صورة لطفلة وأمها أمام الشاشة
التواصل بين الأم وطفلتها من أساليب التربية الصحيحة

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، فقد يتلقى الأطفال أساليب تربية صحيحة من الأهل، فتصبح العلاقة صحية بين الطرفين وتفتح لهم أبواب المستقبل، بينما سلوكيات الوالدين الخاطئة وتربيتهما السلبية تضعف شخصيات الأطفال، وتجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق والعدوانية، ما يؤثر على مستقبلهم.
في الوقت الذي تختصر فيه أساليب التربية الصحية الحديثة في مجموعة من الأساليب غير المباشرة، والتي تتلخص في: كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن مشاعره وحاجاته؛ والتواصل معه بلغة الحوار والتفاهم، والابتعاد عن المعاملة السلبية، فضلاً عن تحفيزه للانتباه للكلمات والجمل التي تقال أو توجه له.
التقرير التالي يعرض بعضاً من أساليب التربية الصحيحة، والذي يحوي العديد من القواعد والتفاصيل الصغيرة، التي ترسم أساليب تربية الأبناء الصحيحة. اللقاء والدكتورة آية سيد أخصائية الصحة النفسية والإرشاد النفسي للشرح والتوضيح.

مراعاة لغة الحب لكل طفل

لكل طفل لغة حب خاصة للتفاهم معه

تؤكد الدكتورة" آية سيد" أن التربية تبدأ مع الحمل، مع تغذية الطفل، وتستمر مع كل مرحلة من مراحل نموه، ولها دور مميز في تكوين شخصيته.
مرحلة الطفولة ليست فترة بسيطة أو عادية، يمكن أن تمر مرور الكرام؛ إنما تعتبر واحدة من أهم المراحل في التربية.
ويتم هذا، إذا أحسن الآباء استغلالها بشكل يتناسب ونمو الطفل؛ الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي.
أسلوب التربية الصحيح لابد أن يجمع بين العطف والحزم، ومراعاة الحاجات النفسية والفسيولوجية للطفل.
إشباع الإحساس بالأمان المادي والمعنوي لدى الطفل، واحترام شخصيته، ما يساعده على تحقيق ذاته منذ طفولته.
توظيف الطفل لمهام تتناسب وقدراته، ومراعاة الحافز والتشجيع الذي يجعله يشعر بقيمته.
أن تراعي الأم لغة الحب الخاصة بكل طفل من أطفالها على حِدَه، وربما كان لكل طفل أكثر من لغة.
مشاركة الأطفال الحياة الاجتماعية؛ لتنمية مهاراتهم الحياتية، فالعملية التربوية مستمرة طوال فترة نمو الطفل.

علامات تشير إلى نمو طفلك

أصعب مرحلة في التربية

الدكتورة "آية سيد" أخصائية الصحة النفسية والإرشاد النفسي

يرى بعض علماء التربية أن المراهقة أصعب مراحل التربية؛ حيث يعتقد أنها فترة التحديات بالنسبة للأبوين، ما جعلهم يحذرون الآباء منها.
بينما غالبية الآباء يعترفون أن عمر السابعة هو سن تربية الأطفال الأكثر مشقة؛ نظراً للتغيرات المختلفة وارتكاب الطفل للكثير من الأمور المحرجة.
ورأى الفريق الثالث؛ أنه لا وجود لفروق ذات دلالة في أسلوب التربية؛ ودرجة التوتر والإرهاق الذي يشعره الآباء في التربية عموماً؛ بين الصغار والمراهقين.

دراسات تربوية تحذر:

أساليب التربية الصحيحة

ضرورة تقدير السلوكيات الحسنة للطفل واحترامها

احترام شخصية الطفل والسلطة الحازمة

تهدف أساليب التربية الإيجابية الصحيحة إلى تركيز الانتباه على سلوكيات الطفل الحسنة واحترامها وتقديرها، ومن أمثلة ذلك؛ أن يرتدي ملابسه وحده، وأن يتعاون مع أخيه، وأن يجمع ألعابه، ويساعد أمه في ترتيب غرفته.
بينما تتمثل سلوكيات الطفل المزعجة أو غير المحتملة، في البكاء والصراخ والتشاجر مع الإخوة، ورفض ارتداء الملابس، ونوبات الغضب العالية لتنفيذ ما يريد، دون اعتبار لقوانين البيت.
ومن قبل هذا على الآباء وضع القوانين بشكل واضح، وتكرار إخبار الطفل بها، مع التزام بالحزم في تنفيذها، وعدم التردد عند خطأ أو إغفال الطفل لها، وإنزال العقاب حالة رفضها.

أسلوب الثناء والمدح والابتعاد عن العقاب والصراخ

استخدام أسلوب المكافأة مع الطفل

على الآباء اختيار الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لا تلحق بالأطفال أذى عاطفيّاً أو معنوياً، ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل تعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية.
أن يثنوا على الطفل ويمدحوه، إن أحسن التصرف وأحرز نجاحاً، ويا حبذا لو كانت عبارات المدح عالية أمام بعض الأقارب والأجداد؛ ما يزيد من رغبة الطفل في تكرار الفعل أو حب الإنجاز، بعيداً عن العقاب والصراخ.

أسلوب تقديم الخيارات المتعددة

معظم الآباء والأمهات اعتادوا استخدام أساليب التوبيخ والانتقاد والصراخ لتصحيح أخطاء أطفالهم، أما أساليب تقديم الخيارات، والثناء والتشجيع للأعمال الجيدة، فإنها غير مألوفة لديهم؛ فليس من السهل عليهم ما يجعل الثناء عادة يومية، رغم أهميته في دفع الطفل لتكرار الأعمال الجيدة.

أسلوب وضع الحدود

ومن الأساليب التربوية الصحية أيضاً؛ وضع الحدود الواضحة بين اللعب والتدمير، بين وقت اللهو وفترة العمل، أو موعد النوم أو المذاكرة، قوانين البيت لا تحد من حرية الطفل، بل تشعره بالأمان، فلا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.

التربية بالثواب والعقاب

في حال قيام الطفل بسلوك حميد يقرر الوالدان إعطاء الثواب له كحلوى أو التنزه أو شراء لعبة، وفي حالة قيامه بسلوك خاطئ يتم حرمانه من شيء يحبه كثيراً أو بعدم خروجه، كنوع من العقاب.
على سبيل المثال: أخبر طفلك أنه إذا لم يلتقط ألعابه من على الأرض، فسوف تقوم بإخفائها في مكان بعيد عنه طوال اليوم ولن يستطيع اللعب بها.

تحدث مع طفلك واستمع له

تقرّب إلى طفلك تحدث معه واستمع إليه

الكلام مع الطفل والإنصات لمشاكله الصغيرة، وتعليمه مهارات حل المشاكل، والتعاون معه عن طريق الاشتراك في هواية واحدة، تجعل الطفل يشعر بالتقارب ما يبعث في نفسه الثقة والإحساس بالأمان والتقدير.

علّمْ طفلك الفرق بين الصواب والخطأ

هذا الأمر يرسخ لديه الثقة بقدرته على تجاوز الأزمات على المدى البعيد، لهذا يجب تعليم أطفالنا الطرق المناسبة لحسن السلوك دون استخدام العقاب باللوم أو العار أو الألم.

مبادئ ومهارات ضرورية تبني شخصية الطفل

حافظي على تقييم سلوكيات طفلتك كل أسبوع

الاحترام المتبادل المبني على اللطف والحزم: فالأطفال يرتاحون أكثر في البيئة التي تحكمها قوانين ومبادئ واضحة يحترمها الجميع..
التشجيع بدل المدح: التشجيع أحد وسائل التهذيب القيّمة جداً، والمقصود هنا تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل.
العواقب لا العقاب: أسلوب "العاقبة" من أنجح طرق التهذيب، وهو أن نجعل لكل تصرف خاطئ عاقبةً تتناسب معه، هي بمثابة نتيجة مباشرة ومنطقية له.

هناك عوامل أخرى تساعد في تربية الطفل جيداً، مثل:

تقدير الآباء لأفكار الطفل وشكره على مجهوده
الالتزام باجتماعات الأسرة الدورية الخاصة بالطفل، لمناقشة ما يمر به الطفل ويشغل فكره.
التربية الإيجابية ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة والمهارات الاجتماعية؛ لبناء شخصية سوية وفعالة.
تتميز بالاحترام وحل المشكلات والاستقلالية والتعاون ومراعاة شعور الآخرين، وهي مهارات تمنح مناخاً جيداً يشعر فيه الطفل بأهميته كفرد فاعل مؤثر ومشارك فيما حوله.

*ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.