mena-gmtdmp

أهمية المشاركة في الأنشطة المجتمعية لتعزيز شخصيتك

المشاركة المجتمعية فرصة لاكتشاف الذات
المشاركة المجتمعية فرصة لاكتشاف الذات

نعيش في الحياة باحثين عن النسخة الأفضل من أنفسنا، لكن وسط الضغوط اليومية قد نشعر بالضياع وفقدان الشغف، واستعادة الشخص لطاقته، وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي قد يتحقق من خلال النظر للمجتمع المحيط، ومشاركته بعض الأدوار.
المشاركة في الأنشطة المجتمعية ليست رفاهية ولا مجرد وقت فراغ، بل فعل خطوة إيجابية وفعالة نحو تحقيق الاستشفاء الداخلي، كما أنها مساحة لبناء الذات خارج جدران البيت والعمل ومساحات الاعتياد.

أهمية المشاركة المجتمعية

يظن البعض أن المشاركة المجتمعية تعود بالنفع على المجتمع فحسب، بينما الحقيقة أن الشخص هو المستفيد الأول لأنها طريقة لتعزيز الثقة واستعادة الشغف. فيما يلي مجموعة من الفوائد التي تعود على الشخص عند الانغماس في مشاركات مجتمعية.

المشاركة المجتمعية تساعد على التطور الذاتي - المصدر freepik

تعزيز الثقة بالنفس من خلال العطاء

عندما يُشارك الإنسان في نشاط مجتمعي، مثل التطوع في حملة توعية أو تنظيم فعالية خيرية أو دعم المحتاجين، فإنه يتفاعل مع بيئات متنوعة ويتعامل مع مواقف جديدة. هذه التجارب، بحسب مقال على LinkedIn، تمنح الفرد فرصاً متكررة لاكتساب الثقة بالنفس، لأنه يصبح طرفاً فاعلاً في تغيير حقيقي، مهما كان صغيراً.

فرص لاكتشاف الذات وتعزيز المهارات

المشاركة في مبادرات مجتمعية قد يبدأ بأن يُمنح الشاب أو الفتاة وقت وجهد في نشاط محدد، لكن مع الوقت قد يتحول الأمر لفرصة لاكتشاف الذات، وتعزيز المهارات. كثير من الشباب الذين يشاركون في العمل المجتمعي يقولون بحسب RhymeBiz، إنهم تعلموا مهارات لم يتوقعوا أنهم يمتلكونها مثل مهارات التنظيم، القيادة، الخطابة، أو حتى إدارة الأزمات.

تطور المجتمع المحيط يعكس النمو الذاتي

واحدة من أبرز الأفكار التي طرحها الخبراء فيما يخص أهمية المشاركة المجتمعية، هي أن المجتمع يعمل كمرآة عاكسة لنضج الشخص وتطوره. عندما يتواصل الإنسان مع أشخاص من خلفيات متنوعة فإنه يتطور وينمو ويغير من أفكاره المسبقة، بل ويتعمق أكثر في فهم الحياة والعلاقات الإنسانية، كما أنه يتعلم مهارات مثل حُسن الاستماع والتعاطف والتكيف والمرونة في التعامل مع الاختلاف. هذه المهارات، رغم أنها قد لا تُدرس في الجامعات رغم أهميتها في تحقيق فرق واضح في الشخصية.

تحسين الحالة النفسية والشعور بالانتماء

العزلة والابتعاد عن المجتمع يؤثر بالسلب على الصحة النفسية، والدليل أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص المنخرطين في الأنشطة المجتمعية يتمتعون بمعدلات أقل من الاكتئاب والقلق، كما أنهم يشعرون برضا أكبر عن الحياة وعن أنفسهم. ويعزو الخبراء هذا الشعور بالرضا إلى أن العطاء يُشعر الشخص بأنه جزء من شيء أكبر، وأن لحياته معنىً أوسع من مجرد الاهتمامات الفردية التي قد تتسم بالأنانية.

تمكين الشباب خارج القوالب التقليدية

في مجتمعاتنا، كثيراً ما يشعر الشباب بالتنميط في مساحات محددة، لكن الأنشطة المجتمعية قد تتيح للشباب فرصاً لتجربة القيادة والمبادرة والتأثير، لأنه من خلال العمل الميداني، واللقاءات المجتمعية، والتحركات التطوعية، يستطيع الشباب التعبير عن صوته وتطوير رؤيته، وإثبات ذاته بعيداً عن القوالب التقليدية.

المشاركة المجتمعية تعزز الشعور بالثقة - المصدر freepik

تطوير العلاقات الإنسانية

إحدى الهدايا التي يمنحها لك العمل المجتمعي هي العلاقات الإنسانية. فالعلاقات التي تبنى على هدف مشترك وخدمة عامة هي علاقات متينة تحتوي على الكثير من الاحترام و العمق والصدق بعيداً عن الأنانية والمصالح الشخصية، يمكن لهذه الصداقات أن تكون دعماً حقيقياً في أوقات الأزمات، وفرصاً للتعاون في المستقبل. من ناحية أخرى تشير التقارير السابق ذكرها إلى أن شبكات العلاقات التي تتكون من خلال الأنشطة المجتمعية غالباً ما تُسهم في فتح أبواب جديدة على المستويين الشخصي والمهني، مثل فرص العمل، أو التدريب، أو حتى الدعم العاطفي.

نصائح تساعدك على المشاركة في العمل المجتمعي

قد تبدو فكرة الانخراط في العمل المجتمعي مربكة أحياناً، خاصة إذا لم يسبق لكِ خوضها من قبل. لكن يمكن لخطوات صغيرة ومدروسة أن تفتح أمامكِ باباً واسعاً من التأثير والنمو الشخصي. إليكِ بعض النصائح التي تساعدك على الانطلاق بثقة:

ابدئي من شغفك

فكري في القضايا التي تهمك فعلاً، مثل تمكين المرأة، التعليم، البيئة، أو رعاية كبار السن. الشغف هو الوقود الذي سيجعلك تستمرين.

اختاري دوراً يناسب وقتك

لستِ بحاجة إلى التفرغ الكامل، ساعة أسبوعياً يمكن أن تصنع فرقاً كبيراً في حياتك وحياة الآخرين.

الاستفسار والتواصل

تواصلي مع جمعيات محلية أو مبادرات مجتمعية واسألي عن طبيعة الأنشطة، واحرصي على اختيار بيئة تُشعرك بالراحة والدعم.

ابدئي بتجربة قصيرة المدى

جربي في البداية حضور فعالية أو المساعدة في نشاط ليوم واحد. هذه التجارب القصيرة تعطيك صورة واقعية دون التزام طويل.

تقبلي التعلُم

قد تواجهين مواقف جديدة، وهذا جيد، كل تحدٍ هو فرصة لبناء مهارة جديدة أو اكتشاف جانب من نفسك لم تعرفيه من قبل.
في النهاية يمكن القول إن المشاركة المجتمعية ليست طريقة لسد وقت الفراغ بينما هي استثمار يقوم به الشخص في نفسه، فمن خلال الانخراط في العمل المجتمعي يمكن للإنسان أن يطور مهاراته ويحسن صفاته ويعزز فرصه في التطوير والنمو. كما ينعكس العمل المجتمعي على الناحية المهنية، فمن خلال العلاقات الإنسانية الخالصة البعيدة عن المصلحة قد يتوفر للشاب أو الفتاة فرصة عمل أو تدريباً يشكل مستقبله.
قد يعجبك أيضاً كيف يتحقق التوافق الفكري والعاطفي بين الشباب؟