mena-gmtdmp

الخطاط السعودي سراج علاف: الخطاط قادرٌ على جعل اللغة تُرى وتُحب قبل أن تُحفظ

عشقَ الحروفَ، فكرَّمها بريشته وقلمه، وسخَّر معارفه الهندسيَّة، ليبتكرَ خيالاً بصرياً، يُطوِّع الأشكالَ الفنيَّة، وينقلها باحترافيَّةٍ عاليةٍ إلى الورقِ، والنسيجِ، والخشب.
فبعد أن نهلَ من خبراتِ قامةٍ من أبرزِ قاماتِ الخطِّ العربي، وهو معلِّمُ الخطِّ العربي في الحرمِ المكي الشريف إبراهيم العرافي، رسمَ الخطَّاطُ السعودي سراج علاف مساراً إبداعياً خاصاً، اتَّسعت آفاقُه تدريجياً، لتتخطَّى القواعدَ التقليديَّة، وتطرق أبوابَ التقنيَّةِ الحديثة، والذكاءِ الاصطناعي، وحول ذلك أكَّد لنا برؤيته العميقة: «الرقمنةُ، تُصبح مخيفةً فقط عندما نتعاملُ معها بوصفها بديلاً للمسةِ البشريَّة».
وبمناسبةِ اليومِ العالمي للغةِ العربيَّة، يأخذنا علاف، أحدُ أبرزِ فنَّاني الخطِّ العربي في السعوديَّة، في رحلةٍ استكشافيَّةٍ إلى عالمه الذي يُمثِّل تقاطعاً بين التاريخِ والمستقبل، وتتعانقُ فيه الموهبةُ الفطريَّةُ مع التقنيَّاتِ الحديثة.

حوار: عبير بو حمدان
تصوير فوتوغرافي: عدنان مهدلي
تصوير فيديو: عبدالله الكثيري 

 

روح اللغة ووقارها

الخطاط سراج علاف يمارس فن الخط العربي


تقولُ إن «الخطَّ العربي فنٌّ نقي، لا يحملُ إلا الجمال». حدِّثنا عن الرابطِ بينك وبين الحروفِ العربيَّة؟

أنا أؤمنُ بأن الخطَّ العربي فنٌّ نقي، لأن مادتَه الأساسيَّة، ليست اللونَ، ولا الشكلَ فقط، بل وأيضاً المعنى الذي يمرُّ عبر الحرف. الحرفُ العربي، بالنسبةِ لي، كائنٌ حي، فيه روحُ اللغة، وإيقاعُها، ووقارها، لذا حين أكتب، أشعرُ بأنني لا أزيِّنُ كلمةً، بل أعيدُ كشفَ جمالٍ موجودٍ أصلاً في اللغة، وهذا ما عبَّرتُ عنه بوضوحٍ: الخطُّ العربي فنٌّ نقي.. لا يحملُ إلا الجمال. إذ من النادرِ جداً أن تجدَ نصاً غير جميلٍ، كُتِبَ بالخطِّ العربي، وإن حصل ذلك، فلن ينتشر، ولن يُؤثِّر، لأن الإشارةَ إلى الجمالِ أساسٌ في فنِّ الخطِّ العربي، وليس شيئاً مُضافاً.

من جمالِ لغتنا، تستقي إبداعاتك، لكنْ كيف تصيغُ هذه الإبداعات، لتكون خيرَ تجسيدٍ لهذا الجمال؟

أبدأ عادةً من الفكرةِ والمعنى، ثم أنتقلُ لاختيارِ نوعِ الخطِّ وفق طبيعةِ النصِّ: هل يحتاجُ هيبةً، أم خفَّةً، أم إيقاعاً سريعاً؟ بعد ذلك، يأتي التكوين، وهو توزيعُ الكتلةِ، والفراغِ، والتوازن.
بوصفي عربياً، أجدُ أن التعبيرَ الجمالي عن معنى النصِّ، يجبُ أن يظهرَ من خلال رؤيةِ النصِّ لا عبر قراءته فقط. على سبيلِ المثال، بعضُ المواطن، تحتاجُ إلى الإبرازِ، في حين تحتاجُ أخرى إلى التصغير، وثالثةٌ إلى التكرار، ما يُوضح معنى النصِّ بصرياً.
إليكم هنا، أجمل ما قيل في اللغة العربية

جودة الخط ليست موهبة لحظية

الخطاط سراج علاف ومكتبته الخاصة لكتب الخط


تعلَّمتَ الخطَّ على يدِ قامةٍ من أهمِّ القاماتِ في هذا الفنِّ، وهو إبراهيم العرافي، ما أبرزُ ما اكتسبته من مهاراتٍ وخبراتٍ خلال رحلتك التعليميَّةِ هذه، وهل هناك رسالةٌ محدَّدةٌ منه، تُحافظ عليها في مسيرتك دائماً؟

تعلُّمُ الخطِّ على يدِ إبراهيم العرافي، هو من أجملِ ما مرَّ عليَّ في حياتي، وهذا ما عبَّرتُ عنه مراراً بأنني محظوظٌ جداً بهذه الفرصة. لقد تعلَّمتُ منه أن جودةَ الخطِّ، ليست موهبةً لحظيَّةً، وإنما انضباطٌ يومي، ورسالةُ حياةٍ. أمَّا أبرزُ ما بقي معي من تلك الرحلة، فهو معنى «الإجازةِ» بأنها ليست ورقةً، بل هي مسؤوليَّةٌ بأن تحملَ الفنَّ كما ينبغي، وأن تُعلِّمه بطريقةٍ سليمةٍ. وفيما يخصُّ الرسالةَ التي أحافظُ عليها دائماً، فهي: «لا تترك القلمَ أبداً، وأكتب في أي مكانٍ وأي زمانٍ».

خبرتُك الفنيَّةُ والمعرفيَّةُ قادتك للظهورِ على أبرزِ المنابرِ الثقافيَّةِ والتعليميَّةِ في السعوديَّةِ والعالم، ما الصورةُ التي أردت للجميعِ أن يراها عن الخطَّاطِ السعودي ودورِه بوقوفك على هذه المنابر؟

الخطُّ العربي أفضلُ سفيرٍ للثقافةِ السعوديَّةِ والمواطنِ السعودي، فهو يُزيِّن علمَ المملكةِ العربيَّة السعوديَّة، وله رمزيَّةٌ عاليةٌ جداً لكلِّ ما هو عربي وإسلامي، والسعوديَّةُ هي قلبُ هذين العالمَين، لذا أعبِّرُ في عملي عن الإنسانِ السعودي العربي المسلمِ أولاً، ثم أعرِّفُ الخطَّاطَ السعودي بوصفه صاحبَ حِرفيَّةٍ عاليةٍ، وصاحبَ فكرٍ معاصرٍ في الوقتِ نفسه.

خلال أعوامِ ممارستك الخطَّ العربي، نِلتَ عديداً من الجوائزِ والتكريمات، ما الذي تعنيه لك هذه الجوائزُ، وأيها الأقربُ إلى قلبك؟

الجوائزُ بالنسبةِ لي، ليست نقطةَ نهايةٍ، إنها تأكيدٌ على المسؤوليَّةِ بأن أحافظَ على مستوى يليقُ بالفنِّ، والأشخاصِ الذين يتعلَّمون مني ويتأثَّرون بي. ليست هناك جائزةٌ بعينها، يمكنني تحديدُها الأقربَ إلى قلبي، بل هي كلُّ تكريمٍ، جاء من ثقةِ الناس، فاقتناءُ عملٍ، أو اختيارُ أعمالٍ للعرضِ العامِّ، أو تكليفي بأدوارِ تحكيمِ المسابقات، أو رؤيةُ طلَّابي وطالباتي يتفوَّقون في هذا المجال، كلُّ ذلك يعني لي الكثير. إنه يعني أن رسالتي وصلت، ولو جزئياً، ثم إن كلَّ تمثيلٍ للمملكةِ العربيَّة السعوديَّة، يُعدُّ وساماً على صدري، ولا يُماثله، أو يُدانيه شرفٌ لدي.

تطويع التقنية لخدمة الفن

 

من أعمال الخطاط سراج علاف


تفرَّدت بأن فتحتَ آفاقَ فنِّ الخطِّ العربي نحو عالمِ التقنيَّةِ الحديثة، وكأنَّك تقولُ للعالم: الحداثةُ لا تُلغي الأصل، بل تتكاملُ معه. حدِّثنا عن رسالتك هذه؟

رسالتي بسيطةٌ: الحداثةُ لا تُلغي الأصالة، وهما تجلِّيان لضوءٍ واحدٍ. الحداثةُ والتقنيَّةُ، تُعيدان تقديمَ الموروثِ الفنِّي الخطِّي العربي الأصيلِ بطرقٍ أوسعَ وأعمق. أنا لا أرى التقنيَّةَ بديلاً عن التقليديَّة، بل أراها أداةً لحمايةِ الفنِّ، ونشره، وتطويرِ أدواتِ تعلُّمه، لذا اهتممتُ مبكِّراً بتطويعِ الذكاءِ الاصطناعي لخدمةِ الخطِّ العربي وتعليمه بما يحفظُ القيمَ الجماليَّة، ويمنحُ الفنَّ قابليَّةً للانتشارِ والتجريبِ المنضبط.

كيف أسهمت دراستُك هندسةَ الحاسباتِ في تسهيلِ مهمَّتك بربطِ الفنِّ بالتقنيَّة، وما أبرزُ تحدٍّ واجهته في هذا السياق؟

الهندسةُ، أعطتني شيئاً مهماً، وهو طريقةُ تفكيرٍ، وعلَّمتني كيف أحوِّلُ الإحساسَ الجمالي إلى أسئلةٍ قابلةٍ للفهمِ والتحليل. خلفيَّتي الأكاديميَّةُ والعمليَّةُ في هندسةِ الحاسباتِ والعملِ الاستشاري، ساعدتني في بناءِ جسورٍ بين الفنِّ والتقنيَّة، أمَّا التحدِّي الأكبر، فكان دائماً كيف أحافظُ على جماليَّةِ الخطِّ، فهي شيءٌ لا يُقاس بسهولةٍ في عالمٍ يُحبُّ الأرقامَ والمعايير. الحلُّ عندي، كان أن تبقى عينُ الخطَّاطِ المرجعَ النهائي حتى لو استخدمنا أدواتِ قياسٍ ومقارنةٍ، وهذا فعلاً يتماشى مع أفضل ممارساتِ الهندسةِ التي تعدُّ الإنسانَ المرجعَ الأفضل والأكثر موثوقيَّةً، وإن خالفَ الأرقامَ أحياناً، خاصَّةً في التطبيقاتِ الجماليَّةِ والفنيَّة.

توافقتَ مع التوجُّهاتِ لرقمنةِ الفنونِ والعلوم، لكنْ ألم تشعر في وقتٍ من الأوقاتِ بأن ذلك قد يُهدِّد أحياناً اللمسةَ البشريَّةَ اليدويَّة؟

هذا هاجسٌ مشروعٌ، لكنْ مع التجربةِ، أدركتُ أن الرقمنةَ لا تُهدِّد اللمسةَ البشرية إلا إذا تعاملنا معها بوصفها «بديلاً»، أمَّا إذا تعاملنا معها بوصفها مُعيناً، فهي تحمي اللمسةَ البشريَّة، ولا تُلغيها.

ماذا عن الذكاءِ الاصطناعي، فبعضهم لا يزالُ يخشاه، وهناك مَن لا يعترفُ بدوره.. سراج علاف باحثُ الدكتوراه في الذكاءِ الاصطناعي والفنِّ كيف يبني قواعدَ متوازنةً لهذه العلاقةِ المعقَّدة؟

أنا أبني هذه العلاقةَ على ثلاثِ قواعدَ، هي:
الأصالةُ: الذكاءُ الاصطناعي، يتعلَّمُ من نماذجَ أصيلةٍ ومحترمةٍ للفن.
الشفافيَّةُ: بأن نُوضح أين تدخَّلت التقنيَّة، وأين بقيت اليد.
الأنسنة: القرارُ الجمالي في النهايةِ قرارٌ إنساني.
لذا أهتمُّ بمساراتٍ منهجيَّةٍ في رقمنةِ الأعمالِ وبناءِ البياناتِ بشكلٍ قابلٍ للتكرارِ والضبط حتى تكون التقنيَّةُ خادمةً للفنِّ لا مُشوِّهةً له.

من الأمورِ التي سهَّلتها التقنيَّةُ أيضاً التدريبُ والتعليمُ عن بُعد، وهو ما أتاحَ لك تدريسَ عددٍ كبيرٍ من محبِّي الخطِّ العربي حول العالم، ما أهميَّةُ هذه التجربة؟

التعليمُ عن بُعدٍ، فتحَ باباً إنسانياً جميلاً، فهناك طلَّابٌ من ثقافاتٍ وبلدانٍ مختلفةٍ، يجتمعون حول الحرفِ العربي على الرغمِ من اختلافِ اللهجاتِ والبيئات. هذا العملُ ممتعٌ، إذ أرى أثرَ الحرفِ، وهو يعبرُ الحدود، إلى جانبِ قدرتي على تقديمِ تدريبٍ منهجي مع متابعةٍ دقيقةٍ لذلك حتى لو فرَّقتنا المسافات، وهذا الأمرُ أصبح جزءاً أصيلاً من هويَّتي التعليميَّة. الآن لدي طلَّابٌ في جميعِ أنحاء العالم، ومن مختلفِ الخلفيَّاتِ والثقافات، ولله الحمد.

الفن جزء من التنمية وجودة الحياة

 

من أعمال الخطاط سراج علاف


ما رؤيتُك لإعادةِ إحياءِ الخطِّ العربي بوصفه فناً ومهارةً ضمن المناهجِ التعليميَّةِ الأساسيَّة؟

أرى أن إحياءَ الخطِّ لا يكون من خلال «تحسينِ الخطِّ» فقط، فهو يحتاجُ أيضاً إلى مسارٍ متكاملٍ من أساسيَّاته:

  • تأسيسٌ مبكِّرٌ لمهاراتِ اليدِ، والقياسِ البصري.
  • ربطُ الخطِّ بالهويَّةِ، والثقافةِ، والذائقة كيلا يكون واجباً مدرسياً جامداً.
  • تدريبُ معلِّمين متخصِّصين، وتوفيرُ أدواتٍ ومعاييرِ تقييمٍ واضحةٍ.
  • إدخالُ مشروعاتٍ بسيطةٍ، تجمعُ بين الخطِّ والتصميمِ الرقمي، ليشعرَ الطالبُ بأن الخطَّ لغةٌ بصريَّةٌ معاصرةٌ أيضاً.

رؤيةُ 2030 دعمت الفنونَ بأنواعها، ووجَّهت بمنحها مساحاتٍ رئيسةً في المواقعِ العامَّةِ والمؤسَّسات، كيف أسهمَ ذلك في تعزيزِ ثقةِ الفنَّانِ السعودي بدوره الإبداعي والمجتمعي؟

ما أراه، أن اتِّساعَ حضورِ الفنون في الفضاءِ العامِّ والمؤسَّسات، منحَ الفنَّانَ السعودي «شرعيَّةً اجتماعيَّةً، وتمثيلاً رسمياً»، وهو ما يُؤكِّد أن الفنَّ، أصبح جزءاً من التنميةِ، ومن جودةِ الحياة، ومن صورةِ البلدِ عن نفسه، وهذا يرفعُ سقفَ الطموحِ لدى الفنَّان، ويُحمِّله أيضاً مسؤوليَّةَ أن يُقدِّم عملاً يليقُ بهذه المساحةِ الجديدة.
مبادراتٌ رائدةٌ ونوعيَّةُ مثل عامِ الخطِّ العربي 2020ـ2021، ومبادرةِ مركزِ الأمير محمد بن سلمان العالمي للخطِّ العربي، تُشكِّل مستقبلاً رائعاً، طال انتظاره للخطِّ العربي ومحبِّيه في السعوديَّةِ والعالم، وهذا يتوافقُ مع رؤيةِ 2030 ومرتكزاتها التي تضعُ المواطنَ السعودي على أعلى قائمةِ المستهدفات لإظهارِ ثقافةِ السعوديَّةِ على مستوى العالم.
في هذا السياق، هذه نظرة على جهود السعودية في خدمة اللغة العربية وفق ما استعرضته وزارة الثقافة السعودية

العربية لغة جمال وإبداع

سراج علاف، خطاط سعودي


نُدرك أن العلاقةَ بين الفنَّانِ وأعماله علاقةٌ وثيقةٌ، ما مدى صعوبةِ أن يتخلَّى الفنَّانُ عن أعماله لبيعها، وهل هناك أعمالٌ تتمسَّك بها على الرغمِ من الطلبِ عليها؟

بالتأكيد، العلاقةُ وثيقةٌ وصعبةٌ. أحياناً تشعرُ بأن العملَ جزءٌ من ذاكرتك من خلال زمنه، وحالتك النفسيَّة، وتفاصيلِ رحلته، لكنَّني أتعلَّمُ دائماً أن أوازنَ بين الحبِّ والقدرةِ على ترك المسافةِ، ليتطوَّرَ الفنَّانُ، ولا يتحوَّلَ العملُ إلى يقينٍ بالكمال، أو جري دائمٍ خلفَ سرابِ الإتقان. نعم، هناك أعمالٌ، أحتفظُ بها، لأنها تُمثِّل محطَّاتٍ شخصيَّةً حتى لو كان عليها طلبٌ.

ما أكثرُ المجتمعاتِ اهتماماً بفنِّ الخطِّ العربي حول العالمِ اليوم، وهل تخطَّى هذا الفنُّ حاجزَ «اللغة»، ليدخلَ بيوتاً لا تتحدَّثُ العربيَّة؟

نعم، تخطَّى حاجزَ اللغةِ بشكلٍ واضحٍ. اليوم، هناك اهتمامٌ كبيرٌ به في العالمِ العربي والإسلامي بحكمِ الارتباطِ الروحي والثقافي، لكنْ المدهشُ، أن الخطَّ العربي، أصبح حاضراً أيضاً في بيوتٍ لا تتحدَّثُ العربيَّة، والسببُ أنه فنٌّ بصري عالمي: فالإيقاعُ، والتوازنُ، والكتلةُ، والفراغُ مفهومةٌ حتى لمَن لا يقرأ النص، وتجربةُ اقتناءِ الأعمالِ، وعرضها في سياقاتٍ مختلفةٍ، تُؤكِّد هذا الأمر.

اليوم، وفي يومِ اللغةِ العربيَّة، ما الدورُ الذي يجبُ أن يلعبه الخطَّاطون والفنَّانون التشكيليون الذين يستلهمون فنَّهم من الحروفِ العربيَّةِ لتعزيزِ مكانةِ اللغةِ العربيَّة، خاصَّةً لدى الأجيالِ الجديدةِ المتأثِّرة بالعولمة؟

دورنا أن نجعلَ العربيَّةَ مُلهمةً لا مفروضةً، وأن نُقدِّم الحرفَ بوصفه جمالاً معاصراً: في التصميمِ، والمنتجاتِ، والمحتوى الرقمي، وفي تجاربَ تفاعليَّةٍ، تربطُ الفنَّ بالتقنيَّة. الجيلُ الجديد، يتأثَّرُ بالصورة، والخطَّاطُ قادرٌ على أن يجعلَ اللغةَ تُرى، وتُحَبُّ قبل أن تُحفَظ. من خلال تجربتي، حتى الحديثُ عن الخطِّ والتقنيَّةِ في محافلَ دوليَّةٍ، يخدمُ هذه الرسالة، فالعربيَّةُ لغةُ جمالٍ وإبداعٍ، لا تُختَزلُ في حدودٍ جغرافيَّةٍ.

بهذه المناسبةِ العزيزة، أي رسالةٍ، تكتبُها، لتقولَ للغةِ العربيَّةِ: لغتي العربيَّةُ.. مع حبِّي؟

أقولُ على الدوامِ: «لغةُ أهلِ الجنَّةِ.. جنَّة».
اقرؤوا أيضاً: الخطاطة السعودية هند الغامدي:الخط العربي ترجمة بصرية لشغفي باللغة