نصف العربيات المصابات بسرطان الثدي لم يبلغن الخمسين

يؤكّد الإختصاصي في الأورام الخبيثة الدكتور فادي الكرك ضرورة إجراء صورة الأشعة كل سنة لأن الكشف المبكر ينقذ نحو 99% من السيدات، مشيراً إلى أنّه من بين كل 10 سيدات يجرين الفحص تكون 8 بينهن مصابات بورم حميد وليس خبيثاً. وتحدّث عن قلّة الإكتراث واللامبالاة في تعامل السيدات العربيات مع هذا المرض، علماً أنّ نحو نصف المصابات بسرطان الثدي هن دون الخمسين، وقال: «المزعج في الأمر أن غالبيّة السيدات اللواتي يقصدنني وهن في سن الستين يتباهين بأنهن لم يخضعن إطلاقاً لأي صورة أشعة بهدف الكشف المبكر!».

«سيدتي» تابعت المحاضرة عن «سرطان الثدي وأحدث الطرق للكشف عنه» التي ألقاها الدكتور الكرك في «مستشفى ومركز بلفو الطبي»، في إطار الشهر العالمي للوقاية.

عوامل مؤثّرة

ثمة نوعان من العوامل يمكن أن تتسبّب بسرطان الثدي:

1- النوع الأول: يشمل العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها، وهي:

- التقدّم في السن: إن تقدّم المرأة في السنّ يجعلها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، رغم أننا نشهد حالياً تسجيل عدد من الإصابات في صفوف الشابات أي من تتراوح أعمارهن بين العشرين والأربعين. ولذا، ينصح من  تتراوح أعمارهن بين 20 و39 عاماً أن  يجرين صورة بالأشعة مرّة  كل ثلاث سنوات.

- العوامل الجينية: يحمل بعض السيدات في جيناته سرطان الثدي. وفي هذه الحالة، تغيب الطريقة التي تسيطر على هذا العامل سوى في الترقّب والإستعداد للمواجهة.

- الوراثة: إذا سبق أن سجّلت إصابة أو أكثر في عائلتك، فعليك أن تكوني متيقّظة وحذرة  وأن تخضعي لصورة الأشعة في كل سنة.

- تأخّر موعد انقطاع الحيض: مؤشّر سلبي يرفع فرص الإصابة بسرطان الثدي.

- الإصابة بسرطان الثدي من قبل: إن المرأة التي سبق أن أصيبت بسرطان في ثدي، تبقى عرضة للإصابة بسرطان في الثدي الآخر، ولكن لا داعي للخشية لأن هذه الفئة تظلّ مراقبة.

 

2- النوع الثاني:يشمل العوامل التي يمكن السيطرة عليها:

- الوزن الزائد.

- أدوية منع الحمل والهرمونات الرامية إلى تخفيف أعراض انقطاع الحيض وما يسبّبه من تعرّق وضيق في التنفّس.

- الرضاعة الطبيعية: من شأن الرضاعة أن تخفّف نسبة الإصابة بسرطان الثدي.

- الحمل: إن السيدات اللواتي لم يحالفهن الحظ في الزواج أو الإنجاب هن أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بسرطان الثدي، كما أن السيدة التي تحمل بعد الثلاثين تكون أيضاً معرّضة للإصابة.

 

اعتقادات خاطئة شائعة

تحيط بسرطان الثدي سلسلة اعتقادات خاطئة، إنما رائجة، ومنها:

- إن عدم إصابة أحد في العائلة بسرطان الثدي يعني انتفاء الخطر.

- إن تناول الفيتامينات وتحديداً الفيتامين «إي» E يخفّف من خطر الإصابة.

- إن الثدي الكبير يرفع احتمالات الإصابة.

 

أعراض الإصابة

- تغيّر لون البشرة.

- تغيّر في ملمس البشرة، إذ تصبح شبيهة بملمس البرتقال.

- تشوّهات وتغيّرات تطرأ على شكل الثدي ومنطقة الحلمة، وإذا انحسر حجمها يكون السرطان قد بلغ مراحل خطرة.

 

علاجات حديثة

تضمن الصورة الرقمية لكل سيّدة تسجيل نتائج فحوص الثدي التي سبق أن أجرتها في السنوات الفائتة، مما يعني السماح بتكوين «أرشيف» خاص بها، ما يتيح لطبيب الأشعة تكوين صورة أوضح عن تطوّر حالة كل امرأة تخضع لصورة الأشعة الرقمية.

وتخفّف هذه التقنية من وطأة الضغط النفسي الذي تشعر به غالبيّة السيدات، إذ تقصّر مدّة الصورة وتقلّص الشعور بالألم الذي يتسبّب به الضغط على الصدر في خلال الصورة.

 ولعلّ أهم ما توصّلت إليه هذه التقنية الرقمية يكمن في تقليص هامش الخطأ في التشخيص عبر توفير صورة أنقى وأوضح من تلك التي توفّرها الآلة العادية، علماً أن نسبة الأشعة التي تستخدمها هي أقل بـ25 % مقارنة بالآلة العادية.

وقد تخلّى الطب الحديث عن الجراحة التقليدية التي كانت ترتكز على استئصال كامل الثدي، وباتت الجراحات العصرية تزيل قسماً من الثدي، حيث يتركّز الورم والمنطقة المحيطة به تحديداً. وكذلك توقّف الأطباء الذين يعتمدون هذا النوع من الجراحات عن إزالة ما بين 12 و30 غدة متوزّعة في منطقة تحت الإبط. لذا، باتت وطأة الجراحة أخف من الجراحات التقليدية.