mena-gmtdmp

بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة.. تجربتي مع طفلتي المُحبة لها

صورة لطفلة تتناول الشوكولاتة
طفلة تحتفل باليوم الدولي للشوكولاتة بطريقتها

اليوم العالمي للشوكولاتة يكون في السابع من يوليو في كل عام، وهو يوم سنوي مخصص لمحبي الشوكولاتة في جميع أنحاء العالم، وقد تحدد هذا اليوم؛ ليُحيي ذكرى التعرف إلى الشوكولاتة اللذيذة ودخولها إلى أوروبا عام 1550م، بينما بدأ الاحتفال فعلياً باليوم العالمي للشوكولاتة في عام 2009 م.
وبتوالي الاحتفال أصبح يوم 7 يوليو من كل عام مخصصاً لمحبي الشوكولاتة في جميع أنحاء العالم، وليس هذا هو الاحتفال الوحيد بالشوكولاتة حول العالم؛ فبلاد كثيرة اختارت تخصيص يوم مختلف ليكون يومهم الخاص للاحتفال بالشوكولاتة؛ لما لها من شعبية عريضة ومحبون بلغوا آلاف الملايين.
"سيدتي وطفلك" انتهزت المناسبة لتشارك "أم علياء" تجربتها، التي تحدثت عنها، وأخبرتنا بأنها استطاعت بالفعل تحويل ابنتها من طفلة- 9 أعوام- مُحبةً تذوب وسط حبات الكاكاو ومذاق الشيكولاتة فزادت وزناً -، إلى مراهقة رشيقة وجميلة 15 عاماً، بعد أن نظمت الشوكولاتة حياتها لتصبح أجمل. ومع الدكتورة سعدية الأتربي أستاذة الصحة العلاجية كان التقييم للتجربة بشكل علمي مدقق.

أسئلة تدور في ذهن الآباء!

طفلة تتناول بحب قالب الشوكولاتة

لا شك بأن هناك آلاف الملايين من الأطفال ينجذبون بشكل طبيعي إلى تناول الشوكولاتة بأنواعها وأشكالها، يقابله انشغال وبحث من قِبل الآباء حول أفضل وقت لتقديم الشوكولاتة لهم، ومخاوفهم من إمكانية تسببها في إصابة الطفل بالحساسية، وماذا عن خطورة تقديمها قبل العامين من عمر الطفل؟وما هي أضرار الإفراط في تناولها؟

تأثير تناول الشوكولاتة على الطفل

كلنا يعرف أن الإفراط في تناول الحلوى والشوكولاتة يتسبب في إصابة الطفل بالقلق واضطرابات في النوم، لأنها تحتوي على بعض المركبات مثل الكافيين والثيوبرومين إضافة إلى السكريات.
لهذا من الأفضل تجنّب تقديمها للطفل حتى يبلغ عمر العامين؛ لأنه لا يمتلك جهازاً هضمياً كاملاً يستطيع هضم الشوكولاتة بعد؛ ويمكن البدء بتقديم الشوكولاتة الداكنة؛ لأنها تحتوي على مركبات أقل.
بجانب أن الشوكولاتة تحتوي على منبهات، و السكر قد يؤثر على الجهاز العصبي للطفل.

تأثير نقص النوم على صحة الأطفال تابعي التفاصيل داخل التقرير

"تجربتي" مع الشوكولاتة حولت ابنتي إلى فتاة رشيقة

طفلة تستمتع بتذوق الشوكولاتة الباردة

بدأت الحكاية معي، عندما أنجبت ابنتي الوحيدة "علياء" بعد سنوات طويلة من الزواج، وربما كان هذا سبباً في ميوعة أسلوب تربيتي معها، والدلال المفرط الذي قدمته لها وكانت تستمتع به، بجانب أنها كانت طفلةً مرحةً ذات عيون لامعة وابتسامة لا تفارق وجهها، ولكنني لاحظت منذ سنوات عمرها الأولى، كما انتبه لذلك والدها، حبها الكبير لتناول الشوكولاتة.
لم تكن تفرح بالدمى أو الألعاب، كما كانت تفرح عندما نقدم لها قطعة شوكولاتة ملفوفة بورق لامع، ولم تكن تمر مناسبة عيد ميلاد أو نجاح دراسي، بدون هدية من الشوكولاتة، حتى عندما كانت تبكي، كنت أهدؤها بقطعة صغيرة من الشوكولاتة، ومع مرور الوقت، أصبحت الشوكولاتة جزءاً لا يتجزأ من يوميات ابنتي المدللة "علياء".
لكن شيئاً ما بدأ يثير قلقي، "علياء" باتت ترفض تناول الطعام أحياناً، وتُفضل الشوكولاتة عليه، يرافق ذلك بدء معاناتها من الأرق، والشعور بالطاقة فالحركة الزائدة، بجانب أنها تظل مستيقظة حتى وقت متأخر من الليل.

وتستكمل أم "علياء" تجربتها وتقول:

ثمرة الكاكاو

وها أنا أعترف بتقصيري في توجيهها أثناء السنوات الأولى من عمرها، وربما لأنها كانت سنوات فرحتي بها وبوجودها وسطنا، بعد أن كنا - أنا ووالدها- نستشعر الضيق والملل وكثرة الفراغ.
ولهذا أفقتُ متأخرة، وخاصة بعدما لاحظت زيادةً في وزنها لا تتناسب وسنوات عمرها القليلة، فعرفت بعد القراءة والبحث أن الشوكولاتة رغم مذاقها اللذيذ، يجب أن تُقدَّم للأطفال ضمن ضوابط واضحة، وليس قبل عمر السنتين، وهناك ضرورة لتحديد الكمية اليومية للأطفال الأكبر سناً بما لا يتجاوز 30 غراماً في اليوم.
ولأنني عرفت أن الحل لن يكون بيدي وحدي، قررت الذهاب إلى طبيب متخصص لتحديد ضوابط وقواعد أكثر لتناول الحلوى عموماً للطفل:

  • الإفراط في تناول الشوكولاتة قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم بسبب الكافيين الذي تحتوي عليه، وبسبب الحلوى الزائدة يفقد الطفل الشهية للأطعمة الصحية.
  • من الجيد تقديم كميات صغيرة من الشوكولاته للطفل، وبمجرد أن يصل طفلك إلى العام الأول، يمكنك إضافة بعض مسحوق الشوكولاته الداكنة إلى حليب الطفل وصنع حليب الشوكولاته.
  • نظراً لاحتواء الحليب على نسبة عالية من السكر، فلا ينبغي إعطاء الطفل حليب الشوكولاتة دائماً، وعليكِ قراءة المكونات الموجودة على ملصقات الشوكولاتة لضمان مدة صلاحيتها ومعرفة المكونات المضافة، ويفضل تجنبها.
  • عدم إعطاء الطفل الشوكولاتة قبل وقت النوم والذهاب إلى الفراش مباشرة؛ حيث يمكن للكافيين أن يسبب أرقاً للطفل حتى لو كان ذلك بكمية قليلة.

وعند سنوات المراهقة كانت لي وقفة:

مراهقة عاشقة لمشروب الشوكولاتة الساخن

مرت السنوات صديقاتي الأمهات، وكبرت "علياء"، لكن حبها للشوكولاتة لم يتغير، بل زاد مع دخولها سن المراهقة، وبدأ يظهر آثار هذا الحب على وزنها بشكل ملحوظ، وأصبحت تجد صعوبة في الحركة، ومن ثمة بدأت تتعلل بالحجج لتتجنب الأنشطة الرياضية والخروج مع صديقاتها.
في المدرسة، بدأت تشعر بالخجل وترفض المشاركة في الأنشطة الجماعية، لم تكن المشكلة في الوزن، بل في شعورها الداخلي بعدم الرضا عن نفسها، وهنا قررت التدخل بشكل أقوى، دون أن أُشعرها بالحرمان من شيء تحبه، فبدأت أبحث عن حلول وسط.
ومرة ثانية وثالثة بدأت أتواصل مع أمهات لديهن نفس المشكلة، وبعدها رحت أتجول في برامج ألنت وإنقاص الوزن، فعرفت أن حب الشوكولاتة ليس مجرد عادة، بل له تفسير علمي؛ إذ تحتوي الشوكولاتة على مركبات مثل "الثيوبرومين" و"الفينيل إيثيل أمين"، وهي مواد ترفع من مستوى هرمونات السعادة في الدماغ.
قمت بتغيير نمط حياة "علياء" بشكل تدريجي، فقمت بإعداد وصفات منزلية تحتوي على الشوكولاتة، لكنها صحية أكثر، مثل: كرات الشوفان بالشوكولاتة الداكنة، بودينغ الأفوكادو بالشوكولاتة، كيك الشوكولاتة بزيت الزيتون وسكر جوز الهند، بهذه الطريقة، لم تشعر بالحرمان، لكنها بدأت تلاحظ الفرق، وأصبحت تشعر بالخفة.
بدأت تشارك في بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة، كما بدأت تتحدث مع أخصائية تغذية، ساعدتها على فهم جسدها واحتياجاته بشكل علمي، كما أخبرتها بالأضرار عند الإفراط.. والتي تتمثل في: زيادة الوزن والسمنة. مشاكل في الأسنان.
اضطرابات في النوم. ارتفاع نسبة السكر في الدم.

"علياء" جميلة ورشيقة

فتاة تشرب مشروباً ساخناً

اليوم: "علياء" أصبحت تختار الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70% كاكاو أو أكثر، وتتناولها باعتدال، كجزء من نظام غذائي متوازن.
اليوم: "علياء"فتاة شابة في مقتبل العمر-15 عاماً-، تتمتع بصحة جيدة، وثقة بالنفس، وعلاقة متوازنة مع الطعام.
اليوم: "علياء" لم تتخلَ عن حبها للشوكولاتة، لكنها تعلمت كيف تدمجها في حياتها دون أن تسيطر عليها.
اليوم: تعلمت "علياء" أن تحب نفسها كما هي، وأن تعتني بجسدها، الشوكولاتة ما زالت صديقتها، لكنها هي من تقرر متى وكيف تتناولها؟
وأخيراً تقول "أم علياء": تجربتي لم تكن مجرد حكاية عن فتاة تحب الشوكولاتة، بل قصصتها عليكن صديقاتي أشبه بدعوة لكل الآباء بان الحب الزائد للطفل لا يبرر الوقوع في الخطأ في التربية، وتلبية جميع طلبات الطفل.
على الأهل والأطفال فهم العلاقة بين الطعام والمشاعر، وبين اللذة والصحة، وأن الاعتدال في العواطف وتناول الطعام الصحي هو المفتاح، والوعي الأسري هو الطريق نحو حياة متوازنة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.