mena-gmtdmp

كيفية تجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين؟

 الفجوات العاطفية بين الزوجين
الفجوات العاطفية بين الزوجين

الفجوات العاطفية أو"الفراغ العاطفي" هي شعور عميق بالخواء، واللامبالاة، أو فقدان الاتصال العاطفي بالذات وبالشريك، وتنشأ عن الحرمان العاطفي في الطفولة أو صدمات الحياة، وتظهر كعزلة، وعدم استقرار بالعلاقات، أو البحث عن إشباع مؤقت، وقد تتسبب في سلوكيات خطيرة، ومشاكل عميقة في العلاقات، مثل صعوبة بناء الروابط، والاعتمادية المفرطة أو التجنب، والخلافات المتكررة، والشعور بالوحدة، أو الشعور بعدم الأهمية، وفقدان الثقة بالنفس. بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية نهاد كامل لتحدثك عن كيفية تجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين؟

العلاقات الزوجية أحياناً تمر بفترات صعبة

زوج شاب يتحدث مع زوجته وهي تبدو متضايقة ومستاءة حيث العلاقات الزوجية أحياناً تمر بفترات صعبة - المصدر : freepik by bearfotos


تقول خبيرة العلاقات الأسرية نهاد كامل لسيدتي: من الطبيعي أن تمر العلاقة الزوجية بفترات وأيام صعبة، أو قد يتسلل المملل والفتور ويغلّف الحياة العاطفية بين الزوجين، أو يحدث مسافة متزايدة في العلاقة تنتج عن ضعف التواصل، وقلة الاهتمام، وكثرة الروتين، وعدم تلبية الاحتياجات النفسية، وتظهر في العلاقة علامات كالصمت، والابتعاد، وكثرة النقد، والشعور بالوحدة، فتبدأ المسافة العاطفية في التزايد، ويصبح كل طرف في عالمه الخاص، فكل هذه علامات تحدث بسبب الفجوة العاطفية بين الزوجين، والفجوة العاطفية هي شعور داخلي بالخواء، ونقص في المشاعر، أو غياب الهدف، وقد ينبع من الحرمان العاطفي خاصة في الطفولة، ويؤدي للالتصاق بالآخرين أو البحث عن إشباع غير صحي، أوعدم القدرة على التكيف مع طبيعة الشريك، أو تدخل الأهل بشكل سلبي في المشكلات.
والرابط التالي يعرفك المزيد عن: علامات عدم راحة الزوجة مع زوجها

إستراتيجيات أساسية وفعالة لتجنب الفجوات العاطفية

تقول نهاد كامل لتجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين، حافظوا على التواصل الصادق والمستمر، وخصصوا وقتاً ممتعاً معاً، ومارسوا التعاطف، وقدروا الشريك بالكلمات والإيماءات، وشاركوا المسؤوليات، وتجنبوا التجاهل وحلوا المشكلات أولاً بأول قبل تفاقمها، كما لا بد من التعبير عن الحب بالأفعال والكلمات الدافئة باستمرار، مع الاهتمام بتطوير الذات لتعزيز الثقة والسعادة المتبادلة، وبهذه الخطوات الفعالة يمكنكِ تجنب الفجوات العاطفية وهي كالآتي:

أولاً التواصل الفعّال

التحدث بصدق عن المشاعر

التحدث بصدق عن المشاعر هو مفتاح لتجنب الفجوات العاطفية، حيث يبني الثقة، ويُعزز الفهم المتبادل، ويسمح بتلبية الاحتياجات العاطفية، ويقلل من سوء الفهم، ويمنع تراكم المشاعر السلبية ويحافظ على القرب كما أنه يساعد في تجاوز الصعوبات، وهو يفتح مجالاً للحلول المشتركة، ويقلل من التوتر والقلق الداخلي، فالصدق في المشاعر يساعد في خلق بيئة من الأمان والقبول تسمح بالنمو العاطفي المشترك.

الاستماع بدون أحكام

العلاقة الزوجية
                زوجة تستمع لزوجها بتفهم فهي تحاول فهم وجهة نظر الزوج
 

كوني مستعدة للاستماع لفهم وجهة نظر شريككِ ومخاوفه، واستمعي بنية الفهم، وليس للرد، واعترفي بمشاعر شريككِ وأعطِيه انتباهكِ الكامل عند الحديث، وتجنبي المقاطعة أو التشتت بالهاتف أو التلفزيون، ولا تفترضي أنك تعرفين مسبقاً ما سيقوله شريكك أو مشاعره، ودعيه يعبر عن أفكاره دون مقاطعة.

التعبير الواضح

التعبير الواضح ضروري عبر استخدام عبارات "أنا أشعر" لتجنب اللوم، فالتواصل الصريح حول احتياجاتكِ ومشاعركِ يضمن بناء علاقات أقوى ويقلل من سوء الفهم، فعبّري عن احتياجاتكِ ومشاعركِ بهدوء وبـ"أنا أقول" بدلاً من "أنت تفعل"، لتجنب اللوم والهجوم، ولا تفترضي أن الآخر يفهم التلميحات، وعبّري عن احتياجاتكِ وتوقعاتكِ بوضوح ومباشرة، وكوني واضحةً بشأن احتياجاتكِ ومشاعركِ، واختاري التوقيت والمكان المناسبين للحديث.

النقاش الهادف

لتجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين يعتمد في أساسه على النقاش الهادف، وهذا يعني تجنب المواضيع الصعبة خلال الخلافات، مع التحلي بالهدوء ووضع حدود صحية، لأن الهدف هو الفهم المشترك وبناء الثقة لا الفوز بالجدال، مما يُقرّب الطرفين ويمنع تفاقم المشاكل، لذلك لا بد أن تتعاملا مع الخلافات بحوار هادئ وهادف لحل المشكلات بدلاً من تفاقمها.
ويمكنك التعرف إلى إجابة هذا السؤال إذا تابعت الرابط التالي: هل الصراحة المطلقة بين الزوجين دائماً مفيدة؟

ثانياً تعزيز الروابط العاطفية

تخصيص وقت نوعي

تخصيص وقت نوعي مع الشريك ضروري لتعزيز القرب والتواصل، وذلك من خلال أنشطة مشتركة، وحوارات هادفة بعيداً عن المشتتات، وتجديد الذكريات، مما يقوي الروابط ويخلق شعوراً بالاتصال والدعم المتبادل، ويقلل من التوتر والملل ويحسّن الصحة العقلية للطرفين، ويساعد على الاقتراب والتفاهم وبناء ذكريات قوية.

التعبير عن التقدير

التعبير عن التقدير يغذي شعور الشخص بأنه مرئي ومحبوب ومُقدّر، وهذا يحدث من خلال كلمات الشكر، والاعتراف بالجهود الصغيرة والكبيرة، والإنصات باهتمام، وتقديم الدعم العاطفي، مما يعزز الرابطة ويجعل العلاقة أقوى ويمنع الشعور بالوحدة أوعدم الأهمية، لذا أظهري المودة بانتظام وشاركي الإعجاب بالتفاصيل الصغيرة، فهذا يعزز الأمان، وتذكري أنه من الضروري استخدام الكلمات الطيبة والمبادرات الكريمة لإظهار حبكِ وتقديركِ يومياً.

المرح والفكاهة

زوجة تحتضن زوجها في لحظة رومانسية بين أحضان الطبيعة حيث تخصيص وقت نوعي مع الشريك ضروري لتعزيز القرب والتواصل

المرح والفكاهة يجنبان الفجوات العاطفية عبر تقوية الروابط، تخفيف التوتر، وتسهيل التواصل في المواقف الصعبة، حيث يعمل الضحك كـرابط اجتماعي قوي ومُحفز، فهو يساعد على إعادة صياغة المشكلات وتقليل الشعور بالإرهاق، فالفكاهة تسمح لك بإيصال وجهة نظركِ دون إيذاء مشاعر شريككِ، وتساعد على التغلب على نقاط الخلاف الصعبة، مما يخلق مساحة للمتعة المشتركة والتقارب، فلا تأخذا الحياة بجدية مفرطة، فالضحك يخفف التوتر ويعزز الروابط.

الكرم العاطفي

الأخذ والعطاء جزء من العلاقة الصحية، والكرم العاطفي يتطلب التواصل الصادق، والاهتمام المتبادل، لذلك يمكنكِ تقديم الأشياء الجيدة لشريككِ بسخاء، وأظهري الاهتمام الحقيقي عند الحديث معه، وكوني متواجدة جسدياً وذهنياً، فهذا يمنح شعوراً بالأمان، مثل الاهتمام أو المسامحة، كذلك التغاضي عن الهفوات، وعدم المقارنة بالشخصيات الأخرى، وحاولي فهم ما يحتاجه شريككِ عاطفياً والتركيز على النقاط الإيجابية في العلاقة، مع إظهار الحكمة والتغاضي عن الصغائر.

ثالثاً التعامل مع الخلافات

حل المشكلات فوراً

حل المشكلات فوراً وبهدوء يمنع الفجوات العاطفية بين الزوجين، لأن تأجيلها يراكم الاستياء، والحل الفوري لا يعني الانفعال، بل يتطلب الوعي بالمشاعر، وفهم الحاجات العاطفية الكامنة، وأخذ استراحة إذا لزم الأمر، لذا فلا بد من نقاش المشاكل بهدوء بدلاً من تركها تتراكم وتسبب الغضب، وحاولي إغلاق الملفات المفتوحة بتفاهم، فحل المشكلة مبكراً يمنع تحولها لمشكلة أكبر لاحقاً، ويقلل الضرر، ويمنع التصعيد الانفعالي الذي يدمر التواصل.

تجنب الفوز في كل جدال

عندما يرى أحد الطرفين أن الآخر يسعى دائماً للانتصار، يشعر بعدم الأمان وأن العلاقة ليست مساحةً آمنة للتعبير عن الذات، فالتركيز على "الفوز" يحول النقاش من فرصة للفهم المشترك إلى معركة تضر العلاقة وتخلق توتراً، بدلاً من ذلك، يجب التركيز على إعادة الاتصال، وفهم وجهة نظر الآخر، والبحث عن حلول وسط لبناء علاقات أقوى وأكثر استقراراً، وحاولي التغاضي عن الأخطاء الصغيرة.

تقصير مدة الخلاف

لا بد من جعل الخلافات قصيرة، وعدم الاسترسال في قضايا قديمة، وإذا اشتدت المشاعر فلا بد من أخذ استراحة قصيرة للتنفس العميق وإعادة الهدوء قبل استكمال الحديث وذلك لتجنب الانفعال، وتجنب الخوض في تفاصيل صغيرة لا تنتهي، فبدلاً من تعميق المشكلة والانفصال عاطفياً، لا بد من تجنب اللوم والنقد الهجومي، مع الحفاظ على الود والاحترام المتبادل.
والرابط التالي يعرفك: كيفية التعامل مع الشريك في فترة التوتر والضغوط النفسية

رابعاً تجديد الرومانسية

تجديد الرومانسية
      زوج يهدي زوجه هدية فتجديد الرومانسية بين الزوجين أمر ضروري ويحمي العلاقة

بناء الثقة والتعاطف

كوني صادقةً ووفِي بوعودك باستمرار، فهذا يبني شعوراً بالأمان، وشاركي مشاعركِ وتجاربكِ بشكل مناسب لتشجيع شريككِ على فعل الشيء نفسه، وتذكري أن تقابلي رد أفعاله الإيجابية بالتقدير، ولا بد أن تضعي نفسكِ مكان الشريك الآخر وحاولي رؤية العالم من منظوره، فهذا يقلل الحكم ويعمق الرابط، فكوني داعماً نفسياً وعاطفياً لشريككِ، وقدمي المساعدة والمواساة في الأوقات الصعبة.

تقبّل الشريك

تقبّل الشريك بما فيه عيوبه ومشاعره، هو أساسي لسد الفجوات العاطفية، إلى جانب التواصل الفعال، والتعاطف، والاهتمام، وتقدير الذات، والمشاركة في أنشطة ممتعة، وطلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر، حيث يساهم القبول في خلق بيئة آمنة تشجع على الانفتاح، وتقبّل شريكك كما هو واعملا معاً على تحسين السلوكيات بتدرج، مع تجنب لوم الشريك أو دفعه للانعزال، فعندما تتقبل الشريك الآخر، هذا يقلل شعوره بالهجوم، مما يجعله أقل عرضة للانغلاق عاطفياً مما يعزز الألفة والروابط العاطفية.

التعاطف

التعاطف ضروري جداً لتجنب الفجوات العاطفية، لأنه يساعد على فهم الشريك الآخر وتقدير مشاعره بدلاً من الحكم عليه، مما يبني الثقة ويقوي العلاقات، ومع ذلك يجب أن يكون التعاطف متوازناً مع الحدود الذاتية "التعاطف الذاتي"، حيث يجب فهم الذات والاعتناء بها لتجنب الإرهاق العاطفي، لأن التعاطف المفرط دون رعاية الذات قد يؤدي إلى استنزاف نفسي وإهمال للحاجات الشخصية، ولا بد من محاولة فهم المواقف من منظور شريككِ لتشعري به، مما يخلق بيئة آمنة للتعبير.

بناء الثقة

بناء الثقة هو حجر الزاوية لتجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين، لأنها تخلق شعوراً بالأمان والتقارب، وتسمح بالتواصل الصادق بدون خوف من الحكم أو الانتقاد، ويتم ذلك عبر التفاهم المتبادل، الوفاء بالوعود، الصدق والوضوح، إظهار التقدير، والتعاطف، وهي أساسيات لتقوية الروابط العاطفية وتجاوز تحديات الحياة، فتعاملي بشفافية ووضوح، فهذا يعزز الثقة المتبادلة.

خامساً الاهتمام بالذات وبالآخر

تحسين الذات

كوني صريحة مع نفسك بشأن ما تحتاجين إليه عاطفياً واجتماعياً، ويمكنكِ الانخراط في أنشطة تجدد طاقتك "هوايات"، "رياضة"، و"تأمل" فتطوير الذات وتحقيق الأهداف الشخصية يضيف قيمة للعلاقة.

دعم التطور الشخصي

يجب دمج الأهداف الشخصية والمشتركة، وتعزيز التواصل الصادق، وبناء الثقة، وممارسة التعاطف، وتخصيص وقت للاحتفال بالإنجازات، مما يخلق شعوراً بالوحدة والتقدير المتبادل بدلاً من التباعد، لذلك لا بد من تشجيع كل طرف على تحقيق أهدافه الشخصية وتطوير ذاته، فهذا يعزز الشعور بالذات ويقوي العلاقة.
سادساً المشاركة والوقت المشترك

الهوايات المشتركة

الهوايات المشتركة
                      الهوايات المشتركة أساسية لتجنب الفجوات العاطفية

الهوايات المشتركة أساسية لتجنب الفجوات العاطفية لأنها تخلق ذكريات مشتركة، وتعزز التواصل، وتُشعر الشريكين بالوحدة والمتعة، من خلال أنشطة مثل الطبخ معاً، والمشي، وممارسة اليوغا، وتعلم شيء جديد، أو حتى الألعاب، مما يجدد العلاقة ويقوي الرابط العاطفي ويقلل التوتر بينكما، فمارسا أنشطة ممتعة معاً لتجديد العلاقة.

تكوين ذكريات

لتجنب الفجوات العاطفية بين الزوجين، ركّزي على تكوين ذكريات إيجابية عبر الانخراط في أنشطة محبوبة، وقضاء الوقت مع أحباء، وتحديد أهداف جديدة لتحسين الروابط العاطفية وتوازن ذاكرتك، ومارسي هواياتكِ واهتماماتكِ لتوليد مشاعر إيجابية، فتحقيق الأهداف، حتى الصغيرة منها، يبني شعوراً بالكفاءة ويخلق ذكريات إيجابية تدعمك عاطفياً، مما يعزز تكوين ذكريات قوية وذات مغزى.

سادساً طلب المساعدة المتخصصة

طلب المساعدة المتخصصة خطوة أساسية وفعالة لتجنب الفجوات العاطفية، حيث يساعد المعالج النفسي على فهم جذور المشكلة وتطوير مهارات التعامل مع التوتر، وتعزيز التواصل الصحي، وبناء الثقة بالنفس، مما يساهم في إعادة بناء الروابط العاطفية، وسد الفجوات وتقليل الشعور بالوحدة والضيق النفسي، ولا تترددا في اللجوء للاستشارات الزوجية إذا واجهتما صعوبات كبيرة في التواصل أو حل المشكلات، فالعلاج العاطفي يساعد في تحديد الأنماط السلبية وتغييرها.
وبالنهاية فالرابط التالي يعرفك: أسباب كثرة المشاكل الزوجية من دون سبب