mena-gmtdmp

طرق فعالة لتعليم الطفل التعبير عن مشاعره بدلاً من البكاء

صورة لطفل حزين وأمه تحتضنه
استخدمي عدة طرق لتعليم الطفل التعبير عن مشاعره

مازال التربويون عند رأيهم بأن تربية الطفل تختلف تماماً عن رعايته، ففي الوقت الذي تعتقد فيه بعض الأمهات أن دورهن ينحصر في رعاية الطفل من حيث توفير الغذاء له، وكذلك الحرص على النظافة الشخصية، وتقديم الخدمات و الرعاية الصحية في حال مرضه، فالتربية تعني أن تقدم الأم للمجتمع إنساناً صحياً سليماً من العقد والآفات النفسية، ويمتلك شخصية متزنة وقوية وقادرة على التعامل والتواصل مع الآخرين في المجتمع الذي سيكون جزءاً مهماً و فعالاً فيه.
يجب على كل الأمهات أن يولين وفي بداية عمر تربية الطفل وتقريباً بعد سن الثالثة وضمن خطوات تربوية مدروسة وحديثة ومهمة وفعالة، أن يعلمن الطفل التعبير عن مشاعره، وهذا التعليم عن التعبير يعتبر فناً يحتاج إلى دراسة وإتقان؛ لأن الطفل حين تساعده الأم في الوصول إلى ذروة النجاح في التعبير عن نفسه ومشاعره يعني أنه سوف يكون إنساناً واثقاً من نفسه ولديه شخصية قادرة على العيش في هذا العالم؛ ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى طرق فعالة لتعليم الطفل التعبير عن مشاعره بدلاً من البكاء، ومنها الحديث معه عن نفسك والخروج به إلى الطبيعية وغيرها من الطرق في الآتي:

حدّثي طفلك عن نفسك

علاقة رائعة مع الطفل
  • احرصي أن تجعلي لغة الحديث دائمة ومستمرة مع طفلك حتى منذ أن كان جنيناً في رحمك، ولذلك فعليك أن تستخدمي الصوت الهاديء والهامس وبلغة عربية سليمة في الحديث معه، فأنت لا تعرفين فوائد الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية بلغة عربية سليمة، فلا تعتقدي أنك يمكنك بسهولة إهمال هذه المرحلة المهمة من حياة الطفل والتي أصبح علماء النفس يضيفونها إلى عمر الإنسان، فأنت سوف تتجاهلين ما يقارب من ثلاثة أرباع السنة، أي تسعة شهور كاملة لمخلوق صغير كان يستمد سر حياته من حياتك، ولكنه لم يكن أبداً جسماً أجوف أو أصم، بل هو يمتلك مشاعره وأحاسيسه ويتأثر بما يدور في العالم الخارجي ويشعر به، وبالتالي فهو سوف يرتبط بما يدور حولك ومعك ويتعلم تدريجياً كيف يبوح لك بمشاعره، ففي رحمك سوف يركل ويبكي وينام غاضباً أو سعيداً وحين يأتي إلى الحياة فسوف يشاركك كل ما يفكر به لأنك عالمه الأول منذ أن يبدأ في تعلم النطق و الكلام.

  • حدّثي طفلك ومنذ سن مبكرة بل وهو لا زال رضيعاً عن نفسك، فحدثيه عن إنجازاتك وعملك وعن كل ما تشعرين به من ضغوط و مشاعر وأحاسيس، وبالتالي فسوف تعلمين الطفل أن يتحدث معك أيضاً عن نفسه، ولذلك اختاري أيضاً الأوقات المناسبة لكي تتفرغي له وتكلميه، مثل وقت إطعامه فيمكنك أن تكلميه في هذه اللحظات عن موقف حدث معك أثناء إعداد وتحضير الطعام، أو عن إصابتك بجرح مثلاً في إصبعك وأنت تقسمين الخضار إلى شرائح صغيرة، واخبريه أيضاً عن ألمك وكيف عالجت جرحك، وكيف أنك تشعرين بالسعادة رغم الألم لأنك تعدين له وللأسرة الطعام الذي يحبونه، فأنت بهذا الأسلوب تعلمين طفلك معنى التضحية وتعلمينه قوة التحمل والصبر أيضاً، وحدثيه باستمرار كيف تحلين المشاكل التي تواجهينها، وشجعيه أن يتكلم عما يحدث معه سواء في غيابك أو في أوقات غيابه في المدرسة لكي يخبرك بكل مشاكل حياته، خاصة لو كان يتعرض للتنمر المدرسي مثلاً.

علّمي طفلك كلمات التعبير عن المشاعر المختلفة

التعبير عن المشاعر
  • تحدثي أمام طفلك عن المشاعر المختلفة، مثل الفرح والحزن والغضب والخوف، وتحدثي معه متى يشعر بكل شعور واسأليه كيف يستجيب لكل موقف، وتحدثي عن ردة فعلك مثلاً حين تكونين في نفس الموقف واسأليه كيف سيكون شعوره لو تعرض لهذا الموقف، وبالتالي فأنت تساعدينه للتعبير عن مشاعره منذ ولادته وتكونه.

  • حددي عاطفة معينة لكل لون من الألوان الأساسية بحيث أن يختار لوناً ويضع يده عليه لكي يكون ذلك تعبيراً عن شعوره فتجلسي معه وتحاولي تخفيف هذا الشعور ويمكنك أن تستخدمي الغناء في البوح عن المشاعر ويعد الغناء بمثابة لعبة بسيطة ولكنها فعالة للتعبير عما يشعر به الأطفال، وذلك عن طريق قصص مغناة يتم اختيارها حسب المرحلة العمرية للطفل.

استمعي له جيداً واكتمي أسراره

  • اكتمي أسرار طفلك واستمعي له بحيث لا تقومين بدور المحقق، فالاستماع وكتم الأسرار في نفس الوقت سوف يساعدان طفلك في أن يتحدث عن نفسه ويعبر عن مشاعره، فالطفل سوف يشعر بالخوف وعدم الأمان وزوال الثقة بينكما فيما لو اكتشف أن سره الصغير وإلهامه قد أصبح معروفاً للجميع، ولذلك حين يخبرك طفلك بفعل ما يريد أن يقوم به فيجب عليك أن تحافظي على السر، ولا تتحدثي عن مشاريعه المقبلة أبداً أمام أحد، إضافة إلى أنه يمكنك وفي المقابل أن تودعي لديه سراً صغيراً وتخبريه بأن عليه ألا يطلع عليه أحداً، وذلك لكي تعززي ثقة طفلك بك و بنفسه، وتشجعيه على أن يبوح لك بكل صغيرة وكبيرة.

عوّديه على حرية التعبير واتخاذ القرارات

تعليم الطفل اتخاذ القرار
  • حثي طفلك وشجعيه في أن يكون له رأيه الخاص؛ لأن الطفل حين يكون في أسرة متسلطة وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة في حياته، سوف ينشأ طفلاً يعاني من مشكلة الانطواء التي تسحب الطفل من الحياة الاجتماعية عامة وتجعله سلبياً، وتبدئين في هذا الوقت في البحث عن كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي، وأنت السبب في ذلك لأن تسلطك عليه جعل طفلك لا يملك الفرصة للتعبير عن أي من مشاعره، وهذا خطأ كبير ترتكبه الأمهات على اعتقاد منهن أن الطفل ما زال صغيراً، ولا يعرف مصلحته، وتعتقد الأم أنها الأكثر قدرة على تقرير مصيره، ولذلك فعليها أن تغير هذا الاعتقاد لأن الطفل من حقه أن يقرر بنفسه تحت التوجيه، وعدم منحه الحرية الكاملة، فيجب أن تنصحي طفلك ولكن لا تتركيه لكي يرتكب أخطاءً كبيرة، ولا تضعي كل تصرف تحت المجهر، بل ساعديه لكي يتحرك بحرية، كما يجب عليكِ أن تعززي لدى طفلك حب الاكتشاف وخوض التجربة والمغامرات المحسوبة.

اخرجي به إلى الطبيعة

  • اخرجي بطفلك إلى الطبيعة ومنذ عمر مبكر، ولا تتوقفي عن الخروج اليومي من البيت لاعتقادك أنه ما زال صغيراً، بل يجب أن تعرفي أن هناك أضراراً صحية ونفسية لعدم خروج الطفل من البيت خصوصاً في عامه الأول، ويجب عليك أن تتفادي هذه الأضرار، التي من بينها أن يصبح طفلك انطوائياً، ويجب عليك الخروج به إلى الطبيعة والهواء المنعش؛ لكي يتعرف على العالم خارج البيت وابدئي في الحديث عن سعادتك برؤية منظر المطر أو لحظة غروب الشمس، وسعادتك بشم رائحة الورود في الحديقة، فسوف يحذو طفلك حذوك ويبدأ في الحديث عن إحساسه حين يتواصل بطريقة فعالة ومباشرة مع العالم الخارجي، ويبدأ بذلك في التعود على الحديث عن نفسه.


قد يهمك أيضاً: كيفية تعليم الأطفال التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحيحة
تسمية