منزل يناهز عمره 300 سنة

يناهز عمر هذا المنزل 300 سنة، وهو عبارة عن عقارات تسعة تمّ جمعها بصعوبة ليمتلكها الدكتور جورج غصن منذ ما يقارب45 سنة. وهو يمتدّ على مساحة إجمالية تبلغ 800 متر مربع، ويضمّ منزلاً تتقدّمه حديقة، ومنزلاً آخر لم يبقَ منه سوى سطحه وقبواً في الطابق السفلي لا يبرز منه سوى مدخل. وقد خصّص سطحه ليشكّل مكاناً خارجياً لالتقاء العائلة، كما يستعان به لفرش حبّات الزيتون في موسم القطاف. وتظلّل شجرة يناهز عمرها حوالي 45 سنة الحديقة!

يتوزّع هذا العقار على منازل خمسة مستقلّة، يحظى كل منها بمساحة مختلفة، وتزنّره حديقة رائعة. وتقول الحكاية إن المالك عندما حضر للمرّة الأولى لرؤية هذا المنزل كان عبارة عن جدران مرتفعة وأحجار متساقطة وباب رئيس وآخر صغير قضى الزمن على جزء منه. ولكنه لحظ عند ترميمه الحفاظ على طابعه التقليدي ليبرز التراث اللبناني القديم، حتى أن أبوابه تمّ تنفيذها معتّقةً، تحمل علواًَ منخفضاً، ما يحتّم على الداخل عبرها أن يخفض رأسه، كما أُضيفت إليها قطع من الحديد المطروق.

وتعلو السقوف، كما عرفتها المنازل اللبنانية القديمة، وتحضر خامة الخشب فيها، إلا أنّه تمّ غطاء سطحها الخارجي بالباطون، نظراً إلى صعوبة استعمال «المحادل»!

وتتوزّع وظائف هذه المنازل لتشمل الأقسام التالية: الاستقبال ومنزل المالكين وجناح الابن الوحيد وآخر للابنة البكر، بالإضافة إلى مساحة للخادمة ومكان يضمّ سطحاً وبهواً، تجمع بينها حدائق كبيرة وغنّاء ترسم سنوات من التاريخ العريق، تزدان بـ «اكسسوارات» قديمة هي عبارة عن أجران قام المالك بشرائها من منازل قديمة، إضافة إلى أحواض كبيرة وصغيرة تملؤها الشتول. 

وللمالكين منزلهما المستقل، عُلّقت على جداره من الخارج لوحة تحمل عبارة «المنزل السعيد»، يجاورها باب خشبي معتّق يفضي إلى المطبخ ذي الطابع الريفي، ومنه يمكن ولوج غرفة الجلوس ومكتب المالك حيث يبرز طقم مذهّب وطاولة تلفّها كراسٍ أنيقة. وثمة غرفتان للنوم تحظى كلّ منهما بحمّام خاص.

 

مجموعة من الأجنحة

خصّص جناح مستقلّ للابن، يتألّف من طابقين، تبرز من إحدى جهاته سلالم قديمة من الحجر والخشب، ويتألّف من غرفة للنوم وصالة جلوس رمادية وغرفة طعام أثرية تتدلّى من سقفها ثريا نحاسية فرنسية ومطبخ صغير وحمّام. ويفترش الباركيه الأرضيّة، كما تحتلّ مكتبة مزدانة ب «اكسسوارات» زرقاء وأخرى روسية أحد الجدران.

وحظيت الابنة المهاجرة أيضاً بجناح مستقلّ، أعيد تأهيله لتقطنه وزوجها أثناء الصيف.   

وللخادمة قسم مستقلّ يتألّف من غرفة ومطبخ وحمّام، كانت تشغله في ما مضى مكتبة ضخمة. 

 

منزل الضيوف

وبموازاة قسم المالكين، ثمة منزل مخصّص لاستقبال الضيوف، تأتي بعض نوافذه على شكل ديوان، كما تتخلّله القناطر. هنا، تبرز غرفة طعام قديمة تتدلّى من سقفها الخشبي ثريا قديمة فرنسية، ويبدو فيها أثاث أثري، يتضمّن مدفأةً حجريةً كبيرة الحجم تشغل جلسة يحوطها الحجر، تتقدّمها طاولة دائرية خشبية و«اكسسوارات» نحاسية تشهد على زمن غابر وأرستقراطي، أبرزها: «باهو» مصري تمّ تنفيذه لعائلة فرنسية بزخرفات نحاسية فرعونية اشتراه المالك من فرنسا، إضافة إلى مجموعات من كتب الطب النادرة.

وتحمل اللوحات توقيع المالكة التي قامت أيضاً بتوزيع «اكسسوارات» نحاسية وخشبية قديمة ومجموعة من الديوك تبرز بتصميمها وكأنها تسمعك صوتها الصيّاح! ووزّعت قطع من السجاد العجمي بحجم كبير على قسم من الأرضية المكسوّة بالحجارة الحمراء النارية. وثمة فسحة أمام المنزل الخاص بالضيوف، تتضمّن جلسةً من «البامبو».