mena-gmtdmp

لكل أم: كيف تتجنبين الصدام مع المراهق؟

مرحلة المراهقة بين الصدام والوفاق
مرحلة المراهقة بين الصدام والوفاق

غالبية الأمهات أصبحن ينظرن للمراهقة على أنها "أزمة"، أو"مرحلة السنوات الصعبة"؛ حيث تكثر فيها الخلافات وتتفتت معها العلاقات، و-علمياً- هي مجرد انتقال طبيعي من مرحلة لأخرى، وتحتاج فقط إلى وعي وإدراك واحتواء من جانب الأهل، وهنا تحكي كثير من الأمهات أن بداية الإحساس ب صعوبة مرحلة المراهقة عندما وجدن طفلهن الملاك البريء، وقد تحول فجأة إلى شخص غريب؛ تغيرت ملامحه الجسدية، اختلفت أفكاره عما كانت، انقلبت مشاعره وتُرجم كل هذا في علاقاته وأسلوب تعامله السلبي بالأهل.
والآن بالتقرير التالي تحاول الدكتورة سلوى العناني أستاذة طب نفس الطفل فك مفاتيح عبور الجسر، الواصل بين الابن المراهق وأهله دون صدامات، وحتى تمر سنوات المراهقة في النهاية بمعبر آمن.

كلمة في أذن كل أم

نصائح للأم في التعامل مع المراهق
المراهق يحتاج التفهم والعون من الأم

ابنك المراهق لا يقصد توجيه سلوكه وانفعالاته والتغيرات التي تحدث بداخله ناحيتك، هو ليس عدوك ولن يكون، إنما هو في حالة بحث؛ يبحث عن نفسه، مكانه، صوته، وعن معنى للحياة.
قد يخطئ المراهق من وجهة نظرك، وقد يتغير عما كان عليه، وقد يغضب ويثور، ولكنه في النهاية يحتاجك ويطلب العون منك لتفهميه أولاً ثم لتصلحيه ثانياً.
سيدتي امنحي طفلك المراهق أذناً تسمعه، وقلباً يحتضنه، وعقلاً يشرح له، ستتفاجئين كم هو قادر على النضج، شرط أن تتحلي بالروية والصبر، وعدم فرض رأيك عليه، ورفض التنازل أيضاً عن فعل ابنك للصواب.

كيفية التعامل مع المراهق العنيد والعصبي والعدواني تابعي الخطوات

ما هي المراهقة؟

تغيرات نفسية وجسدية تتعرض لها المراهقة

المراهقة تأتي من الفعل "راهق" أي راهق يا فتى حتى تقترب من النضج، هي الفترة التي تمتد غالباً من سن 10 إلى 18 عاماً، وقد تختلف من طفل لآخر حسب الظروف النفسية والاجتماعية والجسدية التي يمر بها.


تغيرات ثلاثة يواجهها المراهق:

  • تغيرات جسمانية: (البلوغ، الطول، الصوت، شكل الجسد).
  • تغيرات نفسية: (تقلب المزاج، الحساسية، الغضب، الرغبة في الاستقلال).
  • تغيرات اجتماعية: (تكوين الصداقات، التأثر بالأقران، الرغبة في التميز).

طفلك "سيدتي" لا يعود للطفولة ولا يستطيع، المراهق في هذا العمر يريد أن يكون رجلاً والفتاة امرأة ناضجة، لهذا فهو يعيش مرحلة وسط- رمادية- محملة بالارتباك والخوف والتجريب.

أسباب تحول مرحلة المراهقة إلى فترة صدام

مشاكل المراهقة
                                         مراهقة تعاند وترفض الاستماع الى والدتها

رد فعل الأهل

  • عدم تقبل الأهل لفكرة التغيير؛ الآباء يريدون أن يظل المراهق كما كان وهو طفل مطيع.
  • الرقابة الزائدة أو الغياب التام، فكلاهما يؤدي إلى فقدان الثقة.
  • اللغة الجارحة، تلك التي يستخدمها الوالدان في أثناء توجيه اللوم والعتاب للمراهق أو المراهقة حالة الخطأ.

رفض الخصوصية

المراهق في مرحلة يعيد فيها تشكيل عالمه الخاص، بينما يرفض الأهل أو لا يتقبلون هذه الخصوصية، لذا أي تدخل عنيف يشعر المراهق بالإهانة.

اللوم الدائم

يظل المراهق يواجه حديثاً يطول وجملاً كثيرة من التوجيه ومحاولات الإصلاح، وهذه الممارسات قد تدفعه بطبيعة الحال إلى العناد، الكذب، الانسحاب، أو إلى أصدقاء السوء.

علامات طبيعية للمراهقة.. تسبب القلق للأهل

ما تشاهدينه وتحسينه سيدتي الأم من ابنك أو ابنتك أثناء فترة المراهقة، ما هي إلا علامات ومؤشرات لنمو طبيعي وليست انحرافات بفعل المراهق ذاته، وما على الآباء سوى تفهمها واحتوائها، ومنها:

  • كثرة النوم أو العزلة.
  • تغيّر في أسلوب الكلام أو اللبس.
  • حساسية مفرطة تجاه النقد.
  • انشغال زائد بالمظهر الخارجي.
  • تأثر كبير برأي الأصدقاء.
  • طرح أسئلة عن الحياة، الزواج، المستقبل.

7 طرق إستراتيجية لتعامل الأهل مع هذه المرحلة الحرجة

أم تتعامل بتفهم واحتواء مع ابنتها

استبدال السيطرة بـالحوار

لم يعد التهديد أو الأمر المباشر يجدي نفعاً، المراهق يملك رأياً ويريد أن يُحترم، الحل: تحاوري، اشرحي، اسألي رأيه، وناقشيه كصديق لا كتابع، واستمعي له باهتمام وبصدرٍ رحب.

احترام الخصوصية

لا تقتحمي غرفته، لا تفتشي هاتفه دون سبب واضح، ولا تسخري من مشاعره أو أفكاره حتى وإن لم تعجبك، الخصوصية ليست تمرداً، بل خطوات للتدريب على النضج.

تقديم القدوة لا الأوامر

سيدتي إن أردت أن يبتعد ابنك عن الكذب، لا تكذبي أمامه، وإن رغبت أن يحترمك؟ احترميه – أنت- أولاً، المراهقون سيدتي الأم يتعلمون أكثر من المشاهدة وليس من تلقين النصائح المباشر.

توفير الأمان النفسي

لا تخيفي ابنك وابنتك المراهقة بالتهديدات والعقاب، بل وفري له السند والأمان النفسي؛ بأن تخبريه بأنك بجانبه مهما اخطأ، تسمعينه وتتفهمين سبب خطأه، ومعاً ستتوصلان لحل المشكلة ولن تعودا لتكرارها من جديد.

عدم التقليل من حجم إحساسه بمشاكله

لا تضحكي مثلاً عندما يخبرك أنه حزين ومكتئب بسبب "حب من طرف واحد"، أو أنه يشعر بالوحدة، فما ترينه بسيطاً وربما لا يستاهل، قد يكون محور عالمه الآن.

وضع قواعد واضحة بالمنزل

الحب لا يعني الفوضى، ضعي قوانين منزلية واضحة وحدديها بالساعة؛ مثل استخدام الهاتف، وقت المذاكرة، عدد مرات الخروج، ضعيها بتفاهم، وليس بفرض، واجعليها مرنة مع الوقت، واشرحي سببها دائماً.

الحديث عن القضايا الحساسة بصدق

لا تهربي من الحديث عن الموضوعات الممنوع الحديث فيها، كالعلاقات، أو حتى الميول، ابنك سيبحث عنها من مكان آخر، فاجعلي المعلومة تأتي منك، حتى لا تصبح ضرراً عليه.

التواصل التكنولوجي تحدٍ إضافي!

طفلان منشغلان بألعاب التكنولوجيا

اليوم، لا يعيش المراهق معك فقط، بل مع آلاف "الأصدقاء" على الشاشات بكافة أنواعها الجذابة والمثيرة كذلك، وبمشاهدتها ومتابعتها يتعرض لأفكار جديدة وغريبة، وصور وتحديات، وضغوط يصعب تخيّلها.
الحل ليس منع مشاهدة الشاشة، أو سحب الهاتف أو تحديد وقت لاستخدامه؛ لأنهم سيجدون طريقة للوصول إليه، بينما العلاج يكون ببناء الثقة والوعي؛ حتى يعرف وحده ما يراه، وما يجب رفضه، وما يستحق أن يعيد التفكير فيه.
يمكن أن تشاركيه فيديوهات مفيدة، أو مناقشته في تحليل "ترند" معين بدلاً من الصراخ عليه بعبارات جارحة، وكوني أنت من يفهم عالمه الرقمي، لا من يعاديه.

متى تكون الحاجة لاستشارة متخصص؟

  • المراهق يقوم بانسحاب تام من الحياة الاجتماعية الخاصة.
  • يُصاب بفقدان الشهية أو زيادتها بشكل غير طبيعي.
  • إيذاء النفس (كالجرح أو الحرق).
  • العنف الزائد أو الكراهية للحياة.
  • الانخراط في علاقات خطرة أو سلوكيات مدمرة.
  • لا تخجلي من طلب مساعدة متخصص نفسي أو استشاري تربوي.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.