تجربتي بعد الولادة للتخلص من الوزن الزائد.. جذبتني للتفكير في الحمل الثاني

من المخاوف التي تضعها الأم الجديدة في حسبانها هي التفكير في كيفية التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة، ما يجعلها في حيرة وقلق من أمرها؛ فالتجربة لا تتعلق فقط بالجسم، بل هي أشبه بمعركة متكاملة تشمل الصحة الجسدية، النفسية، العاطفية، وحتى الاجتماعية، في الوقت الذي تجد الأم نفسها عالقة بين حبّها لطفلها ورعايته والاهتمام به، ومحاولة استعادة رشاقتها وجمالها في عيونها ومَن حولها وبالأخص زوجها.
تقرير اليوم يضم تجربة إيجابية ناجحة؛ انتقلت فيها الأم التي كانت تحمل وزناً زائداً، إلى صورة للأم الجميلة الرشيقة التي تمتلئ بالنشاط والحيوية، وبصحبتها ينعم طفلها بالصحة والعافية. عن التفاصيل الصعبة والنتائج المبشرة تتحدث الأم سماح صاحبة "تجربتي"، اللقاء والدكتورة ناهد عبدالعظيم أستاذة النساء والتوليد لوضع بعض النصائح للأم بعد الولادة.

حقائق تهمك

• بداية يؤكد خبراء الصحة أن إنقاص وزن الأم بعد الولادة، يتم في شهرين وأكثر قليلاً، شرط مراقبة النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وكلٌ يتم تحت إشراف الطبيب.
• أطباء التخسيس أيضاً يستطيعون القيام بإنقاص الوزن خلال أشهر قليلة، والرجوع إلى وزنك الطبيعي قبل الحمل.
• إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن قبل الحمل، فقد يستغرق الأمر مدة أطول؛ حوالي عام لإنقاص وزنك.
• الاهتمام بالمولود الجديد، وفترة التعافي من الولادة، والقيام بأدوار جديدة، يُصعّب من فقدان الوزن الزائد.
• لا بد من رعاية خاصة بالأم؛ حتى تتمكن من إعداد خطة ما لإنقاص وزنها، ما يساهم في تحسن حالتها النفسية.
• النساء اللواتي اكتسبن قدراً كبيراً من الوزن بعد الولادة، لا يستطعن فقدانه في السنة الأولى.
• ضرورة الاهتمام بوضع برنامج يشرف عليه أخصائي تخسيس، مع متابعة للطبيب.

"تجربتي" لإنقاص وزني بعد الولادة

تحكي الأم سماح تجربتها فتقول:
بدأتْ تجربتي يا صديقاتي عندما حاولتُ ارتداء فستان من ملابسي القديمة، بعد شهرين من ولادة طفلي الأول؛ حيث وقفت أمام المرآة وأنا أضحك، لا أصدق ما أراه وما أصبحت عليه، فكنت أحاول إقناع نفسي بأن ضيق الفستان يرجع لغسله بطريقة خاطئة، أو ربما لسوء نوع مسحوق الغسيل، لكن خلف هذا الكلام غير الحقيقي، كانت ترقد بداخلي الحيرة، والقلق والإرهاق، والرغبة الصادقة في استعادة ما كان!
معركتي مع المطبخ والثلاجة:
تقول الأم سماح: كل يوم كنت أصحو على أمل البدء في تنفيذ نظام الحمية الغذائية، أن أتناول إفطاراً وغذاءً وعشاءً صحياً، لكن ينتهي بي الأمر بتفتيش الثلاجة بالمطبخ؛ لعمل ساندويتشات إضافية ومشروبات باردة محلاة بالعسل لاستكمال وجبتي.
ومن أصعب ما كنت أواجهه؛ هو الحفاظ على نظام غذائي صحي حتى نهاية اليوم، وسط ضغوط الحياة اليومية التي أعيشها، ولا أستطيع الفكاك منها، ومنها الجوع المفاجئ، قلة الوقت، ما جعل الالتزام بالأكل الصحي تحدياً لا يُستهان به.
معظم النصائح الطبية التي كنت اقرأ عنها أو أسمعها من المحيطين، كانت تشدد على أهمية تناول الخضروات والفواكه، والبروتينات الصحية كالبيض والبقوليات، مع تقليل السكريات والأطعمة المصنعة، لكنها على أرض الواقع- للأسف- نصائح يصعب تنفيذها عندما يكون وقتي محصوراً بين رضعة، ونوم متقطع، وبكاء متواصل للمولود.
ورغم هذا بدأت الحمية خطوة من بعد خطوة؛ فكنت أخصص ساعة أسبوعياً لتحضير وجبات خفيفة صحية، مثل مكعبات الجزر والتمر، كي لا أضعف أمام البسكويت الجاهز مثلاً.
النوم ضرورة لكنه الحلم المستحيل:وتكمل الأم سماح تجربتها فتقول: لا يُدرك الكثيرون أن النوم الجيد ليس رفاهية للأم الجديدة، بل هو ضرورة حيوية؛ فقلة النوم تؤثر على التوازن الهرموني وتزيد من الشهية، وتضعف الإرادة لممارسة الرياضة أو اتخاذ قرارات صحية.
قلة النوم تسبب السمنة وأضحك من نفسي؛ لأنني لم أكن بمقدوري النوم أكثر من ساعتين متواصلتين منذ ولادة ابني، في تلك الفترة الأولى وجدت بعض الحلول البسيطة مثل النوم في نفس وقت القيلولة القصيرة للرضيع، أو تقاسم المهام الليلية مع الزوج كلما أمكن.
والخطير والضار جداً بحالتي، أنني قرأت دراسات حديثة أثبتت؛ أن نقص النوم في الأشهر الأولى بعد الولادة يضاعف احتمال احتفاظ المرأة بوزن زائد لسنة أو أكثر، لأسباب تؤثر على حرق الدهون وتنظيم الشهية.
الحركة بعربة الطفل أنقذت عضلات البطن:
لم أكن من محبّي رياضة المشي، لكني وجدت أن السير مع عربة الطفل يشكل بداية مثالية، فكنت أخرج كل يوم نصف ساعة، أتكلم مع نفسي أحياناً واحكي مع الطفل أكثر كثيراً.
وعرفت ممن حولي وأطباء العائلة الذين ملوا من كثرة أسئلتي؛ أنه لا يُشترط فقدان الوزن بعد الولادة عن طريق التمارين القاسية، بل الأهم هو الانتظام في النشاط البدني يساهم في استعادة اللياقة دون ضغط.
لازالت الأم سماح تحكي تجربتها بحماس وفخر شديد فتقول:
من خلال رحلتي وتجربتي في إنقاص وزني، تعرفت إلى كثير من الأمهات ممن يعانين من عدم الرضا عن شكلهن الخارجي بعد الولادة، وكانت نظرتهم قاسية لأنفسهن، وكأن جسد ما بعد الولادة لا يخصّهن، ما أدى إلى ضعف الثقة بالنفس أو نوبات اكتئاب خفيفة.
وتواصل حكايتها بصدق:
أنا لم أكن استثناء، فكثيراً ما كنت أنظر لنفسي وأشعر أنني أم فقط، لا امرأة أو زوجة، كنت ألوم نفسي مرات؛ لأنني لم أعد أبدو كما كنت، لكن الدعم من خلال الحوارات مع أخريات، أو مشاركة مشاعري مع زوجي، بدأتُ أدرك أن التغيرات الجسدية التي أنا وغيري عليها تعتبر طبيعية، مؤقتة، من دون أن أقلل من قيمتها.
واستطعت فعلياً بتقنيات بسيطة؛ كالتأمل، الكتابة، وحتى التنفس العميق، المرور من الأزمة وتجاوز مشاعر التوتر والإحباط، والأقوى من ذلك ولأنني خضت تجربة ناجحة لإنقاص الوزن، بتُ أفكر في الحمل والإنجاب للمرة الثانية.

طرق لخفض الوزن سهلة ومدروسة:

الغذاء الصحي والمشي

هنا تؤكد الكتورة ناهد عبدالعظيم أستاذة النساء والتوليد: أن تناول الغذاء الصحي بجانب الرياضةكالمشي مثلاً، على أن يبدأ ببطء ولمدة 5 دقائق، حتى الوصول لـ30 دقيقة يومياً، وبعد المشي لمدة 12-14 أسبوعاً الأولى من ولادة طفلك، يمكن مراجعة الطبيب لإضافة تمارين القوة على تمرين المشي.

فوائد المشي قبل الإفطار لا تقدر بثمن هل تودين التعرف إلى التفاصيل؟

عدم تخطي أي من الوجبات الرئيسية

لا تجعلي من تخطي أي من وجبات الطعام الرئيسية عادة؛ لأن جسمك يحتاج إلى العناصر الغذائية المتوفرة في كل وجبة.
تجنبي الرجيم السريع، وركزي دائماً على فقدان الدهون ببطء وثبات، ولا تقللي من تناول 1800 سعرة حرارية في اليوم.

التزمي بنظام غذائي وراقبي السعرات

التزمي بنظام غذائي صحي، من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف، بجانب البروتينات الصحية مثل المكسرات والبذور والبيض والبقوليات.
وجبات خفيفة كالفواكه الجافة واللبن اليوناني، مع تجنب السكر والكربوهيدرات الحرارية لقلة احتوائها على العناصر الغذائية.

لعب الرياضة وتمارين القوة

ممارسة الرياضة بانتظام طريقة رائعة للتخلص من الكيلو جرامات الزائدة من جسمك، بجانب المشي يمكن القيام بنشاط الجري والركض وركوب الدراجات.
جلسة مدتها 30 دقيقة فقط ستحدث فرقاً كبيراً، يمكنك ضبط نوم طفلك بمساعدة زوجك أو أحد المقيمين معك بالبيت.
لا تقسي على نفسك، الجسد احتاج 9 أشهر ليصل إلى ما هو عليه، وسيحتاج وقتاً مماثلاً للعودة، اجعلي الطعام الصحي متاحاً وسهل التحضير.

خصصي وقتاً للراحة والنوم، ولو دقائق يومياً

• ابدئي بالرياضة بما يتناسب مع حالتك، كل حركة تحتسب.
• شاركي مشاعرك ولا تعزلي نفسك، الدعم يصنع الفارق،
• تذكري: صحتك ليست فقط في شكلك، بل في إحساسك.

*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.