لم تعد محطات الفضاء والقواعد القمرية ومستوطنات المريخ أحلاماً بعيدة المنال. إنها تُمثل تحديات هندسية فعّالة تتطلب حلولاً ثورية في أنظمة دعم الحياة، وفي ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدول المتقدمة لاستكشاف النظام الشمسي وما يرتبط به من أبحاث في الفيزياء الفلكية وعلم الكونK يحتفل العالم هذه الأيام (خلال الفترة من 4 – 10 أكتوبر) بأسبوع الفضاء العالمي.
احتفال دولي بالعلوم والتكنولوجيا

تبعاً الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، فقد بدأ الاحتفال بأسبوع الفضاء العالمي في ديسمبر 1999، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن أسبوع الفضاء العالمي، هو حدث عالمي للاحتفال بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين الحالة الإنسانية، وأن استكشاف نظامنا الشمسي وما وراءه لا يعمق فهمنا للكون فحسب، بل يساهم أيضاً بشكل كبير في التقدم في كثير من العلوم المرتبطة بالمستقبل مما يحدد ما إذا كان بإمكان الأجيال القادمة أن تتخذ من الفضاء موطناً لها.
يُعد أسبوع الفضاء العالمي أكبر حدث سنوي في مجال الفضاء في العالم، حيث يُسهم في بناء قوى العمل المستقبلية من خلال إلهام الطلاب، ويُظهر دعماً عاماً واضحاً لبرنامج الفضاء، ويُثقف الجمهور حول أنشطة الفضاء، ويُعزز التعاون الدولي في مجال التوعية والتثقيف في مجال الفضاء.
للتعرف إلى المزيد يمكنك متابعة الرابط: العالم يحتفي بأسبوع الفضاء العالمي.. إليكم التفاصيل
استكشاف تقنيات وابتكارات وتكيفات للازدهار في بيئات خارج كوكب الأرض
طبقاً للموقع الرسمي لأسبوع الفضاء العالمي worldspaceweek.org، ففي كل عام يختار مجلس إدارة جمعية أسبوع الفضاء العالمي (WSWA) موضوعاً سنوياً يُجسّد جوهر وأهداف أسبوع الفضاء العالمي القادم، بالتنسيق الوثيق مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. يوفر هذا الموضوع توجيه شامل للمشاركين في أسبوع الفضاء العالمي بشأن محتوى برامجهم. وهذا الموضوع لتعزيز أثر أسبوع الفضاء العالمي على البشرية جمعاء، من خلال اعتماد موضوع موحد عالمياً.
موضوع أسبوع الفضاء العالمي لعام ٢٠٢٥ هو "العيش في الفضاء"، مستكشفاً رحلة البشرية خارج الأرض نحو جعل الفضاء موطناً.
تستكشف فعاليات هذا العام التقنيات المبتكرة والتكيفات البشرية والتحديات اللازمة للازدهار في بيئات خارج كوكب الأرض، كما تضيء على الجهود التعاونية التي تُحوّل هذه الرؤية إلى واقع، حيث يتم الدفع في اتجاه استكشاف سياقات السكن الفضائي المستدام، مع إلهام الجيل القادم من المهندسين والعلماء والمستكشفين والطلاب حول العالم لتعريفهم كيف تلتقي علوم الأحياء والفيزياء والهندسة وعلم النفس البشري لحل مشاكل الحياة خارج الأرض في العديد من المجالات ومنها الزراعة ذات الحلقة المغلقة، والحماية من الإشعاع، والصحة النفسية وغيرها والتي ستحدد البنية التحتية التي يتم تطويرها اليوم لنعرف ما إذا كان بإمكان الأجيال القادمة أن تتخذ من الفضاء موطناً في القريب العاجل.
أهداف أسبوع الفضاء العالمي 2025:
- تثقيف المجتمع العالمي وإلهامه وربطه.
- التركيز على الخطوات التي قطعتها البشرية في تطوير حلول معيشية مستدامة للفضاء والتعاون العالمي
- يُسلّط هذا الأسبوع الهام من الاحتفالات الفضائية الضوء على التطورات الرائدة، بدءاً من أنظمة دعم الحياة والموائل الفضائية
- يتناول كذلك الأبحاث المتعلقة بقدرة الإنسان على التكيف واستخدام الموارد في البيئات خارج كوكب الأرض.
أنشطة تفاعلية في أسبوع الفضاء العالمي.. التعلم والقيادة
حسب الموقع الرسمي لأسبوع الفضاء العالمي worldspaceweek.org، سيتم تشجيع منظمي الفعاليات حول العالم على دمج موضوع "العيش في الفضاء" في فعاليات أسبوع الفضاء العالمي والتي تستمر خلال الفترة من (4- 10 أكتوبر 2025)، حيث تتراوح الأنشطة بين ورش عمل تعليمية وجلسات تفاعلية وحلقات نقاش ومشاريع تعاونية، تهدف جميعها إلى تعزيز الحلول البيئية المبتكرة.
وفق هذا السياق وجهت جمعية الفضاء العالمية دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة العالمية في أسبوع الفضاء العالمي 2025. من خلال تنظيم الفعاليات، والمشاركة في البرامج التعليمية، والتبرع للجمعية، ونشر الوعي، حيث يُمكن لكل فرد أن يُساهم في تعزيز الفهم الجماعي للدور المحوري الذي تلعبه تكنولوجيا الفضاء في مكافحة تغير المناخ.
دعت الأمم المتحدة المهتمين بالانضمام إلى المؤتمر الدولي للفضاء 2025 في سيدني لمناقشة "ما وراء الضجيج: استراتيجيات المشاركة العامة من أجل مجتمع جاهز للفضاء".
(يذكر أنه بدأ استكشاف الفضاء رسمياً في 4 أكتوبر 1957، بإطلاق الاتحاد السوفيتي سبوتنيك 1، أول قمر صناعي يدور حول الأرض. شكّل هذا الحدث بداية "عصر الفضاء" وسباق الفضاء، وهي فترة من التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتحقيق الهيمنة في تكنولوجيا الفضاء خلال الحرب الباردة.)
ويمكنك كذلك التعرف إلى: الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للرحلة البشرية للفضاء.. يوم رواد الفضاء