قد تواجه الحياة الزوجية تغيرات جذرية أو تحديات جديدة لم تكن موجودة من قبل، كضغوط اجتماعية أو تغيرات في الأدوار الاجتماعية أو تأثيرات التكنولوجيا، فيُمثل ذلك تحدياً للشريكين، مما قد يؤدي إلي تغيير في أنماط الحياة الزوجية، فيؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار، وتفاقم الخلافات، فيتطلب لجوء الشريكين إلى طلب المساعدة للتعامل معه، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية والإنسانية نادين فؤاد في حوار حول كيفية التعامل مع التغييرات الكبيرة في الحياة الزوجية.
على الزوجين الانتباه إلى تلك التغيرات وأخذها في الاعتبار

تقول خبيرة العلاقات الأسرية والإنسانية نادين فؤاد لسيدتي : الزواج رحلة طويلة تتطلب من الزوجين الجهد والالتزام، وقد تواجه الحياة الزوجية بعض التغييرات والتحديات القوية والتي قد تكون مدمرة للعلاقة الزوجية، فإذا لم يتم التعامل مع هذه التغيرات بشكل صحيح، فيمكنها أن تؤثر سلباً على الحياة الزوجية، وقد تؤثر على استمرارها وسعادتها، وتسبب صعوبات كبيرة، وقد تؤدي إلى تفكك العلاقة، لذلك على الزوجين الانتباه إلى تلك التغيرات وأخذها في الاعتبار من خلال فهم التحديات التي سيواجهونها والعمل على التغلب عليها، من أجل زواج سعيد ومستقر في الحياة الزوجية.
استراتيجيات تساعدنا على التكيف مع التغيرات الكبيرة في الحياة الزوجية
بناء تواصل مفتوح
عدم التواصل يؤدي إلى سوء الفهم وتراكم الضغوط مما قد يؤجج الخلافات ويعيق تقبل أي تغيير، ويعمق الهوة بين الزوجين، فعلى الشريكين التواصل بانتظام وشفافية ومشاركة أفكارهما ومشاعرهما ومخاوفهما، بشأن تلك التغييرات بشكل هادئ للوصول إلى حلول، و لتجاوز تلك التغيرات لا بُدّ من البحث دائماً عن وسيلة فاعلة للتواصل، بعيداً عن المُشتِّتات، كالهواتف الذكية، ووسائل التكنولوجيا، ولا بُدّ من الاستماع للطرف الآخر جيِّداً، وعدم الاستخفاف به أو برأيه، ومراعاة المشاعر حتى عند الاختلاف في وجهات النظر.
تحديد توقعات واقعية
لابد أن يدرك الشريكان أن الحياة الزوجية ليست مثالية، وأن التغيرات والتحديات جزء لا يتجزأ من أي علاقة، فغالباً ما تؤدي الفجوة بين الواقع والتوقعات في العلاقة إلى الشعور بخيبة الأمل في الحياة الزوجية، والتي قد تجعل كل شريك يشعر بالوحدة، لذا فلابد أن يتخلى الزوجان عن التوقعات غيرالواقعية، وأن يركزا على نقاط القوة في علاقتهما، وأن يبذلا جهداً لتطوير ذاتهما وعلاقتهما بشكل مستمر، ولابد من تقبّل التغيرات كفرصة للتطور والنمو معاً، وأن يدركا إن أنجح العلاقات ليست مثالية، وهذا ما يجعلها مميزة.
والسياق التالي يعرفك إلى: أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج
تخصيص وقت للزوجين معاً
لابد أن يحرص الزوجان على تخصيص وقت مشترك معاً، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، سواء من خلال الخروج معاً، أو من خلال ممارسة بعض الهوايات المشتركة، أو الطهي، أو تغيير ديكور المنزل، وللتحدث معاً، واستعادة الذكريات الجميلة، من دون الانشغال بهواتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر، فتُعد هذه الأوقات فرصة لإعادة شحن طاقة العلاقة وتجديد المشاعر الإيجابية بين الزوجين، للصمود ضد أي تغيرات سواء سلبية أو إيجابية محتملة، أو لتقبل التغيير وللحفاظ على علاقة يسودها الهدوء والاستقرار والتفاهم.
تعاملا مع التغيير بشروط خاصة
لابد أن يبحث الزوجان معاً عن الجوانب الإيجابية في التغيير الذي تم، مع التحلي بالصبر، وليتذكرا معاً أن التكيُّف مع التغيير هو عملية تدريجية، ويجب التغلب على الحواجز النفسية عبر التحفيز الذاتي والمحافظة على الحماس للنجاح، ولا يعني القبول بتلك التغيرات هو التخلي تماماً عن الوضع السابق، فالمهم هو المضي قدماً في الحياة الزوجية.
الصبر والتفهم
تتطلب الحياة الزوجية قدراً كبيراً من الصبر والتفهم لأنهما أساس النجاح والاستقرار، فلا يوجد شخصان متطابقان تماماً، و من الطبيعي أن تحدث بعض التغييرات بسبب الاختلافات في وجهات النظر والتحديات التي يقع تحتها الزوجان، ومن ثمّ فمن الضروري أن يتحلى الزوجان بالصبر والتفهم عند مواجهة أي تغيرات أو تحديات محتملة، وأن يتجنبا اتخاذ أي قرارات متسرعة، أو التصرف باندفاع ضد أي تغيرات غير مناسبة، ومن أجل بناء أسرة قوية ومتماسكة.
حافظا على نشاطكما
ضرورة البدء بجدية في أنشطة مشتركة أو جديدة، والتخطيط لتعلم هوايات جديدة معاً، فقد تبعد الشريكين عن صعوبات تغيير حياة الشريكين وتُبقيهما مُندمجين في مجرى الحياة، كالتأمل، واليوغا، والتنفس العميق، فهذه الأنشطة العقلية والجسدية مفيدة بشكل خاص خلال فترات التغيير، ومن الطبيعي أن يشعرا بالانفعال، لذلك يمكنهما السماح لمشاعرهما بالظهور والحفاظ على إظهار تقديرهما لبعض وأن يتذكرا الإيجابيات في حياتهما ونجاحاتهما السابقة مع التغيير.
الاعتذار والمصالحة
عند الشعور بحدوث التغييرات في العلاقة فلا بد من الانتباه لتبعات هذه التغييرات والتي قد ينتج عنها حدوث خلافات أو أخطاء في العلاقة الزوجية، لذلك يجب على الزوجين أن يكونا قادرين على الاعتذار والمصالحة، ويجب أن يكون الاعتذار شاملاً وصادقاً وفي التوقيت المناسب، حتى يسود الهدوء في أجواء العلاقة الزوجية، كما عليهما تقبل المسؤولية عن أفعالهما وأن يعبرا عن ندمهما واستعدادهما للتغيير والتعلم.
طلب مساعدة المتخصصين
في بعض الأحيان، عندما يصبح ضغط التغييرات في الحياة الزوجية كبيراً جداً أو استمر لفترة طويلة، فيمكن للزوجين اللجوء إلى استشاري أسري متخصص لتجاوز تلك التحديات أوالتغيرات، فالاستشاري الماهر سيوفر مساحة محايدة لاستكشاف التوقعات غير المعلنة لكلا الشريكين، ويمكنه تزويد الشريكين بأدوات واستراتيجيات لقبول التغيير، ولإيجاد حلول وسط تؤدي إلى علاقة أكثر صحةً وإشباعاً.
ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: أبرز المشاكل شيوعاً في السنوات الأولى من الزواج