mena-gmtdmp

في يومها العالمي 2025... وزارة الثقافة تستعرض جهود السعودية في خدمة اللغة العربية

اليوم العالمي للغة العربية
اليوم العالمي للغة العربية

يوافق يوم غدٍ الخميس الموافق 18 ديسمبر 2025 اليوم العالمي للغة العربية، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "آفاق مبتكرة للغة العربية.. سياسات وممارسات ترسم مستقبلًا لغويًّا أكثر شمولًا".


ويعد هذا اليوم مناسبة دولية تتجاوز الطابع الاحتفالي إلى فتح نقاش عميق حول مستقبل العربية في ظل التحولات التقنية والتعليمية المتسارعة، ودورها في بناء مجتمعات معرفية أكثر انفتاحًا وشمولًا.

جهود السعودية في خدمة اللغة العربية

وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس" تشهد هذه المناسبة تنظيم فعاليات مختلفة على المستويين الدولي والمحلي، تقودها منظمة اليونسكو والأمم المتحدة، إلى جانب الجامعات والمؤسسات الثقافية، بهدف استكشاف آفاق الابتكار والتقنية والذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها في التعليم والإعلام والفضاء الرقمي.
ويتقاطع شعار هذا العام مع ما رصده تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية لعام 2024م، الصادر عن وزارة الثقافة، الذي كشف عن تحولات نوعية في مسار خدمة اللغة العربية، بوصفها وعاءً للهوية الثقافية، ومحركًا معرفيًّا، ومجالًا متناميًّا للاستثمار التقني.


وعكس التقرير توجهًا تنظيميًّا واضحًا نحو توحيد جهود التخطيط والسياسات اللغوية في المملكة، تجسّد في قرار دمج مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتخطيط والسياسات اللغوية في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بما عزز مركزية العمل اللغوي، واستثمر خبرات تراكمية امتدت منذ تأسيس المركز عام 2008م، وأسفرت عن إصدار أكثر من 180 كتابًا وثلاث مجلات علمية، إلى جانب بناء قواعد بيانات وأدلة لغوية متخصصة.


وفي إطار تطوير السياسات اللغوية، شهد عام 2024م صدور قرار مجلس الوزراء في 2 يناير، المتعلق بحوكمة أعمال ترجمة الوثائق النظامية في المملكة، الذي نصّ على ترجمة الأنظمة واللوائح وما في حكمها إلى اللغة الإنجليزية وعدد من اللغات الأخرى، إضافة إلى ترجمة ما صدر عن مجلس الوزراء خلال سنتين من تاريخ القرار، وتضمّن القرار إعداد دليل استرشادي لترجمة الوثائق النظامية، بالتعاون بين شعبة الترجمة الرسمية في هيئة الخبراء وهيئة الأدب والنشر والترجمة، في خطوة تهدف إلى تسهيل وصول المستثمرين وأصحاب المصلحة إلى ترجمات رسمية معتمدة، وتعزيز البيئة الجاذبة للاستثمار الأجنبي، مع الحفاظ على مكانة اللغة العربية كونها لغة مرجعية الأصل.

المجال التقني واللغة العربية

يذكر أنه وعلى الصعيد التقني، سجّل التقرير تقدمًا لافتًا في مجال الحوسبة اللغوية والذكاء الاصطناعي، تزامنًا مع التوجهات العالمية التي يسلّط الضوء عليها شعار اليوم العالمي للغة العربية، إذ أطلق مركز "ذكاء العربية" بوصفه أول مركز وطني متخصص في المعالجة الآلية والنمذجة اللغوية للغة العربية، مقدّمًا خدمات استشارية وتقنية، وبرامج تدريبية، وداعمًا لإنتاج الأبحاث المتخصصة في هذا المجال.


وفي السياق ذاته، أُطلق مؤشر "بلسم" بالشراكة بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، ليكون أداة وطنية لقياس وتقويم أداء نماذج الذكاء الاصطناعي العربية وفق معايير عالمية، بما يسهم في رفع جودة التطبيقات الذكية العربية وتقليص الفجوة بينها وبين نظيراتها في اللغات الأخرى.
كما أطلق عدد من المنصات الرقمية التي تمثل إضافة مهمة للبنية التحتية التقنية للغة العربية، من أبرزها منصة "فلك" للمدونات اللغوية، التي توفر عينات رقمية واسعة تمكّن الباحثين من دراسة الظواهر اللغوية باستخدام أدوات تحليل حديثة، ومنصة "سوار" للمعاجم اللغوية، التي تُعنى بنشر المعاجم وإدارتها، وتضم حتى اليوم 18 معجمًا بين حديث وتراثي، مع إتاحة أدوات بحث متقدم تخدم الباحثين وصنّاع المعاجم، وفي مقابل هذه الإنجازات، أشار التقرير إلى تحديات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية للنصوص والمعاجم، بما يستدعي تطوير أطر تنظيمية أكثر مرونة لدعم الابتكار والتوسع.


ويخلص التقرير في مجمله، إلى أنّ النهوض باللغة العربية تقنيًا ومعرفيًا يتطلب رفع مستوى التكامل بين المشروعات التقنية المختلفة، وإعطاء الأولوية للابتكار والتجويد والتراكم المعرفي، بدلًا من التكرار وإعادة الإنتاج، مع التأكيد لأهمية إتاحة الموارد اللغوية بصيغ مفتوحة المصدر، وتوسيع قواعد البيانات العربية الضخمة، بوصفها الركيزة الأساسية لتحسين دقة وكفاءة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

اليوم العالمي للغة العربية 2025

تجدر الإشارة إلى أنّ اليوم العالمي للغة العربية 2025 يكتسب دلالة خاصة، إذ يعكس التقاء الرؤية العالمية مع التجربة السعودية في التأكيد على أن مستقبل اللغة العربية لا يُبنى بالشعارات، بل عبر سياسات واضحة، واستثمار طويل الأمد في التعليم والتقنية، وبناء منظومة لغوية قادرة على مواكبة التحولات الرقمية، وترسيخ العربية لغةً حية للمعرفة والابتكار والتواصل الإنساني.


تعرفي إلى: كيف أثّرت اللغة العربية على اللغات الأخرى؟

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x