mena-gmtdmp

مصممة الأزياء السعودية الهنوف الجهني: أحلم بترجمة هوية المملكة في قطع كوتور عالمية

من تصميم المصممة الهنوف الجهني
من تصميم المصممة الهنوف الجهني

هي من أيقوناتِ الذوقِ الرفيع والهويَّةِ السعوديَّة المعاصرة، واسمٌ، شقَّ طريقه نحو العالميَّةِ من خلال تصميمِ أزياءٍ راقيةٍ، بل إن فساتينَ الزفافِ التي تُصمِّمها، أصبحت حلمَ كلِّ فتاةٍ ترغبُ في أن تكون إطلالتُها مميَّزةً ومختلفةً. مصمِّمةُ الأزياءِ الهنوف، مؤسِّسةُ دارِ الهنوف للأزياء الراقية، التقيناها في حوارٍ ملهمٍ حول تصاميمها.

حوار :زهراء الخالدي 
نصوير : لينا مو 


الهنوف الجهني

من تصميم المصممة الهنوف الجهني


كيف تقدِّمين «الهنوف» لقرَّاءِ «سيدتي» وتحدِّثينهم عن انطلاقتكِ في المجال؟

أنا الهنوف القبساني الجهني من مواليدِ 5 يناير 1993، المؤسِّسةُ والمديرةُ الإبداعيَّةُ لدارِ الهنوف للأزياءِ الراقية. بدعمٍ من والدتي، حفظها الله، انطلقت دارُ الهنوف بوصفها علامةً سعوديَّةً عامَ 2012، ومع مرورِ الأعوام، احتلَّت علامتنا الصدارةَ بوصفها أوَّلَ وأشهرَ دارِ أزياءِ زفافٍ «كوتور» في السعوديَّة، وعلامةً معتمدةً رسمياً من شركةِ سواروفسكي Swarovski العالميَّة. درستُ بجامعةِ الملك عبدالعزيز في جدة، كليَّة الإدارةِ والاقتصاد، وهذه الدراسةُ صقلت مهاراتي الأكاديميَّة، وأسهمت لاحقاً في إنشاءِ المنشأةِ التجاريَّة للدار. أيضاً، درستُ في المعهدِ الفرنسي للموضة IFM، وتخرَّجتُ فيه مدربةً معتمدةً بمجالِ إدارةِ الأزياء الفاخرة. اكتسبتُ من هذه الخبرةِ والدراسة أسلوباً لخلقِ التوازنِ بين الحِرفيَّة الأوروبيَّة، والهويَّةِ السعوديَّة بثقافتها. خطواتٌ متوازنةٌ وواثقةٌ، أسهمت في اختياري ضمن لجنةِ تحكيمِ مسابقةِ سواروفسكي العالميَّة وهيئةِ الأزياءِ السعوديَّة.

كيف بدأت رحلتُكِ في عالمِ التصميم، وهل حلمتِ بذلك في طفولتكِ، أم اكتشفتِ هذا الشغفَ مع الوقت؟

تأثَّرتُ في طفولتي بوالدتي، وجدتي، رحمها الله، بحبِّهما للأزياءِ، واهتمامهما بأدقِّ التفاصيل. الأشياءُ من حولي، تُلهمني لأحوِّلها بخيالي، وأرسمها بخاماتٍ فاخرةٍ، تُطرَّز بأيدٍ، تهوى الكمال. رحلتي مفعمةٌ بالطموحِ والشغف، والأزياءُ بالنسبة لي هويَّةٌ، رسالةٌ، وأسلوبُ حياةٍ.

ماذا عن تأسيسِ دارِ الهنوف، وما عناصرُ نجاحها؟

البدايةُ كانت بسيطةً، لكنَّها مملوءةٌ بإصرارٍ كبيرٍ على النجاح. واجهتُ خلال الرحلةِ تحدِّياتٍ كثيرةً. تعلَّمتُ، واجتهدتُ، وكانت لدي رؤيةٌ واضحةٌ. نسجتُ حلمي خيطاً بخيطٍ، والحمد لله، أصبح اسمُ علامتنا دار الهنوف اليوم مصدرَ إلهامٍ، وأسهمت في الارتقاءِ بقطاعِ الأزياء في السعوديَّة بكلِّ فخرٍ.

ما الذي يُلهمكِ عند التحضيرِ لتصميمِ قطعةٍ جديدةٍ، وهل ترين الحلمَ جزءاً من عمليَّةِ الإبداعِ لديكِ؟

التصميمُ إلهامٌ عابرٌ، وإحساسٌ داخلي، يُعبِّر عن نفسه. يُلهمني كلُّ ما يحملُ روحاً: مشهدٌ، قِصَّةٌ، شعورٌ، وحتى لحظةُ صمتٍ. أؤمنُ بأن الحلمَ شرارةُ الإبداعِ الأولى فكلُّ قطعةٍ أصمِّمها، تبدأ بحلمٍ راودني، ثم تتحوَّلُ في خيالي إلى فخامةٍ، تُروى بخيطٍ وتفصيلٍ.

ومن عالم التصميم والأزياء يمكنك التعرف على المصممة السعودية بشاير القنيبط

 

"فستان زفاف «عروس نجد» يجمع بين الرقة الملكية والتفاصيل العصرية بتطريز ناعم ثلاثي الأبعاد"

 

 

من تصميم المصممة الهنوف الجهني

 

 

 

ما أكثر تحدٍّ واجهكِ في مسيرتكِ المهنيَّة، وكيف تغلَّبتِ عليه؟

التحدِّي الأكبر الذي واجهني، هو الاعترافُ بتصميمِ الأزياءِ الراقية في السعوديَّة بوصفه فناً، وحِرفيَّةً متخصِّصةً. من خلال دعمِ هيئةِ الأزياء التابعةِ لوزارةِ الثقافة، تغلَّبنا في دارِ الهنوف على كلِّ التحدِّيات، مؤمنين بأنه لا شيءَ صعبٌ، أو مستحيلٌ.

تصاميمكِ تحملُ طابعاً فريداً، ما الرسالةُ التي تحلمين بإيصالها للعالمِ عبرها؟

أحلمُ بأن تحملَ تصاميمي رسالةً واحدةً واضحةً: «الأناقةُ الحقيقيَّةُ، تنبعُ من الهويَّة». أريدُ لكلِّ امرأةٍ ترتدي قطعةً من تصاميمي، أن تشعرَ بالعزَّةِ والرقي، وأن ترى في التفاصيلِ حكايةَ جمالٍ، تُشبهها وتُشبه أرضها. أمَّا رسالتي للعالم، فهي: «الفخامةُ تجسيدٌ راقٍ لأصالتنا بأسلوبٍ عالمي».

ما القطعةُ التي صمَّمتِها وتشعرين بأنها كانت تحقيقاً لحلمٍ راودكِ لفترةٍ؟

فستانُ زفافِ «عروس نجد»، إذ استلهمته من فستانِ زفافِ والدتي، وجمعَ بين الرقَّةِ الملكيَّة، والتفاصيلِ العصريَّةِ بتطريزٍ ناعمٍ ثلاثي الأبعاد، وباللونِ العاجي الحالم. لقد شكَّل قصَّةً، احتضنت الجمالَ الأنثوي بكلِّ فخرٍ. كان أكثر من مجرَّدِ فستانٍ، كان تجسيداً لحلمٍ في داخلي، رأى النور.

إذا مُنِحتِ الفرصةَ لتصميمِ شيءٍ دون قيودٍ، ما حلمكِ الذي ستُحوِّلينه إلى تصميمٍ؟

سأحوِّلُ هويَّةَ السعوديَّة، وثقافتها العريقةَ إلى أزياءِ كوتور عالميَّةٍ، تُعرَض في باريس. أي تصميمٍ، يُعرَض على المنصّاتِ، صُمِّم دون قيودٍ، وينطقُ بالفخامة، ويحملُ اسمنا بروحٍ عصريَّةٍ، تنافسُ أكبر دورِ الأزياءِ العالميَّة. ذاك هو حلمي الأكبر.

هل ترين أن التصميمَ وسيلةٌ لتحقيقِ الأحلامِ بالنسبةِ لكِ، ولمَن ترتدي من تصاميمكِ؟

نعم، أؤمنُ بأن التصميمَ، هو جسرٌ بين الحلمِ والواقع، وطريقتي لتحقيقِ أحلامي. بالتأكيد، تصميمُ فستانِ الزفاف، هو حلمٌ للحظةٍ خالدةٍ، وننسجه ليكون واقعاً فريداً لكلِّ عروسٍ. فرحتها بتصميمٍ يشبهها، ويعكس شخصيَّتها، هو نجاحٌ جديدٌ، يضيف لي.

نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع المصممة كارين طويل

 

"التعاون بين فنون التراث ودار الهنوف محطة مهمة لنا، إذ جمعت بين أصالة الموروث السعودي ورقي الكوتور العالمي"

 

 

من تصميم المصممة الهنوف الجهني

 

 

 

شكَّلت المجموعةُ التعاونيَّةُ بين فنونِ التراث ودارِ الهنوف للأزياءِ الراقيةِ علامةً مميَّزةً. حدِّثينا عن هذا التعاون، وكيف دمجتِ بأسلوبكِ الراقي بين التراث والحداثة؟

شكَّل التعاونُ بين فنونِ التراث ودارِ الهنوف محطَّةً مهمَّةً لنا، إذ جمعت بين أصالةِ الموروث السعودي، ورقي الكوتور العالمي. استلهمتُ الرموزَ التراثيَّةَ بعنايةٍ، وأعدتُ صياغتها بأسلوبي الخاصِّ، فحوَّلتُ النقوشَ التقليديَّة إلى تطريزاتٍ ناعمةٍ، والخاماتِ التراثيَّة إلى تصاميمَ راقيةٍ، تُجسِّد الحداثةَ بجوهرٍ أصيلٍ. كانت المجموعةُ تجسيداً أنيقاً لعبارة: «من الجذورِ تنبتُ الفخامة».

رؤيةُ وطن، ورفيعةُ الشأن، والثريا، والهبوب، والماسةُ السوداء وغيرها، لكلٍّ منها طريقةُ تصميمٍ، وقِصَّةٌ، وخاماتٌ، تجعلها حلمَ كلِّ سعوديَّةٍ ترغبُ في ارتداء قطعةٍ فاخرةٍ. حدِّثينا عن أهمِّ مراحلِ الوصولِ لهذا التعاون الراقي؟

أحرصُ على أن يكون كلُّ فستانٍ قطعةً فنيَّةً فريدةً، لا تتكرَّر، وأن يحملَ قِصَّةً، وإحساساً خاصاً. مراحلُ التعاون، تضمَّنت دراسةً عميقةً للتراث، واختيارَ خاماتٍ فاخرةٍ، ودمجها بتقنيَّاتٍ حديثةٍ، لتكون كلُّ قطعةٍ حلماً، يعكسُ الأصالةَ والفخامة.

كيف ترين مستقبلَ التصميمِ والأزياءِ في السعوديَّة اليوم، وهل وصلنا للعالميَّة؟

مستقبلُ التصميمِ والأزياءِ في السعوديَّة واعدٌ ومبشِّرٌ، إذ يشهدُ القطاعُ نمواً متسارعاً بدعمٍ من رؤيةِ 2030. قُدِّرت قيمةُ سوقِ الأزياءِ السعودي بنحو 30 مليار دولارٍ أمريكي في 2023، ومن المتوقَّع أن تصل إلى 42 مليار دولارٍ بحلول 2028. يُعزِّز هذا النمو مبادراتٌ مثل «100 براند سعودي» التي تهدفُ إلى دعمِ المصمِّمين المحليين، وتمكينهم من الوصولِ إلى الأسواقِ العالميَّة، كما أن مشاركةَ المصمِّمين السعوديين في فعاليَّاتٍ دوليَّةٍ مثل أسابيع الموضة في نيويورك وباريس، تُبرِز الحضورَ السعودي المتزايد على الساحةِ العالميَّة. بناءً على هذه التطوُّراتِ، يمكن القولُ إن السعوديَّة، تسير بخطى ثابتةٍ نحو العالميَّةِ في مجال الأزياء، مع الحفاظِ على هويَّتها الثقافيَّة الغنيَّة. أنظارُ العالمِ تتَّجه نحو أسبوعِ الموضةِ الجديد الذي بدأ قبل عامين، والعميلُ السعودي هو الأقوى والأكثر استهلاكاً، ويتمتَّعُ بذوقٍ رفيعٍ، وحسٍّ عالٍ، والآن أصبح هو المنتج أيضاً.

الكثيرون يحلمون بأن يصبحوا مصمِّمين بارزين، ما النصيحةُ التي تُقدِّمينها لهم بناءً على خبرتكِ؟

نصيحتي لهم: اصنعوا هويَّتكم قبل تصاميمكم. تعلَّموا، استلهموا، لكنْ لا تُقلِّدوا، فالعالمُ لا يبحثُ عن نسخةٍ مكرَّرةٍ، بل عن توقيعٍ فريدٍ، يُشبهكم ويُعبِّر عنكم. والأهمُّ: الصبرُ والإصرارُ فهما سرُّ النجاحِ الحقيقي.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط