mena-gmtdmp

"داء رينود": يهاجم الأطراف والشفتين

يصيب "داء رينود" أو زرقة الأطراف" أطراف اليدين والقدمين، وقد يمتدّ في بعض الحالات إلى الشفتين، نتيجةً لعوامل خارجيّة، تشمل: الخوف والبرودة الشديدة والتدخين والإصابة بضيق الشرايين أو السكري أو تصلّب الشرايين. ويتمظهر من خلال التهاب يهاجم الجدار المبطّن داخل الشرايين، ما يصعب تدفّق الدم، وقد يصل إلى بتر العضو المصاب!اكتشفه الدكتور الفرنسي موريس رينود، وسُمّي باسمه.

"سيدتي" تطلع من وكيل كلية الطب للعلوم السريريّة والاستشاري في جراحة الأوعية الدموية ورئيس "الجمعية السعودية لجراحة الأوعية الدموية" البروفيسور حسن الزهراني، على الأسباب المسؤولة عن الإصابة وأبرز طرق العلاج.

 

"داء رينود" حال فسيولوجية تحدث تغيّراً في لون أطراف الأصابع أو القدمين والشفتين. تتمثّل أعراضها، في: الشحوب الذي يبلغ حدّ الاحمرار فالزرقة ويصاحبها التعرّق الشديد، نتيجةً التعرّض للبرودة الشديدة أو الإحراج من موقف أو الخوف أو الانفعال العاطفي، وهي ظاهرة تصيب الفتيات في مراحل متأخّرة من سنّ المراهقة، وفي بداية مرحلة الشباب.

وتختلف الأسباب المسؤولة عنها، إلا أنّها غالباً ما تأتي نتيجةً للتوتر الشديد، فقد تصاب جدران العضلات المغذية للأطراف بتشنّج ما يجعل هذه الأخيرة شاحبة لدرجة الزرقة، كما نتيجةً لأسباب خارجيّة خطرة، قد تنتهي بالغرغرينة في مرحلتها المتأخّرة!

 

للوقاية...

للوقاية في المرحلة الفسيولوجيّة أو ما يُسمّى بالظاهرة المسبّبة للزرقة:

ـ أخذ الحيطة في المناطق الباردة عبر التدفئة، خصوصاً اليدين والقدمين وغطاء الوجه.

وتتواجد قفّازات كهربائية تعمل على توليد الحرارة على فترات، في هذا الإطار.

ـ علاج كلّ من الخوف أو الخجل أو الانفعال العاطفي لدى الاختصاصي  النفسي، أو عن طريق دورات ذاتيّة لتجاوز المواقف الصعبة.

 

مرحلة الزرقة

يشخّص "داء رينود" بأنّه التهاب يصيب الأوعية الدمويّة، نتيجةً لالتهاب في الجدار المبطن داخل الشرايين، ما يصعب تدفّق الدم.وثمّة عوامل خارجية تسبّب التهاب الشرايين، ولكن يستطيع المريض التحكّم فيها، أبرزها:  

1 التدخين: يعتبر التدخين بأنواعه من أبرز مسبّبات التهاب الشرايين، وخصوصاً الأوعية الدموية الطرفية. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أنّ نسبة المصابين بزرقة الأطراف تزداد في صفوف الفتيات نتيجةً لإفراطهنّ في التدخين، إضافة إلى أنّ تجويف الشرايين لدى المرأة أضيق منها عند الرجل.

أعراضها: تتمثّل أعراض زرقة الأطراف الخطرة، في: الشعور بألم في إحدى الساقين أو الفخذين عند المشي نتيجةً لاحتياج العضلات إلى الأكسيجين بسبب الجهد المبذول، الشعور بألم في الصدر عند المشي نتيجةً لانسداد أحد شرايين القلب، وهذا كفيل بتعرّض المدخّنين لسرطان الرئة وضيق التنفس وتصلّب الشرايين وسقوط الأسنان وسرطان اللثّة.

 أسباب مسؤولة: يفرز "نيكوتين" السجائر السام مادة "الأدرينالين" التي تزيد من ضربات القلب وتعمل على تضييق الشرايين. وكلّما تزداد نسبة التدخين تضيق الشرايين ويحدث انسداد في شرايين القلب، والنتيجة: ذبحة قلبية أو جلطة أو انسداد في شرايين المخ، ما يؤدّي إلى السكتة الدماغيّة.

العلاج في مرحلة التدخين: يشمل العلاج التدخّل المبكر، خصوصاً في مرحلة الشباب بالنسبة للفتيات، وذلك عن طريق مراكز متخصّصة في علاج إدمان التدخين أو عن طريق علاجات نفسيّة وذاتيّة. 

العقاقير والأدوية: تعدّ العقاقير أحد مسبّبات "زرقة الأطراف"، وتقود نحو انقباض الشرايين، ويتمثّل العلاج في التوقف عن تناولها، مع استبدالها بأخرى.

 

2 داء السكري: يعدّ السكري من بين أخطر الأمراض التي تسبّب "زرقة الأطراف" وتصلّب الشرايين، ولا يقتصر الأمر على شرايين الأطراف، وإنما يمتدّ ليشمل الشرايين الأكبر قطراً، خصوصاً شرايين الفخذين والساقين. ونتيجة لإهمال المرض، قد يتمّ بتر أحد الأطراف بسبب الترسّبات التي تتكوّن في الشرايين.

الأسباب: ينتج عن أمراض فيروسيَة والتهابات وترسّبات في الشرايين والنقص الحاد في إفراز "الغلوكوز".

أعراضها: يشعر المصاب بالنوع الأول من السكري بالعطش والجوع والتبوّل المفرط، أما في حالات النوع الثاني فيشعر بالتعب والإرهاق وعدم التئام الجروح والخدر في الأطراف وتقرّحات في الجلد.

العلاج في حالات السكري: يجدر بالمصاب ممارسة النشاط البدني بصورة مستمرة للوقاية من تجمّع الدهون في الشرايين وخصوصاً الشرايين الكبرى، مع تناول الغذاء الصحي المتوازن المصاحب بحميات غذائيّة لعلاج "الكوليسترول" وارتفاع ضغط الدم.

 

 

مرحلة الاسوداد

عندما يهمل المريض نفسه ولا يعالج الأسباب الفسيولوجية والمرضية، ينتقل من مرحلة الزرقة الخطرة إلى مرحلة الاسوداد.

أعراضها: تتحوّل زرقة الأطراف إلى اللون الأسود، فمرحلة الغرغرينة الجافة أو المتعفّنة. وهناك مؤشّرات قبل بلوغ هذه المرحلة، تتمظهر في صغر حجم الأطراف وخشونة الأظافر أو عدم نموّها بسرعة، كما يلاحظ جفاف شديد في الأطراف.

العلاج: يتمّ العلاج على مرحلتين: استخدام العقاقير بهدف توسعة الشرايين أو منع تخثّر الدم داخلها ، فيما المرحلة الثانية تشمل البتر أو أنّ الأطراف تسقط من تلقاء نفسها!

 

6 نصائح وقائية  

1- التوعية بأضرار التدخين، خصوصاً في صفوف الفتيات.

2- ممارسة الرياضة البدنية، خصوصاً المشي. ومعلوم دور الرياضة في تحريك الدورة الدموية والقضاء على أي مرض خطير.

3- تقسيم الوجبات إلى خمس صغيرة تحتوي على مكوّنات صحيّة.

4- الفحص الدوري لكلّ من معدّل كوليسترول وضغط الدم والسكري.

5- الالتزام بتعليمات الطبيب من قبل المصابين بالضغط المرتفع، مع تناول الدواء في وقته المحدّد.

6- العناية التامّة بالغرغرينة والعناية بالمنطقة المصابة ووقايتها من أي صدمات خارجية.

 

بالأرقام...

حصلت "سيدتي" على إحصائيات هامّة من وزارة الصحة السعودية حول الأمراض المتعلقة بـ "داء رينود"، وفق التالي:

- 28% هي نسبة المصابين بالسكري للفئات العمرية التي تتراوح بين سنة و14سنة.

­-  28% هي نسبة المصابين بالسكري للفئات العمرية التي تتجاوز 30 سنة.

- 35% هي نسبة المدخّنين البالغين.

- 12% هي نسبة المدخّنين بين تلامذة المدارس!

ـ 5.5% هي نسبة المصابين بتصلّب الشرايين في الفئة العمريّة التي تتجاوز 30 سنة.