mena-gmtdmp

ضمن أسبوع الرياض للموسيقى: قمة صناع الموسيقى تفتح آفاقاً واسعة للنقاشات المهنية بمشاركة خبراء الصناعة

قمة صناع الموسيقى تستضيف خبراء من العالم
قمة صناع الموسيقى تستضيف خبراء من العالم

جودة الموسيقى، الحواجز والتحديات، التعليم الموسيقي، الحقوق والإيرادات، وغيرها من الموضوعات المتخصصة كانت محور البرنامج التثقيفي لقمة صناع الموسيقى في الرياض، والتي تأتي ضمن فعاليات النسخة الثانية من أسبوع الرياض للموسيقى الذي تنظمه هيئة الموسيقى.
جمعت القمة هذا العام خبراء ومبدعين من حول العالم للحديث عن إسهام التميز الموسيقي في إثراء المجتمع والارتقاء بالحضارة الإنسانية وفق مبدأ: حيثما تزدهر الموسيقى، تزدهر الإنسانية، وأقيمت على مدار يومين متتاليين في حي جاكس في الدرعية، وذلك في سياق شراكات رئيسية بارزة للحدث هذا العام مع جهات متخصصة في صناعة الموسيقى والمحتوى والإعلام والفنون المختلفة، من ضمنها: شراكة مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG).

 

باول باسيفيكو: نهدف لجعل الرياض مركزاً عالمياً للموسيقى

باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى

 


وفي حديث خاص لـ "سيدتي"، أكد باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، أن النسخة الثانية من أسبوع الرياض للموسيقى تمثل نقلة نوعية في مسيرة القطاع بالمملكة، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو تطوير نظام بيئي موسيقي مستدام وتعزيز مكانة الرياض إقليمياً وعالمياً.
​وجاءت تصريحات باسيفيكو على هامش فعاليات الأسبوع، حيث أوضح كيفية جمع الفعاليات الكبرى مثل مؤتمر XP Music Futures ومؤتمر MDLBEAST ومهرجان Soundstorm تحت مظلة واحدة، مؤكداً: "نسعى لتوسيع نطاق القطاع ليشمل جميع أصحاب المصلحة".

 

 

قمة صناع الموسيقى ضمن فعاليات أسبوع الرياض للموسيقى

 


​وقال باسيفيكو: "ما كنا نحاول القيام به على مدى العامين الماضيين هو جمع هذه الفعاليات معًا وتوسيع نطاقها للسماح ليس فقط للجمهور والمبدعين، ولكن أيضاً لصانعي السياسات والمختصين بالتعليم وجميع أصحاب المصلحة الآخرين في منظومة الموسيقى بالالتقاء، وطرح أهم المواضيع، وتطوير نظام بيئي مستدام هنا."
​وأضاف: "نريد أن نبدأ فعلياً في التعبير عن مكانة الرياض كقائد إقليمي، بل وقائد عالمي في قطاع الموسيقى."
​وفي خطوة لافتة لـ "إحياء المدينة بأكملها"، كشف الرئيس التنفيذي عن شراكات جديدة تهدف لإخراج الموسيقى من الأطر التقليدية قائلاً: ​"هذا العام، ولأول مرة، نتعاون مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض (RCRC) وهيئة تطوير بوابة الدرعية (DGDA) وجميع الهيئات الأخرى التي تشكل المشهد في المدينة لوضع الموسيقى في الأماكن العامة. لذا، ستجدون الموسيقى في المترو وحول المدينة لإشراك المواطنين والناس في حياتهم اليومية، ولتحقيق رسالتنا الحقيقية المتمثلة في إحياء الموسيقى وتوفير الثقافة للجميع."

 

 

 

أسبوع الرياض للموسيقى


​وتعليقاً على التفاعل بين الخبراء والمبتكرين الدوليين والمجتمع المحلي، شدد باسيفيكو على أهمية التبادل الثقافي قائلاً:​"يأتي العديد من ضيوفنا الدوليين إلى الرياض لأول مرة، وأرى الفرحة على وجوههم من حفاوة الاستقبال والضيافة السعودية وانفتاح الناس والمستوى العالي من التفاعل."
وأضاف: ​"ما أحبه هذا العام هو أن العديد من الزوار الدوليين لا يأتون تحديداً بدعوة منا، بل لأنهم كانوا هنا من قبل ويريدون المشاركة والاستمرار في بناء تلك العلاقات، مما يظهر حقاً القيمة العميقة التي يجدونها، ليس فقط في الإمكانات الاقتصادية، ولكن أيضاً في التبادل العاطفي والثقافي والحواري مع الناس هنا في المملكة."
​وختم باسيفيكو بالقول إن هذا التفاعل يعكس التزام هيئة الموسيقى ببناء قطاع مستدام يدعم الإبداع ويعزز مكانة المملكة على خريطة الموسيقى العالمية.

 

 

غيدو زيمرمان: سعدنا أن نكون في قلب المشروع الموسيقي الأكثر إثارة عالمياً

غيدو زيمرمان، رئيس شركة ستاينواي آند صنز (Steinway & Sons) لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا


من المحطات المهمة ضمن القمة، كان توقيع مذكرة تفاهم، بين هيئة الموسيقى السعودية، وشركة ستاينواي آند صنز (Steinway & Sons) وهي شركة عالمية مصنعة لآلات البيانو، هذه المذكرة تهدف لتطوير قطاع الموسيقى في المملكة وتعزيز برامجه المهنية والتعليمية.
وفي هذا السياق أكد غيدو زيمرمان، رئيس شركة ستاينواي آند صنز (Steinway & Sons) لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن المملكة العربية السعودية وهيئة الموسيقى تمثلان "شريكًا جذابًا" في الوقت الحالي، واصفًا ما يجري بناؤه في المملكة بـ "أحد أكثر المشاريع الموسيقية إثارةً في العالم".
​وشدد زيمرمان في حديث خاص لـ "سيدتي" على أن الشركة تهدف من خلال هذه الشراكة إلى المساهمة في تطوير المشهد الموسيقي في المملكة.

 

توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الموسيقى وشركة ستاينواي العالملية

 

​أوضح زيمرمان أن التعاون مع هيئة الموسيقى يتوافق تماماً مع رسالة ستاينواي العالمية المتمثلة في "نشر الفرح بالموسيقى" منذ تأسيسها قبل نحو 172 عامًا.
​وأشار إلى أن الشراكة تركز بشكل جوهري على تطوير المواهب والمساهمة في بناء منظومة موسيقية متكاملة عبر ثلاثة عناصر أساسية: ​إلهام المواهب الشابة والأطفال والفنانين الصاعدين، ​اكتشاف ودعم وتمكين معلمي الموسيقى، ودعم ومساندة المؤسسات الموسيقية في المملكة.
​وقال زيمرمان: "التعليم وتنمية المواهب هما في صميم هذه الشراكة، والعمل بطريقة منظمة ومنسقة مع هيئة الموسيقى أمر محبب لنا جدًا."
​أبدى رئيس ستاينواي إعجابه وحيويته بالفعاليات والجهود المبذولة في المملكة، مشيراً إلى أن "الشعور هنا مثيرٌ للغاية، وأعتقدُ أنّ المملكة ستخْلُق شيئاً عظيماً، وأنّ الطّريق ما زال في بدايته".
​واختتم زيمرمان تصريحه بالتأكيد على أن الهدف هو المساهمة في "بناء شيء كبير وطويل الأمد للأُمّة" من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية.

 

 

جلسة حوارية جمعت هيئة الموسيقى وشركة ستاينواي العالمية وجمعية الموسيقى

 

 

العازف السعودي محمد حسن السرحان، الفائز بالجائزة الأولى في برنامج لانغ لانغ الصيفي في الرياض


هذا وقد عقدت جلسة حوارية جمعت كل من باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، غيدو زيمرمان، رئيس شركة ستاينواي آند صنز، ومنار العتيق، الرئيس التنفيذي لجمعية الموسيقى السعودية. الجلسة أتت للحديث عن أبرز جوانب الاتفاقية وتوقعات تأثيرها على القطاع. كذلك قدمت ستاينواي عرضاً موسيقياً على بيانو خاص تم إحضاره خصيصاً إلى المملكة. العرض تضمن عزفاً عن بعد حيث تحركت مفاتيح البيانو آلياً بالتزامن مع عزف العازف Alexander Krichel من هامبورغ. وكان هناك عرض آخر للعازف السعودي محمد حسن السرحان، الفائز بالجائزة الأولى في البرنامج الصيفي الذي أطلقه عازف البيانو العالمي لانغ لانغ لتعليم البيانو لأول مرة في الرياض بالتعاون مع هيئة الموسيقى.
اقرؤوا أيضاً: ضمن فعاليات أسبوع الرياض للموسيقى: "بعيونها" توثّق الحكايات وتروى...

 

 

​د. هدى الفردوس: التكنولوجيا صديق الفنانين ومحفز للنمو الاقتصادي

المستثمرة السعودية الدكتورة هدى الفردوس

 


سلّطت المستثمرة السعودية الدكتورة هدى الفردوس الضوء على الدور المحوري للتكنولوجيا في دعم الصناعات الفنية والإبداعية، مشيرةً إلى أن هذا التداخل يعود بالفائدة على كل من الفنانين ومطوري الأدوات التكنولوجية.
​وأكدت الدكتورة الفردوس أن تبني الفنانين للتكنولوجيا يساهم في ​تسريع العملية الإبداعية وتقليل التكاليف مما يتيح للفنانين إنتاج موسيقاهم وفنونهم بكفاءة أكبر، وخلق تدفقات إيرادات جديدة عبر الاستفادة من المنصات والأدوات الرقمية المبتكرة، ​وشددت على أن "الصناعة الفنية والإبداعية تمثل فرصة واعدة لمؤسسي الشركات الناشئة والخبراء التقنيين لإنشاء تطبيقات وحالات استخدام جديدة، مما يخدم كلا الجانبين من الاقتصاد: الجانب الإبداعي والجانب التكنولوجي".

 

 

جانب من الجلسة التي شاركت فيها د. هدى الفردوس

 

​وفيما يتعلق بالبيئة التشريعية، أشارت الدكتورة هدى الفردوس إلى أن المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم "مركزاً جاذباً لتسجيل الملكية الفكرية للمالكين المحليين والعالميين". وأكدت على التزام المملكة بدعم حماية حقوق المبدعين: قائلة: "ندعم اليوم أي شخص لديه ملكية فكرية ليأتي ويخوض عملية بسيطة جداً وميسورة التكلفة لحماية حقوقه".
​كما نوّهت بالدور الهام للهيئة السعودية للملكية الفكرية في تقديم الدعم اللازم وتبسيط إجراءات تسجيل وحماية حقوق الملكية.

 

 

د. هدى الفردوس ، مع عدد من الخبراء بعد جلسة حوارية جمعتهم

 

و​في ختام حديثها، أكدت الدكتورة الفردوس على القيمة المعنوية والاستراتيجية للفن والإبداع قائلة: "الفن والإبداع بشكل عام هما شكل من أشكال التعبير لمساعدتك على سرد قصتك، والحديث عن ماضيك، وعن حاضرك، وحتى للحلم بالمستقبل".
​واعتبرت أن تعزيز الملكية الفكرية في هذا المجال يمثل شكلاً من أشكال "تصدير معرفتنا إلى العالم الخارجي"، لإبراز الهوية السعودية بأبعادها المتنوعة التي تشمل الفكر والتعبير وأمور أخرى تستحق أن تُروى للعالم.

 

 

جوناثان ييب: التغيير الثقافي في الرياض مبهر

المنتج والمؤلف الموسيقي جوناثان ييب

 


في إطار حضوره ومشاركته في إحدى الجلسات الحوارية ضمن قمة صناع الموسيقى، تحدث المنتج والمؤلف الموسيقي جوناثان ييب، أحد أعضاء فريق الإنتاج الشهير "The Stereotypes" وأمين مجلس في "Recording Academy"، والحائز على جائزة Grammy لأفضل أغنية R&B ، عن انطباعاته حول المشهد الموسيقي والثقافي السعودي، ومستقبل الموسيقى العربية في ظل العولمة.
​أكد ييب، الذي يزور الرياض بهدف استكشاف الثقافة والمشهد الموسيقي المحلي، على الانتشار الهائل لموسيقى الـ K-Pop في المجتمعات العربية. وعند سؤاله عما إذا كان انتشار الكيبوب في العالم يتكرر اليوم في المنطقة العربية، أجاب بثقة: "1000% (ألف بالمئة)".

 

 

جانب من الجلسة التي شارك فيها جوناثان ييب


وعبر ييب عن دهشته وإعجابه بالتحول الثقافي المتسارع الذي تشهده الرياض، متحدثاً عن جلسة غداء استمع خلالها إلى موسيقى حية بلغات مختلفة (الإيطالية، الإسبانية، الإنجليزية) ومن عصور متباينة، حيث علق له أحدهم بالقول: "هل تصدق أن هذا لم يكن ممكنًا قبل خمس سنوات؟".
​وأضاف ييب ​"لقد اندهشت... التغيير السريع الذي يحدث ضمن الثقافة هنا في الدرعية والرياض أمر لا يُصدق. وهذا بحد ذاته يخبرني أنه مع التغير السريع في الثقافة، ستتغير الموسيقى أيضاً وتصبح أكثر عالمية بمرور الوقت."
​وعن مستقبل انتشار الموسيقى العربية عالميًا، أبدى ييب تفاؤلاً كبيراً، مشيرًا إلى أن كل العوامل مهيأة لذلك، قائلاً: ​"لا أرى مانعاً لذلك".
​وكشف ييب أنه استمع إلى عدد من الفنانين العرب خلال زيارته الأخيرة، معبراً عن حماسه لإبداعاتهم: "لقد عرّفوني على عدد قليل من الفنانين المختلفين خلال اليومين الماضيين وكنت متحمسًا حقًا عندما سمعتهم، فقلت: "هذا رائع فعلاً".
​اختتم ييب حديثه بالتأكيد على الدور الجامع للموسيقى، مستشهداً برحلته الشخصية التي قادته إلى أقصى بقاع العالم، بما في ذلك الرياض، قائلاً: ​"لقد قادتني الموسيقى للسفر حول العالم. أعني، أنا في الرياض الآن ولا أستطيع أن أصدق ذلك. لقد سافرت حول العالم كله بسبب الموسيقى. وهذا بحد ذاته يخبرني أن الموسيقى هي اللغة العالمية التي تسمعنا، فسواء كنت تتحدث العربية، أو اليابانية، أو الإنجليزية، أو الكورية، إنها تجمع الناس معاً."

 

 

نيكيشا بايلي: تحديات صناع الموسيقى مشتركة والتعليم هو الباب للحلول

نيكيشا بايلي، المختصة بالتعليم الموسيقي، والرئيس المشارك للجنة الوطنية للتعليم والتطوير المهني، وأحد أمناء مجلس أكاديمية التسجيل Recording Academy

 


خلال مشاركتها في قمة صُنّاع الموسيقى في الرياض، عبرت نيكيشا بايلي، المختصة بالتعليم الموسيقي، والرئيس المشارك للجنة الوطنية للتعليم والتطوير المهني، وأحد أمناء مجلس أكاديمية التسجيل Recording Academy ، وجوائز "الغرامي"، عن حماسها لإمكانية إقامة شراكات مع المملكة العربية السعودية لتطوير البنية التحتية والتعليم في قطاع الموسيقى.
​وسلطت بايلي الضوء على التحديات المشتركة التي تواجه المبدعين حول العالم، مؤكدةً على أن "الجهود المشتركة لصُنّاع الموسيقى ترتكز على نفس الاحتياجات الأساسية، بدءاً من تحقيق الدخل وحتى التسويق والتوزيع الفعال".

 

 

نيكيشا بايلي، مع عدد من الخبراء الموسيقيين بعد جلسة حوارية جمعتهم

 

​وأشارت بايلي إلى أن التعليم المتخصص هو الركيزة الأساسية لتحويل صناعة الموسيقى من مجرد إبداع فني إلى مسار مهني مستدام قادر على "نقل المسيرة المهنية للمبدعين إلى مستويات متقدمة واعتلاء المسرح العالمي".
​وعبرت بايلي عن تفاؤلها بالمشهد الموسيقي في المملكة، قائلة: "أدرك أن بعض المبادرات قد تكون جديدة جداً، لكن الجميع هنا مستعد للانفتاح والتبادل، وهذا جوهر التعليم التبادلي المتكافئ". واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مناقشة العمل الذي تقوم به الأكاديمية وإمكانية أن تكون شريكاً في تطوير البنية التحتية والتعليم الموسيقي في المملكة العربية السعودية "أمر مذهل حقاً".

 

 

من جلسات قمة صناع الموسيقى

 

 

من جلسات قمة صناع الموسيقى


إليكم أيضاً: أسبوع الرياض للموسيقى 2025 يعزف لحن الإبداع في العاصمة: تثقيف وترفيه ونهضة فنية