عيد الأضحى فرصة يعزز فيها المسلمون - صغاراً وكباراً- الكثير من الطقوس والعادات الإسلامية السمحة، ومن ثم تأصيل القيم الإنسانية في نفوس الأطفال؛ منها زيارة الأهل والأصدقاء، مشاركة الطعام، و توزيع الأضحية والتبرع بالملابس الفائضة والحاجات، ومعهم تسود روح المودة والتسامح والتعاطف والكرم.
ورغم أن معايشة الأطفال لطقوس العيد، وتطبيق قيمه النبيلة من قِبل الآباء داخل المنزل وخارجه قد تكون كافية للتعلم، إلا أنه ما أحوج الأطفال لتفسير وشرح ما يشاهدون على لسان الأم أو الأب؛ بكلمات بسيطة وجمل واضحة، تتناسب وأعمارهم؛ لتصبح بالتكرار أسلوب حياة للطفل بعد انقضاء أيام العيد.
وفي تقرير اليوم تركز الدكتورة نهاد حّسان أستاذة الفقه الإسلامي على كيفية تعليم الطفل قيم العطاء والتضحية في عيد الأضحى.
دروس عيد الأضحى

الرضا بقضاء الله
من قصة النبي إسماعيل يتعرف الطفل إلى مفهوم الأضحية وما تُشير إليه من قيمة الرضا بقضاء الله وقدره، والخضوع لأوامر الله، ومعها تتضح قيمة تكريم كبار السن وطاعة الوالدين.
التواصل بالأجداد
الزيارات الخاصة بالأجداد، تحمل بين طياتها الكثير؛ أولها قيمة تواصل الأجيال، وآخرها الاعتراف بفضل الآباء، لتظل خيطاً ثابتاً ومستمراً مع الأطفال لبعد أيام عيد الأضحى.
التجمعات العائلية
عيد الأضحى المبارك فرصة للفرح والتجمعات العائلية، ومن خلاله ننقل لأبنائنا الحب والعاطفة، ليفهموه فيشاركوننا تفاصيله الإنسانية العظيمة.
مبدأ العطاء والتضحية
وهي من أجمل القيم والمفاهيم التي يجب أن نزرعها في نفوس أطفالنا في عيد الأضحى، ومنها ينطلق الكثير من القيم التي يحتاج الطفل أن يتعلمها؛ ليكون طريقه صالحاً في دنياه وآخرته.
3 قصص للأطفال عن يوم عرفة وعيد الأضحى تابعي التفاصيل داخل التقرير
ما هو العطاء وما هي التضحية؟

العطاء هو: تقديم شيء ما لشخص آخر دون توقع مقابل، هو شعور بالسخاء والكرم يُسعد - الفاعل- من يبذل العطاء، ومن يستقبله أيضاً على حدٍّ سواء، حيث يشعر الباذل بالرضا والراحة، ويشعر المتلقي بالمسؤولية والامتنان.
ويمكن أن يكون هذا الشيء جهداً، أو وقتاً، أو مالاً، أو أي شيء آخر، وغالباً ما يكون الدافع للعطاء هو الرغبة في مساعدة الآخرين وإحداث تأثير إيجابي في حياتهم.
والتضحية هي: بذل شيء ما كالمال أو الوقت أو النفس؛ لتحقيق مصلحة أكبر أو هدف أسمى، وتتركز على الرغبة في المساعدة وإحداث تأثير إيجابي.
وقد تكون مصحوبةً بالمعاناة أو الفقد، ولكنها أيضاً تكون مصحوبة بشعور بالرضا والاعتزاز بنتيجة ما تم تحقيقه، وغالباً ما تكون نابعةً من نية قوية لتحقيق مصلحة أكبر أو هدف أسمى.
قيمة تعلم العطاء للطفل

يبدأ الطفل تعلم العطاء والتعايش معه منذ نعومة أظفاره، ويتم ذلك من خلال أسلوب تربية الطفل الذي يتبعه الآباء، بوسائل تُدخل في عقل الطفل القيم الأخلاقية وكيفية تطبيقها عملياً.
العطاء يُنمّي لدى الأطفال الشعور بالتعاطف:
عندما يتعلم الأطفال العطاء، يتعاطفون مع الآخرين ويتفهمون مشاعرهم واحتياجاتهم سواء كانت مادية أومعنوية، ما
يُساعدهم على بناء علاقات إيجابية مع المجتمع والأفراد؛ حيث ُساهم العطاء في بناء الطفل لعلاقات إيجابية مع الآخرين، سواءً كانوا أفراداً من العائلة أو أصدقاء أو زملاء.
العطاء يُعزّز ثقتهم بأنفسهم:
عندما يُساعد الأطفال غيرهم من أفراد المجتمع، فإنهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويزداد ثقتهم بأنفسهم ما
يُجعلهم أفراداً صالحين في المجتمع، كما يُساهم العطاء في بناء مجتمع أكثر كرماً وتعاوناً.
كيف تُعلّمين طفلك العطاء في خطوات؟

كوني قدوةً حسنةً:
أفضل طريقة لتعليم طفلك العطاء هي أن تكوني قدوةً حسنةً له، أن تحفزيه على أن يشاركك في أعمال خيرية، وما أجمل انتهاز فرصة عيد الأضحى للتبرع بالملابس أو الألعاب للجمعيات الخيرية أو تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين.
اطلبي من طفلك أن يشاركك مهمة توزيع اللحم وتحدثي معه عن أهمية العطاء، وكيف يُساهم في جعل العالم مكاناً أفضل،؟وكوني كريمة في تعاملاتك اليومية، سواءً مع أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل.
شجّعيه على مشاركة أغراضه مع الآخرين:
شجّعي طفلك على مشاركة أغراضه مع الآخرين، مثل كتبه وألعابه، علّميه أنّه من الجيد مشاركة الآخرين في بعض النشاطات، كالمشاركة في الألعاب الجماعية مثل اللعب بالكرة وغيرها، واشرحي له أنّ مشاركة الآخرين تُسعدهم وتُشعِرهم بالامتنان.
علّميه أهمية التطوع:
شجّعي طفلك على التطوع في الأعمال الخيرية التي تناسب عمره، مثل مساعدة المعلمين في المدرسة أو تنظيف الحديقة العامة، ودعيه يبحث عن فرص تطوعية مناسبة له في منطقته، وتحدثي مع طفلك عن تجربته في التطوع والعطاء وكيف ساعد الآخرين.
وضحي لطفلك قيمة المال:
علّمي طفلك قيمة المال وكيفية استخدامه بحكمة، وشجّعيه على ادخار جزء من مصروفه للتبرع به للجمعيات الخيرية، وعلّميه كيفية وضع ميزانية وإنفاق المال بمسؤولية.
امدحيه عندما يُعطي:
امدحي طفلك عندما يُعطي، وعبّري له عن تقديرك لسخائه، وشجعيه على الاستمرار في العطاء وكافئيه على أفعاله الكريمة، واجعلي العطاء جزءاً من روتينكم اليومي، مثل مساعدة الآخرين في المنزل، أو في المجتمع والتبرع للجمعيات الخيرية.
اقرئي لطفلك قصصاً عن أشخاصٍ كريمين:
سيساعده ذلك التعرف إلى أهمية العطاء وقيمته، واجعليه جزءاً من النشاط العائلي: يمكنكم التطوع معاً أو التبرع بالمال أو الملابس للجمعيات الخيرية، واحتفِلي معه بأعماله الخيرية: شجعيه على التحدث عن تجاربه.
تذكر ي أنّ العطاء هو قيمةٌ يجب أن تُمارس يومياً، وليس فقط في المناسبات الخاصة، وقومي بتعليم الأطفال العطاء على أنه مسؤولية كبيرة، لكنّها مسؤولية مُجزية أيضاً.
كيف تعلمينه التضحية:
عيد الأضحى بطقوسه، يعتبر جزءاً مهماً وكبيراً يترجم قيمة التضحية للطفل؛ فمن لحم الأضحية يأكل الفقراء والمساكين، وفيه تضحية بالمال ثم اللحم وبجانبها يمكن تقديم الهدايا من أجل الغير كذلك.
عيد الأضحى عيد الاحتفالات العائلية والولائم الجماعية، وفيه أيضاً التضحية بالوقت من أجل الغير؛ فالتضحية لا تكون بالمال أو الطعام وحدهما، إنما بالوقت والحب والتعاطف والاهتمام لإسعاد الغير.
التضحية كفعل تمثل بعضاً من العناء لمن يقدمه؛ ولكن حب الإنسان أو الطفل وإيمانه بما يفعل، تجعله يشعر بالسعادة والثقة والقدرة على فعل المزيد من الخير بقدر استطاعته أو بمدى ما يملك.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.