كيف تختار نوع الهيكل التنظيمي المناسب لشركتك؟

لقد خصص العديد من الشركات الناجحة وقتاً لاختيار ودمج هيكل تنظيمي يُساعدها على العمل بكفاءة أكبر، حيث يمكن للشركات بمختلف أحجامها الاستفادة من تطبيق الهيكل الأنسب لحجمها وبيئة عملها، لذا فإن فهم الهياكل التنظيمية المختلفة يُساعد الشركة على تحديد الهيكل الأنسب لها؛ بناءً على خصائصها الفريدة، بما يُمكّنها من تحقيق أهدافها.
في هذا الموضوع، نناقش كيفية اختيار نوع الهيكل التنظيمي المناسب للشركة؛ حتى يتمكن روّاد الأعمال من الوصول إلى متطلباتهم من العمل التجاري في وقت سريع، وفقاً لخبير إداري وشبكة مهنية.

خمسة أنواع رئيسة من الهياكل التنظيمية

بداية، يقول خبير الموارد البشرية الدكتور عبدالله بن عثمان العثمان: "اختيار الهيكل لا يعتمد على التفضيل الشخصي، أو النسخ من جهات مشابهة، بل على طبيعة النشاط والإستراتيجية ونموذج وطبيعة العمل"، ومن أشهر أنواع الهياكل التنظيمية، حسب رأيه:

الهيكل الوظيفي

الأكثر شيوعاً، ويُناسب أغلب الجهات، ويبنى على الأنشطة المؤسسية؛ مثل الموارد البشرية، المالية، العمليات.

هيكل العملاء

مناسب للمنظمات التي تخدم شرائح مختلفة؛ مثل الأفراد، الشركات، الجهات الحكومية، وتحتاج تخصيصاً في الخدمة.

هيكل المنتجات

يُستخدم حين تكون هناك منتجات متعددة تستدعي إدارات مستقلة لتحقيق التركيز والنمو لكل منتج.

هيكل المناطق

للجهات التي تعمل في مناطق جغرافية متعددة وتحتاج مرونة تشغيلية حسب طبيعة كل منطقة.

هيكل المراحل

مناسب للمنشآت الإنتاجية التي تمر العملية فيها بمراحل متسلسلة، مثل المصانع وسلاسل التوريد، التوافق بين الإستراتيجية ونموذج العمل من جهة والهيكل التنظيمي من جهة أخرى، وهو أمر ضروري لتحقيق الكفاءة وعدم خلق تداخلات أو فجوات تشغيلية.
اطلعوا أيضاً على نموذج كيرت لوين لإجراء التغيير التنظيمي

أنواع أخرى شائعة للهياكل التنظيمية

أشارت شبكة "Indeed" الاحترافية أيضاً إلى بعض الأنواع الأخرى للهياكل التنظيمية التي ينبغي معرفتها، وهي:

الهيكل الهرمي

يُعدّ الهيكل الهرمي من أكثر الهياكل المركزية شيوعاً، ويعتمد إستراتيجيةً تسلسليةً من الأعلى إلى الأسفل. تتدفق السلطة من أعلى المؤسسة، وتشمل الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة، وصولاً إلى بقية الشركة.

الهيكل الوظيفي

يشبه الهيكل الوظيفي الهيكل الهرمي، إلا أنّه يضم رئيس قسم في كل قسم، ويرفع تقاريره إلى الرئيس التنفيذي. وبدلاً من أن تتولى الإدارة العليا مسؤولية كل قسم، يُدير رؤساء الأقسام أقسامهم بشكل مستقل.

الهيكل القطاعي

غالباً ما تستخدم المؤسسات الكبيرة هذا الهيكل عندما تكون لديها خطوط إنتاج متعددة. لكل خط إنتاج مجموعة من الأقسام الخاصة به، مثل التسويق والمالية والمبيعات، مما يمنحها استقلالية أكبر.

الهيكل التنظيمي المسطح

الهيكل التنظيمي المسطح هو من أشكال الهياكل التنظيمية اللامركزية، يمنح جميع الموظفين سلطةً متساويةً أكبر داخل الشركة. تميل الشركات الصغيرة والناشئة إلى استخدام هذا الهيكل؛ حتى تنمو وتتطلب مستويات أكبر من السلطة بين الموظفين والمديرين التنفيذيين.

هيكل المصفوفة

يُشبه هذا النوع الهيكل الهرمي، ولكنه يسمح للموظفين بالانتقال من قسم لآخر حسب الحاجة، وغالباً ما يُجدي نفعاً في الشركات التي تستخدم إدارة المشاريع.

هيكل الفريق

هيكل لامركزي يُجمّع الموظفين في فرق لتحقيق أهداف أقسامهم التي تُسهم في تحقيق هدف الشركة الأكبر، وهو يُشبه إلى حدٍ كبير هيكل المصفوفة؛ إذ يسمح للموظفين بالعمل في أقسام مختلفة عندما يطلب رؤساء الأقسام مساعدتهم.

هيكل الشبكة

غالباً ما تُسند هياكل الشبكة العديد من العمليات الرئيسية للشركة إلى مقاولين من الباطن أو موردين لإتمام العمل. وتُنظّم الشركة هذه الأنشطة من مقرها الرئيس.

نقاط يجب وضعها في الاعتبار عند الاختيار

كذلك، أشارت الشبكة الاحترافية الأمريكية إلى بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار نوع الهيكل التنظيمي المناسب للشركة، وهي:

تحديد إستراتيجية الشركة

فكّر في اختيار هيكل تنظيمي يتماشى مع الخطط الإستراتيجية للشركة. على سبيل المثال، من المرجح أن تختلف إستراتيجية شركة صغيرة ذات فرع أو فرعين عن إستراتيجية شركة ذات عشرات الفروع في جميع أنحاء البلاد، ولذلك قد تختار هياكل تنظيمية مختلفة.

بيئة العمل والهيكل التنظيمي

تختلف بيئات العمل في الشركات، من سريعة النمو إلى أكثر استقراراً وتنظيماً، من هنا يُساعد فهم بيئة العمل على تحديد الهيكل التنظيمي الأنسب لها، فعلى سبيل المثال، قد تستفيد شركة ناشئة تشهد توسعاً سريعاً من بيئة عمل أكثر مرونة وقابلية للتكيف.
قد تحقق الشركات الصغيرة ذلك بسهولة أكبر من خلال هيكل تنظيمي لامركزي؛ يمنح الموظفين نفوذاً أكبر في قرارات الشركة، وفي المقابل، قد تستفيد الشركات الكبيرة التي تعمل منذ مدة طويلة في بيئة عمل أكثر استقراراً واتساقاً، وهو ما يُمكنها تحقيقه باتباع نهج مركزي.

مراجعة المعلومات

يجب مراجعة المعلومات المُجمعة بناءً على عوامل مثل إستراتيجية الشركة، وبيئتها، وحجمها، وعمرها، ثم تحليل النتائج؛ لتحديد ما إذا كانت الشركة تستفيد بشكل أكبر من نهج مركزي أكثر آلية، أم من أسلوب تنظيمي عضوي لامركزي. بعد الحصول على هذه المعلومات، يتم تضييق الخيارات إلى أفضل هيكلين أو ثلاثة هياكل تنظيمية تُرجّح أن تكون الأنسب للشركة.

إنشاء مخطط مرئي واتخاذ القرار

بعد تضييق الخيارات، يعمل روّاد الأعمال على إنشاء مخطط بياني يُمثل الهياكل التنظيمية التي تدرسها الشركة، حيث يتم ملء كل مخطط بأسماء الموظفين؛ لتحديد من يرفع تقاريره، وإلى من، ومسؤوليات كل دور، وما إذا كانت الشركة بحاجة إلى توظيف أو إلغاء بعض الوظائف لتحسين أداء الشركة، وبناءً على نتائج المخططات البيانية، يتم تحديد الهيكل التنظيمي الأنسب للشركة لتحقيق أهدافها طويلة المدى.
تعرفوا أيضاً إلى الفروق بين وظيفتي إدارة الموارد البشرية وإدارة شؤون الموظفين