تفاصيل حادثة غرق الطفل الإماراتي في النيل

4 صور

شيع عدد كبير من مواطني وسكان الشارقة جثمان الطفل، حمد عبد الله العلي الذي غرق في مياه نهر النيل يوم الجمعة 7 سبتمبر، وعثر عليه ظهر الأحد 9 سبتمبر بعد جهود من فريق الإنقاذ "سيدتي نت" تابعت الجنازة، والتقت بالأب المكلوم، وخصها ببعض التفاصيل التي تنشر للمرة الأولى.

الأب "إكس"
أديت صلاة الجنازة على الطفل حمد، في مسجد الصحابة بالشارقة بعد ظهر الاثنين 10 سبتمبر، كانت "سيدتي نت" موجودة في العزاء في منطقة شرقان بالشارقة، ورغم الألم الذي كان يعتصر قلب الأب المكلوم المحامي عبد الله العلي (أبو محمد)، لكنه استجمع قواه، وتذكر حادثة اعتبرها مؤشراً من الله سبحانه وتعالى، وقال "حمد كان يهوى الرسم، ومرة كتبت والدته على إحدى رسوماته: "حمد: الصف الأول الابتدائي"، لكنه سرعان ما قام بوضع علامة "إكس" على ذلك، قائلاً لا أريد أن انتقل للصف الأول.. لم نكن نعلم أنه فعلاً لن ينتقل للصف الأول الابتدائي من المفترض أن يكون هذا العام في مدرسة الفلاح، بعد أن كان في روضة البساتين في نادي سيدات الشارقة العام الماضي.


كيف كانت شخصيته؟
كان يتميز بنشاطه وحيويته وهدوئه أيضاً، وحبه لكافة أفراد الأسرة، وكثيراً ما كان يقول أريد أن أذهب للجنة لكني لا أحب أن أذهب وحدي بل برفقة أمي وأبي.

نعرف أن العودة بك إلى الحادثة أمراً مؤلماً، ولكن كيف كان في القارب مع أشقائه؟
اصطحبت أسرتي مع عائلات إماراتية أخرى لرحلة في قارب في نهر النيل بمنطقة منيل شيحة المقابلة لضاحية المعادي، وأثناء عودتنا إلى الميناء، وكنا في نهايات الرحلة التي تستغرق ساعتين. حاول حمد بروح حب المغامرة والاستكشاف التي يملكها، الوقوف فوق القارب والنظر إلى المياه، غير أنه سرعان ما سقط في نهر النيل.

وتم استخراج جثته من النهر في منطقة شبرا على بعد نحو 30 كيلومتراً من موقع الغرق بعد 40 ساعة حيث جرفته التيارات النهرية، كان ذلك نحو الساعة العاشرة مساء الجمعة، وقد عثر عليه ومن خلال بعض الصيادين التي استأجرتهم السفارة الإماراتية.

كيف وقع بالضبط، ألم ينتبه أحد إليه؟
هذه اللحظات صعبة جداً عليّ، ولم أتوقع أن المكان الذي جئنا للاستمتاع بجماله في رحلة بحرية سيكون مثوى ابني الأخير، فقد غيّر مكانه في القارب، الذي كنا قد ذهبنا به في رحلة مع عائلتين من أصدقائنا، وجلس في مقدمة المركب، وعندما رأيته هممت بتنبيه لتغيير المقعد؛ لكن القدر كان أسرع مني فقد وقع.

ألم تطلب من سائق المركب التوقف؟
بلى، لكن المركب كان يسير بسرعة، وابتعد عن مكان وقوع حمد.

ألم تحاول النزول لإنقاذه؟
بالتأكيد، بالعودة حاولت القفز لانقاد ابني، إلا أن السائق ومساعده قالا لي إنه من الصعب النجاة بسبب قوة التيار الجارف، ورغم ذلك هممت بالنزول، لكنهما أمسكاني واتصلنا بشرطة المسطحات، ولكنها وصلت بعد ساعتين، تبعتها بعد 4 ساعات فرق الإنقاذ لكنهم خرجوا من الماء وقالوا إن الرؤية معدومة ...

وبعدها نجح أحد الصيادين في العثور على الجثة طافية على بعد 30 كيلو من موقع الحادث ....وأنا مؤمن بقضاء الله، وأحتسب ابني شهيداً، والحمد لله على كل شيء وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كيف كانت عودتكم من مصر على الإمارات؟
كانت ميسرة، حيث تكفلت السفارة الإماراتية في القاهرة بكافة الإجراءات المطلوبة حتى وصولنا إلى مطار دبي الأحد في 10 سبتمبر. الجميع وقف إلى جانبي، وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، فقد أمر بإرسال فريق من المنقذين للبحث عن ابني في مياه النيل، إلى أن تم العثور على جثمانه ظهر التاسع من سبتمبر.

إذا كانت متابعة الفاجعة مستمرة من الإمارات؟
نعم، وكذلك من الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، فقد اتصل بي هاتفياً في مصر وقت الحادث وبعد استخراج الجثة، وبعد وصولي للإمارات وكلهم قدموا واجب العزاء بعد أن تم دفن ابني.

طيور الجنة
في العزاء جلست "سيدتي نت" إلى جانب والدة الطفل حمد، رحمه الله، والتي تكنّى بأم محمد، وهي معلمة متقاعدة، لم يكن الحديث معها وارداً في هذا المصاب الجلل، وكانت تردد: "هو الآن طير من طيور الجنة ... الحمد لله على كل شيء".
الطفل حمد كان محبوباً جدا، والدليل وجود الكثير من زملائه في بيت العزاء، وهم فريق من روضة وحضانة بساتين التابعة للمجلس الأعلى للشارقة، حيث كان حمد طالبا فيها لتقديم قالت إحدى مدرساته: "كان خلوقاً .. ومبادراً ويحب الرسم".