أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، عن اكتشاف أقدم مستوطنة معمارية في الجزيرة العربية، وذلك عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، مغردًا: "اكتشف زملائي في هيئة التراث بالتعاون مع الأصدقاء من اليابان في مصيون شمال غرب تبوك أقدم مستوطنة بشرية معمارية معروفة في الجزيرة العربية يعود تاريخها للعصر الحجري الحديث".
ونفذت أعمال التنقيب الأثري هيئة التراث السعودية بالشراكة مع جامعة "كانازاوا" اليابانية، وبالتعاون مع نيوم في موقع "مصيون" شمال غرب مدينة تبوك، وتبين أن تاريخ المستوطنة يعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وتحديدًا إلى الفترة بين 11000 و10300 سنة من الوقت الحاضر.
أقدم مستوطنة معمارية في الجزيرة العربية
أدرج موقع "مصيون" ضمن سجل الآثار الوطني منذ عام 1978م، إلا أن الدراسات الميدانية الحديثة، التي انطلقت في ديسمبر 2022، أعادت الكشف عن أهميته التاريخية بوصفه أقدم نموذج معروف للاستقرار البشري في الجزيرة العربية.
اكتشف زملائي في @MOCHeritage بالتعاون مع الأصدقاء منفي مصيون شمال غرب تبوك أقدم مستوطنة بشرية معمارية معروفة في الجزيرة العربية يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث. #رؤية_السعودية_2030 pic.twitter.com/AMgaPXM6mR
— بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود (@BadrFAlSaud) September 25, 2025
وانطلق دور هيئة التراث عبر فريقها العلمي المشترك بالتعاون الجامعة اليابانية خلال 4 مواسم ميدانية مكثفة حتى مايو 2024 لاسكتشاف الموقع، وتضمن الدور أعمال تنقيب منظمة باستخدام منهجية علمية دقيقة، تضمنت توثيق الطبقات الأثرية، وفرز وتصنيف المعثورات، وتحليل العينات العضوية لتحديد العمر الزمني بشكل مطلق.
يؤكد هذا الإنجاز حجم الجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة التراث لتوثيق المواقع الأثرية في المملكة، وتوسيع نطاق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المتخصصة في علم الآثار، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويؤكد مكانة المملكة بوصفها منبرًا معرفيًا في مجال التراث الإنساني العالمي.
بدايات الاستيطان البشري شمال غرب السعودية
أشارت هيئة التراث إلى أهمية هذا الاكتشاف بوصفه منعطف علمي هام يساعد في فهم بدايات الاستيطان البشري المستقر في شمال غرب المملكة، ويعزز فرضية أنها منطقة شكلت امتدادًا طبيعيًا لـ"لهلال الخصيب" بلاد الرافدين، وبلاد الشام، وجنوب الأناضول، وموطنًا مبكرًا لتحولات الإنسان من الترحال إلى الاستقرار.
وبالحديث عن أعمال التنقيب، فقد تم اكتشاف وحدات معمارية شبه دائرية، مشيدة بأحجار جرانيتية محلية تضم مبانٍ سكنية، ومخازن، وممرات، ومواقد نار عكست تخطيطًا وظيفيًا متقدمًا يتناسب مع طبيعة العيش القائم على الصيد وزراعة الحبوب في تلك الفترة.
كما تم العثور على مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية تشمل رؤوس سهام، وسكاكين، ومطاحن يرجّح أنها استخدمت في درس الحبوب، إلى جانب أدوات زينة مصنوعة من أحجار الأمازونيت، والكوارترز، والأصداف، ومواد خام تدل على نشاط إنتاجي داخل المستوطنة.
بجانب ما سبق، تم إيجاد بقايا نادرة لهياكل بشرية وحيوانية، وقطع حجرية مزخرفة بخطوط هندسية، الأمر الذي يمنح الباحثين بعدًا أعمق لفهم نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث المبكر.
تابعي أيضا هيئة التراث السعودية تعقد مؤتمرًا صحفيًا غدًا للإعلان عن اكتشاف أثري بارز
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس