أكد الأطباء والباحثون أن انتشار موجات الحر خلال فصل الصيف تؤثر على جسم الأمهات الحوامل أكثر من غيرهن؛ حيث وِجد أن تأثير درجات الحرارة المرتفعة (35-45 درجة مئوية) يمكن أن يستمر بعد انتهاء الفترة، ما يجعلها أحد أسباب الإجهاض، ولهذا يعد الإجهاض من المضاعفات التي قد تهدد النساء في هذه الأشهر الحارة، وقد يصل خطر وفاة الجنين إلى الضعفين بسببها.
في السطور التالية يوضح الدكتور أحمد بكري أستاذ النسا والولادة سبب تزايد حالات الإجهاض في فصل الصيف، وطرق الحماية مستعرضاً الأسباب والأعراض، مُدعماً حديثة بالدراسات والأبحاث.
أسباب الإجهاض متعددة ومتنوعة

والحقيقة العلمية أن أسباب الاجهاض لا يقتصر على ارتفاع درجة حرارة الجو في الصيف فقط، بل هي ترتبط أيضاً بنمو الجنين أو بالأم أو بكليهما، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، أو بسبب عوامل أخرى مثل: التشوهات الكروموسومية، وهي السبب الأكثر شيوعاً. كما تلعب عوامل أخرى مثل عمر الأم، وصحة الأم، ونمط الحياة دوراً أيضاً.
أسباب مرتبطة بالجنين:
وهناك خطر في ولادة جنين ميت بعد 3-5 أيام من التعرض لطقس شديد الحرارة، تشوهات الكروموسومات تُعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإجهاض التلقائي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث يحدث خلل في عدد أو بنية الكروموسومات.
عيوب خِلقية:
قد تكون هناك عيوب خِلقية في الجنين تؤدي إلى عدم قدرته على البقاء على قيد الحياة.
مشاكل في انغراس البويضة: قد لا تنغرس البويضة الملقحة بشكل صحيح في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى الإجهاض.
عمر الأم: من الأسباب المرتبطة بالأم؛ حيث تزداد فرص الإجهاض مع تقدم عمر الأم، خاصة بعد سن 35 عاماً.
حالات صحية:
بعض الحالات الصحية للأم مثل السكري غير المنضبط، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الغدة الدرقية، بجانب بعض الأمراض المناعية، التي تزيد من خطر الإجهاض.
مشاكل في الرحم أو عنق الرحم:
قد تكون هناك تشوهات في الرحم أو ضعف في عنق الرحم (قصور عنق الرحم) تزيد من فرص الإجهاض.
الالتهابات: بعض الالتهابات مثل الحصبة الألمانية، وفيروس الهربس، وداء المقوسات، يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض.
التدخين السلبي:
بمعنى التواجد بالقرب من المدخنين، بما يزيد من خطر الإجهاض، وقد تزيد بعض الأدوية، مثل أدوية الاكتئاب، من خطر الإجهاض.
أسباب أخرى للاجهاض:
الإجهاض المتكرر: قد يكون له أسباب وراثية أو مناعية تؤدي إليه، وهناك بعض العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع، قد تزيد من خطر الإجهاض.
من المهم ملاحظة أن سبب الإجهاض لا يُعرف في كثير من الحالات، وأن الإجهاض هو أمر شائع، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
أعراض الإجهاض في الأشهر الأولى

العلامة الأولى: النزيف
إذ يُعد النزيف من أعراض بداية الإجهاض في الأشهر الأولى، ويحدث نتيجة انفصال الحمل وتلف الغشاء المخاطي للرحم، وقد يبدأ بشكل خفيف جداً أو في صورة بقع ثم يصبح غزيراً، كعلامة تحذيرية.
وقد يشير النزيف إلى وجود مشاكل أخرى غير الإجهاض؛ مثل الحمل خارج الرحم، ومع ذلك ينبغي استشارة الطبيب عند ملاحظة أي نزيف ولو كان بسيطاً.
العلامة الثانية: تقلصات وآلام أسفل البطن
تشمل أعراض الإجهاض أيضاً، الشعور بألم في منطقة الحوض يشبه آلام الدورة الشهرية، ولكنه يكون أكثر حدة، ويزداد مع زيادة النزيف.
وهنا لا بد من التذكير بأن الشعور ببعض التقلصات الخفيفة في بداية الحمل يعد أمراً طبيعياً نتيجة التغيرات التي تحدث في الرحم.
العلامة الثالثة.. اختفاء أعراض الحمل
تظهر أعراض الحمل الشائعة على العديد من النساء في الأشهر الأولى؛ مثل غثيان الحمل، والتعب ووجع الثدي؛ نتيجة التغيرات التي تحدث في الهرمونات.
وقد يكون اختفاء هذه العلامات مبكراً بشكل مفاجئ بعد ظهورها، من أعراض الإجهاض، مع العلم أنها غالباً ما تختفي تلقائياً في الثلث الثاني من الحمل.
الأعراض الأولية للحمل.. انتبهي لها وتعاملي معها برفق
أبحاث ودراسات تؤكد خطورة حرارة الصيف

- كشفت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، أن التقلبات الجوية التي يشهدها الطقس مع تغير الفصول، مثل الموجة الحارة في فصل الصيف، قد تُعرض الحوامل لخطر الإجهاض، خاصة مع عدم الاستعانة بطرق التهوية - التكييف - والترطيب.
- وتوصلت الدراسة لهذه النتيجة المثيرة للقلق بعد مراقبة الحالة الصحية لـ6104 سيدات حوامل لمدة 6 أشهر؛ حيث تبين للباحثين أن معدل الإجهاض زاد بنسبة 44% في أواخر شهر أغسطس وأوائل شهر سبتمبر، وفي المقابل انخفض الخطر إلى 31% في شهر فبراير.
- وأرجع الفريق البحثي السبب إلى ارتفاع درجة حرارة الطقس وتأثيراته السلبية على صحة الحامل، خاصة هؤلاء الحوامل اللواتي -بطبيعتهن- تزداد حرارة أجسامهن على 39 درجة مئوية، فهن أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري والجفاف.
أسباب أخرى للإجهاض:
عيوب خِلقية في قلب الجنين خطر يهدد الحامل
حيث تعاني الحامل المصابة بالجفاف من الدوخة، وإذا ارتطمت بالأرض، قد يعرضها ذلك لمضاعفات في غاية الخطورة، مثل الإجهاض أو انفصال المشيمة.
الولادة المبكرة
كما يؤدي الجفاف أثناء الحمل الناتج عن حرارة الصيف العالية بدون شرب ماء، إلى الإصابة بتقلصات براكستون هيكس، وهي انقباضات تحدث في البطن أو منطقة الحوض، تشبه إلى حدٍ كبير الآلام التي تسبق الولادة، لذلك يُطلق عليها أطباء النساء والتوليد اسم "المخاض الكاذب".
عيوب خلقية للجنين
وهناك ضرر آخر يهدد الحامل عند ارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف، حيث أظهرت دراسة منشورة في مجلة "جمعية القلب الأمريكية"، أن الطقس الحار قد يزيد من عدد المواليد المصابين بعيوب خِلقية في القلب.
نصائح للحامل في الصيف

هناك نصائح يجب على الحامل الالتزام بها في فصل الصيف، لتجنب الإصابة بالمضاعفات المحتملة، أبرزها:
- تناول الأطعمة الغنية بالماء، مثل الخضروات والفواكه وتناول العصائر الطبيعية أيضاً.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس أثناء رياضة المشي.
- الجلوس في مكان بارد وجيد التهوية.
- ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون قبل الخروج من المنزل صباحاً.
- عدم الخروج من المنزل في الموجة الحارة.
- التوقف عن القيام بالأنشطة البدنية عالية الكثافة.
- طلب المساعدة الطبية عند الشعور بأي أعراض غريبة.
شرب الماء ضرورة في الصيف

الإكثار من شرب الماء والسوائل لترطيب الجسم، إذ وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشمل أعراض ارتفاع درجة الحرارة: الجلد الدافئ، والصداع، والدوخة، وتشنجات العضلات والغثيان.
النساء الحوامل اللواتي لديهن درجة حرارة الجسم فوق 102.2 درجة فهرنهايت، هن أكثر عرضة لخطر السكتة الدماغية الحرارية، واستنفاد الحرارة والجفاف.
ارتفاع الحرارة يمكن أن يزيد من حدوث نوبات الإغماء، وإذا أُصيبت المرأة الحامل بالدوار والسقوط، فقد يتسبب ذلك في مضاعفات أكثر، بما في ذلك المخاض المبكر أو انفكاك المشيمة، مما قد يتطلب الولادة المبكرة.
ضرورة بقاء الجسم رطباً مع ارتداء ملابس فضفاضة، خاصة إذا كانت المرأة تمارس التمرينات في الخارج لفترات طويلة من الزمن، مع تجنب التعرض لارتفاع درجة الحرارة، فبقاء الجسم رطباً هو أحد أهم الأشياء.
*ملاحظة من سيدتي قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.