لا أستطيعُ الكشفَ عن التفاصيلِ الآن، لكنَّها ستُطرَح قريباً، بإذن الله.

ما القطعةُ من تصاميمكِ التي تعدِّينها الأقربَ إلى قلبكِ، ولماذا؟

فستانُ «الشمس» في نسخته الثانيةِ الذي اختتمنا به عرضَ أزياءٍ خلال أسبوعِ الموضة في الرياض. أشعرُ بأنه يُجسِّد مشاعري بوصفي ابنةً ومصمِّمةً في آنٍ واحدٍ.

ما النصيحةُ التي تُقدِّمينها لكلِّ فتاةٍ سعوديَّةٍ تحلمُ بدخولِ عالمِ الأزياء؟

آمني بنفسكِ، وادرسي المجالَ بعمقٍ. لا تكتفي بالشغفِ، بل طوِّري مهاراتكِ، وتذكَّري أن التصميمَ ليس موضةً فقط، إنه رسالةٌ وهويَّةٌ أيضاً. كوني دائماً فخورةً بثقافتكِ.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط