mena-gmtdmp

الفرق بين الريتينول والنياسيناميد: ثنائي التجديد والتهدئة لبشرة صحّية ومشرقة

الفرق بين الريتينول والنياسيناميد
من عرض أكريس Akris - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

لم تعد العناية بالبشرة مجرّد خطوة روتينية، بل أصبحت علماً دقيقاً يوازن بين الفاعلية واللطف. وبين المكوّنات التي أثبتت حضورها في عالم التجميل، يبرز الريتينول والنياسيناميد، كثنائي متكامل يجمع بين التجديد والتهدئة. فالريتينول يُعيد إلى البشرة شبابها عبر تحفيز إنتاج الكولاجين وتجديد الخلايا، فيما يعمل النياسيناميد على تعزيز الترطيب وتقوية الحاجز الواقي. ورغم أنّ كليهما يُعتبران من أكثر العناصر فاعلية في تحقيق النضارة والتوازن، إلا أنّ الاختلاف بينهما جوهري في التأثير وطريقة العمل. فهم هذا الفرق يساعدك على اختيار التركيبة الأنسب لبشرتك، أو الجمع بينهما بطريقة ذكية تمنحك إشراقة خالية من العيوب.

في هذا السياق، "سيدتي" تستعرض لكِ الفرق بين الريتينول والنياسيناميد، لتحقيق نتائج مذهلة في روتين العناية ببشرتك.

الريتينول.. سرّ الشباب المتجدّد ومكافحة علامات التقدم في السن

امرأة تطبق الريتينول على بشرتها

يُعتبر الريتينول Retinol أحد مشتقات فيتامين A، من أبرز المكوّنات التي غيّرت مفاهيم العناية بالبشرة حول العالم، إذ يُعرف بقدرته الفائقة على تحفيز تجدد الخلايا وتنشيط إنتاج الكولاجين والإيلاستين، ما يجعله حجر الأساس في روتين مكافحة علامات التقدّم في السن. يعمل الريتينول بعمق داخل طبقات البشرة ليُخفّف من مظهر التجاعيد الدقيقة والبقع الداكنة ويُوحّد لون البشرة، فيمنحها مظهراً مشرقاً ومشدوداً أكثر شباباً. كما يُساهم في تحسين ملمس الجلد وتنقية المسام، مما يجعله خياراً مثالياً لمَن يسعين إلى بشرة ناعمة ومضيئة من الداخل.

لكن، رغم فوائد هذا المكون السحري الرائعة، يحتاج الريتينول إلى تدرّج وانتباه عند إدخاله إلى روتين العناية بالبشرة، إذ قد يسبّب في البداية بعض الجفاف أو الاحمرار، وخصوصاً للبشرة الحسّاسة. لذلك، يُفضَّل تطبيقه في الليل فقط، مع استخدام مرطّب لطيف وواقي شمسي صباحاً لحماية البشرة من أي تحسّس. ومع مرور الوقت، تتأقلم البشرة لتكشف عن نتائج مذهلة في النعومة والنضارة.

النياسيناميد.. فيتامين التوازن والصفاء لبشرة صافية

امرأة تضع النياسيناميد على بشرتها

يُعدّ النياسيناميد Niacinamide، المعروف أيضاً بفيتامين B3، أحد أكثر المكوّنات لطفاً وفاعلية في عالم العناية بالبشرة. يتميّز بقدرته المذهلة على تهدئة البشرة وتقوية حاجزها الطبيعي، ما يجعله خياراً مثالياً لكل من تعاني من الحساسية، الاحمرار أو عدم توازن الإفرازات الدهنية. يعمل النياسيناميد على تنظيم إنتاج الزيوت، مما يُقلّل من اللمعان المفرط ويُحافظ على مظهر البشرة النقي. كما يُساعد على تفتيح البقع الداكنة وتوحيد لون البشرة بفضل دوره في الحدّ من انتقال الميلانين إلى سطح الجلد، ليمنحها إشراقة طبيعية من الداخل.

ولا تقتصر فوائده على ذلك فحسب، بل يُعتبر النياسيناميد مكوّناً أساسياً لتعزيز الترطيب والمرونة، مما يجعله مناسباً لجميع أنواع البشرة، حتى الحساسة منها. وبفضل تركيبته المتوازنة، يمكن استخدامه صباحاً ومساءً دون خوف من أي رد فعل تحسسي للجلد أو الجفاف، ليمنحك بشرة ناعمة، هادئة، ومفعمة بالنضارة يوماً بعد يوم. كما يُعتبر النياسيناميد خياراً رائعاً لتفتيح البقع الداكنة الناتجة عن الشمس أو حبّ الشباب، بفضل قدرته على توحيد لون البشرة وتحسين مرونتها.

طرق دمج الريتينول والنياسيناميد في روتين واحد لبشرة متوازنة

رغم اختلاف خصائص الريتينول والنياسيناميد من حيث الوظيفة والتركيب، إلا أنّ الجمع بينهما في روتين العناية بالبشرة، يُعدّ من أكثر الخطوات الذكية التي يمكنكِ اعتمادها لتحقيق توازن مثالي بين التجديد والتهدئة. فبينما يعمل الريتينول على تحفيز تجدد الخلايا وتنشيط الكولاجين لتبدو البشرة أكثر شباباً وامتلاءً، يتولّى النياسيناميد مهمة تهدئة الجلد وتعزيز مقاومته ضدّ الالتهابات والتحسس. عند استخدامهما معاً، يُمكن للنياسيناميد أن يُخفّف من احتمالية الاحمرار أو الجفاف التي قد تنتج عن تطبيق الريتينول، مما يجعل البشرة أكثر قدرة على تحمّل المكوّن النشِط. لذلك، يُنصح بالبدء بتركيزات منخفضة من الريتينول، واستخدام النياسيناميد قبله أو بعده بحسب نوع بشرتك واحتياجاتها، لضمان امتصاص فعّال ونتائج مريحة في الوقت نفسه.

  • يمكنك مثلاً اعتماد النياسيناميد في الصباح كخطوة أولى لترطيب البشرة وتنقيتها وتقليل اللمعان، ثم استخدام الريتينول ليلاً لتحفيز عملية التجدد الليلي وتحسين ملمس الجلد. هذه المعادلة اليومية تمنح بشرتك نشاطاً صباحياً وراحة مسائية مثالية، فتستيقظين بإشراقة ناعمة متجدّدة كل يوم.
  • أما في حال كنتِ مبتدئة في استخدام الريتينول، فابدئي بتطبيق كل مكوّن في أيام منفصلة لتسمحي لبشرتكِ بالتأقلم التدريجي. وبعد أسابيع من الانتظام، يمكنكِ الدمج بينهما في روتين واحد متكامل، لتنعمي ببشرة أكثر نعومة وتوهّجاً، خالية من علامات التعب أو الشحوب.

باختصار، الريتينول هو محرّك الشباب والتجديد الذي يمنح البشرة مظهراً أكثر امتلاءً ونعومة، بينما النياسيناميد هو الدرع الواقي والملطّف الذي يحافظ على صفاء البشرة ويعزّز حيويتها. الجمع بينهما ليس مجرّد خطوة تجميلية، بل وصفة علمية متوازنة تعيد إلى البشرة طاقتها الداخلية وتمنحها مظهراً متجانساً ومضيئاً من الداخل والخارج.
سيعجبك التعرف إلى أسرار البشرة المتوهجة للنجمات مع التقدم في العمر.. كيت وينسلت منهن

5 نصائح عند استخدام الريتينول والنياسيناميد

لأنّ الريتينول والنياسيناميد يُعدّان من أقوى المكوّنات في عالم العناية بالبشرة، فإنّ استخدامهما بطريقة صحيحة يُحدث فارقاً كبيراً في النتائج. إليكِ مجموعة من نصائح الخبراء لضمان الاستفادة القصوى من هذا الثنائي الذهبي من دون أي رد فعل تحسسي للجلد.

  1. عند إدخال الريتينول إلى روتينكِ للمرة الأولى، اختاري تركيزاً منخفضاً (0.1% إلى 0.3%)، وزيديه تدريجياً مع الوقت. أما النياسيناميد، فيكفي تركيز يتراوح بين 5% و10% لتحقيق فعالية مضمونة من دون تحسّس.
  2. استخدمي الريتينول مرّتين أسبوعياً في البداية، ثم زيدي وتيرة التطبيق مع تأقلم البشرة. يمكنكِ إدخال النياسيناميد في الأيام التي لا تطبّقين فيها الريتينول، إلى أن يصبح الجلد قادراً على تحمّلهما معاً.
  3. استخدمي مرطّباً مغذّياً بعد الريتينول لتجنّب الجفاف، وواقي شمس واسع الطيف صباحاً لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية التي قد تزيد من الحساسية.
  4. لا تدمجي الريتينول مع أحماض قوية مثل أحماض الألفا هيدروكسي أو فيتامين C في الجلسة نفسها، لتفادي تحسس الجلد. النياسيناميد هو المكوّن الأكثر أماناً للدمج مع الريتينول بفضل طبيعته اللطيفة.
  5. إذا لاحظتِ احمراراً أو جفافاً مفرطاً، خفّفي وتيرة الاستخدام وركّزي على الترطيب حتى تستعيد بشرتكِ توازنها.

ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.

المصادر: pmc.ncbi.nlm.nih.gov - pubmed.ncbi.nlm.nih.gov