mena-gmtdmp

هل يؤثر إنجاب الأطفال على العلاقة بين الزوجين؟

زوج وزوجه يمسكان بيد صغيرهما ويتنزهان في ضوء الشمس
زوج وزوجه يمسكان بيد صغيرهما ويتنزهان في ضوء الشمس

نسبة كبيرة من الأزواج يجدون أن الأطفال يسببون قدراً كبيراً من التوتر في علاقتهما الزوجية، خاصة عندما يكون الأطفال صغاراً، فإنجاب الأطفال يؤثر على العلاقة الزوجية، وغالباً ما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في ديناميكية العلاقة، فمن جهة تؤثر على نفسية المرأة وصحتها الجسدية، ومن جهة أخرى تؤثر على قدرة الزوج على توفير متطلبات الحياة الضرورية للأبناء.

هل إنجاب الأطفال يؤثر على العلاقة الزوجية؟

إن إنجاب الأطفال قد يؤثر على العلاقة الزوجية فيجلب للزوجين تجربة جديدة وممتعة


تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لسيدتي : لاشك أن إنجاب الأطفال يؤثر على العلاقة الزوجية، وقد يكون هذا التأثير إيجابياً أو سلبياً، فقد يؤدي إنجاب الأطفال إلى زيادة التوتر والإرهاق، مما قد يؤثر على المشاعر الرومانسية بين الزوجين، وقد يشهد الزوجان انخفاضاً في الرضا الزوجي، وزيادة في التوتر والضغوط، وتغييراً في الأدوار والمسؤوليات، فالإنجاب يعمل على إحداث تغيير كامل في الحياة الزوجية حيث ينتقل الزوجان من مرحلة الرومانسية إلى مرحلة الواجبات والمسؤوليات ومع ذلك، يمكن للوالدين بناء علاقة أقوى من خلال التعاون في تربية الأطفال وتعزيز علاقتهما كزوجين.
يمكنك كذلك التعرف إلى: كيفية التعامل مع عدم اتفاق الأزواج على إنجاب الأطفال؟

تأثيرات مختلفة لإنجاب الأطفال على العلاقة الزوجية

التأثيرات السلبية :

انخفاض الرضا الزوجي

أظهرت الدراسات أن الأزواج قد يشعرون بانخفاض في مستوى الرضا الزوجي عن علاقتهم بعد إنجاب الأطفال، خاصةً خلال السنوات الأولى بعد الولادة، بعد إنجاب طفل، وقد يكون السبب في هذا الانخفاض إلى التغيرات في الأدوار والمسؤوليات الجديدة، وزيادة التوتر، وقلة النوم، فالطفل الجديد يتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام، مما يؤدي إلى قلة النوم والإرهاق لدى الوالدين، وهذا بدوره يمكن أن يؤثرعلى الرضا الزوجي، وقد يواجه الأزواج زيادة في الخلافات والمشاحنات بسبب ضغوط الحياة الجديدة، خاصةً فيما يتعلق بتربية الطفل واتخاذ القرارات المتعلقة به.

زيادة التوتر والضغوط

قد يشعر الأزواج بضغوط إضافية بسبب المهام المتزايدة، والوقت المحدود، وأيضاً قد يشعرون بزيادة التوتر والإرهاق بسبب المسؤوليات الجديدة، مما قد يؤثر سلباً على العلاقة بينهما والوقت المخصص للزوجين، إلي جانب أن الأطفال حديثي الولادة يجلبون معهم قلة النوم، وتغيير الروتين، والمسؤوليات الإضافية، وكلها عوامل تزيد من التوتر لدى الوالدين، فيؤدي إلى زيادة الخلافات حول كيفية التعامل مع الأطفال، وتوزيع المسؤوليات، وكيفية إدارة الوقت.

تغيير في الأدوار والمسؤوليات

غالباً ما تتغير الأدوار والمسؤوليات بين الزوجين، حيث تأخذ الأم غالباً النصيب الأكبر من رعاية الأطفال، مما قد يؤثر على العلاقة، حيث تمر الأسرة بتغييرات كبيرة في الأدوار والمسؤوليات، فنجد الأم تشعر بالإرهاق والتعب بسبب قلة النوم ومسؤوليات الرعاية المستمرة ، والأب قد يشعر بالتحدي في إيجاد التوازن بين العمل والحياة الأسرية، لذلك فمن الضروري أن يتفهم الزوجان هذه التغييرات وأن يعملا معاً على إعادة توزيع الأدوار لتلبية احتياجات الأسرة الجديدة.

تراجع الرومانسية

هذا التغير ليس بالضرورة دائم، ولكنه شائع بسبب التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يمر بها الزوجان بعد قدوم المولود الجديد، فقد يؤدي انشغال الوالدين بالأطفال إلى تراجع الاهتمام بالعلاقة الزوجية، مما قد يؤثر على المشاعر الرومانسية بين الزوجين، لذا لابد من البحث عن طرق جديدة لإظهار الحب والاهتمام ببعضهما البعض، مثل كتابة رسائل حب أو إعداد وجبات رومانسية.

صعوبة التكيف

زوجان يستمتعان بالتنزه مع طفلهما وكلبهما الأليف، فالزوجان يكونان أكثر ارتباطاً ببعضهما بعد الإنجاب


وهي حالة مؤقتة تشمل تقلبات المزاج والشعور بالحزن والقلق والضغط النفسي، في حين أن هذه المشاعر عادة ما تكون خفيفة وتختفي في غضون أيام قليلة أو أسبوعين، فقد يواجه بعض الأزواج صعوبة في التكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياتهما بعد إنجاب الأطفال، وقد يكون ناتجاً عن الشعور بالقلق بشأن صحة الطفل والقدرة على رعايته، أو بسبب الأرق أو النوم المفرط، مما يؤثر على العلاقة.

تأثير التغيرات الهرمونية

قد تعاني الأمهات من تغيرات هرمونية تؤثر على سلوكهن ومزاجهن، كما تؤثر على الأم جسدياً وعاطفياً، فبعد الولادة، تنخفض مستويات هرمونات الاستروجين والبروجستيرون بشكل كبير، مما قد يسبب تغيرات في الحالة المزاجية، مما قد يسبب توتراً في العلاقة.

تغير الأولويات

قد تتغير أولويات الأزواج بعد إنجاب الأطفال، حيث يمثل الإنجاب تحولاً جذرياً في الحياة، مما يؤدي إلى إعادة تقييم الاحتياجات والأهداف، وتحديد أولويات جديدة تتناسب مع المسؤوليات الجديدة، حيث يصبح الأطفال محور الاهتمام الرئيسي، وتتغير الأولويات لتلبية احتياجاته، مثل الرضاعة والنوم والرعاية، وقد تحتاج الأم إلى تعديل نمط حياتها ليشمل رعاية الطفل، مما قد يؤثر على العمل والأنشطة الاجتماعية، والعلاقات مع الشريك والأصدقاء والعائلة، قد تتغير حيث يتطلب الأمر تعديل التوقعات والتواصل بشأن الأولويات الجديدة.

زيادة الخلافات

قد تؤدي التحديات الجديدة التي يواجهها الوالدان إلى زيادة الخلافات الزوجية، حيث يواجه الأزواج تحديات جديدة تؤثر على العلاقة، ويمكن أن تتجلى هذه الخلافات في ضغوط الرعاية الجديدة، والتغيرات الهرمونية للأم بعد الولادة، مما قد يؤثر على مزاجها وحالتها العاطفية، ويزيد من احتمالية حدوث خلافات، وتغير الأدوار، فقد يلاحظ الزوجان تغيرات في شخصية وسلوك كل منهما، مما قد يؤدي إلى عدم التكيف مع هذه التغيرات وصعوبة في التواصل.
والرابط التالي يعرفك: أسباب خاطئة لإنجاب الأطفال

التأثيرات الإيجابية :

تعزيز التعاون

يمكن لإنجاب الأطفال أن يشجع الزوجين على التعاون في تربية الأطفال وتقوية العلاقة بينهما، وعلى العمل معاً لتقاسم المسؤوليات، والتواصل المفتوح، وتقديم الدعم العاطفي لبعضهما البعض، كما يجب أن يركزا على رعاية الطفل وتلبية احتياجاته، مع الحفاظ على صحتهما النفسية والجسدية.

بناء علاقة أقوى

حيث تمكن الزوجان من التغلب على التحديات والحفاظ على التواصل والاهتمام ببعضهما البعض، والتحدث بصراحة عن مشاعرهما وتوقعاتهما ومخاوفهما، والتعامل مع تلك التحديات بطريقة إيجابية ومحاولة فهم مشاعر بعضهما البعض، وذلك يمكنه أن يساهم في تقوية الرابطة الزوجية، والبحث عن حلول مشتركة، وطلب المساعدة عند الحاجة.

تجربة جديدة

يمكن لإنجاب الأطفال أن يجلب للزوجين تجربة جديدة وممتعة، حيث تتغير فيها الكثير من الأمور بدءاً من شكل الجسم والعلاقات الاجتماعية وحتى المشاعر والأحاسيس، مما يؤدي إلى خلق ذكريات مشتركة تدعم العلاقة.
الرابط التالي يعرفك بعض طرق تربية الأطفال وأثرها على العلاقات الزوجية