يتبع بعض الآباء والأمهات أسلوب خصام ومقاطعة الابن المراهق على أساس أنه عقاب له على القيام ببعض الأخطاء حيث يصبح عقاب الصمت هو الأسلوب الذي يلجأ إليه المربون حين يعجزن عن التعامل مع سلوكيات أولادهم وبناتهم في هذه المرحلة الحساسة من حياتهم. عقاب ظاهره الصمت وباطنه القطيعة، خاصميه اليوم وستخسرينه غدًا.
حين يصل طفلك إلى مرحلة المراهقة، فيجب أن تعرفي أن التربية ليست مجرد توجيهات، بل تتحول العلاقة بينك وبين ابنك في هذه المرحلة إلى اختبار دائم للثقة والتواصل والقبول المتبادل، ولذلك يمكنك أن تستخدمي طرقًا للتعامل بديلًا عن خصام وهجر ومقاطعة المراهق ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية الدكتورة نجلاء سعادة حيث أشارت إلى بدائل تربوية لتوجيه أخطاء المراهق بدلًا من خصامه ومقاطعته ومنها الحديث عن مشاعرك وليس مشاعره ونقاشه قبل العقاب وغيرها في الآتي:
من البدائل التربوية للخصام الحديث عن مشاعرك نحو الخطأ وليس التأنيب
- تحدثي عن حزنك وألمك بسبب الخطأ الذي وقع فيه ابنك، فإذا كان هناك يجب أن تعرفي كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟ فعندما يصبح ابنك في عمر ما بعد التاسعة يعني على أعتاب مرحلة المراهقة فيجب أن يكون الحديث منصبًا على موقفك وشعورك تجاه السلوك الذي قام به الابن والذي يكون في سن يرغب فيه الحصول على رضاك لأنك قد وصلت لمرحلة الصداقة معه وقد أصبحت صديقته المقربة.
- أشعري ابنك المراهق أنه قد استهتر بمشاعرك وتهاون فيها، وأنك تشعرين بالحزن والألم بسبب الموقف الذي قام به، فلا تقولي له مثلًا إنك حزينة لأنه قد ارتكب خطأ، بل قولي له أنك حزينة لاستهتاره بمشاعرك، وهذا سيكون له أثر بالغ لديه وسوف يفكر مرة ثانية قبل تكرار الخطأ بل سيكون حريصًا على إصلاحه.
من البدائل التربوية للخصام رفض الأسلوب لا الشخص

- اعلمي أنك حين يرتكب ابنك المراهق خطأ فيجب أن تقومي برفض الخطأ والسلوك الذي قام به، ولا تقولي لابنك او ابنتك: أنا أكرهك لأنك فعلت كذا، بل يجب أن تقولي له: أنا أكره أنك فعلت كذا، لأن الابن في مرحلة المراهقة يكون شديد الحساسية، كما أنه يأخذ الأمور بمعناها الإجمالي ويصعب عليك تغيير فكرته أو نظرته، فعندما تقولين له أنا اكرهك أو أنا سوف أخاصمك فسوف يبتعد ويتنحى جانبًا ويصبح بعيدًا عن ناظرك ورقابتك، وشيئًا فشيئًا سوف يرتكب المزيد من الأخطاء دون رقابة أو حساب.
- أخبري ابنك المراهق أنك تحبينه دائمًا، وأنك ترفضين السلوك الخاطئ والمواقف السلبية التي تبدر منه، وأنه يجب أن يغير من طريقته وأسلوبه وسلوكه ولكنك تحبينه لأنه ابنك وقطعة من روحك فيجب أن يعرف ابنك المراهق أن الحب لا يكون ضمن شروط خصوصًا حب الوالدين لأبنائهما فهو فطرة، ولكن يجب ألا يستغل هذا الحب في تحويله إلى تهاون، ولذلك يجب أن لا تقاطعي كلامهم وتمنحينهم الفرصة لكي يعبروا عن رأيهم ووجهة نظرهم أيضًا.
من البدائل التربوية للخصام استخدام العقوبة السلوكية أفضل من العقوبة العاطفية:
- خصصي أسلوبًا سلوكيًا لعقاب ابنك المراهق ولا تستخدمي العقاب العاطفي بمعنى أنك يجب ألا تجرحي مشاعر ابنك أو ابنتك وهما في مرحلة المراهقة فتقولي لهما: أنا غاضبة فلا تكلموني، أو انا غاضبة فلا تجلسوا بالقرب مني، فهذا أسلوب عقاب عاطفي لا يجدي نفعًا ولا يقوّم سلوكًا على الإطلاق
- استخدمي أسلوب العقاب السلوكي بمعنى أن تربطي العقاب في حال وقوع الخطأ بنتائج، مثل أن تقولي لابنك المراهق: ما دمت قد تأخرت في الخارج، فسوف امنعك من الخروج من البيت لمدة أسبوع، فأنت هنا لن تقاطعيه في البيت ولكن الفعل الذي قام به يجب أن يجد نتيجة وعقابًا له مرتبطًا به بطريقة مباشرة فقط.
من البدائل التربوية للخصام الشرح قبل العقاب

- اشرحي لابنك وابنتك في مرحلة المراهقة أسباب غضبك منه ولا تخاصميه وتقاطعيه مباشرة، دون شرح المبررات واعلمي أن الخصام هو صفة الضعفاء ووسيلة تربوية فاشلة، وكما أنها من الصفات المذمومة التي نهى عنها الإسلام ولذلك فيجب عليك أن تحتوي ابنك حين يقع في خطأ ما وتتحدثي معه وتناقشيه وتشرحي له النقاط التي أدت إلى وقوعه في الخطأ.
- اقترحي على ابنك عدة حلول لمشكلة ولا تقاطعيه أبدًا لأن المقاطعة سوف تكون مؤلمة للابن في المرة الأولى، وبعد ذلك سوف يعتاد على هذا الأسلوب ولن يهمه بل سيجده فرصة لكي يقوم بما يريده وإذا كنت تعتقدين أن خصام الأبناء سوف يقوّم السلوك فأنت مخطئة ويجب أن تعرفي كيف تُصنع العلاقة بين الآباء والأبناء؟ لأن الخصام يباعد بين القلوب فقط ويهدد العلاقة بين الأبناء ويصعب إصلاحها مدى الحياة.
من البدائل التربوية للخصام احتضان الابن حتى في لحظات الخطأ

- احتضني ابنك او ابنتك في كل الحالات؛ لأنك يجب أن تعرفي الفوائد النفسية والجسدية لعناق الأطفال يومياً ويجب أن تستمري بذلك في مرحلة المراهقة لأن الأبناء في هذه المرحلة يكونون بحاجة للمشاعر من المقربين منهم لكي لا يبحثوا عنها عند الغرباء، ولذلك فيجب أن يكون هناك وقت كل يوم لكي تحتضني ابنك وتغمريه بالحب والحنان وتربتي على شعره ورأسه وصدره لأن التربيت هو نوع من التعزيز.
- لاحظي أن اسخدام أسلوب الاحتضان مع الأبناء في مرحلة المراهقة معناه أن الحب لا ينقطع بالغضب، وأن العقاب لا يعني الخصام و القطيعة وإلا سوف يستسهل الابن هذا العقاب وسوف يجده طريقة للهروب، ولكن يجب أن تقومي باحتضان ابنك وابنتك والحديث معهما وفي نفس الوقت يجب أن تستخدمي لغة الجسد في التعبير عن الحب المستمر؛ لأن الأم والأب هما اللذان يتحملان الأبناء في كل الحالات والمواقف ويستران عيوب الأولاد ويقومان ويتحملان ولذلك يجب أن تكون حيلتك هي الحب والحضن والاحتواء وليس البعد والنفور.
قد يهمك أيضًا: طرق كثيرة لتأديب المراهق: من دون انفعال أو سخرية