سواء كان ذلك للأفضل أو الأسوأ، فإن الزواج لا بد أن يغير ما تفكر فيه، وما تفعله، وكيف تشعر في كتير من الأمور بطرق غير متوقعة فالحياة تتغير بشكل كبير، فبعد الزواج تتزايد المسؤليات وتتفاقم التحديات ويجد الزوجان نفسيهما أمام الحياة الصلدة المتجردة بدون تزييف وجهًا لوجه وبشكل واضح بعيدًا عن الأهل الذين كانوا يساعدون وينصحون وقد يتدخلون لتخفيف بعض أعباء ومشاكل الحياة.
بالسياق التالي "سيدتي" التقت د.ماهينور أبو الفضل صبرة استشاري العلاقات الإنسانية لتعرفك إلى أمور تتغير في الحياة بعد الزواج وكيفية التعامل معها.
الزواج رباط والتزام من كلا الطرفين

تقول د. ماهينور لسيدتي: الزواج رباط مقدس يجمع بين روحين وقلبين وجسدين، فـ"أنا" تصبح "نحن"؛ و"لي" تصبح "لنا". هذا التغيير البسيط قد يُثير مشاعر متنوعة. حيث يُصاب العديد من الأزواج بصدمة نفسية وأزمة هوية خاصة في بداية الحياة الزوجية فقد أدرك كل منهما أن حياته أصبحت متشابكة مع حياة شخص آخر ؛ وأنه التزم التزامًا مدى الحياة، بأن يكون إلى حد ما، مسؤولًا عن هذا الشخص، هذا الالتزام يتجاوز مجرد الكلمات ويتطلب المحبة والصدق والشفافية، وعلى الرغم من الأحلام الكبيرة والآمال العريضة والطموحات الواسعة التي يرسمها كل طرف مع بداية الزواج إلا أن كلا من الزوجين قد يصطدم بأمور غير متوقعة وتصرفات لم يُحسب حسابها من الطرف الآخر مما قد يؤدي للصدام، فالحياة تتغير بشكل كبير بعد الزواج، حيث يُدخل الزواج ديناميكيات ومسؤوليات وتوقعات جديدة، سواءً على المستوى الفردي أو ضمن العلاقة. يمكن أن تكون هذه التغييرات إيجابية تعزز سعادة الطرفين أو سلبية وصعبة تزيد من هوة الخلاف، وقد تحمل كلا الشقين الإيجابي والصعب في آنٍ واحد، لذلك فمن المهم أن يكون الأزواج مستعدين وقادرين على التواصل للتكيف مع أمور تتغير في الحياة بعد الزواج.
ويمكنك التعرف على: كيفية التعامل مع الزوج كثير الانتقاد دون تصعيد الخلافات
التغييرات الشائعة بعد الزواج

التغيرات الشخصية
تقول د. ماهينور: تخبرنا كثير من الدراسات أن الشخصية سواء للزوج أو الزوجة يمكن أن تتغير بعد الزواج، حيث يصبح بعض الأشخاص أكثر انطوائية أو أقل انفتاحًا على التجارب الجديدة.
التغيرات الشكلية
من المعروف أن كلا من الزوجين يختلف شكلهما بعد الزواج نتيجة لتغيرات معينة من الناحية الجسدية ولكن أغلب هذه التغيرات تتعلق بزيادة الوزن.
التغيرات في الديناميكيات الاجتماعية
تتغير الصداقات والتفاعلات الاجتماعية بعد الزواج حيث تظهر التحولات في التفاعلات وطريقة التواصل داخل العلاقة ومع مرور الوقت أكثر يظهر كيف تتغير هذه التفاعلات، وهذه التغيرات قد تكون نتيجة لعوامل داخلية أو خارجية حيث يُعطي الأزواج الأولوية لقضاء المزيد من الوقت معًا أو يُنشئون ديناميكية اجتماعية جديدة مع أزواج آخرين.
التغيرات في التواصل والألفة
نجد أن أحد أهم أمور تتغير في الحياة بعد الزواج وتظهر واضحة وتؤثر على حياة الزوجين هي تغير طريقة التواصل الفعال و زيادة الألفة العاطفية وهما أمران أساسيان للحفاظ على علاقة صحية بعد الزواج، فيجب على الأزواج تعلم التكيف مع طرق جديدة وناجحة للتواصل والحفاظ على شرارة العلاقة وتوهج المشاعر الجميلة التي تجمعهم
التغيرات في الروتين ونمط الحياة
بعد الزواج نجد أغلب الأزواج ينشئون روتينًا مشتركًا وعادات جديدة معًا، مثل تقاسم المسؤوليات المنزلية، أو التخطيط لوقت الفراغ، أو تبني أنشطة جديدة .
التغييرات في عملية اتخاذ القرار
تقول ماهينور: من أهم أمور تتغير في الحياة بعد الزواج هو تأثر عملية اتخاذ القرارات المهمة، فقبل الزواج كان كل طرف يعتمد على نفسه في اتخاذ القرار بطريقة ما وحسب وجهة نظره، ولكن بعد الزواج نجد أن اتخاذ أي قرار قد يتطلب التواصل والتفاوض للوصول إلى اتفاقيات مرضية لكلا الطرفين.
ويمكنك التعرف إلى المزيد إذا تابعت الرابط: أبرز المشاكل شيوعاً في السنوات الأولى من الزواج
كيفية التكيف مع التغيرات التي تحدث بالحياة بعد الزواج

تقول د. ماهينور: بمجرد التقاء الزوجين معًا في عش الزوجية وتحت سقف واحد لا بد أن يدرك كلا منهما أن هناك أمورًا تتغير في الحياة بعد الزواج وأنه من الضروري التكيف مع مستجدات العلاقة، فالزواج علاقة وشراكة قائمة على طرفين وليس على طرف واحد، وأن هذه العلاقة لكي تكون متزنة لا بد أن تتعادل كفتا الميزان الذي يحكمها، فلو مالت الكفة نحو طرف سيؤثر ذلك على الطرف الآخر وقد يثير صدامًا بلا داعي ولذلك هناك عدد من الأمور لا بد أن يراعيها وينتبه لها كل من الطرفين ليحدث التكيف والتوافق والاتفاق ومنها:
التواصل المنفتح والصادق:
من الضروري أن يعلم كل من طرفي العلاقة أنهما غير متطابقين في وجهات النظر فيمكن التعامل مع الاختلاف الفكري من خلال مناقشة التغييرات والتوقعات بصراحة لتجنب سوء الفهم.
تقبّل الفردية:
من الأهمية بمكان إدراك أن كل شخص يختلف عن الآخر ومهما كانت درجة التقارب فهناك اختلافات ولا بد من احترامها كذلك لا بد من الطرفين أن يعلما أن الزواج لا يعني فقدان الفردية بل هي علاقة مشتركة وتشاركية تعني أن يكمل كل طرف الآخر ولا يناقضه، أو على الأقل يحترم اختلاف وجهة نظره.
المرونة والتكيف:
يجب أن يكون الأزواج على درجة من الوعي لإدراك أن هناك أمورًا تتغير في الحياة بعد الزواج وأن يكونوا على استعداد للتكيف مع احتياجات ورغبات بعضهم البعض المتغيرة، والتوافق مع التغييرات والتحديات، ومواجهة الخلافات والتناقضات والاستجابة بفعالية ومرونة لاحتياجات بعضهما البعض.
إعطاء الأولوية للعلاقة:
الزواج ليس رابطة سهلة أو يمكن تجاوزها بل يجب أن تأخذ أهمية خاصة داخل عقل وقلب الشريكين مع أهمية الحفاظ على التوازن فليس المطلوب أن ينسى كل طرف نفسه ويهب وجوده وكيانه للطرف الآخر أو أن يتعامل بتجاهل أو عدم الاهتمام بل ينبغي التوازن فكل طرف لا بد أن يحافظ على الصداقات والأنشطة الفردية الخاصة به وأن تكون له مساحته الخاصة، كذلك من الضروري تكريس الوقت والجهد لرعاية الزواج والاهتمام بأن يكون هناك أمور مشتركة أو تشاركية بين الزوجين تقرب بينهما وتعزز علاقتهما وتقوي صلة الحب والاهتمام بينهما.
وبالنهاية تقول د. ماهينور: لا يمكننا أن ننكر أبدًا أن الزواج يُحدث تغييرات جوهرية في حياة الإنسان، سواءً على المستوى الفردي أو في العلاقة، ويتطلّب التكيّف مع هذه التغييرات التفهم والتواصل والمرونة والالتزام المستمر نحو بناء علاقة قوية ومرضية.
والرابط التالي يعرفك أكثر كيفية التعامل مع التغييرات الكبيرة في الحياة الزوجية