mena-gmtdmp

متى يُسمع  نبض الجنين؟ وهل للوراثة والصحة النفسية والبدنية للأم دخل؟

صورة لحامل في الشهور الأولى
حامل في الشهر الثالث تنتظر سماع نبض الجنين

أثبتت الإحصاءات أن 20٪ من النساء قد لا يسمعن نبض الجنين في موعده المتوقّع، من دون أن يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية خطيرة. هذه الحقيقة قد تصدم بعض الأمهات، لكنها تؤكد أن تطوُّر الحمل أو نموّ الجنين، لا يسير دائماً وَفق جدول زمني موحّد ثابت. في هذا التقرير نستعرض بتفصيل مبسّط، متى يمكن للأم سماع نبض الجنين للمرة الأولى؟ ولماذا قد يتأخر هذا النبض في الظهور؟ وما دور صحة الأم النفسية والجسدية وجينات الوراثة قبل وخلال الحمل؟ اللقاء والدكتورة عاليا المغربي أستاذة طب النساء والتوليد، للإجابة على كلّ تلك الأسئلة.

أفكار تهمكِ:

عادة ما يتأخر سماع نبض الجنين

سماع نبض الجنين للمرة الأولى لحظةٌ لا تُنسى، لكنها علمياً لحظة لا تحدث في نفس التوقيت لدى الجميع.
لا ينبغي للحامل أن تعاني من القلق، أو تدعه يتسلل إلى قلبها؛ إذ عادةً ما يتأخر سماع هذا النبض قليلاً.
مفتاحكِ سيدتي الحامل هو الصبر، والمتابعة الطبية المنتظمة، والحفاظ على نمط حياة صحي.
النبضة التي تسعَين لسماعها، تبدو بسيطة في بدايتها، بينما تعَد أول إيقاع لحياة جديدة تشعرين بها كأم.

متى يُسمع نبض الجنين؟

جهاز لقياس معدل نبضات الجنين

يبدأ قلب الجنين في النبض في مرحلة مبكرة للغاية- حوالي الأسبوع السادس من الحمل بحسب العمر الجنيني؛ أي بعد أربعة أسابيع من التلقيح تقريباً، بينما سماع هذا النبض لا يحدث فور تكوُّنه.
في العادة، يمكن للطبيب سماع نبض الجنين باستخدام جهاز "الدوبلر" في الأسبوع التاسع إلى الثاني عشر من الحمل. أما في الأسابيع الأولى؛ فغالباً ما يُرصد نبض القلب بصرياً، من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، كوميض بسيط على الشاشة، من دون أن يكون هناك صوت مسموع.
يُعَد الأسبوع الثاني عشر هو الخط الفاصل؛ حيث يتوقع الأطباء إمكانية سماع النبض بوضوح عند معظم النساء. إلا أن التأخُّر في هذا لا يعني بالضرورة وجود خلل أو إجهاض وشيك.

أسباب تأخُّر سماع نبض الجنين

آباء يتحسسون سماع نبض الجنين

تأخُّر سماع نبض الجنين، هو أحد أكثر الأمور التي تثير القلق لدى الأمهات الحوامل. لكن الطب يطمئن السيدات الحوامل؛ بأن التأخُّر في سماع النبض له أسباب متعددة، معظمها طبيعي وغير مقلق، مثل:
الحساب غير الدقيق لعمر الحمل:
كثير من النساء يحسبن بداية الحمل من تاريخ آخر دورة شهرية، من دون الانتباه لاحتمال تأخُّر الإباضة، أو حدوث الإخصاب في وقت غير معتاد. هذا الاختلاف الزمني قد يعني أن الجنين أصغر عمراً مما يُعتقد، وبالتالي لايزال نبضه غيرَ مسموع.
وضع الرحم أو المشيمة:
إذا كان الرحم مائلاً إلى الخلف (وهو ما يُعرف بالرحم المقلوب)، أو إذا كانت المشيمة تتكوّن في الجهة الأمامية للرحم؛ فقد تُعيق هذه العوامل سماع النبض بوضوح عبْر الأجهزة التقليدية.
وضع الجنين داخل الرحم:
قد يكون الجنين في زاوية أو خلف المشيمة؛ مما يُخفي صوته عن جهاز الدوبلر. كذلك فإن حركة الجنين وموقعه المتغيريْن باستمرار، يجعلان الاستماع إلى نبضه يتطلب صبراً وتجرِبة أكثر من مرة.
زيادة الوزن أو دهون البطن:
الدهون الزائدة قد تعوق وصول صوت النبض من الرحم إلى الجهاز؛ خصوصاً في المراحل المبكرة من الحمل.
نوع الجهاز المستخدَم:
أجهزة الاستماع المنزلية ليست بنفس حساسية الأجهزة الطبية المتخصصة؛ مما يجعل استخدامها المبكر قد يُسبب إحباطاً للأم من دون مبرر.
هذه الأسباب مجتمعة، تدفع الأطباء إلى تجنُّب إجراء فحوص نبض الجنين في الأسابيع الأولى، إلا إذا كانت هناك ضرورة طبية واضحة.

هل للصحة النفسية للأم وجينات الوراثة تأثير؟

علمياً لا توجد أدلة قاطعة تربط بين الحالة النفسية أو الوراثية للأم، وتوقيت سماع نبض الجنين. لكنّ هناك اتفاقاً طبياً على أن صحة المرأة النفسية والجسدية تؤثر بشكل غير مباشر في تطوُّر الحمل، وبالتالي في ظهور مؤشرات النموّ، مثل نبض القلب.

كيف تعمل الصحة النفسية من بعيد:

القلق، التوتر وقلة النوم: قد لا تؤخّر نبض الجنين بشكل مباشر، لكنها قد تؤثّر على شهية الأم وتغذيتها، أو قدرتها على الالتزام بالرعاية الصحية.

التاريخ الوراثي:

رغم أن أمراض القلب الوراثية تُعَد أحد عوامل الخطورة في الحمل، إلا أن ظهور وسماع نبض الجنين لا يرتبط عادة بهذا العامل في الشهور الأولى؛ مما يشير إلى أن وضوح النبض في هذه المرحلة، هو نموٌّ طبيعي ومن خلال تكوُّن الأجهزة الحيوية، ولا وجود لتأثير أيّة جينات.

الأمراض المزمنة أو سوء التغذية:

إذا كانت الأم تعاني من أمراض مثل فقر الدم، أو تتبع نظاماً غذائياً ضعيفاً قبل الحمل؛ فقد ينعكس ذلك على تطوُّر الجنين، بما في ذلك تكوُّن القلب ونشاطه.

هل تؤثر صحة الأم قبل الحمل على قلب الجنين؟

الاهتمام بصحة الحامل يؤثر على الجنين
  • الاهتمام بصحة الأم قبل الحمل من أهم الخطوات لضمان نموّ جنيني سليم؛ حيث يؤثر نقص حمض الفوليك والحديد مثلاً على تكوين أعضاء الجنين الرئيسية مثل القلب والدماغ.
  • سوء التغذية أو الإصابة بالأمراض المزمنة لدى الأم، يضاعف احتمالات تأخُّر نموّ الجنين داخل الرحم، وهو ما قد ينعكس على نبض الجنين أيضاً.
  • النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة وفيتامينات الحمل، يوفّر بيئة مثالية لتطوُّر قلب الجنين، وإن لم يُسرّع بالضرورة في جعله مسموعاً في وقت أبكر.

نصائح عملية للحدّ من القلق عند تأخُّر سماع النبض

زوجان يطمئنان على سير الحمل ونموّ الجنين

انتظري واصبري حتى الأسبوع الثاني عشر: ولا تحاولي سماع النبض في المنزل قبل هذا الموعد، لتجنُّب القلق.
قومي باستخدام الجِل الطبي المناسب: حالة استخدام دوبلر منزلي؛ حيث يساعد الجِل في تحسين انتقال الموجات الصوتية.
الاسترخاء خلال الفحص: التوتر قد يجعل عضلات البطن متيبسة؛ مما يصعّب عملية الاستماع.
زيارة الطبيب عند الحاجة: إذا لم يُسمع نبض الجنين حتى الأسبوع 13، فيُفضل إجراء فحص بالألتراساوند؛ لتقييم الوضع.
لا يظهر نبض الجنين بوضوح: خاصة في الفحوصات الأولية لنحو 15-20% من حالات الحمل في الأسابيع الأولى، من دون أن يشير ذلك إلى مشاكل في الحمل.
* ملاحظة من«سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.