كيف يتحكم الجنين بشهية الأم الحامل واختيارها لأصناف الطعام؟

ظل الاعتقاد السائد عند الأمهات الحوامل أنهن يخترن الطعام اللواتي سوف يقمن بتناوله خلال مرحلة الحمل، وتبدأ في مرحلة الوحام أي في الثلث الأول من الحمل مشاكل الشهية ورفض بعض أصناف الطعام، وتعد هذه المرحلة الأصعب في مراحل الحمل لأنها تترافق مع أعراض الغثيان والرغبة في القيء وشعور الحامل بالتعب العام مما يجعلها ترفض تناول الطعام بشكل تام.
من الضروري أن تغير الأم الحامل اعتقادها بالنسبة للطعام الذي تتناوله خلال الحمل، ويجب أن تعرف أن الجنين يتحكم في اختياراتها وليس العكس، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة نور الهدى محجوب، حيث أشارت إلى كيف يتحكم الجنين بشهية الأم الحامل واختيارها لأصناف الطعام، وهل يرتبط نوع طعام الحامل بنوع الجنين وأسباب فقدانها الشهية في الآتي:

هل الجنين يحدد نوع طعام الأم الحامل؟

• اعلمي أن الجنين يزداد وزنه ويتطور نموه ابتداء من اللحظة الأولى لحدوث الحمل، ولذلك فمن الطبيعي أن تتغير وتزداد احتياجاته الغذائية تبعاً لهذا التطور والنمو، وحيث يقضي الجنين في رحم أمه قرابة 42 أسبوعاً، ولكن احتياجات الجنين للغذاء مع بداية الحمل لا تكون مثل احتياجاته في الثلث الثاني أو حين يصبح على وشك الخروج إلى الحياة، وحيث يصبح إنساناً كاملاً، ولذلك فنوع وكمية الطعام اللذان تتناولهما الأم الحامل يرتبطان باحتياجات الجنين أولاً وجسم أمه حسب احتياجاته، فالحقيقة العلمية المؤكدة أن الجنين هو البوصلة التي توجه شهية الأم نحو أصناف الطعام التي يرغب بها.
• توقعي وعلى سبيل المثال أن تنتابك رغبة كبيرة في تناول أصناف من الطعام تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات وذلك في شهور الحمل الكبيرة، وحيث إن الجنين يكون متكامل النمو ودورته الدموية تستنزف المزيد من الطاقة وهو يريد تعويض فقدان جسمك للسعرات الحرارية في تناول الحلويات والسكريات.
• لاحظي أن شهور الحمل الأولى ترتبط بتكوين وتشكيل أجهزة الجسم الحيوية للجنين، ولذلك نرى أن الحوامل يقبلن على تناول البروتينات بشكل عام وبكل أنواعها سواء البروتين الحيواني والنباتي، وحيث إن البروتين هو أساس تكوين وبناء الخلايا في الجسم، ولذلك يرسل الجنين إشارات لدماغ الأم لكي تقبل على تناول البروتينات، أما في شهور الحمل الأخيرة فمن الطبيعي أن يظهر النهم الليلي عند الأم الحامل ومع استعدادها للولادة، وحيث تحتاج لبذل المزيد من المجهود والطاقة.

العلاقة بين شهية الحامل ونوع الجنين

• اعلمي أنه ليس هناك أبحاث علمية مثبتة حول ارتباط ما تشتهيه الحامل من طعام ونوع الجنين خاصة أن الجنين يتم تحديد نوعه منذ اللحظات الأولى لحدوث الحمل، ومن خلال التقاء النطفة الذكرية بالبويضة، وبالتالي يكون بحث النساء الحوامل وتساؤلاتهن أو أن فضولهن يدفعهن للبحث عن إشارات ودلائل حول نوع الجنين خصوصاً في الشهور الأولى وقبل أن يصبح من الممكن أن يتم معرفة نوعه من خلال تصوير السونار، وتقنيات التصوير الحديثة التي تتطور يوماً بعد يوم.
• لاحظي أن هناك بعض الأبحاث العلمية غير المؤكدة، والتي ربطت بين اشتهاء الحامل لتناول الموالح والسكريات ونوع الجنين المنتظر، والحقيقة أن هذين الصنفين يعدان من الأصناف المتباينة أو المتضادة، ولذلك فليس هناك علاقة بين الرغبة في تناولهما وبين نوع الجنين، ولكن رغبة الأم الحامل بتناول الموالح قد تكون للتغلب على أعراض الغثيان الحملي في الشهور الأولى، والتي تزيد مع تناول الحلوى.

أسباب فقدان الحامل لشهيتها

• توقعي أن تصابي بفقدان أو ضعف الشهية في شهور حملك الأولى بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم الحامل، والتي تلعب دوراً كبيراً في تحديد مدى قابلية ذائقتها الغذائية لتناول الطعام، وقد تصلين إلى درجة كراهية الطعام والنفور من رائحته، وذلك في شهور الحمل الثلاثة الأولى وضمن أعراض غثيان الحمل المعروفة.
• لاحظي أن فقدان الشهية سوف يظهر لديك في حال كنت من النساء اللواتي لديهن نقص في معدل فيتامين ب12 بالإضافة إلى أن الثلث الأول من شهور الحمل يرتبط بحدوث تغيرات كبيرة في حاستي الشم والتذوق عند الحامل؛ حيث يتغير بالنسبة إليها مذاق الأشياء إضافة لأنها قد تشم روائح متخيلة مما يؤثر على شهيتها لتناول الطعام.
• لاحظي أنك وخلال الثلث الأخير من شهور الحمل ينتابك الخوف من زيادة الوزن، ولذلك فتبدئين في التقليل من كمية تناول الطعام الذي تتناولينه شيئاً فشيئاً، ولكن في بعض الأحيان تتفاقم المخاوف لتصلي لفقدان شهيتك خوفاً من حدوث زيادة الوزن في أثناء الحمل؛ وحيث إنك تعرفين أن التخلص من الوزن الزائد بعد إتمام الولادة يكون صعباً لأنك سوف تصبحين أماً مرضعة بحاجة للطعام.
• اعلمي أن من أسباب فقدانك لشهيتك في الثلث الأخير من الحمل أنك تكونين في مرحلة الاستعداد لمرحلة الولادة والتجهيز لقدوم المولود الجديد، وقد تقومين بإعادة تغيير نظام البيت وديكوراته مثلاً، مما ينتج عنه تعرضك للمجهود البدني الزائد والذي يؤدي لفقدان الشهية، ويعرف نشاط الأمهات قبل الولادة بأيام قليلة بالتعشيش، ورغم أن هذا النشاط يعد من علامات قرب الولادة إلا أنه يؤدي لإصابة الحامل بحالة من الهبوط والتعب وفقدان الطاقة.
• لاحظي أن توسع رحمك وارتفاع الجنين للأعلى بحيث يضغط بشدة على المعدة يؤدي لعدم قدرتك على الحصول على كمية كبيرة من الطعام، وبالتالي شعورك باستمرار بفقدان الشهية، ويجب أن تهتمي بقياس نسبة الهيموجلوبين في دمك لأن فقر الدم يؤدي لنقص الشهية بصفة عامة.
• توقعي أن تُصابي بفقدان الشهية للطعام في حال ظهرت لديك أعراض ما يُعرف باكتئاب الحمل، وذلك بسبب الخوف المتزايد من الولادة ووجود هاجس عدم الجدارة بمرحلة الأمومة وعدم القدرة على رعاية وتربية المولود، ولذلك تصاب بعض النساء الحوامل بنسبة ليست قليلة بأعراض نفسية شهيرة ومنها البكاء المستمر بدون سبب وفقدان الشهية للطعام والانطواء وغيرها.
• لاحظي أن فقدان الشهية يرتبط بحدوث عرض حرقة المعدة في شهورك الأخيرة بسبب تمدد الرحم وضغط الجنين على المعدة من أعلى؛ حيث يرتفع البطن ويصبح ارتداد الحمض المعدي زائداً لأن لديه طريقاً سهلاً؛ لكي يصعد إلى منطقة المريء، مما يسبب حرقة المعدة والتي تتسبب بعدم قدرة الحامل على تناول الطعام.

نصائح عامة للسيطرة على شهية الحامل

• وازني بين متطلبات جنينك وما تعرفين جيداً فوائده لجسمك من أصناف مختلفة من الطعام، ويجب أن تكون قليلة السعرات الحرارية، ويمكنك أن تحصلي على فواكه وعصائر طبيعية في حال شعرت بإشارات من جسمك برغبتك في تناول السكريات مثلاً وخاصة خلال الليل، وحيث تنهضين فجأة من نومك وتتجهين إلى المطبخ بحثاً عن الحلوى.
• أكثري من شرب الماء لأن نقص السوائل في جسم الحامل يؤدي لإصابتها بفقدان الشهية وعدم القدرة على بذل المجهود، كما أن نقص السوائل يؤدي إلى النهم غير الطبيعي لتناول الحلوى والسكريات بعكس الجسم الرطب الذي يحصل على كفايته من السوائل.
• اطلبي من طبيبك أن يصف لك بعض أنواع المكملات الغذائية التي تسد أي نقص في جسمك من العناصر الغذائية التي تشمل الفيتامينات والمعادن، والتي تؤدي إلى أعراض كثيرة في حال نقصها ومنها الميل لاشتهاء أصناف طعام غير مألوفة مثل الثلج والطباشير والرمل أو الميل إلى فقدان الشهية بشكل عام.

قد يهمك أيضاً: كيفية التعامل مع مخاوف الحامل الشائعة وطرق كثيرة للسيطرة عليها
*ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.