mena-gmtdmp

كيف توقف مقارنة نفسك بالناس؟ 

المقارنة مع الآخرين -مصدر الصورة Freepik
المقارنة مع الآخرين -مصدر الصورة Freepik

المقارنة تحد من الثقة بالنفس، مهما كان ما يملكه الشخص من مزايا؛ فهناك من يتفوق عليك في بعض الأمور. وقد تكون مشكلة المقارنة تفاقمت في عصر السوشيال ميديا ولا سيما بين الشباب، حتى تحول الأمر إلى مرض العصر الذي يجب أن ننتبه له قبل فوات الأوان.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، وهو كيف يمكننا التوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين؟ وما الذي تقوله الأبحاث والخبرات الشخصية حول هذا السلوك؟ في ما يلي نستعرض مجموعة من النصائح والممارسات الفعَّالة التي من شأنها تعزيز الثقة بالنفس والحد من المقارنات.

إعداد: إيمان محمد

لماذا نقارن أنفسنا بالآخرين؟

وفقاً لموقع Psychology Today، المقارنة سلوك فطري تطور لدى البشر من أجل البقاء، حيث كان تقييم الذات مقارنةً بالآخرين أمراً حيوياً للاندماج وسط الجماعة؛ ما يشير أن قليلاً من المقارنة لا يمكن وصفه بغير الصحي، غير أن هذا السلوك الفطري تحول في العصر الرقمي إلى مصدر قلق مستمر بسبب الانفتاح على الحياة الشخصية وعرض تفاصيل حياة الآخرين بشكل مبالغ فيه، ولكن ليس بصورتها الحقيقية، بينما كما يقول خبراء علم الاجتماع عبر "النسخ المعدلة" التي يُظهرها بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بينما يخفي سير الحياة الطبيعي؛ ما يتسبب في إحباط الآخرين.
المقارنة الاجتماعية ليست دائماً سيئة، لكنها تصبح خطيرة عندما تُبنى على أوهام أو على رؤية غير واقعية لإنجازات الآخرين.

النجاح يبدأ بالثقة بالنفس -المصدر freepik

خطوات علمية للتوقف عن المقارنة

يمكنك ببساطة أن توقف هذه الحالة حتى لا تؤثر في جودة حياتك، ويتحقق ذلك من خلال مجموعة من النصائح المجربة التي قدمها خبراء لـ Healthline.

راقب أفكارك وحدد المحفزات

يشير خبراء علم النفس إلى أهمية الانتباه للحظات التي تبدأ فيها بالمقارنة. اسأل نفسك التالي:

  • ما الذي دفعني إلى مقارنة نفسي الآن؟
  • هل هذه المقارنة واقعية؟
  • هل لديَّ جميع المعلومات عن الشخص الآخر؟

معظم الوقت، تكون المقارنة مبنية على مظاهر خارجية أو معلومات جزئية لا تعكس الحقيقة الكاملة.

الامتنان

أوضحت الكاتبة تيس كاتلِت في Healthline أنها بدأت كل يوم بكتابة ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لوجودها في حياتها. ساعدها هذا التمرين البسيط في تحفيز جزء من الدماغ على التركيز على الإيجابيات بدلاً من السلبيات؛ ما قلل من ميلها التلقائي للمقارنة.

استخدم إنجازاتك بوصفها مقياساً

ينصح الموقع بأن تجعل مقياسك الوحيد هو "أنت بالأمس". بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، اسأل التالي:

  • هل أصبحت أفضل من نفسي قبل عام؟
  • ما الذي تعلَّمته هذا الشهر؟

بهذا تخلق مرجعية داخلية ثابتة مبنية على النمو الشخصي لا على معايير متقلبة.

تنظيف السوشيال ميديا

من أبرز التوصيات تجنب متابعة الحسابات التي تثير لديك مشاعر النقص أو الغيرة. تقول كاتلِت "قمت بإلغاء متابعة كل من يجعلني أشعر أنني أقل من أي أحد، حتى لو كانوا أصدقاء مقربين". اخلق بيئة رقمية صحية تعرض لك محتوًى ملهماً ومتوازناً، وتجنَّب الحسابات التي تروِّج للمثالية الزائفة.

افهم أن المقارنات مضللة

تُشدد الدراسات على أن المقارنات التي نقوم بها غالباً ما تكون غير متكافئة:
أنت تقارن نفسك بمرحلة متقدمة في حياة شخص آخر، بينما لا تزال في بداياتك. تقارن حياتك الحقيقية بنسخة معدلة بشكل زائف من حياة الآخرين. لا تنسَ أن لكل شخص خلفية مختلفة، وظروفاً لا يمكن رؤيتها من الخارج.

اخلق محفزاً من الرضا

ليس هناك سعادة إلا بالرضا، إنه رأي اتفق عليه خبراء علم النفس، بينما مفهوم السعادة المادي هو شيء يشبه السراب. واعلم أن التوقف عن المقارنة لا يحدث فجأة، بل هو مسار يحتاج إلى تطوير مفهوم جديد للنجاح. النجاح ليس الوصول إلى ما وصل إليه الآخرون، بل أن تحقق ما يتناسب معك ومع ظروفك. السعادة لا تعني الحصول على الأفضل، بل الرضا عما لديك والاستمتاع به.

المقارنة تحد من الشعور بالقوة الداخلية -المصدر freepik

تذكر أن كل شخص يواجه تحديات

الشباب ينخدع بمظاهر كاذبة تدعمها السوشيال ميديا، بينما حتى أولئك الذين يبدو أن لديهم كل شيء، يعانون من مشاكل لا تُرى. حسب كاتلِت فتقول: "ظننت أن صديقتي التي تمتلك عملاً ناجحاً وزوجاً داعماً تعيش أفضل حياة، وعندما فتحت لي قلبها، اكتشفت كم التحديات التي تواجهها".

لا مانع من القليل من المقارنة الصحية

يشير خبراء Psychology Today إلى أنه يمكن استخدام المقارنة بشكل إيجابي إذا تم توجيهها بشكل سليم. بدلاً من الشعور بالإحباط، اسأل:

  • ما الذي يمكنني تعلمه من هذا الشخص؟
  • هل أستطيع تطبيق شيء مفيد منه في حياتي من دون أن أقلل من نفسي؟

تقدير الذات يبدأ من الداخل

التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين لا يعني أن يتوقف طموحك أو رغبتك في التطور بينما هو فرصة لتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات والتوقف عن جلد ذاتك بناءً على معايير لا تخصك.
تذكرك "سيدتي" بأن "حياتك هي رحلة خاصة، ونجاحك الحقيقي يكمن في أن تصبح أفضل نسخة من نفسك، لا نسخة مقلدة من غيرك.
اقرئي أيضاً: كيف تتعاملين مع المقارنات الاجتماعية من وجهة نظر مختصة؟