mena-gmtdmp

حقائق مدهشة عن تشارلز ديكنز في ذكرى وفاته

يقف أوليفر ديكنز، البالغ من العمر 9 سنوات جانب تمثال جده الأكبر، الكاتب البريطاني الراحل تشارلز ديكنز، الذي نُصب حديثاً في ساحة جيلدهول في بورتسموث، في 7 من فبراير 2014 -مصدر الصورة   CHRIS ISON / AFP
يقف أوليفر ديكنز، البالغ من العمر 9 سنوات جانب تمثال جده الأكبر، الكاتب البريطاني الراحل تشارلز ديكنز، الذي نُصب حديثاً في ساحة جيلدهول في بورتسموث، في 7 من فبراير 2014 -مصدر الصورة CHRIS ISON / AFP

تهل علينا هذه الأيام ذكرى وفاة أشهر كاتب في الأدب الإنجليزي تشارلز ديكنز، الذي ساهمت قصصه ورواياته، مثل "آمال عظيمة" و"أوليفر تويست" و"ترنيمة عيد الميلاد" ، في تشكيل فهمنا للعصر الفيكتوري، وبينما ساهم تشارلز ديكنز (7 فبراير 1812 – 9  يونيو 1870)، وبعمق في تعريف العصر الذي عاش فيه؛ فإن قصصه لا تزال تخاطب القارئ المعاصر بعد قرابة قرنين من ظهورها بفضل شخصياته الغنية، وتعليقاته الاجتماعية الواقعية، وحبكته المثيرة، وروح الدعابة الحاضرة لديه، كما أنه وبفضل ابتكاراته اللغوية العميقة وصياغاته البيانية الفريدة والمعبرة التي أثرت في طريقة كلامنا؛ فهناك عدد من الكلمات والعبارات التي نستخدمها بسياقات عصرنا الحديث، يُنسب إليه الفضل إما في ابتكارها أو ترويجها.
بالسياق التالي وفي ظل مرور ذكرى وفاة تشارلز ديكنز "سيدتي" جمعت لك من موقع bbc.co.uk، عدداً من الحقائق المدهشة التي تعرفك الكثير عن هذا الكاتب العبقري، الذي ما زالت قصصه ورواياته التي تلامس القلوب حتى اليوم، تتصدر قوائم القراءة العالمية، ويكاد لا يمر عام إلا ونجدها أمامنا في عمل تلفزيوني أو سينمائي جديد مقتبس من أعماله تلك التي تقارع معاناة البشر بالحياة اليومية، وتؤكد إمكانية إحداث تغيير إيجابي مهما كانت الملمات والعقبات والصعوبات، هذه الشهرة والمكانة لم يحظَ بهما العديد من كُتَّاب العصر الفيكتوري في أي وقت.

طموح والده لأن يكون من الطبقة الراقية سبب لهم كارثة


وُلد تشارلز عام 1812، ولم تكن عائلته من الطبقة الراقية بأي حال من الأحوال، لكنهم كانوا يطمحون بشدة إلى أن يكونوا من الطبقة الراقية. في الواقع، كان والده يحرص بشدة على أن يُنظر إليه على أنه ينتمي إلى الطبقة الراقية، لدرجة أنه "استعار" شعار عائلة ثرية ليستخدمه لنفسه، وقد انتهت محاولات العائلة للظهور بمظهرٍ أنيقٍ بكارثة؛ فقد أنفق والد تشارلز أموالاً تفوق ما يملكه بكثير، وانتهى به الأمر في السجن لعدم سداد ديونه. وكما كان شائعاً آنذاك، انتقلت العائلة بأكملها للعيش معه في السجن حتى يتمكن من سداد ديونه. لم يُبقَ على حريته سوى تشارلز المسكين، البالغ من العمر ١٢ عاماً، ليعمل في مصنعٍ قاتمٍ جداً، يلصق الملصقات على الزجاجات.

كان من المفترض أن تكون أخته هي المشهورة

نشأ تشارلز ديكنز في عائلة كبيرة، وكان الثاني بين ثمانية أبناء. وكانت العائلة تسعى جاهدةً لزيادة ثروتها، لكن تشارلي الصغير لم يُنظر إليه على أنه الشخص المناسب لذلك. عوضاً عن ذلك، أُرسلت شقيقته فاني للدراسة في الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن. تألم تشارلز لعدم إرساله إلى أي مكان للقيام بأي شيء.

كان يخجل من كتابة قصة حياته

استخدم ديكنز حكايات من فترة عمله الحزينة في المصنع لاحقاً في رواية "ديفيد كوبرفيلد". وقد كان من المقرر في الأصل أن يكون هذا الكتاب سيرته الذاتية، لكن تشارلز كان يشعر بالخجل الشديد من ذهاب عائلته إلى السجن وأيامه التي قضاها في لصق الملصقات، فحوَّله إلى قصة، لكن هناك دليلاً خفياً في العنوان. الأحرف الأولى من اسم ديفيد كوبرفيلد، DC، هي عكس اسم المؤلف CD.

إذا كنت تعرفه فقد ينتهي بك الأمر في كتاب

على الرغم من أن ديكنز أظهر أفقاً واسعاً وخيالاً متدفقاً في أثناء كتابة رواياته؛ فإنه استعان أيضاً بأحداث وشخصيات من حياته الشخصية. كان يعرف شخصاً في مصنع الملصقات يُدعى بوب فاجن، واستخدم اسمه لاحقاً في رواية "أوليفر تويست". أما سام ويلر في رواية "أوراق بيكويك"، فقد سُمي تيمُّناً بممرضة طفولته ماري ويلر. أما بوب كراتشيت، الموظف ذو الأجر المتدني في رواية "ترنيمة عيد الميلاد"؛ فقد تقاضى الأجر نفسه الذي تقاضاه ديكنز عندما كان يعمل كاتباً متواضعاً في مكتب محاماة.
قد ترغبون في التعرف إلى: أشهر خمسة روائيين في الأدب البوليسي العالمي

لن تجد اسم تشارلز ديكنز في كتبه المبكرة

استطاعت روايات تشارلز ديكنز أن تلامس القلوب حتى اليوم


لم يكن تشارلز ديكنز يرغب حتى في أن يصبح كاتباً، بل كان يطمح أن يكون ممثلاً، لكنه أٌصيب بنزلة برد يوم اختباره التمثيلي؛ ففاتته فرصته الكبرى. فبدلاً من ذلك، أصبح مراسلاً لإحدى الصحف، ويُعتقد أن تشارلز كان مصمماً على إبراز قصصه في الصحف، فكتبها مستخدماً اسماً مستعاراً غير مألوف، وكان هذا الاسم هو الذي ظهر على غلاف رواياته الأولى عند نشرها.

أعماله في البداية لم تُنشر بوصفها كتباً

لم تُنشر معظم أعمال ديكنز في البداية بوصفها كتباً، بل ظهرت على شكل حلقات في المجلات، وكثيراً ما كان أسلوب القصة يتغير من حلقة لأخرى مع تطور الأحداث. وقد حرص ديكنز على أن يكون قراؤه مشوَّقين بمنح كل حلقة نهاية مثيرة وغامضة أو مشوِّقة. كان المعجبون ينغمسون في القصة لدرجة أن القراء الأمريكيين كانوا يصطفون على أرصفة الموانئ، في انتظار السفن القادمة من إنجلترا، ليسألوا الركاب عما حدث بعد ذلك في قصة معينة.

كان لديه خوف من القطارات

في عام 1865، تعرض تشارلز ديكنز إلى حادث مأساوي عندما سقط القطار الذي كان يستقله من على جسر. نجا تشارلز من إصابة خطيرة وساعد الركاب الآخرين، وواسى المحتضرين قبل وصول رجال الإنقاذ. كما عاد إلى القطار ليأخذ مخطوطته لرواية "صديقنا المشترك" التي تركها في العربة. تجنب ديكنز ركوب القطارات لبقية حياته.

أنجب عشرة أطفال وكان يعاني من اضطراب الوسواس القهري

أنجب ديكنز 10 أطفال من زوجته كاثرين هوغارث التي تزوجها بالعام 1836، وانفصلا عام 1858، وقد أطلق على العديد من أبنائه أسماء مؤلفيه المفضلين. من بين هذه الأسماء: هنري فيلدينغ ديكنز، إدوارد بولوير-ليتون ديكنز، وألفريد دورسي تينيسون ديكنز، وقد عانى ديكنز مراراً وتكراراً من اضطراب الوسواس القهري؛ إذ اعتاد إعادة ترتيب الأثاث أينما كان. وكان يتفقد غرف نوم أطفاله كل صباح ليتأكد من نظافتها وترتيبها. وعندما كان لا يشعر بالرضا عن غرفهم، كان يترك ملاحظات في أرجاء الغرفة. وكان على الأطفال حينها أن يتصرفوا بناءً على هذه الملاحظات ويغيروا من أنفسهم.

كان مهووساً بالأشباح

كان ديكنز مفتوناً بالأشباح والظواهر الخارقة للطبيعة، وغالباً ما تتناول كتبه الأشباح والأرواح والكائنات الخارقة للطبيعة. وقد كتب عنها كثيراً حتى أصبح يُعرف باسم "رجل الأشباح في الأدب"، ومن أشهر تلك القصص "ترنيمة عيد الميلاد" التي نُشرت لأول مرة عام 1843.

لديه باب سري في منزله

كان لدى تشارلز ديكنز باب سري في منزله مُتنكر في شكل خزانة كتب. وُجد هذا الباب السري في غرفة المكتبة بمنزله الريفي في جادز هيل في كينت، حيث عاش ديكنز لسنوات عديدة. وهذه حقيقة مثيرة للاهتمام حول تشارلز ديكنز، حيث كان الباب عبارة عن خزانة كتب مزيفة، بل كتب مزيفة بداخلها. أحب ديكنز فكرة هذا الباب لدرجة أنه أطلق أسماء الكتب المزيفة الموجودة عليه. كما حدد عدد المجلدات التي يجب أن يحتويها كل كتاب مزيف ليبدو وكأنه خزانة كتب كبيرة وممتلئة.
الرابط التالي يعرفك إلى: بيع منزل تشارلز ديكنز الحقيقي

بلغت شهرته العنان في أثناء حياته

انتشرت كتب ديكنز في جميع أنحاء العالم ومنها الرواية الأيقونية أوليفر تويست


انتشرت كتب ديكنز في جميع أنحاء العالم، وربما كان أول "شخصية مشهورة" عالمية بالمعنى الحديث للكلمة، وخلال رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، احتشدت حشود المعجبين به أينما ذهب، وقد كتب أنه لم يقص شعره طوال الرحلة، خوفاً من أن يبيع الحلاقون شعره كتذكارات. صُنعت سلع من قصصه، ومسرحياته، ومسرحياته الموسيقية، وأغانيه، وحتى رواياته المنسوخة، جميعها أُنتجت بكميات كبيرة طوال حياته، وفي ظل هذه الشعبية الواسعة، سافر كثيراً وشارك في جولات فنية متكررة. وكان محبوه ينامون على مراتب خارج القاعات التي كان يُحييها ليضمنوا مقاعدهم. حقق ديكنز أرباحاً طائلة من هذه الجولات.

آخر رواياته لم يكمل نهايتها المثيرة للتشويق

عندما تُوفي تشارلز ديكنز كان يعمل على رواية بوليسية بعنوان "لغز إدوين درود"، التي سرعان ما أصبحت لغزاً بحد ذاتها؛ فلم يُكتب سوى نصف الكتاب، ولم يترك ديكنز أي فكرة عن نهاية الرواية. طرح العديد من الكُتَّاب ومُحبي ديكنز نظريات حول نهاية القصة.

ساهم في إنشاء دار لرعاية النساء المنكوبات

كان ديكنز فاعل خير معروف، كرَّس نفسه لعدد من القضايا النبيلة، مع التركيز بشكل خاص على قضايا فقر الأطفال والتعليم ويظهر هذا الأمر جانب شخصيته الحنون والمتعاون؛ فقد عاش في عالمٍ لم تكن فيه للنساء خيارات تُذكر لإعالة أنفسهن أو أسرهن، ومن ثَم فقد ساهم في إنشاء دار أورانيا حيث كانت النساء بلا مأوى يلتحقن بتعلم القراءة والكتابة، بالإضافة إلى توفير سكن. كان منخرطاً في هذا العمل لدرجة أنه زار السجون ودور العمل بنفسه للبحث عن مرشحات محتملات، ثم أجرى مقابلات معهن. تخرجت حوالي 100 امرأة من دار أورانيا؛ ما ساعد النساء المكافحات على النهوض بأوضاعهن بشكل كبير.

شجَّع الكُتَّاب الآخرين حتى النساء وكان داعماً للمرأة

بالإضافة إلى تأليف الروايات، كان ديكنز أيضاً محرراً للمجلات الأسبوعية "كلمات منزلية" و"على مدار السنة". صُممت هذه المجلات لدعم قضايا الفقراء وقد رحَّب بمساهمات كُتَّاب آخرين مغمورين، ورحب أيضاً بمساهمات الكاتبات، بمن فيهن أول صحفية براتب، إليزا لين لينتون، بالإضافة إلى الكاتبتين هارييت بار وإليزابيث جاسكل.

لم يصدق أحد وفاته

عندما تُوفي تشارلز ديكنز عام 1870 أحدثت وفاته صدمة في جميع أنحاء العالم. كان عمره 58 عاماً فقط؛ لذا لم يكن الحدث متوقعاً، ولم يصدق الناس أنهم لن يقرأوا رواية جديدة لديكنز مجدداً. أصبحت الصورة التوضيحية التي كانت بعنوان "الكرسي الفارغ"، وهي صورة لطاولة وكرسي ديكنز، صورة شائعة، وهي تنقل الشعور المشترك بالحزن على وفاة الكاتب العظيم. على الرغم من أن ديكنز طلب جنازة خاصة وصغيرة؛ فقد تقرر دفنه في ركن الشعراء بدير وستمنستر الشهير.
والآن بعد أن تعرفت إلى هذه الحقائق المدهشة عن تشارلز ديكنز إليك حقائق نادرة عن ويليام شكسبير أعظم كاتب في تاريخ الأدب العالمي