اختتم أسبوع الرياض للموسيقى فعالياته التي امتدت على مدى عشرة أيام، وجمعت نخبة من الفنانين والتنفيذيين، وصنّاع المحتوى من مختلف المجتمعات الموسيقية في المملكة العربية السعودية والعالم.
وكان المهرجان قد قدم في نسخته الثانية تجربة متكاملة شملت لقاءات مهنية مثمرة، وتبادلاً ثقافياً، وأنشطة مجتمعية، وعروضاً موسيقية عامة، بما يبرز حجم التطور المتسارع الذي يشهده قطاع الموسيقى في المملكة.
الموسيقى كقيمة مجتمعية

وتعليقاً على فعاليات الحدث، قال باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى: "عكس أسبوع الرياض للموسيقى حجم التقدّم والتطوّر المتواصل الذي يشهده قطاع الموسيقى في المملكة العربية السعودية. وعلى مدار عشرة أيام، تلاقت الخبرات المهنية مع الإمكانات الإبداعية ضمن مساحات عمل وحوارات عملية، بدءاً من العروض الموسيقية المتنوعة التي قدّمها برنامج (فرينج)، مروراً بلحظات التفاعل المباشر في (تكيّة)، وصولاً إلى النقاشات التعليمية والمهنية التي احتضنتها (قمة صنّاع الموسيقى)، والحوار المستقبلي الذي شهده (مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى)".
وأضاف أن فعاليات المنتدى الدولي لإدارة الأعمال الموسيقية، وحفل (بيلبورد عربية - Power Players)، إلى جانب العروض الموسيقية في المساحات العامة، أسهمت بشكل ملحوظ في إبراز تنوّع المشاركة واتساع نطاقها، مع تسليط الضوء على الأفراد والجهات التي تقف خلف هذا المشهد الموسيقي المتطور. وأكد التزام هيئة الموسيقى بمواصلة هذا العمل مع شركائها داخل المملكة وخارجها، من خلال التركيز على دعم المواهب، وتعزيز مسارات التعليم، وخلق فرص مستدامة تدعم نمو القطاع في السنوات المقبلة. وعن قمة صناع الموسيقى، أكد أن القمة قدّمت صورة واضحة لمنظومة موسيقية تتشكّل اليوم، مدعومة بالتعليم والطموح، وتعزيز أطر التعاون بين مختلف الجهات ذات العلاقة.
تجربة متكاملة

شمل المهرجان مجموعة من أبرز المنصات والفعاليات، مثل "مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى"، و"تكية"، فرينج، و"حفل بيلبورد عربية Power Players"، و"قمة صنّاع الموسيقى"، و"حفل جوائز المنتدى الدولي لإدارة الأعمال الموسيقية"، إضافة إلى عدد من التجارب التفاعلية في المساحات العامة داخل مدينة الرياض، وصولاً إلى "مهرجان ساوندستورم"، الأكبر في المنطقة. وقدمت هذه الفعاليات في مجملها تجربة متكاملة ومترابطة، ركزت على تعزيز التعاون المهني، وتحفيز الإنتاج الإبداعي، وتوسيع حضور الموسيقى في المشهد العام.
قمة صنّاع الموسيقى

وعلى امتداد عشرة أيام، برزت "قمة صنّاع الموسيقى" كنقطة التقاء مؤثرة في قطاع الموسيقى بين القيادات التنفيذية العالمية، وصنّاع القرار المحليين، والفنانين، والأكاديميين، والمشرّعين، والمبتكرين، في مشهد يعكس تنوع منظومة الموسيقى وتكامل أدوارها.
وناقشت جلسات القمّة دور الموسيقى كقيمة مجتمعية، وإسهامها في تنمية المهارات، وتعزيز الهوية الثقافية، وترسيخ حضورها في الحياة اليومية، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص المتنامية المتاحة للمواهب في مختلف مناطق المملكة.
وشكّل "منتدى التعليم" إضافة محورية إلى "قمة صنّاع الموسيقى" لهذا العام، بمشاركة جامعات وأكاديميات ومؤسسات تعليمية دولية، إلى جانب نخبة من الخبراء، لمناقشة مستقبل تعليم الموسيقى في المملكة العربية السعودية.
وأسفر المنتدى عن إعداد كتاب أكاديمي جديد موجّه للجامعات، يوثّق أفضل الممارسات والرؤى المستخلصة من تجارب قيادات عالمية وإقليمية، ومن المنتظر أن يسهم هذا الإصدار في دعم تطوير برامج موسيقية عالية الجودة في مختلف أنحاء المملكة.
إليكم المزيد عن الحدث هنا: قمة صناع الموسيقى تفتح آفاقاً واسعة للنقاشات المهنية بمشاركة خبراء الصناعة
مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى

أما "مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى" فقد واصل دوره في دعم المواهب الصاعدة، وتعزيز ريادة الأعمال الإبداعية، وفتح نقاشات متقدمة حول مستقبل صناعة الموسيقى.
وفي هذا الإطار، وضمن الجهود الهادفة إلى توثيق التراث الموسيقي السعودي وحفظه، أعلنت هيئة الموسيقى خلال المؤتمر عن إطلاق "إيقاعات موسيقية" Saudi Beats، وهي مكتبة صوتية رقمية جديدة تعتمد على تسجيلات ميدانية أصلية جرى توثيقها في منطقة عسير، على أن تشمل لاحقاً بقية مناطق المملكة، بهدف تقديم التراث الموسيقي السعودي ضمن سياق إبداعي معاصر، وإتاحة آلاف المقاطع الصوتية عالية الجودة للفنانين والمنتجين، بما يشمل الأنماط التقليدية والحديثة، دعماً للتجريب الفني وتعزيز فرص التعاون.
محطات إنجاز بارزة


كما شهد الحدث محطات إنجاز بارزة، من بينها توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الموسيقى وشركة “ستاينواي آند صنز”، في خطوة تعكس تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات العالمية المتخصصة. إضافةً إلى ذلك، أُقيم حفل “بيلبورد عربية – Power Players”، الذي كرّم 45 شركة على مستوى المنطقة، إلى جانب 100 شخصية كان لها إسهام فعال في دعم نمو قطاع الموسيقى إقليمياً، مع تكريم خاص لكلٍ من بول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، ورمضان الحرتاني، الرئيس التنفيذي لشركة مدل بيست، والفنان أحمد سعد، تقديراً لأدوارهم المؤثرة في تطوير القطاع.
مهرجانات وعروض موسيقية
وخلال أيام الحدث، شهدت أبرز مناطق ومعالم مدينة الرياض عروضاً موسيقية مسائية، أتاحت لسكان المدينة وزوّارها التفاعل مع تجارب تفاعلية مفتوحة وسهلة الوصول، أسهمت في تنشيط المشهد الفني وتعزيز حضوره من خلال تنوّع الأنماط والعروض الموسيقية. وشملت هذه العروض عدداً من المعالم البارزة، من بينها مركز الملك عبد الله المالي (كافد)، وحي السفارات، والدرعية، ومحطات مترو الرياض، إضافة إلى عدد من المسارح والمقاهي الموسيقية مثل "ذا فريدج"، و"سولت"، و"ذا ويرهاوس".
واختُتم الأسبوع بـ"مهرجان ساوندستورم"، بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين والإقليميين والمحليين، من بينهم كاردي بي، وبوست مالون، وكالفن هاريس، وهالزي، وتايلا، وأفا ماكس، وبنسون بون، إلى جانب بلقيس، ودي جي أصيل، وتهاني السلطان، وإبراهيم الحكمي، في ختامٍ جسّد حضوراً موسيقياً واسعاً على مستوى المملكة، وشكلت هذه النسخة الأكبر في تاريخ المهرجان، بمشاركة ثمانية مسارح واستقطاب أكثر من 400 ألف زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
نبذة عن "أسبوع الرياض للموسيقى":

يُعدّ أسبوع الرياض للموسيقى مهرجاناً يمتد على مدى عشرة أيام ويُقام على مستوى مدينة الرياض، ويجمع المجتمعات الإبداعية المحلية والعالمية عبر الموسيقى، والتبادل الثقافي، والتفاعل المهني. ويهدف الحدث إلى دعم التطوير المستدام لقطاع الموسيقى في المملكة العربية السعودية، مع إبراز دور الموسيقى في تعزيز التواصل، وتحفيز الإبداع، وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية.
ومع اختتام النسخة الثانية من أسبوع الرياض للموسيقى، تتجه الأنظار إلى عام 2026، حيث تستعد الفعاليات المقبلة لمواصلة توسيع المسارات المهنية، وتعميق الشراكات الدولية، وتعزيز حضور الموسيقى في المجتمع، إلى جانب الاستمرار في تطوير منظومة تعليم الموسيقى في مختلف مناطق المملكة. ويُتوقّع أن يحمل العام المقبل فرصاً جديدة للفنانين، والمختصين في التعليم الموسيقي، والعاملين في القطاع، بما يفتح آفاقاً أوسع لمشاركتهم في المشهد الثقافي المتنامي في المملكة.
اقرؤوا المزيد: أسبوع الرياض للموسيقى 2025 يعزف لحن الإبداع في العاصمة: تثقيف وترفيه ونهضة فنية





