mena-gmtdmp

طرق توجيه الأطفال نحو الأنشطة التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم..

صورة لطفلتين ترسمان
ضرورة تطوير مهارات الطفل
العناية بمهارات الطفل لا تتوقف عند تعزيز النواحي الأكاديمية أو الجسدية منها فقط، بل تمتد لتشمل تطوير جميع المهارات التي تساعد على بناء شخصية الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وتكوين رؤية إيجابية عن ذاته، وهذا لن يكون إلا بالبحث عن طرق توجيه الأطفال نحو الأنشطة التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم، وسط بيئة محفزة وممارسات يومية مدروسة؛ مثل دمج التعلم باللعب، التوجيه بالتشجيع، الاستمرارية بالمشاركة،وطرق أخرى كثيرة؛ ما يضمن في النهاية رحلة تعلم متكاملة ممتعة ومثمرة.
والأمهات يلعبن دوراً محورياً في هذا الجانب نظراً لطول فترة جلوسهن مع الأطفال بمعدل أكبر من الآباء. "سيدتي وطفلك" تلتقي أستاذة التربية وتعديل السلوك الدكتورة نهاد خليل؛ للشرح والتوضيح.

أنشطة لتنمية مهارات التواصل

أم تتواصل مع طفلها.. هي تقرأ وهو يسأل
تُعَدُّ مهارات التواصل من الأسس الجوهرية في بناء شخصية الطفل وتطوره المعرفي والاجتماعي، ومن خلال أنشطة عملية، يمكن للأمهات تعزيز هذه المهارات لدى أطفالهن منذ سن مبكرة ومنها:
جلسات القراءة التفاعلية:
تنظيم جلسات منتظمة لقراءة القصص بصوت عالٍ وليس سرد النص فقط؛ يمكن أن يتحول إلى نشاط تفاعلي شامل بأن تسأل الأم الطفل عن توقعاته لما سيحدث لاحقاً في القصة، أو أن تطلب منه إعادة سرد القصة بكلماته الخاصة، ويمكن أيضاً أن يُطلب من الطفل رسم مشهد من القصة ومشاركته شفهياً.
المناقشات المنزلية المنظمة:
ولتدعيم مهارة التواصل يمكن أيضاً، وضع تقليد عائلي للنقاش الأسبوعي حول موضوع محدد –مثل: “ما الذي يجعل الشخص صديقاً جيداً؟”– ما يفتح المجال أمام الأطفال للتفكير المنطقي وتكوين رأي، وهنا يجب تشجيع الطفل على التحدث من دون مقاطعة، مع تدريبهم على طرح الأسئلة ومراعاة آداب الحوار.

خطوات لمساعدة طفلك على تنمية حب الاستطلاع وأحدث طرق التعامل معه

كتابة وتبادل الرسائل:
بالإضافة إلى كتابة رسائل للأصدقاء أو الأقارب، وتعزيز هذه المهارة من خلال إنشاء صندوق بريد عائلي داخلي، حيث يتبادل أفراد الأسرة رسائل تشجيعية أو تعليمية؛ ما يعزز التعبير عن الذات بلغة مكتوبة منظمة.
اللعب التمثيلي وتقمص الأدوار:
تُعَدُّ التمثيل أداة قوية لتنمية مهارات المحادثة وفهم مشاعر الآخرين، يمكن تنظيم “مسرحية عائلية” يُكلف فيها الأطفال بكتابة حوار بسيط وتمثيله؛ ما ينمي المفردات ويعزز الثقة بالنفس، أمثلة للأدوار تشمل بائعاً وزبوناً، أو مذيعاً ومشاهداً.
التدريب على حسن الاستماع:
أحد الأنشطة المفيدة هو “لعبة الراوي”، حيث يروي أحد الأطفال قصة قصيرة، ثم يُطلب من الآخر تلخيص ما سمعه، هذه التمارين تنمي مهارات الإصغاء والفهم المتبادل، وهي ضرورية للتواصل الفعَّال.

أنشطة لتطوير مهارات حل المشكلات

طفل يصنع ألعابه من ألواح الخشب
قدرة الطفل على تحليل المشاكل والتفكير في حلول منطقية أو مبتكرة من المهارات الحاسمة لنمو الطفل العقلي، ويمكن للأمهات تنميتها عبر أنشطة متنوعة ومنها:
الألعاب التعليمية والألغاز:
وألعاب تركيب الصور (puzzles) وألعاب التفكير مثل سودوكو، أو المكعبات؛ تعزز لدى الطفل القدرة على التركيز والتحليل، يمكن أيضاً استخدام تطبيقات تعليمية تفاعلية تتضمن مسائل رياضية أو تحديات منطقية.
التجارب العلمية المنزلية:
يمكن تنفيذ تجارب بسيطة باستخدام أدوات متاحة في المنزل، مثل صنع ألعاب من ألواح الخشب البسيطة، أو بركان باستخدام الخل وصودا الخبز، أو زراعة العدس في قطن مبلل، هذه التجارب تشجع الأطفال على طرح أسئلة علمية واختبار الفرضيات.
مشكلات واقعية قابلة للنقاش:
من المفيد خلق مواقف خيالية أو واقعية –مثل “إذا أضعت حقيبتك في المدرسة، ماذا تفعل؟”– فتكون بمنزلة دعوة للتفكير في حلول متعددة، ثم مناقشة الطفل في إيجابيات وسلبيات كل خيار.
مشاريع البناء والتركيب:
تمنح ألعاب مثل اللغو والميكانو الفرصة للطفل لتصميم وبناء نماذج؛ ما ينمي التفكير ثلاثي الأبعاد ويشجع على الحلول الإبداعية خاصة عند مواجهة عقبات في أثناء التركيب.

أنشطة لتطوير المهارات الاجتماعية

طفل يساهم في الأنشطة التطوعية
تُسهم المهارات الاجتماعية في تعزيز قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، وتكوين علاقات إيجابية قائمة على الاحترام والتعاون. ولتطوير هذه الإمكانية أو المهارة يلزم:
الانخراط في الأنشطة الجماعية:
تشجيع الطفل على الانضمام إلى فرق رياضية أو نوادٍ ثقافية محلية؛ بهدف مساعدته على تنمية روح الفريق والاحترام المتبادل، من الأمثلة: كرة القدم، الكشافة، أو فريق المسرح المدرسي.
مشاريع فنية جماعية:
في البيت، يمكن تنفيذ مشاريع مثل تزيين غرفة المعيشة أو إعداد ملصق تفاعلي يُعبر عن “قواعد العائلة”، حيث يشارك كل فرد بلمسته الخاصة؛ ما يُعزز الشعور بالانتماء.
الأنشطة التطوعية والمجتمعية:
إشراك الطفل في حملات تنظيف الحي، أو التبرع بلعبه القديمة؛ ما يُنمي في الطفل حس المسؤولية المجتمعية والتعاطف مع الآخرين، وبعدها يمكن توثيق هذه الأنشطة في ألبوم صور عائلي لتعزيز شعور الإنجاز.
تنظيم لقاءات تفاعلية:
يمكن للأمهات دعوة أصدقاء الطفل إلى المنزل وتنظيم ألعاب جماعية تعزز التفاعل مثل لعبة “من أنا؟” أو “تمرير الكرة مع سؤال”، كما يُنصح بتشجيع الطفل على استضافة مناسبات بسيطة لتعزيز روح المبادرة.
أنشطة درامية ومسرحية:
المشاركة في عروض درامية تنمي إدراك الإشارات الاجتماعية؛ مثل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت، وفي المنزل يمكن تمثيل مواقف اجتماعية معقدة؛ مثل الاعتذار أو التعامل مع الغضب، وتدريب الطفل على التصرف المناسب فيها.

أنشطة لتحفيز المهارات البدنية

أطفال يلعبون في الهواء الطلق
تُعتبر المهارات الحركية والبدنية عنصراً أساسياً في الصحة العامة والنمو النفسي السليم للطفل، وتشمل مهارات الحركة الكبرى والدقيقة، ومنها:
اللعب في الهواء الطلق:
تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة مثل الجري، التسلق، أو القفز بالحبل، وما يمهد لتطور عملية التوازن والتحكم بالجسم، تنظيم سباقات عائلية في الحديقة، أو نزهات مشي أسبوعية؛ ما يشجع الطفل على تقبل الحركة كعادة ممتعة.
الأنشطة المنظمة:
يمكن تسجيل الأطفال في دروس سباحة، رقص، أو جمباز؛ فهذه الأنشطة لا تحسن القدرات الحركية فقط، بل تعزز الانضباط والالتزام بالمواعيد وتعطي الفرصة للتعاون مع الزملاء.
الفنون القتالية:
تساهم تدريبات الكاراتيه أو التايكوندو في تعزيز ضبط النفس والثقة بالذات، إلى جانب تحسين المهارات الحركية والمرونة.
جلسات اليوغا العائلية:
تُساعد تمارين اليوغا على تقوية العضلات، وتحسين المرونة، وتعليم الأطفال التحكم في التنفس والانتباه الجسدي؛ ما يفيدهم في إدارة التوتر والتركيز الأكاديمي.
أنشطة دقيقة:
أعمال مثل القص واللصق، اللعب بالمكعبات الصغيرة، أو طي الورق؛ ما يساعد على تطوُّر المهارات الحركية الدقيقة، الضرورية للكتابة والتعامل مع الأدوات.

أنشطة لتطوير المهارات الإبداعية

أطفال يبدعون في المطبخ
المهارات الإبداعية تُحفز على التعبير الذاتي، التفكير الابتكاري، والقدرة على إنتاج أفكار جديدة، وهي من العوامل الأساسية للابتكار لاحقاً في الحياة مثل:
أنشطة فنية حرة:
توفير أدوات متنوعة مثل الألوان المائية، الطباشير، أوراق الكولاج؛ ما يمنح الطفل مساحة لتجريب التعبير الفني من دون توجيه مباشر؛ لهذا يُنصح بتخصيص ركن فني في المنزل.
الموسيقا والدراما:
تسجيل الطفل في دروس آلة موسيقية مثل البيانو أو الكمان، أو تعليمه الغناء الجماعي؛ ما يعزز الذاكرة والمهارات السمعية، كما يمكن للأمهات تنظيم أمسية يعرض فيها الطفل أغنية أو مشهداً تمثيلياً.
الكتابة الإبداعية:
تشجيع الأطفال على كتابة قصص قصيرة أو خواطر حول مواضيع يحبونها -مثل الحيوانات أو مغامرات خيالية- ما يساعد على تطوير اللغة والخيال في آنٍ واحد، أو استخدام بطاقات تحتوي على بداية قصة لاستثارة خيال الطفل.

5 خطوات مهمة لرفع مستوى الإبداع عند طفلك تعرفي إليها بالتقرير

المشاريع الحرفية:
تتطلب أنشطة مثل صنع الأكسسوارات اليدوية، أو إعادة تدوير علب فارغة إلى أدوات مفيدة؛ تفكيراً ابتكارياً ومهارات يدوية دقيقة، يمكن تخصيص يوم أسبوعي للمشاريع الإبداعية.
الطبخ والإبداع الغذائي:
دخول الطفل إلى المطبخ من خلال وصفات بسيطة مثل تحضير البيتزا أو تزيين الكب كيك؛ ما يُشجع الإبداع لدى الطفل من خلال اختيار الأشكال والنكهات، ويُعزز حس المسؤولية والانتباه للتفاصيل.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.