mena-gmtdmp

ألم الصدر المفاجئ لدى المراهقين هل يستدعي القلق؟

صورة لطفل
آلام الصدر في سن المراهقة -الصورة من موقع Freepik

يُعَدُّ ألم الصدر لدى المراهقين عَرَضاً يستدعي الانتباه، على الرغم من أن أغلب أسبابه الطبية لا تتعلق بمشكلات في القلب، بل تنجم عن "ألم جدار الصدر" المحيط بالرئتين. وعلى الرغم من كون هذه الآلام غالباً ما تكون عابرة؛ فإن الفحص الطبي يظل ضرورة ملحة لاستبعاد أي مسببات نادرة وضمان العلاج الصحيح.

يلعب الوالدان دوراً محورياً في رحلة الاستشفاء من خلال تقديم الدعم النفسي والتشجيع المستمر للمراهق لتقليل حدة القلق المصاحب للألم. كما تسهم الرعاية المنزلية الواعية، والالتزام بالتوجيهات الطبية العاجلة، في مساعدة المراهقين على تجاوز هذه التحديات الصحية والعودة لنشاطهم الطبيعي، ذلك إضافة إلى أن فهم طبيعة هذه الأوجاع والتمييز بين مصادرها يمنح الأسرة الطمأنينة الكافية للتعامل مع الموقف بهدوء وحكمة. إليك وفقاً لموقع "raisingchildren" أبرز العلامات المصاحبة والتحذيرية التي توجِب الانتباه وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها.

علامات تحذيرية توجِب الانتباه

إذا لاحظتِ ضيقاً في التنفس أو تعرقاً بارداً -الصورة من موقع Freepik

لا يعاني الطفل من ألم الصدر بمفرده، بل ترافقه مجموعة من الأعراض التي تساعد الطبيب في تحديد مصدر المشكلة وسرعتها. فإذا لاحظتِ معاناة طفلك من ضيق التنفس وضربات قلب سريعة، أو تعرقاً بارداً وغثياناً؛ فقد يشير ذلك إلى معاناته من حالة طبية تحتاج إلى علاج. أما إذا كان الألم يترافق مع طعم حامض في الفم أو صعوبة في البلع؛ فقد يكون ذلك بسبب جهازه الهضمي، بينما تشير الحمى والسعال إلى وجود التهابات في الجهاز التنفسي أو أن رئته تستدعي الفحص.

تعرفي إلى المزيد حول كيفية دفع ابنك عن مخاطر المراهقة

أسباب آلام الصدر لدى المراهقين

آلام الجهاز العضلي

يُعَدُّ التهاب الغضروف الضلعي من أبرز مسببات الألم الحاد والموضعي في الصدر، حيث يشعر المراهق بألم عند الضغط على منطقة ما. كما تلعب الأنشطة الرياضية المكثفة، مثل رفع الأثقال أو الجمباز، دوراً كبيراً في إجهاد عضلات الصدر وإصابة الأربطة؛ ما يسبب ألماً مستمراً يزداد مع الحركة. في بعض الحالات، قد يكون الألم مجهول السبب ويستمر ثواني فقط، وهي حالة شائعة لا تستدعي القلق ما لم تترافق مع إغماء أو دوار حاد.

الجهازان الهضمي والتنفسي بوصفهما عوامل محفزة للألم

تلعب أمراض مثل الربو القصبي دوراً محورياً في آلام الصدر الناتجة عن تشنج القصبات الهوائية، خاصة عند التعرض للهواء الملوث أو دخان السجائر. ومن جهة أخرى، يبرز "الارتجاع المريئي" والقرحة الهضمية بوصفهما مسببات قوية للألم الذي يشبه الحرقة، وغالباً ما يرتبط هذا النوع بنوعية الطعام المتناول؛ لذا، من الضروري مراقبة ما إذا كان الألم يزداد بعد الوجبات الدسمة أو الحارة لتحديد ما إذا كان المصدر هو المعدة والمريء.

القلق وتغيرات النمو

لا يمكن إغفال الجانب النفسي؛ فتُعَدُّ المراهقة مرحلة مليئة بالضغوط التي قد تُترجم جسدياً إلى "نوبات هلع" وتسبب ضيقاً في الصدر وفرطاً في التنفس. كما تلعب التغيرات الهرمونية دوراً لدى الفتيات من خلال آلام الثدي المرتبطة بالدورة الشهرية أو التغيرات الليفية، وكذلك لدى الأولاد الذين قد يعانون من "التثدي" العابر خلال فترة البلوغ وعلى الرغم من أن هذه الآلام تُعَدُّ مزعجة وتسبب القلق للمراهق؛ فإنها تُعَدُّ جزءاً من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية في معظم الأحيان.

تشخيص آلام الصدر عند المراهقين

عند زيارة الطبيب، تبدأ الرحلة بتقييم التاريخ العائلي لأمراض القلب وفحص النشاط الكهربائي للقلب عبر "ECG" لاستبعاد أي اضطراب في النظم. قد يحتاج المراهق لإجراء "تخطيط صدى القلب" لرؤية هيكل القلب وصماماته بوضوح، أو اختبار "جهاز المشي" لمراقبة أداء القلب تحت المجهود البدني. وفي حالات أخرى، يتم اللجوء لأشعة الصدر السينية أو اختبارات وظائف الرئة للتأكد من سلامة الجهاز التنفسي وعدم وجود التهابات أو انسدادات رئوية.

الرعاية المنزلية والوقاية لآلام الصدر لدى المراهقين

التعديلات الغذائية

الابتعاد عن السوائل الغنية بالكافيين -الصورة من موقع Freepik

تُعتبر التعديلات الغذائية حجر الزاوية في التعامل مع آلام الصدر الناجمة عن مشكلات الارتجاع المريئي أو الحموضة المعوية؛ فينبغي توجيه المراهق لتجنب الأطعمة المحفزة مثل المأكولات الحارة، والمقليات الدهنية، والحمضيات القوية التي تزيد من تهيج المريء. كما يلعب الابتعاد عن السوائل الغنية بالكافيين والسكريات المفرطة دوراً كبيراً في تقليل ضغط الغازات والحموضة؛ ما يخفف الشعور بالضيق في منطقة الصدر.
لعلاج تلك المشكلة؛ يجب على المراهقين الالتزام بنظام غذائي متوازن وغني بالألياف؛ فهو لا يسهم فقط في حل المشكلات الهضمية، بل يعمل بوصفه وقاية طويلة الأمد تحمي القلب والشرايين من مخاطر السمنة والكوليسترول في المستقبل.

السيطرة على القلق والتوتر

في الحالات التي يكون فيها ألم الصدر ناتجاً عن ضغوط نفسية أو نوبات قلق، تبرز أهمية تقنيات الاسترخاء والنشاط البدني المعتدل بوصفه علاجاً منزلياً فعَّالاً جداً لإعادة توازن الجهاز العصبي. يمكن تشجيع المراهق على ممارسة اليوغا، التأمل، أو تمارين التنفس العميق التي تساعد في خفض مستويات الأدرينالين وتهدئة ضربات القلب المتسارعة التي تسبب شعوراً بالضغط في الصدر. كما أن توفير بيئة داعمة في المنزل تمنح المراهق مساحة للتعبير عن مخاوفه؛ ما يقلل من حدة الأعراض الجسدية المرتبطة بالتوتر الدراسي أو الاجتماعي، ويعزز من مرونته النفسية وصحته العامة بشكل ملموس.

نمط حياة صحي

تُعَدُّ الراحة والنوم الكافي لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً ضرورة قصوى لاستشفاء الأنسجة العضلية في جدار الصدر وتقليل الالتهابات الغضروفية البسيطة التي قد تسبب آلاماً حادة. ومن جانب آخر، يجب التنبيه على طفلك بضرورة تجنب الأنشطة البدنية الشاقة أو رفع الأثقال بطريقة خاطئة؛ لأنها تزيد من إجهاد العضلات والأربطة المحيطة بالقفص الصدري وتطيل أمد الألم. كما يمثل الابتعاد التام عن التعرض للدخان السلبي خطوة حاسمة لحماية الجهاز التنفسي من التشنجات القصبية التي تظهر على شكل آلام في الصدر؛ ما يضمن بيئة نقية تساعد الرئتين على أداء وظائفهما بكفاءة عالية.

التوعية بالوزن الصحي

يلعب الحفاظ على وزن جسم مثالي دوراً وقائياً جوهرياً؛ إذ إن السمنة تضع ضغطاً إضافياً على عضلة القلب وجدار الصدر، ما قد يفاقم الشعور بالألم أو يرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب مستقبلاً. يمكن للأمهات والآباء تحفيز المراهقين على تغيير الوجبات السريعة بخيارات صحية متكاملة، مع ممارسة رياضات خفيفة وممتعة لا تسبب إجهاداً عضلياً مفرطاً لمنطقة الصدر مثل المشي أو السباحة المعتدلة؛ فإن بناء عادات صحية في هذه السن، وتحت إشراف طبي، يضمن نمواً جسدياً سليماً ويقلل من تكرار الشكوى من آلام الصدر المرتبطة بالضعف العضلي أو قلة اللياقة البدنية.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.