mena-gmtdmp

هل تؤثر بيئة العمل والدراسة في تكوين العلاقات العاطفية؟

بيئة العمل وتأثيرها على العلاقات
بيئة العمل وتأثيرها على العلاقات- مصدر الصورة freepilk

تلعب سعادة الموظفين دوراً مهماً في عمل مؤسسة الأعمال المعاصرة؛ لأنها تساعد على تعزيز مهاراتهم وقدراتهم، كما تساعدهم على العمل بشكل أفضل في وظائفهم. علاوة على ذلك، تساعد على إنشاء علاقة ودية بين صاحب العمل والموظف؛ ما يساعد بشكل أكبر في الاحتفاظ بالموظفين الماهرين داخل المؤسسة. تساعد سعادة الموظفين أيضاً المؤسسة على تحقيق قنوات تشغيلية ناجحة بالإضافة إلى النمو التنظيمي والتطوير المستدام.

كيف تؤثر العلاقات في السعادة التي بدورها تساعد المنظمة على الازدهار في بيئة الأعمال التنافسية الحالية؟ الجوانب المختارة هي مشاركة الموظفين، وعواطف الموظفين، والقيم المشتركة، ومعرفة الموظفين، ومكافآت الموظفين، وتمكينهم، وأداء العمل.

العلاقات في مكان العمل

مجموعة أصدقاء يجلسون مع بعضهم بعضاً في المكتب

تشير العلاقات في مكان العمل إلى التفاعلات والاتصالات والديناميكيات الموجودة بين الأفراد داخل بيئة العمل. تشمل هذه العلاقات التفاعلات بين زملاء العمل والمشرفين والمرؤوسين والأفراد على مختلف المستويات والإدارات داخل المنظمة. يمكن أن تؤثر هذه العلاقات بشكل كبير في تجربة العمل والرضا الوظيفي والرفاهية العامة للموظفين. تتميز العلاقات القوية والإيجابية في مكان العمل بالثقة والاحترام والتواصل المفتوح والتعاون والدعم. فيما يلي بعض الجوانب والفوائد الرئيسية للعلاقات في مكان العمل.
ما رأيك بمتابعة: بيئة العمل السامة.. كيف نتصدى لها؟

  • تتأثر جودة العلاقات في مكان العمل بعوامل مثل التواصل والثقة والأهداف المشتركة والثقافة التنظيمية وبيئة العمل بشكل عام. تساهم العلاقات الإيجابية في مكان العمل في ثقافة عمل داعمة وشاملة، حيث يشعر الموظفون بالاحترام والتقدير والتواصل. من ناحية أخرى، العلاقات السلبية في مكان العمل.
  • من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي العلاقات السلبية في مكان العمل التي تتميز بالصراع والعداء وعدم التعاون إلى عدم الرضا والتوتر وانخفاض الإنتاجية. يمكن للمؤسسات تعزيز العلاقات الإيجابية في مكان العمل من خلال تعزيز التواصل الفعَّال، وتشجيع العمل الجماعي والتعاون، وتوفير الفرص للتفاعلات الاجتماعية، وتنمية ثقافة تنظيمية داعمة. يمكن أن يؤدي الاستثمار في مبادرات مثل أنشطة بناء الفريق وبرامج التوجيه وتقدير الموظفين إلى تعزيز العلاقات في مكان العمل والمساهمة في تعزيز الرضا الوظيفي وحسن الموظف بشكل عام.

التعاون والعمل الجماعي

تعزز العلاقات الإيجابية في مكان العمل التعاون والعمل الجماعي. يؤدي إلى تحسين الإنتاج والابتكار وحل المشكلات داخل المنظمة.

العلاقات بين زملاء العمل

تتضمن العلاقات بين زملاء العمل التفاعلات والروابط بين الأفراد الذين يعملون معاً في القسم أو الفريق نفسه. تتميز العلاقات الإيجابية بين زملاء العمل بالاحترام المتبادل والثقة والتعاون والدعم. يمكن لهذه العلاقات أن تعزز الشعور بالصداقة الحميمية والتعاون والعمل الجماعي، وستزيد من الرضا الوظيفي وتحسين نتائج العمل.

بيئة العمل والعلاقات العاطفية من وجهة نظر مختصٍّ

سامي البيطار متخصص في علم النفس العيادي

سامي البيطار متخصص في علم النفس العيادي يشرح وجهة نظره لـ"سيدتي" حول تأثير بيئة العمل والدراسة في تكوين العلاقات العاطفية.

تلعب البيئة بشكل عام، وبيئة العمل والدراسة بشكل خاص؛ دوراً مهماً في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكياته وأفكاره ضمن حدود ومعايير تلك البيئة. يساهم هذا التفاعل بين الفرد وبيئته في تحديد مدى انسجام سلوك الإنسان مع المحددات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر في حياته اليومية، مثل العادات والمواضع الاجتماعية والترتيب الهرمي في المجتمع.

تُعَدُّ بيئة العمل والدراسة من العوامل الاجتماعية ذات الأهمية الكبرى في حياة الإنسان؛ إذ توفر له المجال لإظهار أفكاره ومشاعره، والتفاعل مع أفكار الآخرين. هذا التفاعل يساعد على نضج الفرد انفعالياً؛ ما يساهم في تطوير ذكائه العاطفي. وبذلك، تصبح بيئة العمل مجالاً للتفاعل بين ثقافات الأفراد المختلفة؛ ما يؤدي إلى التعاون المشترك وتضاف الجهود لإنجاز المهام المطلوبة، سواء كانت في العمل أو الدراسة.

من خلال التفاعل الإيجابي بين الأفراد في بيئة العمل أو الدراسة، تنشأ روابط قوية بين الزملاء وتتحول هذه العلاقات إلى صداقات، وقد تصل في بعض الحالات إلى علاقات عاطفية. على العكس من ذلك، إذا كانت بيئة العمل أو الدراسة غير مشجعة على التفاعل الاجتماعي، وتميز بين الأفراد أو تحرض ضد أولئك الذين يختلفون في توجهاتهم أو ثقافاتهم، فإن هذا يسبب شرخاً في العلاقات بين الأفراد، ويؤدي إلى تراجع الأداء الوظيفي أو الدراسي، وظهور العلاقات المشحونة بالغضب والعداء.
قد يهمك الاطلاع على: كيف تتعامل مع الزميل المتشائم في العمل وتتجنب محاولة إحباطك؟

في النهاية، فإن البيئة المشجعة على التفاعل الاجتماعي، التي تقوم على الاحترام المتبادل بين الأفراد، تساهم في تحقيق التفاعل الإيجابي الذي يثمر عن علاقات ناضجة ومثمرة. التفاعل الجيد بين الأفراد يسهم في تعزيز التعاون، والاعتراف بالنقاط المشتركة، واحترام الاختلافات؛ ما يعزز العلاقات ويؤدي إلى التقدم والازدهار في المجتمع أو المؤسسة.