المشيمة حارس الجنين.. متى تتحول إلى خطر يهدد حياته؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/1813977-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%86
تتأثر الحامل بوضع المشيمة
في أعماق الرحم ينبض قلب "الجنين"، الذي لا يستطيع الأكل أو التنفس أو التخلص من الفضلات بمفرده، ما يوضح أهمية دور المشيمة كعضو بالغ الأهمية؛ فهي الرئة والمعدة والمصفاة للجنين، وهي خط الدفاع الأول ضد الأمراض، ووسيلة التواصل الحيّة للأم مع الروح التي تنمو داخلها، لكن أحياناً تصبح المشيمة مصدر خطر حقيقي، على الأم والجنين معاً، وذلك إذا لم تتم متابعتها بالشكل الصحيح. في هذا التقرير نتعرف من الدكتورة ليلى الشيمي، أستاذة أمراض النساء والتوليد، إلى كيفية تكوين المشيمة، وطبيعة دورها، ومتى تصبح عبئاً بدلاً من أن تكون حماية؟
المشيمة ووظائفها
المشيمة الحارس الأمين للجنين
المشيمة (Placenta) هي عضو مؤقت يتكون فقط أثناء الحمل، وتبدأ في التشكل بعد التصاق الجنين بجدار الرحم بأيام قليلة. تتصل المشيمة بالجنين من خلال الحبل السري، وتكون مثبتة في الرحم بأحد جدرانه؛ أمامي، خلفي، علوي أو سفلي. وظائف المشيمة الأساسية: - توصيل الأكسجين والغذاء للجنين. - نقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى الأم للتخلص منها. - إفراز هرمونات مهمة مثل البروجستيرون والإستروجين. - حماية الجنين من بعض أنواع العدوى. - منع رفض الجنين من قبل جهاز الأم المناعي؛ لأنه جسم غريب وراثياً.
كيف تطمئن الطبيبة على حالة المشيمة؟
السونار يحدد مكان المشيمة
من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)، يمكن للطبيبة تحديد:
رغم أنها عنصر الحياة للجنين، فقد تُصاب المشيمة بمشاكل تُهدد صحة الجنين أو تؤثر على حياته، وأحياناً تشكّل خطراً على الأم أيضاً، إليكِ أبرز هذه الحالات: المشيمة المنزاحة (Placenta previa): وتحدث عندما تزرع المشيمة نفسها في الجزء السفلي من الرحم، وتغطي جزئياً أو كلياً عنق الرحم، ومخاطرها تتمثل في تعرقل الولادة الطبيعية، كما تتطلب عادةً ولادة قيصرية مجدولة. أعراضها: نزيف غير مؤلم في الثلث الثاني أو الثالث، وقد لا تشعرين بأي شيء، ويُكتشف صدفة في السونار، ولكن الجميل والمبشر أنها لا تعني خطراً دائماً، أحياناً "ترتفع" المشيمة تدريجياً مع تمدد الرحم. انفصال المشيمة المبكر (Placental abruption) وهو حالة طارئة حيث تنفصل المشيمة كلياً أو جزئياً عن جدار الرحم قبل موعد الولادة، ومخاطرها تتمثل في: - نقص الأكسجين للجنين. - نزيف حاد للأم. - ولادة مبكرة أو وفاة الجنين. الأعراض:
ألم مفاجئ ومستمر في البطن.
نزيف بالرحم.
تقلصات رحمية متتالية.
قلة حركة الجنين.
العلاج: قد تستدعي الحالة الولادة الفورية، خاصةً إذا كان الانفصال كاملاً. قصور المشيمة (Placental insufficiency) وتحدث عندما تفشل المشيمة في نقل كميات كافية من الأكسجين والمواد المغذية للجنين، وتتمثل الخطورة في:
تأخر نمو الجنين داخل الرحم.
ولادة مبكرة أو نقص وزن المولود.
خطر الوفاة داخل الرحم.
العلامات: بطن الأم أصغر من المتوقع، قلة حركة الجنين، نتائج غير مطمئنة في السونار. العلاج: المتابعة الدقيقة. أحياناً تتطلب الولادة قبل الأوان؛ للحفاظ على سلامة الجنين.
تكلسات المشيمة (Calcification)
هي ترسّبات كلسية تظهر على المشيمة، وهي أمر طبيعي نسبياً في أواخر الحمل، لكن زيادتها المبكرة قد تعيق كفاءة المشيمة. وتصبح خطراً: إذا ظهرت مبكراً قبل الأسبوع الـ 32، وإذا ترافقت مع علامات قصور في النمو، أو نقص في السائل الأمنيوسي.
التهابات المشيمة (Chorioamnionitis)
وهي التهابات تصيب المشيمة والسائل الأمنيوسي، نتيجة بكتيريا تصعد من أسفل الرحم. الأعراض: ارتفاع حرارة الأم، رائحة كريهة في الإفرازات، تسارع نبض الجنين. المضاعفات: ولادة مبكرة، التهاب في الجهاز التنفسي للمولود، وخطر على حياة الأم والجنين إن لم يُعالج سريعاً.
المشيمة الملتصقة (Placenta accreta)
وتحدث عندما تلتصق المشيمة بعمق شديد بجدار الرحم، لدرجة أنها لا تنفصل بعد الولادة بسهولة، وهذه الحالة تُكتشف غالباً عند السيدات اللواتي أجرين ولادات قيصرية سابقة، أو من لديهن مشيمة أمامية منخفضة. النتائج: نزيف حاد بعد الولادة، أحياناً تحتاج الأم إلى استئصال الرحم.