لقد جهزتَ مائدة العشاء، وأنتَ فخورٌة جداً بتشكيلة الأطعمة الصحية المتنوعة التي تُناسب جميع الأذواق، بحيث خرجت بمنظر خضراوات لم يتأذ من السلق، وبتتبيلة رائعة، لكن الطفل الصغير جلس إلى المائدة، ورفض الطعام، فيما توسلت أنت إليه قائلة: "من فضلك، فقط جرّب الخضراوات التي أعددتها لك."، حتى احتدت لهجتك رداً على رفضك، ووصلت إلى عبارة: "لن تترك هذه الطاولة حتى تأكل البروكلي"، وأخيراً، حان وقت الرشوة بعد الرفض المتكرر والمتعب، "جربيها، ويمكنك الحصول على كعكة".
كل هذه الدراما على العشاء والخضار؟ لا تزال في الوعاء، فيما أنت في حيرة يخلصك منها الأطباء والمتخصصون، الذين يفترضون ألا يكون الأمر صعباً للغاية - بالنسبة لك أو لطفلك الذي يتناول الطعام بشكل انتقائي، واعلمي أنه من الطبيعي ألا يكون الأطفال الصغار متحمسين لتجربة أطعمة جديدة. فحياة الأطفال مليئة بالبروتينات الجديدة، والأشياء الجديدة التي يتعلمونها، والأصدقاء الجدد الذين يلعبون معهم. أحياناً، قد تكون الخضراوات الجديدة أمراً زائداً عن الحد.
مع ذلك، أنتِ ترغبين في أن يحصل طفلكِ على جرعته من الفيتامينات والمعادن التي تعلمين أنها تأتي من المنتجات الطازجة. فهي مهمة لنموه، وجزء لا يتجزأ من بناء علاقة صحية مع الطعام. لذا، يقدم لك خبراء التغذية بعض النصائح والحيل المجربة والفعّالة لتشجيع أطفالكِ على تناول الخضراوات.
طرق لتشجيع الأطفال الذين يعانون من صعوبة في تناول الطعام على تناول الخضراوات
القاعدة العامة هي أن تُشكّل المنتجات (أي الفواكه والخضراوات) نصف طبقك. وهذا ينطبق على الأطفال والكبار على حدّ سواء.وعليك توزيع الحصص بين الوجبات، حتى الخفيفة منها، أي لا تقدميها مرة واحدة، ولمساعدة طفلكِ على الحصول على الأطعمة الطازجة التي يحتاجها جسمه أثناء نموه، اتبعي الآتي:
حدّدي هدفك بكمية الخضراوات المناسبة

إذا كان طفلك يفضل تناول قطع الدجاج الصغيرة على الفاصوليا الخضراء، فاعلمي أن نصف الأطفال لا يتناولون الخضراوات يومياً، وحسب الاحتصاصيين أن عليهم تناول الكميات التالية من الخضراوات يومياً:
- الأطفال من عمر 12 إلى 23 شهراً: 2/3 إلى 1 كوب.
- الأطفال من عمر سنتين إلى أربع سنوات: من كوب إلى كوبين.
- الأطفال من عمر 5 إلى 8 سنوات: 1 1/2 إلى 2 1/2.
- الفتيات من 9 إلى 13 سنة: من 1 1/2 إلى 3 أكواب.
- الأولاد من 9 إلى 13 سنة: من 2 إلى 3 1/2 كوب.
- الفتيات من 14 إلى 18 سنة: 2 1/2 إلى 3 أكواب.
- الأولاد من 14 إلى 18 عاماً: من 2 1/2 إلى 4 أكواب.
بالنسبة للتفاصي، فإن كوباً من الخضراوات يقاس تقريباً بجزرتين متوسطتين، أو حبة بطاطا حلوة كبيرة أو ساقين من الكرفس.
لا تضغطي على نفسك وعلى طفلك
الآن بعد أن تعرفت إلى كمية الخضراوات التي يجب أن يأكلها طفلك، قد تشعرين بحافز لتقديم الخضراوات إليه كما قرأت، لكن ذلك قد لا يتحقق، وبدلاً من ذلك، تنفسي ولا تدخلي في صراع إرادات مع طفل صغير. على الأرجح لن تفوزي.
وعندما يتعلق الأمر بأوقات الوجبات، لكلٍّ من البالغين والأطفال خيارات وأدوار. ينبغي أن يكون الآباء والمربون هم من يتخذون قرارات بشأن ما يأكلونه، ومتى يأكلون، وأين يأكلون. أما الأطفال، فهم من يقررون ما إذا كانوا يأكلون أم لا.
لذلك لا تُلحّي، ولا تُرشي، ولا تُعاقبي. وقدمي الخضراوات باستمرار وشجّعي طفلك على لمس الطعام، أو شمّه، أو وصف لونه أو قوامه. هذه كلها تفاعلات إيجابية للغاية مع الطعام - حتى لو لم يضعه في فمه.
الفكرة هي أن تشجيع الأطفال على استخدام حواسهم الأخرى لتعلم الأطعمة يُزيل الغموض. بحلول الوقت الذي يشاهدون فيه القرع العسلي للمرة العشرين، سيعرفون ماهيته، ورائحته، وملمسه، ولونه. لم يعد جديداً أو مميزاً أو مخيفاً. كل ما تبقى هو تجربته عندما يكون مستعداً.
استخدمي التوابل والصلصات
قد تبدو الخضراوات العادية جيدة بالنسبة لك، ولكن قد يفضل طفلك شيئاً يحتوي على المزيد من الإثارة. قد يكون دهن زبدة الفول السوداني للطفل على الكرفس أكثر جاذبية من مضغ عوده مباشرةً. أو غمس بعض الجزر في الحمص قد يُضفي متعةً على تناول الطعام.
وبالمثل، فإن رش بعض التوابل على الخضراوات، مثل توابل الرانش، أو الزعتر، أو غيرها من النكهات المفضلة، قد يزيد من الطعم ويثير بعض الاهتمام.
جرّبي هذه الخضراوات المناسبة للأطفال الصغار

تعتمد أفضل أنواع الخضراوات لطفلك على عوامل عديدة، مثل عمره وتفضيلاته لبعض القوام أو المذاق. لكن بشكل عام، يُنصح بالتركيز على الأطعمة الصحية التي تُشكل خطراً منخفضاً للاختناق. هذا يعني أن الخضراوات الطرية والمطبوخة قد تكون من أفضل الخيارات للأطفال الصغار. وقد تتضمن بعض الخيارات المناسبة للأطفال ما يلي:
- الجزر المطبوخ؛
- الفاصوليا الخضراء المطبوخة؛
- بروكلي؛
- قرنبيط؛
- قرع؛
- البطاطا الحلوة؛
- خيار.
تحدثي مع طفلك عما تفعله الخضراوات
نعلم أن الخضراوات غنية بالعناصر الغذائية التي تُغذي أجسامنا. لكن ربما لا يُدرك طفلك الفرق بين فوائد السبانخ المُعززة للمناعة والسعرات الحرارية الفارغة في رقائق البطاطس والحلويات.
إن شرح التغذية الصحية للأطفال يساعدهم على فهم دوافعك وسبب عدم اعتبار الكعك طبقاً رئيسياً. لكن احرصي على أن يكون شرحك واضحاً ومفهوماً. فبعد أن يتناول طفلك طبقاً من المعكرونة ثم يطلب الحلوى، يمكنكِ محاولة قول شيء مثل: " تذكري نقديم وجبة متوازنة. فالمعكرونة تمنح طفلك طاقة كبيرة. الآن، وعليك التركيز على أطعمة تُشعرك بالراحة، أو أطعمة تُقوي عضلات طفلك.
خذي بعين الاعتبار الفيتامينات المتعددة
بينما تعملين على زيادة تناول طفلكِ للخضراوات، قد تفكرين في تجربة الفيتامينات المتعددة للأطفال في هذه الأثناء. يجب عليكِ دائماً استشارة طبيب طفلكِ، قبل البدء بتناول المُكمّلات الغذائية للطفل مع ذلك، قد تكون الفيتامينات المتعددة خياراً مفيداً لبعض الأطفال. حيث يمكن أن تُشكّل الفيتامينات المتعددة ضماناً ممتازاً للأطفال الذين لا يتناولون الفاكهة والخضراوات. لكن اتباع نظام غذائي متوازن سيكون دائماً أكثر فعالية لتغذيتهم.
إذا كنت ترغبين في تناول فيتامينات متعددة للأطفال، فابحثي عن منتج مناسب لعمر الطفل، ومكتوب على ملصقه "معتمد من مؤسسة العلوم الوطنية". هذا يعني أنه خضع لاختبار جهة خارجية مستقلة. في نهاية المطاف، اعلمي أنك تبذلين قصارى جهدك. وهذا كل ما يمكن لأي شخص أن يطلبه. إن رفض الخضراوات والأطعمة الأخرى غالباً ما يكون تطوراً طبيعياً لدى الأطفال لاستكشاف عالمهم ومعرفة ما يمكنهم قبوله أو رفضه. هذا جزء طبيعي من نمو الأطفال، فكل ما يمكننا فعله هو إعدادهم للنجاح ومواصلة تقديم الأشياء لهم. إذا كنت قلقة بشأن الأمر وتحاولين إيجاد حل، فأنت تقومين بعمل رائع على الأرجح.
من عمر 6 أشهر حتى عام: خضراوات لا تستغني عنها وأخرى تجنبيها
اشركي أطفالك الصغار في تحضير الوجبات

منذ نعومة أظفارهم، يرغب الأطفال في تقليدك. إنه جزء طبيعي من نموهم. إشراكهم في اختيار الأطعمة وتحضيرها له غرضان. بدايةً، يتيح لهم ذلك فرصة المشاركة في أنشطة الكبار التي يشتهونها. كما يتيح لهم فرصة التفاعل مع خضراوات وأطعمة أخرى لم يألفوها من قبل. وعندما يشعرون ببعض المسؤولية والمشاركة في الطعام، فقد يجعلهم ذلك أكثر اهتماماً بتذوقه.
حاولي ألا تصنفي طفلك
عندما تقولين أشياء مثل "أحمد لا يأكل الهليون"، يصبح كلامك قاعدة. لقد قررت أنه لا يحبه، لذا توقفت عن تقديمه. النتيجة: لم يعتد على الهليون. وعندما عدتَ لتقديمه مرة أخرى، لم يرغب في تناوله. ويتأكد استنتاجك الأصلي. لم يأكل أحمد الهليون. ولكن ذلك لأنه لم يكن على دراية به، وليس بالضرورة لأنه لا يحبه.
ونجن كأمهات، قد نعتاد على قول: "طفلي لا يحب هذا أو ذاك". أنت بهذا تصنفين طفلك. بدلاً من ذلك، تذكري أن الأطفال يتغيرون وينمون طوال الوقت. في يوم، ينغمسون في الرسم بشغف، وفي اليوم التالي، ينشغلون ببناء برج المكعبات العملاق. تتغير اهتماماتهم، وكذلك أذواقهم في الطعام.
أنت مثلاً لن تتخلصي من جميع أقلام التلوين إذا قرروا عدم التلوين يوماً ما. فلماذا لا تتركي الخيارات مفتوحة أيضاً فيما يتعلق بالأطعمة التي يتناولونها؟
لا تحاولي إخفاء الخضراوات في أطباق الأطفال
ربما رأيتِ وصفاتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي أو سمعتِ من صديقٍ عن حيلٍ لإخفاء الخضراوات في أطباق طفلكَ المفضلة. اهرسي بعض القرع في طبق المعكرونة بالجبن، أو اهرسي بعض البروكلي في الكيساديلا. تعتقدين أنهم (لن يلاحظوا الفرق أبداً!). الأمر مغرٍ، أليس كذلك؟ لكن الخبراء يجدون أن هذا ليس حلاً طويل الأمد، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية. فالأطفال أذكياء، سيلاحظون أي تغيير في طعامهم المفضل، وهذا يُثير عدم الثقة، والأسوأ من ذلك، أن ذلك قد يُثنيهم عن تناول أطعمة كانت في السابق مقبولة لديهم.
بالتأكيد، هذه الإجراءات ستُدخل بعض الخضراوات إلى نظام طفلك الغذائي، لكنها لا تُعلّمه تجربة أطعمة جديدة أو تقدير الخضراوات بمفرده. فلا يعتبر ما تفعلينه حلاً، حيث يفضل الخبراء أن يتعلم الأطفال كيفية تقدير الفواكه والخضراوات من دون محاولة إخفاء الأشياء.
اجعلي تناول الخضراوات ممتعاً

الإنترنت مليء بالأدوات الصغيرة المبتكرة التي تجعل أوقات الطعام أكثر متعة للأطفال. هناك أدوات تشبه عيدان تناول الطعام تحمل رسومات ديناصورات ووحيد القرن، وأعواد أسنان عليها أشكال حيوانات، وملقط يشبه الأيدي الصغيرة، وقواطع بسكويت صغيرة لتحويل شرائح الخيار إلى قلوب ونجوم. لا شك أنك فهمت الفكرة.
إذا كانت ميزانيتك تسمح بذلك، يقترح الخبراء تجربة بعض هذه الأدوات الصغيرة لزيادة عامل الجاذبية وجعل تناول الخضراوات أكثر إغراءً.
طفلي لا يأكل جيداً.. متى يصبح الأمر خطراً على الصحة والدماغ؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص