في المساحات الخارجية، قدم بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الثانية المقامة حالياً قسم "المظلة "الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية المصنوعة بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية، وتتناول مفهوم الحديقة في الحضارة الإسلامية. فمنذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، كانت الحديقة دوماً مكاناً مثالياً للتأمل والتفكر في علاقة الإنسان مع السماء والأرض.
تحتوي هذه المساحة على الأعمال الفنية ذات الصلة بعالمنا المحسوس، وتتناول مفهوم الحديقة في ثقافتنا والمسائل البيئية المعاصرة، إضافة إلى جوانب من واقعنا الاجتماعي. سيتجول الزوار خلالها عبر أربعة مسارات تهدف لحثهم على التفكر والتعلم والمناقشة.
أعمال المظلة في بينالي الفنون الإسلامية
عرضت تحت المظلات البديعة لصالة الحجّاج الغربية ضمن بينالي الفنون الإسلامية عشرون عملاً فنياً معاصراً بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية وبإشراف القيم الفني على أعمال الفن المعاصر في بينالي الفنون الإسلامية 2025 الفنان السعودي مهنّد شونو. تتناول تلك الأعمال جملة مواضيع مُلِحَّة في العصر الراهن، وتُشكَل بمجموعها حديقةً عامرةً بالأفكار والمفاهيم. تسبر هذه الأعمال وجهات نظر وسرديّات وهويّات ومنظومات قِيَم متنوِّعة مُستلهَمة من مجتمعات محليّة مختلفة، يجمع فيما بينها مفهوم الحديقة الإسلامية كفضاء مفتوح للخيال.
وقال القيّم الفني مهنّد شونو أن معظم الأعمال الفنية المعاصرة استجابة لموضوع النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية (وما بينهما)، حيث يقدم فيها الفنانون تجاربهم الذاتية في الدين الإسلامي والممارسات المحلية، والشؤون الاجتماعية والبيئية التي تحظى باهتمام واسع في عصرنا الحاضر.
وأضاف "تحمل هذه الحوارات الثرية بين القطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة، في سياق الهوية الإسلامية، الكثير من الإلهام والتحفيز. والسؤال الذي نسعى للإجابة عنه هو: كيف يتعامل المجتمع اليوم مع المعاني الروحانية والثقافة، ومواضيع الهوية؟".
ولطالما كانت الحدائق عبر العصور وعبر ثقافات عديدة فضاءً للإصلاح والتجديد والإعجاب وملجاً للروح. وفي الثقافة الإسلامية، تمثل الحديقة رمزًا لتجسيد مكانة الإنسان بين الأرض والسماء.

و بالاستناد إلى التصميم الإسلامي ونموذج "شار باغ" للحديقة، تسعى "المِظَلَّة" إلى تفكيك مفهوم الحديقة وإعادة بنائها من خلال تركيبات جديدة ومبتكرة:
المدخل والمسار: تشير الأعمال الفنية من قسم "المدخل والمسار" إلى معاني الدخول والعبور واكتشاف الذات والتحول في تجربة مادية ومعنوية فريدة تدمج أو تولد حركة الجسد عبر المساحات. تستند هذه الأعمال إلى تجارب عميقة ذاتية، تحوّلت من خلالها إلى تركيبات ذات صدى عالمي. ويضم الأعمال التالية:
- "جعلك بالجنة"- فاطمة عبدالهادي.
- "ما سمعته في الوادي"- بلال علاف.
- "درجة حرارة الهواء"- لوسيا كوخ.
- "براميل"- تاكاشي كوريباياشي.

الفهم والمعرفة: يتناول قسم "الفهم والمعرفة" البحث في الخصائص النباتية، حيث نُنصت إلى أصوات الطبيعة لنتعلّم منها، مع النظر في القضايا البيئية المعاصرة. يستلهم الفنانون في هذا القسم من معارف الأجداد وهندسة الحدائق والتاريخ لمعالجة المخاوف المعاصرة ضمن الممارسات القائمة على البحث. ويضم الأعمال التالية:
- "التعايشات"- غابرييل تشايلي.
- "حين كنا نرخِّب بالريح"- لويس غيوم.
- "كنتُ أنظر إلى الحديقة حين رأيت السماء (جدة)"- جوانا حاجي توما وخليل جريج.
- "قلب المناظر"- تمارا كالو.
- "نافورة الوسائط" - أنهار سالم.
- "زهور قطف"- آلاء يونس.

التأمل والتجديد: في قسم "التأمل والتجديد"، نجد مجموعة من الأعمال التي تتناول فكرة التفكر والترميم، فيقدّمون رؤى فريدة للتجدّد الذاتي ضمن سياق الحديقة. ويضم الأعمال التالية:
- "تسقي البعيد وتَدَع القريب"- ناصر الزياني.
- "هديتي لكم: حديقة"- بشائر هوساوي.
- "معرفة كليَّة: الملاذ"- هايلوزويك/ديزايرز.
- "ح دد"- رايا قسيسية.
- "في أعماق لياليّ"- نوهيمي بيريز.
- "أصحاب الكهف"- إقراء تنوير وإحسان الحق.

التجمّع والمجتمع: يستكشف القسم الرابع "التجمع والمجتمع" أدوار الحديقة بوصفها مكاناً للتلاقي وتبادل الأفكار والتعبير عن الخبرات الجماعية، فهي فضاء تتعدّد فيه الرؤى والتخيلات وتتشابك فيه التفسيرات؛ مما يمنح المجتمعين في رحابها فرصاً للتفاعل والحوار المستمر. ويضم الأعمال التالية:
- "مابين مدن مقدسة (عمران قريشي)"- عمران قريشي.
- "محلة البطيخ"- سلافز أند تترز.
- "من ركام"- عاصم واقف.
- "القادمون"- عثمان يوسفزاده.
وتمضي رحلة الزوّار بين أروقة المعرض في مسار ينتقل من عالم الفرد إلى فضاء الجماعة، ومن الوحدة إلى التعدد. وفي دلالة مجازية، يغدو الزوّار المتنقلون بين المساحات كأنهم جداول مائية تمثل التيار الذي يصل بين الأروقة المختلفة والأعمال الفنية.
ويحتضن الفضاء الخارجي أصواتا متباينة في حوار جماعي لم يستقر بعد على صورته النهائية، فاتحا أفقاً رحباً لكل فكرة تُبتكر، وكل كلمة تُقال، وكل فعل يُجسّد مسيرتنا الإنسانية نحو السمو الروحي.
في سياق متصل: الأسبوع الختامي لبينالي الفنون الإسلامية في جدة يشهد فعاليات ثقافية وتفاعلية
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على إكس