كشف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن المتحف المصري الكبير يعرض أقدم قطعة أثرية في العالم، تعود إلى نحو 700 ألف عام، في حدث يكرّس عظمة الحضارة المصرية.
وأفاد الدكتور وزيري أن المتحف المصري الكبير يضم بين جنباته أقدم قطعة أثرية في العالم، وهي فأس حجرية "بلطة يدوية" تعود إلى نحو 700 ألف عام، مؤكدًا أن هذا الكشف سيثير انبهار كل من يزور الصرح الحضاري الفريد.
وفي تصريحات تلفزيونية له على هامش حفل الافتتاح مساء السبت 1 نوفمبر 2025، أوضح وزيري أن هذه القطعة الفريدة تم اكتشافها عام 1926 على يد العالِم الفرنسي "الأب بوفيه لا بيير" في صحراء العباسية على عمق 30 مترًا، وقد أثبتت الدراسات الجيولوجية والأثرية اللاحقة أن عمرها يناهز 700 ألف سنة.
وأشار إلى أن وقوف الزائر أمام قطعة بهذا العمق الزمني يمنحه شعورًا استثنائيًا بامتداد التاريخ المصري، لافتًا إلى أن الحضارة المصرية تظل فريدة ولا يمكن مقارنتها بأي حضارة أخرى عرفها الإنسان.
ودعا الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار إلى التوقف عن تكرار المقولة الشائعة بأن "مصر تمتلك ثلث آثار العالم"، مبينًا أن هذه العبارة لا تعبّر عن الحقيقة.
وأضاف متسائلًا: "بماذا يمكن مقارنة الهرم؟ أو قناع توت عنخ آمون؟ أو مقابر وادي الملوك؟ لا يوجد أي مجال للمقارنة".
وأكد وزيري أن الصياغة الأدق هي أن "مصر تمتلك آثارًا لا تُقارن بأي حضارة أخرى"، لافتًا إلى أن هذه الكنوز تمثل جوهر القوة الناعمة المصرية التي تميّزها ثقافيًا وحضاريًا عبر العصور.
حفل افتتاح تاريخي
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "المتحف المصري الكبير"، مساء السبت، بمشاركة 79 وفداً رسمياً ضم ملوك ورؤساء وأمراء وأولياء عهود نحو 39 دولة، فضلاً عن ممثلين لمنظمات ثقافية ودولية، ما وصفته القاهرة بأنه "حضور غير مسبوق يعكس الاهتمام الدولي برؤية الدولة المصرية في الجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل، وليؤكد المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري بين كافة شعوب العالم المحبة للثقافة وللسلام".
وافتتح الحفل الافتتاح بعرض موسيقي ربط المتحف بعدة عواصم عالمية، حيث مزج غناء أوبراليًا من مصر مع معزوفات من طوكيو وباريس وريو دي جانيرو ونيويورك، تلاه عرض موسيقي من تأليف الموسيقار هشام نزيه، ترافق مع عرض ضوئي في السماء لرموز من الحضارة المصرية مع ربط المتحف الكبير بالأهرامات.
وشهد الحفل مشاركة عدة فنانين بينهم: شريهان، وياسمين العبد، وسلمى أبو ضيف، وهدى المفتي، وأحمد مالك، وشهد الحفل أيضًا استعراضاً لمواقع أثرية وتراثية من مختلف أنحاء مصر، تعكس التنوع بين رموز الحضارة المصرية القديمة، مروراً بالآثار الإسلامية والقبطية، وحتى العصر الحديث ممثلاً في العاصمة الإدارية الجديدة.
وشارك ممثلو عدة دول، منهم ملوك وملكات وأولياء عهود وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة من: بلجيكا، وإسبانيا، والدنمارك، والأردن، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية، ولوكسمبورج، وموناكو، واليابان، وتايلاند.
ورؤساء عدة دول بينهم: فلسطين، والبرتغال، وألمانيا، وقبرص، وبلغاريا، وكولومبيا، إضافة إلى رؤساء وزراء عدة دول من بينها: اليونان، والمجر، وبلجيكا، وهولندا، والكويت، كما مثلت دول عدة على مستوى الوزراء وأعضاء البرلمان.
تابعوا المزيد: المتحف المصري الكبير.. رحلة بدأت من فكرة إلى صرح عالمي "فيديو"
المتحف الأكبر من نوعه في العالم
يقع المتحف المصري الكبير عند هضبة الجيزة على بُعد نحو كيلومترين فقط من الأهرامات، ويمتد المشروع على مساحة نحو 500 ألف متر مربع، منها 300 ألف متر مربع للمبنى الرئيسي، ليصبح بذلك أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.
وتعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1992، حين خُصصت له مساحة تبلغ 117 فدانًا قرب الأهرامات، قبل أن يُوضع حجر الأساس عام 2002، عقب إطلاق مسابقة معمارية دولية برعاية اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين لاختيار التصميم الفائز.
وبعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، شهد العالم في نوفمبر 2025 الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، ويضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف الحقب التاريخية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس





