أسئلة يجب على الأمهات طرحها على أنفسهن

صورة أم تقبل ابنتها
أسئلة يجب على الأمهات طرحها على أنفسهن

تبقى الغريزة أقوى من أي ضغوطات اجتماعية، أو خطط تعليمية، حسب رأي الكثير من المتخصصين، ومنها غريزة الأمومة، والتي برغم ما يحيطها من حماس، وإحساس بضرورة المبادة، إلا أنها لا تخلو من الأسئلة العاطفية التي ترغب دائماً بالرقي إلى الأفضل، وتحقيق أجود الأهداف، في تربية الأبناء.
وتبقى التساؤلات التي تطرحها الأمهات على أنفسهن هي الأعمق؛ للتعرف على مدى نجاحهن في هذه المهمة الصعبة "الأمومة".

1 - كيف يمكنني قياس نجاحي كأم؟

كيف يمكنني قياس نجاحي كأم؟


أغلب الأمهات ليس لديهن أدنى فكرة عن الأهداف التي يجب أن يحددنها لأطفالهن، وهن عالقات في وتيرة الحياة العصرية، مشغولات جداً لدرجة أنهن لا يمتلكن الاهتمام لوضع خطة عمل، ودائماً يختلقن الأعذار لعدم القيام بأهم وظيفة هن مكلفات بها على الإطلاق، كما أن نسبة كبيرة من الأمهات يتطلعن إلى تنشئة مراهق يبقى بعيداً عن المشاكل، بينما عدد قليل لديهن أهداف، تتمحور أغلبها في كيفية جعل أطفالهن سعداء، ولكي تصلي إلى إجابة عن هذا السؤال؛ ضعي أهدافك كما يلي، وذلك من تجارب الخبراء والمتخصصين:
قومي بتربية أطفال سعداء، وناجحين، وطيبين.

  • ضعي هدفك بتربية أطفال بطريقة تتيح لهم اكتشاف ذواتهم الفريدة والأصيلة.
  • لا تجعليهم مستنسخين منك، بل ساعديهم على تطوير مواهبهم الفردية، واستكشاف شغفهم.
  • قولي لنفسك دائماً: "لقد قمت برعاية متفردة لابنتي"، "وقد قدمت لابني لوحة فنية للتعبير عن إبداعه"؛ أي كافئي نفسك بالمديح، ولا تشعري بالتقصير، فهذا ما يمنحك السلام كأم.

2 - ما الخطة التي يجب عليَّ وضعها في تربية الأبناء؟


بمجرد التعرف على ما هو مهم بالنسبة لكِ، فأنتِ تحتاجين إلى وضع خطة.. تضمن الاتساق، وتحافظ على قدرة تحكمك بسلوك أطفالك، ويساعدك على أن تكوني أماً واثقة بنفسها، كالآتي:

  • اجعلي هدفك ألا تكون الممنوعات والمحظورات جزءاً من حياة طفلك، وضعي خطة لتثقيفه بهذه الأمور ونفذيها.
  • التزمي أنت وشريكك بنفس المعايير، فأطفالك يراقبونك ويتعلمون من كل ما تفعلينه.
  • حددي الطرق التي ستنشئين بها نظاماً عائلياً يتسم بالرعاية والقبول.
  • زودي أطفالك ببيئة آمنة وشجعيهم على متابعة الأنشطة التي تساعدهم على اكتشاف اهتماماتهم، سواء كنت تستمتعين أنت بها أم لا.
  • ضعي القواعد، التي يحتاجها الأطفال في حياتهم، وخططي مع شريكك، وقررا ما هي القواعد، وكيف سيتم تنفيذها؟
  • قومي بإنشاء تقاليد عائلية ذات معنى؛ مثل تناول العشاء معاً كعائلة كل ليلة، وهذا من شأنه أن يولد العمل الجماعي والتواصل والاستمرارية والترابط، وكلها أمور حاسمة لنمو الطفل.

تعرّفي إلى المزيد: طرق تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

3 - هل أطبّق على أطفالي ما علمني إياه والداي وربياني عليه؟

هل أطبق على أطفالي ما علمني إياه والداي وربياني عليه؟


نحن جميعاً نتاج تاريخنا والتعلم. هناك إرث أبوي تم نقله إليك، بناءً على طريقة والدتك في تربية والدك. أنتِ تستخدمين هذه التجربة التراكمية إلى دور الأمومة. لقد قام والداكِ بتربيتك بطريقة معينة، ومن المحتمل أن تتأثري كأم بهذه التجارب بإحدى طريقتين:

رد الفعل الأكثر شيوعاً

هو أن تفعلي بالضبط ما فعله والداكِ. إذا كان الصراخ لديهما هو الحل؛ فالاحتمالات أنكِ كذلك أيضاً. إذا كانا بارديْن ومنعزليْن ومنغمسيْن تماماً في جوانب أخرى من حياتهما الخاصة، ويهملان حياتك؛ فمن المحتمل أنكِ تتصرفين بنفس الطريقة. إذا عاشا من خلالك بشكل غير مباشر؛ فمن المحتمل أنكِ تعيشين الآن الإرث؛ من خلال الوقوف على الهامش في كل موقف والصراخ بصوت عالٍ.. هل يمكنك معرفة أن هذا يزعج أطفالك؟ لذلك احرصي على الاجتماع معهم.. استقبليهم عند عودتهم من المدرسة، وقبّليهم كل ليلة عند وقت النوم، بهذا تكونين قد أتقنتِ دوراً مهماً مع أطفالك.

الرد المشترك الثاني وهو التمرد على التجربة

أي قد تتصرفين بطريقة مختلفة جذرياً كرد فعل على تربيتك بالصراخ، قد تكونين ألطف أمّ يمكن أن تتخيليها. يبدو الأمر مثالياً، ولكن لا يوجد شيء غير ممكن على الإطلاق. قد يتسبب رد الفعل المعاكس هذا في الإفراط في التساهل وإفساد أطفالك، وهو سلوك يؤدي غالباً إلى ضعف التحكم في الانفعالات لدى الأطفال، وسوء السلوك، وحتى انخفاض الأداء الدراسي.
لذلك لا تبالغي في التأكيد على قوة التربية التي نشأتِ عليها، فقط ضعي طفولتك تحت المجهر، وابدئي في اتخاذ بعض الخيارات الواعية حول كيفية تربية أطفالك، بدلاً من أن يتحكم ماضيكِ بهم بلا تفكير.

4 - هل أنا متصالحة مع نفسي؟

هل أنا متصالحة مع نفسي؟


لن تتوقفي عن كونكِ امرأة عندما تبدئين في أن تكوني أماً. الأمومة لا تحدد هويتك. إنها أحد الأدوار العديدة التي تفترضها، لذلك عليكِ اتباع الآتي كي تعيشي في سلام:

  • أحضري جميع الهدايا والصفات والخصائص الخاصة بك إلى هذا الدور.
  • اجعلي أفعالك متسقة مع ما تفكرين فيه، تأملي، وأحبي نفسك، لا يمكنك أن تتمتعي بالسلام في عقلك وقلبك إلا إذا كنت صادقة.
  • فكري بإيجابية وقولي في نفسك: "لن أكون بهذه الطريقة مع أطفالي". ولكن إذا لم يكن لديك الإيمان والرحمة والتعاطف مع نفسك؛ فبالتأكيد لا يمكنك زرع السلام في نفس أطفالك.
  • اجعلي مسيرتك الشخصية أقوى عامل ولا تتنازلي عنها لأنك أصبحت أماً، فغالباً ما يحدد أسلوب حياة الأم وشخصيتها ومبادئها أسلوب الأسرة.
  • لا تتوتري ولا تكوني فوضوية، وإلا ستكون أسرتك فوضوية مثلك، فإذا شعرت الأم بالسلام والوئام؛ ظهر ذلك في سلوك أفراد الأسرة.
  • ضعي نفسك على رأس قائمة أولوياتك. واعلمي أن التركيز على ذاتك ليس إهمالاً للأسرة، وأن اعتناءك بنفسك هو حب لأطفالك.
  • رددي دائماً: "يجب أن أغذي روحي وجسدي". وللقيام بذلك؛ عليك تحديد مواعيد مع نفسك، وتخصيص بعض الوقت لملء نفسك. ربما في التأمل أو ممارسة الرياضة، أو قراءة كتاب، أو الاستمتاع بالموسيقى، أو استخدام مواهبك الإبداعية في الفنون، فهذه هي المجالات التي تحتاجين فيها إلى تحديد مواعيد منتظمة مع نفسك.
  • إذا كنتِ لا تشعرين بالحاجة إلى تغيير بعض ما تفعلينه، فقد تحتاجين فقط إلى تغيير الطريقة التي تفعلين بها ذلك.

خلاصة القول هي أن لديك احتياجات، ولا يمكن دفع تلك الاحتياجات إلى أسفل قائمة الأولويات، من دون الشعور بالذنب، وأن تكوني زوجة دون الشعور بالذنب، فالعالم يحتاج إلى نساء أكثر حيوية، ما يسمح لأنفسهن بأن يكنّ أكثر من مجرد أمهات.

5 - هل يمكنني التخلص من الذنب والقيام بواجبي كأم بشكل أفضل؟

هل يمكنني التخلص من الذنب؟


قد تعتقدين أن حياتك العائلية ومهاراتك الأمومية فاشلة، قد تشعرين وكأنك جربتِ كل شيء. قد تشعرين بالتعب والانكماش والهزيمة، وتلومين نفسك على ما يبدو عليه أطفالك. سواء كان طفلك البالغ من العمر عامين يعاني من نوبات غضب، أو يستمر ابنك المراهق في الوقوع في مشاكل قانونية في مدرسته، ربما أدركتِ بعض الأخطاء التي ارتكبتِها. ولكن لوم الذات يمكن أن يخلق شعوراً بالذنب يشل الحركة، واعلمي أن هناك فرقاً كبيراً ومهماً بين اللوم والمسؤولية. عليكِ أن تفهمي الفرق، وأن تدركي أنه لم يفت الأوان بعد لاستعادة السيطرة.
ولكي تستحقي اللوم؛ يجب أن تكوني قد قصدت أفعالك أو تجاهلت العواقب المحتملة بتهور. على النقيض من ذلك، المسؤولية تعني ببساطة أنكِ شاركت واتخذت إجراءات أدت إلى عواقب، ولكن لم تكن هناك نية خبيثة. ومهما فعلت في الماضي لتربية أطفالك؛ فقد فعلت ما تعرفين كيف تفعلينه. أنت مسؤولة عن ذلك، ولكن من الآن فصاعداً ستعرفين أفضل، وستفعلين ما هو أفضل بكثير. يمكنك البدء الآن باتخاذ خيارات ذكية ومستنيرة حول كيفية قيادتك لعائلتك وتربية أطفالك. إذا لم تنجح الخطة؛ قومي بتغييرها، وابحثي عن طرق جديدة للتعامل مع أطفالك؛ حتى يتمكنوا من الاستجابة بطرق جديدة. كثفوا جهودكم، وابدأوا في إدارة الأمور مرة أخرى، وحددي أهدافاً واضحة، ونفذيها ورأسك مرفوع، أعيدي تعريف ديناميكيات عائلتك، وركزي على الأولويات التي تعرفينها في عقلك وقلبك، واعلمي أنها مطلوبة لتحقيق أهدافك في نجاح الأسرة. من خلال فتح قلبك وعقلك للتغيير والتحسين؛ فإنكِ تُحدثين فرقاً في هذا اليوم بالذات. قد لا يكون لديك كل الأدوات التي تحتاجينها بعد، ولكن لديكِ العنصر الأكثر أهمية للنجاح الذي يمكن أن يكون.. لديكِ الحب غير المشروط للأبناء الذي يمكن أن تتمتع به الأم وحدها.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.