مع كل حدث ضخم تستضيفه أو تنظمه المملكة العربية السعودية ومع كل محفل عالمي تشارك به يتردد على مسامعنا مصطلح واحة الاعلام، ما هي هذه الواحة ولماذا ترافق فعاليات المملكة؟
تغطية وتصوير: عبير بو حمدان
النسخة العاشرة

اليوم وبالتزامن مع الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات GSR25 الذي تنظمه هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) أطلقت وزارة الإعلام النسخة العاشرة من "واحة الإعلام". تمتد هذه النسخة على مساحة تبلغ (4000) متر مربع، مجهزة بأحدث التقنيات، وتتضمن إلى جانب الأجنحة التي تشارك فيها عدة جهات حكومية وخاصة، عدة مناطق رئيسة من أبرزها: منطقة "وادي الواحة" التي تشمل شاشات للبث المباشر لأعمال المعرض المصاحب والحفل الافتتاحي للندوة، إلى جانب مجموعة من الخدمات الإعلامية والتقنية المتخصصة، منطقة "معرض الواحة" التي تسرد حكايا المشروعات التحوّلية لرؤية المملكة 2030، و منطقة الجسر الرقمي الذي ينقل الزوار عبر تجربة بصرية وحسية إلى قلب التحول الرقمي.
نافذة إعلامية مبتكرة

للتعرف أكثر على الدور الذي تمثله "واحة الإعلام" كان لنا حديث مع عمر القحطاني، مدير الإعلام والاتصال بمركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام، الذي وجه شكراً خاصاً لوسائل الإعلام المحلي والعالمية المتواجدة في الواحة المصاحبة للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات، والتي تقام بالشراكة مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية وبإشراف من وزارة الإعلام ودعم من معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري، مشيراً إلى أن "الواحة في كل مرة وفي كل نسخة من نسخها تواكب الحدث المصاحب".

وأضاف: "على سبيل المثال الحدث اليوم هو مصاحب للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات مع منظمة ITU هذا الحدث مختص بالتقنية، لذلك نرى الواحة بلمسة تقنية ورقمية، ومعرض الواحة اليوم تشارك فيه هيئة تطوير منطقة عسير، هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، نيوم، وزارة الرياضة، الهيئة السعودية للسياحة، وغيرها من الجهات التي تقدم مشاريعها ولكن بنمط التقنية، وتبرز كيف أن هذه التقنية سخرت لخدمة هذه المشروعات التحولية وكذلك المشروعات المستدامة والتنموية، إضافة إلى محتوى منطقة الجسر الرقمي إذ تروي هذه المنطقة حكاية التحول الرقمي والتقنية والاتصالات منذ عهد الملك المؤسس، طيب الله ثراه، وحتى هذا اليوم واستشراف المستقبل كيف بدأت التقنية في السعودية، وكيف أدخل الإنترنت والاتصالات، كذلك وكيف هو الواقع اليوم عبر التطبيقات الحكومية التي تسهل كافة وجميع الأعمال وكذلك ما هو المستقبل، وبإذن الله سيكون مستقبل كبير ومشرف من خلال هذه التقنيات".


وتحدث القحطاني عن المناطق الأخرى التي تضمها النسخة العاشرة من واحة الإعلام التي تقام على مساحة أكثر من 4000 م2 ، مصاحبة للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات، قائلاً: "تضم الواحة خمس مناطق كل منطقة تقدم نموذجاً يقدم محتوى يختلف عن المنطقة الأخرى، فإلى جانب الجسر الرقمي والمعرض هناك وادي الواحة وهي عبارة عن مركز إعلامي يقدم البث المباشر وكذلك خدمات الإنترنت عالي الجودة وكذلك الخدمات التقنية الخاصة بالإعلام الدعم بالأخبار الصحفية المواد الإعلامية على مدار الساعة، كذلك منطقة الاستوديوهات وهي منطقة مخصصة للنقل المباشر والاستضافات لوسائل الإعلام الدولية والمحلية، إضافة إلى منطقة الحفاوة السعودية بروح سعودية وثقافة جميلة تقدم القهوة السعودية والعديد من المأكولات والمشروبات"..

وعن أهمية دور الواحة قال القحطاني: "الواحة ليست مجرد مركز إعلامي، هي مجتمع ومتنفس للإعلاميين تصاحب الأحداث والقمم الكبرى الدولية وكذلك المحلية وتقدم الكثير من الخدمات للإعلاميين لتكون نافذة إعلامية حقيقية ومبتكرة لتغطية هذه الأحداث"..
وختم بالقول: "في كل واحة من هذه الواحات يتم تقديم معلومة جديدة، خدمة جديدة، وكذلك تقنية مبتكرة، لأن الإعلام بكل تأكيد هو تخصص متنوع ومتجدد في كل لحظة"..
استعراض أبرز النجاحات

وفي معرض الواحة، كانت لنا لقاءات مع عدد من الجهات المشاركة، للحديث عن شراكتهم مع الحدث والرسالة التي يرغبون إيصالها من خلال مشاركتهم في المعرض، وفي هذا السياق أخبرنا فايز عبد العزيز الثبيتي، مدير الشراكات الدولية بهيئة تطوير منطقة عسير، أن "جناح الهيئة في واحة الإعلام يستعرض البنية التحتية الخاصة بالاتصالات وتقنية المعلومات التي ساهمت الهيئة في تعزيزها وتطويرها منذ إطلاق عمل الهيئة في عام 2019 إلى اليوم"، وأشار: "لقد تحققت، ولله الحمد، إنجازات عديدة من ضمنها رفع تغطية الـ 4G والـ 5G في منطقة عسير، فسرعة الإنترنت كانت أقل من 45 في الثانية أصبحت اليوم أعلى من المتوسط العالمي ومن الأعلى في العالم ما يقارب 130 ميجابايت في الثانية، كذلك نستعرض أبرز النجاحات فيما يخص استراتيجية التحول الرقمي الموجودة واستعراض بعض مواقع الإنترنت الموجودة لتخدم السائح وزائر منطقة عسير ومن ضمنها موقع "اكتشف عسير" وكذلك موقع "عسير تبتكر" ومنصة المقترحات اللي تأخذ المقترحات من أهالي المنطقة ومن المجتمع المحلي وإيصالها للهيئة بطريقة احترافية ومحاولة تطويرها وتدوينها".
وعن أهمية "واحة الإعلام" قال الثبيتي: "واحة الإعلام توفر التغطية الإعلامية الكافية لإبراز النجاحات للمشاريع العملاقة والكبرى في المملكة العربية السعودية وهذا بحد ذاته إنجاز كبير لأنها تختصر عليك التواصل والوصول مع الجهات الإعلامية الخارجية من خلال جمعهم في مكان واحد ومن خلال إبراز هذه النجاحات لهم، ونحن شاركنا في أكثر من واحة، وبإذن الله سنشارك في واحات قادمة".
بنية تحتية رقمية متطورة

المهندس ناصر الشريف مدير إدارة خدمات ما قبل البيع في قطاع النواقل والمشغلين في شركة موبايلي، الشريك الاستراتيجي للحدث، قال في حديث خاص لـ "سيدتي": "وجودنا هنا اليوم كشريك استراتيجي يعزز ما قمنا فيه وهو تحقيق الأهداف المشتركة التي نسعى وتسعى إليها الجهات التنظيمية سواء المحلية أو العالمية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وبالنسبة لتواجدنا في واحدة الإعلام فهي فرصة للتواصل مع الحضور وإبراز دور موبايلي في البنية التحتية الرقمية من خلال مراكز البيانات، ومن خلال الكابلات البحرية وغير ذلك، فنحن نؤمن أن البنية التحتية الرقمية المتطورة هي أساس لأي اقتصاد مزدهر".
لا إعلام من دون خدمات الاتصالات

من جهتها اعتبرت المهندسة مرام النغيمشي، مهندسة شبكات في شركة سلام، أن تواجد الشركة في معرض واحة الإعلام المصاحبة للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات، كشريك ذهبي هو "لكون سلام شركة اتصالات تدعم بشكل أساسي الإعلام"، وأضافت: "فالإعلام لن يكون موجوداً إلا مع خدمات الاتصالات التي نوفرها، عن طريق الاتصالات اللاسلكية والسلكية والـ 5G والستالايت، كذلك فإن الشركة تسعى لتطوير نفسها للخروج من دائرة الشبكات فقط للدخول في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ومراكز البيانات والخدمات السحابية وغير ذلك.
عشرة نسخ محلية وعالمية

يذكر أن "واحة الإعلام" تُعد إحدى المبادرات النوعية التي أطلقتها وزارة الإعلام لتعزيز الحضور الإعلامي السعودي في كبرى المحافل، وتقديم رواية متكاملة عن التغيرات التي تشهدها المملكة، بلغة بصرية وتفاعلية تخاطب العالم.
وكانت الواحة قد رافقت محطات وأحداث مهمة جداً منذ نسختها الأولى في عام 2023 والتي أقيمت بالتزامن مع القمة العربية 32 في جدة، لتأتي النسخة الثانية متزامنة مع "ندوة الحج السنوية الكبرى"، و"مشاركة المملكة في قمة قادة مجموعة العشرين" في العاصمة الهندية نيودلهي و"استضافة المملكة للقمم الأفريقية والعربية والإسلامية" في الرياض، والواحة التي أقيمت بالتزامن مع "اختيار الرياض لاستضافة معرض إكسبو " في باريس، ثم الواحة المصاحبة لـ "استضافة الرياض لأعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي"، والواحة السابعة كانت بالتزامن مع "مؤتمر مستقبل الطيران" في الرياض، ثم الثامنة بالتزامن مع استضافة المملكة للقمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، أما القمة التاسعة فكانت بالتزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب إلى المملكة.
اقرؤوا أيضاً: إطلاق جدول فعاليات السعودية الاستثنائي ضمن حملة عالمية